الحوار المتمدن وبقايا الستالينية ؟


شامل عبد العزيز
2012 / 6 / 26 - 13:22     

قد تجد من يظلمك أو يهمشك .. ولكن لا بد للحقيقة من ظهور ...‏
‏ تتوجع لسيل التهم الملقاة على عاتقك .. ‏( أحدهم ) ..
مقال الأستاذ فواز فرحان " بقايا الستالينية "
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=312893
لم يستطع أحد أن يفند ما قاله صاحب المقال بمصدر واحد أو رابط أو قول منسوب لشخص ما بل كل الاتهامات التي وجهت للأستاذ فواز فرحان كانت عبارة عن تهم باطلة فارغة لا معنى لها بل تنم عن تعصب وجمود لا غير ..
وصلتنا بعض التهم ( من خلال التعليقات ) من قبل هؤلاء الذين أقصدهم وبدلاً من الدخول في سجال لا معنى له حيث الآراء التي لا قيمة لها يجب أن لا يلتفت إليها أحد ..
نقول :
ليس دفاعاً عن أحد بل كما يقولون / الحديث ذو شجون / ..
لنأخذ باختصار بعض آراء المخالفين ( بدون أدلة ) بل بتكرار الكلام في كل مقال يتعرض لنقد فترة ستالين ,, لم نجد جديد بل قديم يعاد وبنفس الأسماء المزيفة من رجل إلى امرأة ولكن لا يهم فهناك فول منسوب للأمام علي بن أبي طالب بما معناه / لا تنظر إلى من قال ولكن أنظر ماذا قال / .
وعلى طريقة أبو الحسنين سوف ننظر ماذا قال هؤلاء :
هناك من يقول بأن الجدل لتصفية مواقف شخصية على حساب الحقائق ومنطق التاريخ ( لم نجد مواقف شخصية وأين هي الحقائق وأين هو منطق التاريخ ؟ هل هو بتزييف الحقائق أم بنشرها ومن مصادرها الحقيقية ) ؟ هذا قول أحد المخالفين للأستاذ فواز فرحان وهو يتهمه زوراً وبهتاناً ..
هناك رأي يتوارى صاحبه في كل مرّة وراء قناع مزيف يقول : أصبحت مواضيعك ( يقصد فواز فرحان ) المفضلة المرور على خرابات – مزابل – ومستنقعات الميديا الرخيصة ( هذه هي ثقافة المخالفين – مزابل - ) ؟
علماً بأننا لم نرأه قد مرّ لا على حدائق ولا على حتى ( مزابل ) ؟
يظهرون لك فجأة من تحت الإنقاض لكي يقولوا بأن كتابات بعض محرري الحوار المتمدّن قد انزلقت إلى الحضيض ,, هذا معناه أننا لا بدّ أن نكتب ما تشتهيه الأنفس وما تتمناه القلوب ؟
هل هذه هي الثقافة التي تربى عليها هؤلاء ؟ ومن أين استمدوا معلوماتهم وتهمهم الباطلة المزيفة فهم على قول جورج بوش الابن – من ليس معي فهو ضدّي - / .
سألهم الأستاذ حميد كشكولي :
لماذا لا تقومون بتفنيد ما تسمونه الافتراءات والأكاذيب بحف قائدكم الحبيب ( يقصد ستالين ) أين مصادركم , أين أدلتكم ؟
أنا أقول لحين ظهور المخلّص أو المهدي المنتظر سوف لن يستطيعوا أن ياتوا بمصدر واحد ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا .. لسبب بسيط هو عدم وجود أي مصدر أو دليل لكل الأقوال التي يكتبونها هنا وهناك ..
يقول الأستاذ فواز فرحان :
إنّ الكتابة دون الاستناد إلى المصادر هي أسهل بكثير من دعم وجهات النظر بها .
بينما يقول المخالف ( الذي لا يملك هو نفسه أي مصدر سوى معلومات من منتصف خمسينات القرن الماضي ونحن نعيش في عام 2012 ) :
كثرة المصادر لا تعني أنك تقول الحقيقة , أنت سيدي تعتمد مصادر رغم كثرتها فهي كاذبة ( أنا موافق على هذا الرأي ولكن من حقي ان أقول " بأن جميع ما تكتبه سيدي ( وبدون أدلة ) فإنك وبالرغم من ذلك لا تقول الحقيقة وأن كافة ما نقرأه لك هو عبارة عن أقوال كاذبة ) .
العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ..
سوف اختار بعض الحوادث التاريخية ومن العصر الحديث وتخص تلك الفترة ومن مصادرها الحقيقة لكي يتبين أننا لسنا بصدد حب ليلى أو عشق لبنى وهي مسك الختام ثمّ لنرى ماذا يقولون ؟
مع بداية الحرب الوطنية العظمى فى الثانى والعشرين من يونيو عام ألف وتسعمائة وواحد وأربعين ذاق الجيش السوفييتى مرارة الهزائم الأولى إثر الهجوم المباغت الذى شنته القوات الألمانية. وما زال الجدال ناشباً حتى الآن عن أسباب تقهقر الجيش الأحمر والخسائر الهائلة فى الجنود والمعدات الحربية فى المراحل الأولى للحرب. ولكن المؤرخين والباحثين متفقون فى ثلاث نقاط :
الأولى : أن اقتصاد ألمانيا قبيل بداية الحرب الوطنية العظمى كان أقوى وأكثر جاهزية من الاقتصاد السوفييتى ، وهو ما انعكس على نوعية المعدات الحربية ..
والثانية : أن ألمانيا النازية كانت قد اكتسبت منذ بداية الحرب العالمية الثانية خبرة فى خوض الأعمال الحربية فى الظروف الحديثة وبالأسلحة النوعية التي كانت تملكها ...
والثالثة : أن القدرة القتالية للجيش الأحمر قد تقوضت إلى درجة كبيرة بسبب حملات الاعتقالات والإعدامات غير المبررة في القيادات ا لعسكرية السوفياتية ..
ورابعا: أن سياسة الإرهاب الكبير التي طالت البرجوازية الصغيرة والفلاحين في الاتحاد السوفييتي والتي ذهب ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين أدت إلى إحباط الروح القتالية لدى الجندي السوفياتي العادي حتى أن الكثيرين فضلوا الوقوع في الأسر على المقاومة ..
وبالفعل، فبحلول صيف عام واحد وأربعين بلغت نسبة القادة العسكريين فى الجيش الأحمرالذين امضوا أقل من سنة فى مناصبهم خمسة وسبعين بالمائة ، بعد أن أعتقل وأعدم زملاؤهم الأكثر خبرة. أما من تبقى ، وكانوا فى معظمهم من قليلى الخبرة والتعليم ، فلم تكن تقديراتهم للموقف داخل الجيش صحيحة دائما فى بلاغاتهم إلى القيادة العليا. علاوة على ذلك بنيت خطة الدفاع عن الاتحاد السوفييتى قبيل عام واحد واربعين على تصور خاطئ لستالين بأن الضربة الرئيسية للقوات الألمانية فى حالة نشوب الحرب لن تكون موجهة على محور مينسك نحو موسكو بل على المحور الجنوبى باتجاه اوكرانيا. ولم يستطع القادة العسكريون السوفييت فى البداية تقدير مزايا الأسلحة الجديدة تقديرا صحيحا وكانوا لا يزالون يفكرون بمنطق رجعي . كانوا مثلا يرون ان الأسلحة الآلية فى القتال أسوأ من البنادق ، وأن الخيل أفضل من الدبابات . كل هذه العوامل أدت إلى تقهقر الجيش السوفييتي في بداية الحرب والانسحاب إلى عمق البلاد بمسافة مئآت الكيلومترات ...
أناتولى كوزلوف / شاهد على تلك الفترة / .

