الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج5


ليث الجادر
2012 / 9 / 16 - 12:37     

وواردات هذه الطائفه
1- لاعب كرة السله الامريكي ليبرون جيمس ارباحه السنويه تقدر ب 53 مليون دولار
2- لاعب التنس السويسري روجر فيدر ارباحه السنويه تقدر ب 52,7
مليون دولار
3- لاعب كرة السله الامريكي كوبي براينت ارباحه السنويه تقدر ب 52,3 مليون دولار
4- لاعبة التنس الروسيه ماريا شارابوفا ارباحها السنويه تقدر ب 27,9 مليون دولار
5- لاعب كرة السله الامريكي كيفن دورانت ارباحه السنويه تقدر ب 25,5 مليون دولار
6- لاعب كرة السله الامريكي كارميلو انتوني ارباحه السنويه تقدر ب 22,9 مليون دولار
7- لاعب التنس الصربي نوفاك دجوكوفيتش ارباحه السنويه تقدر ب 20,6 مليون دولار
8- العداء الجامايكي يوسن بولت ارباحه السنويه تقدر ب 20,3 مليون دولار
9- لاعبة التنس الصينيه لي نا دخلها السنوي 18,4 مليون دولار
10- لاعب كرة السله الامريكي ديرون ولياميز ارباحه السنويه تقدر ب 18,2 مليون دولار
المجموع الكلي = 312,2 مليون دولار
علما ان هذه المسحه لا تمثل في موقعها من الطائفه الرابعه الا الفئه المتوسطه , بينما يتربع على قمتها لاعبي كرة القدم اللذين يمكن من ان يعادل دخل اثنين منهم المجموع الكلي لهذه المسحه ..لكن الان لنذهب الى مداخيل الاتجاه الاخر الى ارزاق الايدي العامله , حيث اظهر تقرير لمنظمة العمل الدوليه في دورتها الخامسه والتسعون الذي انعقد في 2006 بان نصف الايدي العامله في العالم لا يتجاوز دخل الواحد منها 2 دولار في اليوم , اذن لنضع عدالة الله بين اعيننا ونحسب لنجد بان المجموع الكلي لمداخيل المسحه المكونه من عشرة انفار والبالغ 312,2 مليون دولار تعادل فقط المجموع الكلي لمداخيل 445,714 الف عامل من اؤلئك اللذين ذكرهم التقرير ,, وبلغة المعدلات فان هذا ايضا يعني بان دخل الفرد الواحد من تلك المسحه الالهيه العشره يعادل مجموع دخول 44,571 الف من اؤلئك العبيد المغضوب عليهم ...ولو قبلنا بان للعشره الالهيه يوم عمل سواسية بالمغضوب عليهم ولافترضنا ان معدل ساعات اليوم 10 ساعه فان هذا يعني ان ساعة عمل كل واحد من العشره يقابلها 44 الف ساعة عمل للعمال , اذا كان هذا الفارق لايثير الجنون فلناخذ جانب اخر له من التعبير , ساعة عمل واحد من العشره ( بعد احتساب دخولهم كمعدل ) يكون قيمتها , ثمنها 10 الاف دولار يقابلها 20 سنت قيمة ساعة عمل الواحد من اؤلئك العمال المغضوب عليهم ,؟؟ ساترك اوجهه الخلافات المحتمله بصدد هذا الطرح ( قديتحجج البعض بان هذه المسحه تنتمي في ممارسة نشاطها واستحصالها لهذه المداخيل في البلدان التي لا ينطبق تماما على عمالها حال اؤلئك اللذين تناولنهم – وقد يذهب راي مخالف اخر على ان هذه المسحه للعشره المحظوظين انما هم غير اجراء وان دخولهم تعبر عن تحويل قوة عملهم مباشرة الى سلعه استعماليه وتبادلها يتم مباشرة مع المستهلك وبطريقه اكثر طوعيه وقبول – و.. و .. لكنني اجيب مقدما على هذه الاعتراضات باننا يجب ان نتعامل مع ماهية العمل ومع النشاط الانتاجي والاقتصادي للمجتمع الانساني كوحده واحده متداخله مابين كل اجزائه , هذا اولا اما بالنسبه للاعتراض الثاني فان هذه المسحه مجرد نموذج توافرت في بنية احصائه تعدد الانتماءات الاجتماعيه واختلافات واقعها الاقتصادي ومع هذا كله فان مقارنة مداخيل المسحه مع مداخيل أي طبقه عماليه في العالم سيؤدي الى الوصول الى نفس جوهر القضيه مع اختلاف الارقام , جوهر القضيه يبدأ بالتساؤل عن سبب هذه الفوارق الكارثيه , يسأل عن اجاباتها الاخلاقيه ومبرراتها الاقتصاديه , 1ساعه تعادل قيمتها 10 الاف دولار وساعه واحده اخرى تعادل قيمتها 20 سنت ؟! كيف ؟؟ غرضي من طرح السؤال هذا هو الوصول الى حقيقة ان السلعه المعادله ( النقد ) قد اختفت تماما لم يتبقى من هذه الصفه سوى الوهم ,, وان هذا الوهم لا يمكن من ان يستمر الى الابد , وقبل هذا فان هذا الوهم هو المؤشر الاكيد على تكثف الراسماليه واحتقانها في كل المستويات الى بؤر مهلكه .. تضع الانسانيه امام خياريين , اما تطور هذه البؤر ومضيها بالانسانيه الى كارثه كونيه مدمره , يمارس فيها مبدا الانتخاب الراسمالي البقاء للمالك , ا وان تندلع حركة الثوره وينبثق فعلها الاخير ليؤسس موطىء قدم يكون بمثابة الملجىء الامن , الذي تنظم فيه الانسانيه وضعها وتعيد ترتيبه ,ان امكانيات استقدام الفعل الثوري اصبحت اكثر موضوعيه وموضوعيتها هذه لم تعد ذاتيه نابعه من شروطها كطريق لتحقيق العداله والحلم الانساني بالمساواة والحريه بل ان اهم امكانية واقعيه لها تنبع من تضخم شروط الراسماليه باتجاه تهديد امن الوجود الانساني وبيئته ومحيطه وبفرضها شروط حياة خاصه لا تتوافر الا لنسبة معينه من البشر , ان الراسماليه هالكه لا محال لكن الفرق هنا يكمن في ان هذا الهلاك ان بقى يتم وفق سيرورته التاريخيه الطبيعيه فان ذلك يعني كما اسلفنا دخول المجتمع الانساني مرحلة صراع ذاتي في ماهيته وبنيته كوحده واحده يصوغها مبدا الانتقاء , ويقابل هذا ان الفكر الثوري الماركسي قد وفر فرصه تاريخيه للمجتمع الانساني تؤهله لان يعيد رسم خطواته ويعيد صياغة مجمل حركته لان يبدا تشكيل مرحله جديده من مراحله ليس من اجل فكرة المستقبل الطوباويه والوهم المقرف بضرورة التفكير فيه والتخطيط له , انما من اجل تدارك سلبية الواقع الحاضر وتحسين ظروفه ,لكن من الضروري ان نتذكر باننا اذ نناضل من اجل هذا الحاضر ونسعى لصياغته وفق القياسات الانسانيه العادله فان هذا يؤشر عقليا الى اننا ايضا وبصوره حتميه ولا ارادويه نساهم في ديمومة مستقبل عادل , ان العلماء البرجوازيون الذين يطوق اعناقهم الراسماليون بسلاسل الترف ويعاملونهم بلطف يضاهي معاملة كلابهم المدللة يلهثون ليلا ونهارا في مراكز ابحاثهم التي لا تعنى الا بالمستقبل , تصرف لهذه الابحاث المليارات وتستهلك فيها قوى وطاقات عظيمه تحت شعار تنظيم مستقبل امن للانسان , خائفون هؤلاء على المستقبل من امكانيات مجرده عقليه يتنبؤن بها حيث يتوقعون ان الحياة على سطح الكوكب بعد الف او الفين لم تعد ممكنه ولهذا تتفتق عبقريتهم للبحث عن كوكب بديل ! هذه العبقريه ذاتها التي تعمي بصيرتهم بان حاضرنا اليوم يشهد ظروف تهدد بل وتنقض على حياة ملايين من البشر ,مليارات تنثر في الفضاء من اجل ماذا؟ , امكانيات عظيمه انتجها المجتمع الانساني على مدى قرون يتحول اتجاها الى حيث تؤشر اوهام الراسماليين والمترفين النزقه , هؤلاء القذرين المرائين يمارسون التناقض في افضح صوره فهم يصرون على تدمير علاقتنا مع الطبيعه ومع قوانين كوكبنا ويرفضون الالتزام باي اتفاق من شانه ان يجبرهم على ذلك , وفي ذات الوقت يبحثون عن ملجىء امن في المريخ !! ؟ استقدام الفعل الثوري وحده الكفيل بان ينهي هذا الاستهتار وان ينقض جدار الوهم الذي يقيمه هؤلاء السفله النزقون ,