الرأسماليه تكثفت .. والكارثه على الابواب...ج3


ليث الجادر
2012 / 9 / 15 - 13:14     

بالطبع ليس هناك من غبي لا يجد في نفسه الحماسه لان يفعل ذلك ,, ولكن هل من المعقول ان هذا السيد الداعيه المخلص لمجتمع الرفاه والطبقى الوسطى يتجاهل حقيقة ان اول من سيدفعنا عن ذلك هي مصالح دول المركز وشروط رفاه مجتمعاتها ؟,, ايمكن فعلا من ان يتغاضى عن هذه البديهيه , ؟ نعم يبدوا انه يتغاضى بشكل مقصود يثير معه الحنق تماما مثلما تثيره فقرات مقاله المتقافزه والمفككه والتي ودون ان يبذل أي جهد في ربط محتوياتها يقدمها على انها مقدمات مترابطه , واللذين اعترضوا في تعليقاتهم على طرحه كانوا في حال اسؤ فقد تشظوا معه وشخصنوا حوارهم ونقدهم باتجاهه وبانفعاليه , اما مؤيديه فقد كانوا اكثر ايجابيه منهم , وذلك لانهم ادوا دور المادح والمعظم دون ان يتجرأ احدهم على تقديم مبررات فكريه لموقف تاييدهم هذا , لا بل ان احدهم اعترف بانه غير مقتدر للخوض في غمار الماركسيه ,واظن انه قال هذا مجاملة لكي يتفادى الحال الذي سيصل اليه وهو يفعل ذلك , واخر ذهب الى ابعد من ذلك واعتبر ان المقال فيه محتوى ماركسي لايمكن لاي كان من ان يتفهمه الا الغائرون والراسخون في الماركسيه !! لكن هذا السيد المداح انما يعرف الراسخون في الماركسيه من خلال قدرته هو ومقدارها ,والتي تقبلت ضعف وهزالة الطرح منذ بداية المقال ((- في علم المادية الديالكتيكية، باعتباره "فلسفة" ماركس، تنتهي وحدة التناقض دائماً إلى ثورة، وفي استثناءات قليلة جداً ومشروطة تنتهي إلى انحلال وليس إلى ثورة، وأعطى ماركس مثالاً على الإنحلال بانتهاء مجتمع العبودية في روما في العام 476 م وقد انتهى إلى الإنحلال وليس إلى الثوره)) فعلى عكس سيدنا المداح هذا, فان المتمعن في الديالكتيك الماركسي يرى ان هذا التعبير ليس دقيقا بل وحتى خاطىء لانه اشترط وحدة المتناقضات بحتم الثوره وهو بهذا لم يفرق بين الوحدات المتناقضه الطبيعيه وبين الوحده المتضاده الاجتماعيه , والتي يجب ان تتحول هنا الى وحدة متناحره وليس متناقضه حتى تنتهي بالثوره ,, ان عدم تناول هذه المساله بدقه ووضوح انما يؤشر نقص واضح في عرض الفكر الماركسي وليس كما ادعى ذلك المداح بانه معرفه غائره في الماركسيه , لان الامر لا يتوقف عند صياغة العرض بل انه يتعدى ذلك ليبين جهل صاحبها بديالكتيك تطور الفعل الثوري, فهو يتعامل مع الثورات بكونها حالات غير مترابطه وبانها فعل يتكرر في كل مره بامكانيات المرحله وليس لها ارتباط بالتي سبقتها,, والا فان الاستثناء الذي يتكلم عنه كان قد اعتبره الشكل الاول الذي اتخذته الثوره والذي تطور لاحقا بالترابط مع امكانيات وماهية المجتمع الانساني , لا اعرف بالضبط دقة او مصداقيه اعتبار ماركس لاستثنائية انتقال مجتمع العبوديه في روما, وان كنت قد قرأته في مواضيع اخرى , لكن المهم هو ان هذا يعني تناول التاريخ الخاص للفعل الثوري خارج اطار ديالكتيكه الخاص ,والذي من خلاله يرتبط الفعل الثوري بصوره وثيقه بقدرات المجتمع الماديه ومقدار تطورها شانه شان كل قدرات الفعل الانساني , وبشكل مبسط فان ما كان يتطلبه استكمال