نقاط من العلاقات الإنتاجية بين الرأسمالية والصهيونية وصراعات التحرر


المنصور جعفر
2012 / 10 / 10 - 23:15     

1- الدور اليهودي الكبير في إنتقال المجتمعات من الإقطاع الديني لأمور التملك والحرف والتجارة في أوربا إلى الحرية الرأسمالية المحلية والعالمية
في تملك ما تشاء من موارد المجتمعات والشعوب،

2- سيطرة الرأسماليين على موارد الإنتاج وجهوده وأرباحه، مع سيطرة يهودية على رأس المال المالي (البنوك والمصارف)،

3- الظاهرة الصهيونية كشكل ديني سياسي لترابط بعض الرأسماليين اليهود سياسةً، ولإحتكارهم بالنفوذ المالي السلطات السياسية للدول والموارد الإقتصادية المتاحة لها،

4- ظاهرة الإستعمار وتمدده من تجارة الإستعباد بين أفريقيا وأمريكا فالثورة الصناعية إلى الإستعمار المباشر ثم الإستعمار الحديث الحاضر في ثلاثة أرباع العالم ،

5- الإنتقال بواسطة ربا الديون العالمية إلى الخصخصة (برنامج برادلي) ثم إعلان جورج بوش الأب "النظام العالمي الجديد" 11 سبتمبر 1991 وبداية فرض تحكم العولمة الرأسمالية وديكتاتورية البنوك الكبرى كشكل إمبريالي جديد للسيطرة على موارد المجتمعات والشعوب يجمع خبرات الإستعمار القديم المباشر إلى تجديدات الإستعمار الحديث.

6- الصراع في طبيعة التحرر: (التحرر بالتفكير الديني، أو التحرر بالتفكير العلمي):

هناك عدد من القوى والحركات العامة والتيارات الداعية والمناضلة لتحقيق تحرر الإنسان بعضها يرتبط بالطبيعة الدينية وبعضها مرتبط بالطبيعة الإقتصادية الإجتماعية وتشكيل نشاط الناس في الإنتاج والعمل وطرق توزع موارده وجهوده وخيراته في المستويين الوطني والعالمي.


تفصيل ما يواشج حركة التحرر في المجتمعات والبلاد من تيارات ذات طبيعة دينية ومن تيارات ذات طبيعة إقتصادية إجتماعية، ومن إنهيار في المراكز الإمبريالية :

أ‌- معالم الطبيعة الدينية المواشجة تحرر الإنسان في مجتمعاتنا من رهق الحياة وعمليات الإستغلال المحيطة به:
أهمها الرجوع إلى مرحلة ما قبل إختلاط المجتمعات والشعوب ببداية إقطاع حديث معالمه ورواكزه هي: التكفير والهجرة، والدولة الدينية النقية، والبيعة للحكم المطلق الممنوع إنتقاده أو تغييره. وهناك ثلاثة نهج أو تيارات تتمثل هذه الطبيعة:
1- نهج منفتح ومتعامل قليلاً تمثله بعض تيارات حركة الأخوان،
2 - نهج منغلق على تخريج قيادة المجتمع إلى طبيعة الحياة في العصور القديمة (ضد الوطنية ،ضد سوية المرأة وحريتها، ضد التنوع الديني والثقافي)
3- نهج جهادي قتالي عسكري قائم على قتل وتدمير كل ما هو خارج الجماعة الداعية إلى...

ب- معالم الطبيعة المدينية (العلمانية) المواشجة أفكار وحركات تحرر الإنسان:
أهمها التفكير الموضوعي والنشاط والتعامل الإقتصادي الحديث وتطوير تبادلاته وهذه تنقسم إلى شكلين:
1- شكل (تجاري) متعامل مع الرأسمالية وحرية بعض أفرادها في شراء وتملك موارد حياة الناس والتربح بها ، وتنتهي هذه الحرية الرأسمالية المحلية إلى التعامل التبعي مع الرأسمال الأجنبي الكبير، وإلى تمايز داخلي بين مركز وهامش ومن ثم توليد صراعات شتى.

2- شكل إشتراكي وشيوعي ضد ديكتاتورية السوق كينونته ربط عمل الأفراد بمقابل خدمةيوفرها لهم المجتمع الذي يخدمونه:وبهذه الصيغة (عمل مقابل عمل) تتوفر للناس كافة حقوقهم في الطاقة والماء النظيف والسكن والأكل الصحي، والتعليم والصحة والعلاج والمواصلات والإتصالات والثقافة والرفاه، والضمان أو التأمين الإجتماعي ضد الحوادث والعجز والشيخوخة.. إلخ لمنع أن تكون هذه الحقوق الإنسانية سلعاً تجارية يحتكر أصولها بضعة أفراد يتربحون من تقليل وجودها ورفع أسعارها.

