طريقنا وفلسفة الثوره ..ج 16


ليث الجادر
2012 / 7 / 21 - 22:59     

• السبب والنتيجه ..الضروره والصدفه

• وجود الشيء بذاته يعني انعكاسه في المحيط الموضوعي.. فالشيء( كل شيء) هو (ذات) و(موضوع) في ان واحد ( الوحده النهائيه للتنافر) ومن مجموعة انعكاسات موضوعيه معينه تتشكل الظاهره التي بدورها تعيد انعكاسها في المحيط الموضوعي لتتشكل الظواهر الاخرى.. وهكذا فان كل ظاهره تمثل سببا لانبثاق ظاهره اخرى نسميها النتيجه , وهذه النتيجه تمثل امكانيات انبثاق ظاهره اخرى ...ان الاحتكاك سببا لنتيجه اسمها الحراره والحراره هي سببا لنتيجه اسمها الاتقاد او الاشتعال ,والاشتعال الذي هو نتيجه قد يكون سببا لحريق ... هل يعني هذا ان كل احتكاك يشعل حريقا ؟ لو كان الجواب نعم فهذا يعني ان الاحتكاك في العمليه الجنسيه يشعل الاعضاء الجنسيه وان الاحتكاك بين ادوات اي اله يشعل الاله وان وان وان .. حتى نصل الى اننا سنشتعل وسيشتعل وجودنا نظرا لاشكال الاحتكاك الدؤبه التي تعتري وجودنا ..ولان وجودنا لم يتقد ولان ظاهرة الاحتكاك متكرره فيه ومستمره وباشكال مختلفه فان الاحتكاك هو ضروره وان الاشتعال والحريق انما يعني ظاهره طارئه سميناها الصدفه وهي انعكاس خاص لضروره في محيط موضوعي خاص,, (هي انعكاس خاص للحراره التي يمثل الاحتكاك سببا حتميا لها ) وظهرت الصدفه كانعكاس لهذا الخاص في خاص محدد..((( راينا سابقا كيف ان العام لايظهر الا في الخاص وان الخاص لا وجود له خارج العام ..فالنبات يظهر في الفسيله والزهره وشتلة البقدونس وووو ...وفي ذات اوقت لا يمكن ان نجد زهره او شتله او فسيله خارج النبات..لذا فان الخاص هو الاكثر رابطه موضوعيه بينما العام هو جوهر تلك الرابطه, ان علاقتنا بالفسيله ترتبط بحاحتنا للغذاء وعلاقتنا بالزهره تختلف بقيمتها عن الفسيله لتعبر في النهايه عن رابطه ثانويه وقيمة هاتين الرابطتين ومجموع مشابهاتهم المتكررات تكمن في معنى العام وهو النبات الذي يعني جوهر رابطتنا به حركة الطاقه وعلاقتنا باشكال تحولها وانعكاسات هذه الاشكال .. فالشمس وهي شكل طاقه محدد ( خاص ) تنقل العام ( الطاقه ) الينا من خلال العام النبات الذي هو باشكال خاصه لكن جوهره العام يتمثل في الكلوروفيل __ سمعنا مؤخرا انه تم اكتشاف نباتات لا تحتوي على الكلوروفيل ولا ادري لما الاصرار على تسميتها بنباتات هل يعني هذا اننا الان على اعتاب مرحلة ما بعد النبات --- علينا ان نراجع السرخسيات والطحالب و الزهريات حتى نتاكد من اجابتنا التي ربما ستجعل معنى المفهوم يتغير او
(((حتى يتلاشى ))) ان ما يسمى صدفه انما هو تعبير عن ضروره متزامنه بضروره واثناء تحقق ضروره اخرى فالبرق الذي هو جزء من انعكاسات تحقق ضرورات المطر انما يعني احدى ضرورات الاتقاد التي تكتمل بتاكد وجود الماده القابله للاشتعال ويبقى تزامن مكان هذه الماده وزمانيتها مع المدى المؤثر للبرق بمثابة تجسيد واختصار لعلاقات سببيه معقده وشائكه بمعنى ان وجود الماده اليابسه في لحظة ومكان تكون البرق وسقوطه عليها لا يمكن ان يكون بلا سبب ولكن سببه غائر بعيدا في تراكمات قد تصل الى الاف السنين ولكن الا يعني هذا الكلام بان معرفة اسباب الصدفه مستحيل ؟ نعم يصبح مستحيلا في حال البحث عن ماهية هذه الصدفه التي نحن الان بصددها ...لكن أي قيمه من الممكن ان نقيم بها هذا التساؤل عن هذه الصدفه ؟ لا شيء على الاطلاق سوى ارضاء نزعة التامل واللاجدوى ..وهنا بالضبط تتلاشى سلبية الاستحاله لانها ستكون بمقابل سلبية شرط افتراضها ...والاهم من كل ذلك اننا عرفنا بان كل ظاهره لا يمكن ان لا يكون لها اسباب وان المسبب الاول لكل الظواهر هو الترابط الكلي لوحدات الوجود الذي يرسم شبكه معقده من تداخلات وتقاطعات وتزامنات انبثاق الظواهر وسيرورة اسبابها الضروريه ولو لم يكن هذا التقاطع بين الضرورات وتزامنها بعضها مع بعض لكان العالم اكثر قبولا لسيطرتنا واكثر بما لا يقاس خضوعا لارادتنا ولاصبح من النادر ان تجري الرياح بما لا تشتهيه سفننا ...وهكذا فنحن اذ نقر بالسببيه النسبيه لا ننكر المسبب الاول بصوره مطلقه انما نؤكده كتجسيد للرابطه السببيه الكليه وهذا لا يتنافى ولا يناقض الايمان لكنه ينقض نزعة القدريه التي يميل لها التدين فالراعي الذي قضى نحبه بصعقة البرق لم يكن خاضعا لمشيئه استدرجته او فرضت عليه شكل ميتته بل انه كان ولعدة اسباب سائرا الى حتفه بالصدفه وبالتالي فان الذي حدد عمر هذا الراعي ليس القدر انما الظروف الموضوعيه التي كانت تحيط به ... وهكذا فان اولى مهام النظره السببيه للوجود تكمن في نقضها المؤكد للانعكاسات التي تشترطها حالات الجهل بالاسباب والتي وفرت بالتالي محيطا ملائما للنظره الغائيه التي تبدا بالتاكيد على الصدفه بكونها قدر وبان الظواهر عباره عن فوضى باعتبارها مسببه دون ترابط وبالتالي فانها تربطها جميعها كوحدات منفصله الى سبب واحد والى مسبب واحد فتتحول الاسباب حينها الى شروط وغايات لايمكن تجاوزها او معارضتها .