( فقد أعطوا ذهباً واستلموا صابوناً ) مثل روسي يوصف الخونة الذين باعوا روسيا للغرب


كريم الزكي
2012 / 10 / 19 - 15:48     


المافيا الجديدة التي تحكم روسيا قدمت أول قسط عليها الى خزينة المنظمة اليهودية ( بناي بيت ما فوق الماسونية ) .
حديث مع *ميخائيل بولتارنين رئيس لجنة كشف الوثائق السرية للحزب الشيوعي الروسي* .
من وجهة نظره بدأ انهيار الإتحاد السوفييتي فعلياً في مالطا وقد يكون قبل ذلك ومن زمن طويل وحسب إطلاعه باعتباره رئيس لجنة كشف الوثائق السرية للحزب الشيوعي يقول أن الانهيار بدأ عندما أخذ غرباتشوف تعليماته من لندن أثناء محادثات في عام 1984 عندما زار غرباشوف لندن وجرت مباحثات بينه وبين مارغريت تاتشر وهي التي علمته ماذا وكيف يعمل . غرباتشوف والكسندرياكوفيج (يلسن) يعترفان بأنهما كانا يكرهان هذا النظام الشيوعي والبلد عموماً وبالحقيقة لم يكن النظام الشيوعي مطبقاً وإنما كانا نظاماً ( اشتراكيا إصلاحيا ) ويكرهان البلد بهذا النظام , والكثيرون يعتقدون أنه من هنا انطلقت عملية الانهيار من بريطانيا وتحديداً من مارغريت تاتشر , أما الانهيار الحقيقي فعلاً قد بداً في مالطا عام 1989 في لقاء غرباتشوف مع بوش الأب , والذي عندها سلم غرباتشوف كل أوربا الشرقية ونيكراغوا و كوباً ومن ثم الاتحاد السوفييتي.
وتخلى عن دول البلطيق بالكامل وعن الدول العربية التي كانت لا تروق لأمريكا . وبعد لقاء مالطا أصبح المبعوثون الأمريكيون يصولون ويجولون عرضاً وطولاً في دول البلطيق وهذه الدول تخلى غرباتشوف عنها لصالح الولايات المتحدة . وكذلك جولاتهم في أرجاء الاتحاد السوفييتي بكل حرية , عندها بدأ الانهيار السياسي أما الانهيار الاقتصادي فقد جهز في العام 1988 , وبطلا هذا الانهيار بوريس يلسن وغرباتشوف . اضافة لما كانت تربط الاثنين من علاقة ودية والتقائهم بالأهداف . أما ظاهرياً فكانا متخاصمين وهي مسرحية مشكوفة , لكل واحد منها دوره في هذه اللعبة القذرة . في العام 1986 حين أتى يلسن من سردلوفسك حيث جاء به غرباتشوف ليصبح أمين سر اللجنة المركزية , وينطلق من خلال هذا الموقع الجديد لتنفيذ المخطط المرسوم له سلفاً , خلفاً * لغريشن* بحجة مكافحة الجريمة . وهي لعبة لتنفيذ سياسة البروسترويكا وتنفيذ ما أتفق عليه في مالطا مع بوش الأب وهي عملية تفكيك الاتحاد السوفييتي بحيث أتقنوا أدوارهم بصورة جدية وكل واحد نفذ مهمته من طرق مختلفة بحيث التقيا في النهاية معاً في حل الإتحاد السوفييتي , وإنفضحت اللعبة بعد إزاحة غرباتشوف . وفي خطاب غرباتوشف في أجتماع اللجنة المركزية الموسع أكتوبر تشرين الأول أشاد ب * يلسن * وثمن عالياً جهود هذا الشخص ( وبالنتيجة كانت جهوده! تدمير الاتحاد السوفييتي ) . في حقبة الثمانينيات بدأت عملية تهريب الأموال بصورة واسعة من الاتحاد السوفييتي وبشكل خاص الذهب فقد تم سرقة ثلاثة ألاف طن من احتياطي الذهب للاتحاد السوفييتي خلال عامين , والعملة الصعبة والمجوهرات والأحجار الكريمة , و تم تحويل المليارات الى خارج الاتحاد السوفييتي لأنهم لا يستطيعون إيداعها في بنوك الدولة , ويتعرضون لسؤال من أين لك هذا . فقد كان كل همهم أيضاً تدمير الاتحاد السوفييتي كي يستطيعوا سرقة ما تبقى من خيرات هذا البلد وفعلاً تم لهم هذا , بعد انهيار الإتحاد السوفييتي . وطبعاً كانت تذهب هذه الأموال الى البنوك الأجنبية وقسم منها الى مصرف التجارة الخارجي . وتتوزع الى مدن رئيسية في اوربا منها لندن وجنيف وباريس وسنغافورة والى ما هنالك من البنوك الرأسمالية , مقابل الحصول على مواد غذائية بعد عملية انهيار الاقتصاد السوفييتي وانهيار كل شيء .وتمت في عملية مدروسة منظمة قامت بها (منظمة بناي بيت الماسونية الصهيونية العالمية) من خلال عملية مقايضة غير نزيهة وحسب ما يصفها الشعب الروسي بعملية مخزية جبانة ( فقد أعطوا ذهباً واستلموا صابوناً ) ومواد أخرى لا قيمة لها من هذا القبيل , إضافة أن جزء من الذهب كان يباع للصاغة حيث أنه ذهب خالص ذوا ( أربعة تسعات ) كما يقال وهذا هو ما معروف عن سبائك الذهب الروسي ومن ثم يودعون قيمة ما باعوه للصاغة من أموال في حساباتهم الخاصة في البنوك الأمريكية والبريطانية . وكانت حصة إسرائيل كبيرة من هذا الذهب الذي سرق من الاتحاد السوفييتي . والأموال التي وصلت الى إسرائيل في نهاية المطاف وصلت الى 80% من قيمة الأموال التي سرقت من الاتحاد السوفييتي . والقصة الشهيرة لذهب ياسرعرفات في بنوك بيروت ( وهو ذهب وأموال الشعب الفلسطيني ) والذي كان مودعاً في مصرف في بيروت . بث أٌلائك الذين يمارسون عمليات السرقة في كل مكان في البلد ( المافيا الروسية ) بثوا إشاعة بأن الاستخبارات الإسرائيلية تريد أن تقتحم وتداهم هذا المصرف لتسرق هذا الكنز والذي يقدر بحوالي ستة مليارات من الدولارات , فأخبر رجال الاستخبارات الروس ياسرعرفات فأنه يجب عليهم نقل هذه الأموال كي لا تقع بأيدي الإسرائيليين . ومن ثم أدعوا أن الاستخبارات الإسرائيلية داهمت المصرف واستولت على الأموال , وبالحقيقة فقد استولت عليه المافيا الروسية المتعاونة مع الإسرائيليين . ولغاية اليوم ضاع الذهب وكنوز الشعب الفلسطيني بين فكي المافيا الروسية والإسرائيلية .
كانت عمليات تهريب الذهب تتم عبر نقله بواسطة السفن الى خارج روسيا ومن هناك يتم تقاسمه بين المافيا . ونجد اليوم في روسيا أباطرة للمال أصبحوا بين عشية وضحاها . وترتيب نجاح عمليات التهريب كانت مرتبة بين المافيا القديمة ( مجموعة غرباتشوف ) في الاتحاد السوفييتي والمافيا الجديدة ( مجموعة يلسن وباقي شلة الشر في روسيا التي زرعتها منظمة بناي بيت ما فوق الماسونية العالمية في روسيا ) ( وكشف ذلك مدير المصرف الروسي والذي اتى بعد * غراغشنا * المدير السابق للبنك وأثناء عمليات التفتيش على البنك التجاري الروسي ) وهو من وجد أن هذا الذهب قد نقل عبر السفن الى الخارج عن طريق الفولغا وبعد ذلك عبر البحر الأسود ومن ثم الى دول أخرى ومن هذه الأموال المسروقة بواسطة المافيا الجديدة تم الدفع للقديمة والمقصود مافيا غرباتشوف وهي بالحقيقة فأن المافيا الجديدة التي حكمت روسيا قدمت أول قسط عليها الى خزينة المنظمة اليهودية ( بناي بيت ما فوق الماسونية ).