ج- الإنهيار الرأسمالي العالمي وإعادة توزيع وتقسيم السوق:
مع إنهيار الرأسمالية العالمية وفشل عملية العولمة في تحقيق إستقرار الرساميل توطدت الحاجة والإمكانات إلى تفتيت القوى والدول المعارضة لسياسات الرأسمالية والإستعمار، وإلى تجميع القوى المعادية للتقدم الإجتماعي والإشتراكية، بل وحشدها في معارك جزئية مشتركة المال والسلاح والإعلام ضد الدول والمجتمعات والإتجاهات الضد رأسمالية أو الرافضة للإمبريالية والصهيونية.


من هذا الوضع العام لإختلاف طبيعة التحرر ونشاطات إنهيار الرأسمالية ومحاولتها إبقاء عناصر سيطرتها، نتيجتان جدليتان:

الأولى: أن التفكير الديني ونشاطات تياراته الدينية يزيد ويتعمق من سوء المعيشة ومن تصارع تيارات التحرر الوطني الإقتصادية السياسية (قوميون شيوعيون)

الثانية: أن أفكار وتيارات التحرر الوطني تتضرر وتنحسر بفعل الترابط بين قوى السوق والثقافة الدينية التي تصور الإستغلال والظلم الإقتصادي كطبيعة مألوفة لا مجال لأن يعدلها الناس أو كقدر إلهي لايمكن للناس رده، إضافة إلى ممارسات القمع التي تبعد الناس من الإشتغال بأمور التحرر الوطني وتقصيهم إلى الإشتغال بالتحرر الفردي ديناً وتجارة، باعثة لإنتاج الإنسان الحيوان أي الإنسان المنغلق على الإتباع والإستهلاك.


النتيجة العامة:
المعروف أن القوى الإمبريالية والصهيونية واعية بهذه التقاسيم وتعمل على تضاعفها بشكل واعي أو حتى عفوي، لكن العتمة بل الظلام في مجتمعاتنا حين ترى ولا تنظر علاقة المكون المحلي الداعي لتحرر الإنسان بالدين والكيان الإمبريالي، ففي هذه العلاقة تنحصر القوى الدينية والقوى اللاإشتراكية (الأحزاب الليبرالية) في التعامل مع الكيانات الإمبريالية وسياساتها وفق قاعدة أو مبدأ (أن التجارة معها حلال )!! الظلام في نظر المتدينين واللاإشتراكيين ماثل في أن الطرف الإمبريالي (شركة نفط عالمية كبرى، أو بنك ضخم، أو دولة لهم) يدخل في هذه التجارة كطاغوت مسيطر بحرية رأس المال وديكتاتورية السوق على كافة موارد المواد الخام، وعلى إنتاج أدوات إنتاج وسائل الإنتاج، وعلى كافة النظم والموارد المالية الضرورة للنشاط الإقتصادي، وعلى كافة الوسائط التعليمية والإعلامية والثقافية الضرورة لفهم طبيعة الوجود البشري والتعامل الإقتصادي بين كياناته. من هذا يكون التعامل الديني أو الليبرالي مع الطاغوت الإمبريالي محكوما بشروط الإمبريالية ووفق خططها المسيطرة والمهمشة والمذلة للحقوق والكرامة الإنسانية.

الأفضل:
الأفضل أن تتجه القوى الدينية والتجارية المحلية أكثر إلى فهم طبيعة اليسار وتعاملاته التي تقيس "الحرية" بأوضاع مادية محددة في المجتمعات، وهذا الفهم يساعد القوى الدينية والتجارية في تحولها الحاضر من بواطن العنعنات إلى مواضع الإنتاج والعمل وتوزيع الموارد والجهود والخيرات، وأكثر ما يفيدها في التعامل المفيد أن تقرأ الوقائع المعيشية للمجتمعات والأوطان كتلة تاريخية واحدة ، وأن يكون قرءآنها السياسي لإمكانيات العمل والعدل والإحسان أكثر إرتباطاً بطبيعة توزع الموارد الإقتصادية الإجتماعية وتوزع الجهد البشري عليها ومن ثم التقسيم المنصف لخيرات هذا الجهد على كافة القائمين عليه إخراجاً للناس من حالة الإنقسام السام في المجتمع والعالم حيث 01% من البشر يمتلكون موارد وجهود وخيرات حياة 99% من البشر.



-------------------

لاحظ الآتي:
المسلمون يشكلون نصف عدد فقراء العالم بينما دولهم تنتج أكثر طاقة العالم (النفط والغاز)، ومع ذلك فإن قيادات دولهم وحركاتهم الدينية السياسية، وحركاتهم التجارية السياسية (الموالية للرأسمالية) تدافع بشراسة عن "الرأسمالية" بل تصر على إستقرار النظام الإمبريالي!! وهو النظام الذي يتوالاه الصهاينة والإسلاميون هو الذي يفقر مجتمعات المسلمين كافة ويسيطر على مستقبل أكثرهم مباشرة أو عبر ضغوط إسرائيل وغيرها من كبانيات الإمبريالية كتركيا، دول الخليج، هذا التناقض يكشف جزءاً من علاقة التحرر الديني الصهيوني اليهودي أو الإسلامي الطائفي بحركة الإمبريالية والإستعمار وبالتناقضات والفتن والتدخلات والتفجيرات المرتبطة بهم.



ولكم التقدير