الثوره بصوره نهائيه في عهد العبوديه هو مواجهة يستخدم فيها العنف للقضاء اخيرا على اعراف وتقاليد تنظم العبوديه والتي ترتبط هنا بشكل خاص في قناعات وممارسات مباشره تربط بين الساده والعبيد وتشرعنها لوائح محدده من القوانين سواء المكتوب منها او الشفهيه ونقض هذا كان كفيلا ببلوغ الثوره غايتها , اما اليوم وفي مرحلة النظام الراسمالي فان الاستغلال الطبقي اصلا اصبح غير مباشر وغير واضح في التعبير عنه من خلال تلك الادوات, بل انه صار ينبع من شروط ماديه مباشره وموضوعيه تفرض ذاتها وهذه الموضوعيه, هذه الوثائق والتقاليد التي تجسدت ماديا في موؤسسات قائمه لا يمكن ان يتم القضاء عليها الا بفعل قوي ومادي مباشر , ان قطع راس كبير الكهنه او هدم معبده او التمرد على سيد وقتله من قبل العبيد وقادة حركة تحرريهم كانت كافيه لان تشعر الباقيين بان لا يقعوا في نفس المصير وبالتالي فان هذه التحركات المحدوده المركزه , كانت كفيله بان يستعاض عنها في النهايه بحركة الفعل الثوري الواسع الشامل والمنظم , ومقابل هذا فان وئد انتفاضات العبيد كان يتخذ ذات المنحنى , لكن في النهايه بقى الحكم النهائي لقرار القوانين العليا وطبيعتها الموضوعيه , وهكذا فان هذه القوانين تشترط اليوم استكمال التغيير بالفعل الحركي النهائي للثوره , وهذا ليس كل شيء على الاطلاق بل ان طبيعة وماهية قوة العنف التي صار المجتمع الانساني يمتلكها بماهي قوة عنف خارج نطاق اطر تنظيمها القانونيه , تشترط الان على الفعل الثوري مزيدا من العنف وترهن ظفر الثوره بنتائجه , ومجددا نقول لا انتفاضه ثوريه ان لم تعلن خصومتها للملكيه الخاصه ولا ثوره ان لم تعلن عدائها للملكيه وتنزع في كل تفاصيل حركتها الى العنف , قد يقشعر جلد الثوريين الديمقراطيين المسالمين من هذا الطرح ولهم كل الحق في هذا لان الحول اصاب بصيرتهم قبل بصرهم فما عادوا يحسون على الاطلاق بوقع طبول الحرب الكونيه التي تقرع من داخل ازمة الراسماليه وبالذات من واقع مراكزها, فكل شيء ,كل شيء بدون استثناء بما في ذلك منتجات اعلامهم الذي يدعون بانه غير مؤدلج وحر, يتم فيه الاعداد لرسم سيناريو الكارثه الانسانيه , جيل من مصاصي الدماء فعلا بدء يظهر ليس فقط في مجتمعات الرفاه التي يهلهل ويهلل لها السيد الماركسي المبشركذبا وبهتانا بانحلال الراسماليه ,بل في المجتمعات التي يمتص دمها مجتمع الرفاه , جيل من اكلة لحوم البشر بدء ينشر مسوخه هنا وهناك ,, العالم صار يعيش واقع المتعاطين والمدمنين , واقع الطبقه الوسطى حسب وصف هذا السيد ,, المجتمع الانساني داخل المراكز وفي المحيطات الفاعله له اصبح استهلاكه لحبوب الهلوسه والهذيانات اكثر قيمه من قيمة الحبوب الغذائيه والفواكه ,جزء عظيم غير مرئي من مجال سلطة الدوله والقانون استولت عليه فقط 13 عصابه اجراميه في العالم والحكومات تتعامل معها في السر كونها قوة فعليه وند موضوعي لايمكن القضاء عليه الا باعلان الحرب الدوليه عليه وهذا مالم يتحقق الى الان ولا يمكن تحقيقه مادامت القوانين والاعراف التي اشترطتها الراسماليه هي السائده , هذه ما هي الا نذر واقعيه لبداية وقوع الكارثه...يتبع ج4