المبادئ الاشتراكية تضمن جمالية انسانية الانسان


سهيل قبلان
2012 / 7 / 16 - 09:16     

يؤكد الواقع وبناء على المعطيات في كافة المجالات في الدول مدى بُعد العدالة الاجتماعية عن النظام القائم بمختلف الاشكال والاسماء، ولكن جوهرها واحد وهو تكديس الاموال في ايدي فئات قليلة وبشتى الاساليب والاشكال، ويؤكد الواقع ان المجتمع الاستهلاكي الرأسمالي يدمر الاخلاق الجميلة وأولها الناس سواسية ولهم كرامتهم والحق الاولي للعيش كبشر وما يليق بالانسان كأرقى الكائنات، يدمرها ويلوِّثها ويستبدلها بأقوال وشعارات تبيح للمتنفذين خاصة عندما يحولونها الى قوانين ممارسة ما يلائم ويخدم مصالحهم ومواقعهم وجيوبهم وبالذات في هذا الواقع القائم تبرز مدى اهمية النظام الاشتراكي بأفكاره وقوانينه ومبادئه وأهدافه واحترامه للانسان كانسان اينما كان، وفشل تطبيق الافكار الاشتراكية اللينينية الماركسية الانجلْزية لا يعني انها سيئة وليست مفيدة للبشر فلا يزال الانسان، ارقى الكائنات في كل مكان في اعتقادي الشخصي، تهمه ذاته هو ومصالحه هو وله احلامه الخاصة به، ورصيده المالي هو ولنبدأ من قرانا العربية وخاصة الصغيرة وواقعها يقول كل شيء،، فاذا كان الاب يفضل نفسه على اولاده وعلانية او الاخ لا يتحدث مع اخيه ابن امه وابيه لاسباب تافهة وقس على ذلك فكيف سيكون الوضع بين الذين لا صلة بينهم اطلاقا؟ فما السيئ في ان يعيش افراد الشعوب كلها كبني تسعة اشهر كافراد اسرة واحدة متآلفة متحابة متعاونة تضع دائما نصب عينيها العالم كله حديقة طيبة جميلة تنعش الانسان والنسيم ويسعى بالتالي للحفاظ عليها منعشة جميلة اخاذة فاتنة طيبة ومنها يستمد افكاره ومشاعره وآماله واحلامه وانتاجه الجميل، ماديا وروحيا وفكريا ونفسيا وسلوكيا؟ فعندما يجري منذ الصغر ومن الصف الاول في المدارس غرس الاخلاق الانسانية الجميلة ومكارمها واولها صدق اللسان، في الانسان وابراز مدى اهمية وفائدة جمالية انسانية الانسان في الانسان وانعكاسها بالذات على افكاره ومشاعره وسلوكياته، وهكذا بالطبع عندما يكون وضعه الاقتصادي جيدا وتسود العدالة الاجتماعية والقيم الجميلة واهمية تذويت اهمية المحافظة على السلام الجميل للجميع وليس سلام المصالح الخاصة وبشكل عام يساهم في غرس القيم الجميلة في الانسان حيث لا تمييز عنصري ولا جوع ولا فقر ولا من يعيش في الشوارع وفي الخيام وفي المنافي وبين القبور ومن يئن من الجوع ومن الشبع، وانما احترام الانسان كانسان اينما كان وفي اي موقع بناءً على نهجه وسلوكياته ومدى حبه للسلام وللتآخي وللتعاون البناء بين الناس والتعامل مع العالم كله كقرية صغيرة تجمع اهلها المحبة والقيم الجميلة والتعاون البناء والاستقامة والنزاهة وليس كغابة القوي فيها يأكل الضعيف ويستهتر به وبحقوقه وبكرامته وبانسانيته، بالطبع سيقول قارئ هذه الكلمات ان تحقيقها من المستحيلات وقد تنجح عملية ادخال فيل في ثقب ابرة اما ان يتآخى بنو البشر ويتفقوا جميعهم على ان سيادة السلام في العالم كله هي الضمانة الوحيدة بتجذر مفاهيمه في البشر كلهم لكي يعيشوا في راحة بال وفي طمأنينة وسلام ومحبة، فهذا من المستحيلات، والسؤال لماذا؟ ان يساهم الادب والفن والعلم والسلوك والشعور والمحبة في غرس مكارم الاخلاق وتذويت مدى اهمية مضامينها وانعكاساتها، في توحيد الناس في النظام الرأسمالي والسعي لتغيير واقعهم المأساوي وخاصة نتائج الحروب والبطالة والاستغلال والتمييز العنصري، هو وبناءً على الواقع مهمة عسيرة وبمثابة حلم، ولكن اليس افضل البدء بها ولو في البيت ومنه الى الجار، والى المجتمع، وتفضيل رؤية وتعميق المشترك الجميل على السيئ المضر الخطير، ولا بد لكل عمل جيد ان يحقق منفعة ما بغض النظر عن حجمها ومدى انتشارها وافادتها، ولكن كما يقول المثل الشعبي شعره الى جانب شعره الى جانب شعره يصيروا الذقن، وقس على ذلك فعندما يربِّي على سبيل المثال(30%) من ابنائهم في البيوت على حب الناس واعمال الخير والتعاون البناء والصدق والنزاهة اليس افضل من ان يساهم بذلك(20%) مثلا وهكذا وعندما يبدأ الناس بتذويت اهمية تعميق المشترك بينهم، اليس افضل من تعميق الاحقاد والمنفِّر لهم؟ ولماذا لم يوفر التقدم التكنيكي للانسان كابن تسعة وفي جميع المجالات، التقدم الاخلاقي الجميل وبنفس القدرة والتقدم في التطور؟ وحقيقة هي ان صيانة النزعة الانسانية الجميلة في الانسان كابن تسعة وتمجيدها والسعي الدائم لضمان جمالية وروعة وبهاء عطائها في المجالات كافة يحفظ الانسان انسانيته الجميلة وجمالية اخلاقياته، ولا شك ان هذا حلم ولكن الا يحق للانسان ان يحلم وبالجماليات ويعمل على الاقل لنشرها واولها التقارب الانساني الجميل بين الناس وتوطيد حسن الجوار وجمالية التعاون البناء ورؤية وتعميق المشترك وتمهيد السبيل للنضال المشترك من اجل حياة اجمل واهدأ وافيد وبلا ادران الاحقاد والتعصب الضيق، خاصة الطائفي او العائلي وانما التعصب المطلوب وبكل مسؤولية وبناء على قناعات وامكانيات ونتائج جميلة للاممية وتعميق المشترك بين الناس والمفيد والجميل في حديقة الحياة كابناء تسعة لهم نفس الانتماء للانسان كأرقى الكائنات.