وهنا بدأت المؤامرة الكبرى وهي محاولة الانقلاب فقد كانت مفبركة الى درجة تثير السخرية , فأي انقلاب هذا الذي لم يتخذ أي تدابير في قطع الاتصالات عن المراكز المهمة , وعن غرباتشوف ويلسن بالذات . أنها لعبة مكشوفة سرعان ما انكشفت وأتضح دور كل واحد من قادة الانقلاب فيها , ومن ثم تمت لفلفة الموضوع وجرت خطة إنهاء وجود دولة الاتحاد السوفييتي كدولة عظمى تواجه الأمريكان وحلف الأطلسي . عملية الانقلاب فبركة وملعوب بين غرباتشوف ويلسن وقد تبادلوا الأدوار الشريرة في هذا العصيان والانقلاب , فقد يكون الإنسان أبلهاً أو أحمقاً وغبياً عندما ينظر ويصدق ما جرى بهذه العملية الانقلابية , فأنهم في أبسط شيء لم يقوموا به وهو قطع الاتصالات عن مؤسسة اليانوفستي وهي عصب الحياة السياسية وكان كل شئ طبيعياً ولا أحد من الانقلابيين عارض اي من العاملين في ذلك الجهاز الحساس للدولة ( وفي تصريح لأحد المراسلين الأجانب في موسكو وقت الانقلاب ساخراً , الدبابات تسير حالها حال أي سيارة عادية في الشارع بحيث تقف عند انطلاق الضوء الأحمر لوقوف المركبات !! ) . وكانت استفسارات كثيرة تحدثت عن ذلك الانقلاب المزعوم , ويروي * بولتارين * حيث تحدثت في التلفزيون وقال أنها عملية مدبرة وأشم رائحة غرباتشوف فيها . مما أطر غرباتشوف الى الأتصال به مؤكداً أن القضية لا يعرف شيئاً عنها وذكر حجج واهية , وكانت خطة مدبرة بأحكام لتدمير الحزب الشيوعي السوفييتي , لأن خيط الأمان في حينها كان الحزب الشيوعي السوفييتي وهو الأمل الوحيد والقوى الوحيدة التي كانت ما تزال موجودة آنذاك والتي تستطيع الحفاظ على الاتحاد السوفييتي , ولها القدرة للوقوف بوجه هذه المؤامرة الشريرة الواسعة . وبعد هذه الأحداث أتخذ يلسن قراره بحل الحزب الشيوعي في روسيا , ومن هذه النقطة نرى أن المسؤولون الحزبيون قد خانوا البلد وهذه الرؤوس الكبيرة هي من خانت الحزب . ولكن الشعب أنتفض ففي يونيو و تموز عقدت اجتماعات موسعة لكل منظمات الحزب في أرجاء الاتحاد السوفييتي وكانت الاجتماعات تطالب بإقالة غرباتشوف ويلسن وطرد اللجنة المركزية بالكامل , وقد تم العثور على أكثر من عشرة آلاف برقية من منظمات الحزب المنتشرة في عموم الاتحاد السوفييتي . وكشفت من خلال الوثائق السرية للحزب الشيوعي السوفييتي هذه النداءات المطالبة بإقالة قيادة الحزب , وأن هذه الموسعات ( الاجتماعات الحزبية) التي عقدتها منظمات الحزب حددت موعداً لعقد مؤتمر عاماً للحزب لانتخاب قيادة جديدة وطرد كل اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب وكذلك الرئيس من منصبه باعتبارهم خانوا الوطن الاشتراكي . وحددوا موعداً في نوفمبر تشرين الثاني لعقد المؤتمر , ودون دعوة أمناء الحزب السابقين له . وكانت البرقيات المرسلة نصاً تقول نحن الشيوعيون النزهاء سوف نلقن هؤلاء الخونة الأوغاد درساً وعلى المخلصين وحدهم عليهم قيادة بيت الشعب ( البرلمان ) وقيادة الحزب . وبصورة مفاجئة أتخذ بوريس يلسن (وكان أمينا عاماً للحزب !! ) قراره بمنع وحضر الحزب الشيوعي من مزاولة نشاطه ومنعه من العمل لكل نشاطاته واجتماعاته .
كانت الاستخبارات الأمريكية تعلم أين تذهب الأموال المسروقة والرئيس الأمريكي يعلم بكل ذلك لتمرير سياساتهم الشريرة . والمافيا الروسية ( حكومة غرباتشوف يلسن ) سهلت للأمريكان كل شئ وتحولت روسيا كلها في جيب الأمريكان من خلال ضخ الأموال والتحكم بروسيا حسبما يشاءون . وهذا بالنسبة للأمريكان كان حلماً هو التحكم بروسيا ففي الأمس كانت روسيا دولة عظمى متكافئة مع أمريكا بالقوة , وحققت الولايات المتحدة حلمها بإرجاع كفة الميزان الى العالم أحادي القطب بدلاً من الثنائي وخصوصاً كان الاتحاد السوفييتي يحمي كثيراً من الدول التي لا تروق لأمريكا , واليوم يسقط الاتحاد السوفييتي ويزاح هذا الصخر الجبار من أمامهم ويصبحون هم المتحكمين الوحيدين لهذا العالم . وهذا حلم بالنسبة للأمريكان طال انتظاره . وهذا الحلم جلب السعادة للرأسماليين وأخذوا يلعبون كيفما يشاؤون بالعالم وحسب مصالحهم الشريرة .
ونقول لو كان الساسة والقادة الروس يعملون لصالح البلد لما تسنى ذلك للأمريكان مطلقاً , فنلاحظ القادة الروس نهابين وملئوا جيوبهم بالأموال ووضعوا احتياطي الذهب في حساباتهم الخاصة في المصارف الأمريكية المسيطر عليها من قبل أمريكا فعندها أصبح التحكم بالقادة الروس بكل سهولة من قبل الأمريكان من خلال رؤوس الأموال المودعة لديهم .
ولعبت الاستخبارات الأجنبية دوراً فعالاً وخاصة الأمريكية والإسرائيلية وهما يعملان بصورة مشتركة فيما بينها . حيث كانت روسيا بالنسبة لهم ساحة يصول ويجولون فيها كما يشاءون وكأنهما يمتلكون روسيا . فبكل سهولة لو أرادوا الحصول على معلومات عن خواص صاروخ ما كصاروخ كازيل مثلاً المضاد للصواريخ وهذا الصاروخ ابتكروه الخبراء الروس قبيل وصول غرباتشوف للسلطة , وفي حينها آنذاك كان الأمريكان يعملون على أنشاء درعهم الصاروخي فكان السوفييت يقومون بنفس الشئ على تطوير قدراتهم الصاروخية وهذا الصاروخ كازيل كان قادراً في خمس ثوان أن يحلق حتى ارتفاع ثلاثين كيلومتراً وقادراً على إسقاط أي صاروخ أمريكي على بعد مئة كيلومتر مهما كان ارتفاع تحليق الصاروخ الأمريكي . حيث كان رجال الاستخبارات الأمريكية يدخلون ويحصلون على المعلومات التي يريدون وبأبخس الأثمان . ومن المثير والمضحك المبكي أن الأمريكان دفعوا أربعة وثلاثين ألف دولار مقابل حصولهم عن المعلومات حول صاروخ كازيل , أي أن الخونة الروس سلموا للأمريكان الدرع الصاروخي الروسي بدون ثمن وبكل صراحة سلموهم درعهم الصاروخي بأيديهم للأمريكان . وقصة صاروخ سكاربل أو المبضع فكان الأمريكان يخافونه جداً , وهذا الصاروخ يتنقل على قطار يسير وكأنه ينقل الخضار واللحوم والأسماك في عربات مبردة خاصة في عموم الاتحاد السوفييتي ولكن في ساعة الصفر تنفتح أسقف العربات وتنتصب الصواريخ وتنطلق كالراجمات رشة واحدة وكانت قادرة على تدمير كل الولايات المتحدة بالكامل بحيث لا يبقى منها إلا الرماد , ولذلك كان الأمريكيون يخافون من هذه المنظومات ولهذا طالبوا المسؤولين عنها بإيقافها , مهدديهم بفضح حساباتهم بالخارج . في حين كان القادة الروس يتذرعون بعدم توفر المال . حتى وصل بهم الأمر أن يمدون اياديهم مستجدين صندوق النقد الدولي للحصول على قروض لشراء الغذاء وكان يقولون أذا لم نوقف منظومة الصواريخ هذه فلن نحصل على القروض . ولكن أين ذهبتم أيها السادة بأموال الشعب السوفييتي والبلد ! .
كانت سياسة الغرب الرأسمالي عموما تعمل على خلق الفوضى وعدم الاستقرار , فتبنى غرباتشوف هذه السياسة , وفي أحدى ألاجتماعات سأل أحد الحاضرين لماذا أشعلتم البلد بهذه الفوضى فأنها ستدمر البلاد وتخلق الانهيار للاتحاد السوفييتي . فنهض غرباتشوف وأجاب هذا الشخص وقال له من الفوضى يولد النظام الجديد دائماً , وهذا ما أراده غرباتشوف حيث تم تدمير الأدارة والنظام والجيش وغيرهما من المجالات . حتى هو غرباتشوف نفسه فقد زمام السيطرة على الأمور في مسرحية الانقلاب عام 1991, كانت الفوضى قد استفحلت في البلاد , وبالنتيجة خسرغرباتشوف نفسه وكل شئ وخسر الاتحاد السوفييتي وجوده . جراء سياسة القيادة التي خانت الوطن الاشتراكي وخانت المثل العليا للإنسانية التي يمثلها النظام الاشتراكي ..
*الموضوع وثائقي ويمكن الإطلاع على هذه الوثائق من خلال كتاب صدر في موسكو العام 2010 لميخائيل بولتارنين رئيس لجنة كشف الوثائق السرية للحزب الشيوعي الروسي عام 1992*