ولد أناتولى كوزلوف فى شهر فبراير عام ألف وتسعمائة واثنين وعشرين . التحق بالجبهة وهو فى العشرين من عمره. شارك فى العملية الهجومية فى الجبهة الجنوبية الغربية عند مدينة خاركوف .ثم شارك في الدفاع عن ستالينغراد قائداً لمفرزة دبابات ثقيلة . بعد ذلك شارك فى معركة ( كورسك) الشهيرة و من ثم معارك تحرير (بودابست) و ( فيينا ) .

فى الرابع والعشرين من يونيو عام ألف وتسعمائة وخمسة وأربعين، وبوصفه واحدا من أفضل الضباط ، أختير للمشاركة فى استعراض النصر فى الساحة الحمراء بموسكو ..
بعد انتهاء الحرب واصل كوزلوف الخدمة فى صفوف القوات المسلحة ، وبلغ منصب قائد استطلاع الفوج ، وأحيل إلى التقاعد وهو برتبة عقيد ..
بعد إنتهاء الحرب انتقل للعيش فى المدينة التى دافع عنها - ستالينغراد ، وما زال مقيما فيها بعد أن تغير اسمها إلى فولغاغراد ..
أناتولى كوزلوف واحد من قدامى المحاربين الذين لا يضفون على الحرب صورة رومانسية بل ينظرون إليها بعين ناقدة ويتحدث بأمانة عما كان شاهدا عليه ..
إذن هو شاهد على العصر – يقول حقيقة ما رأي وما سمع وكان مقاتلاً لا يكتب من وحي الخيال ويقول الحقيقة مهما كانت وهذا ما ينقصنا نحن في العالم العربي
http://arabic.rt.com/prg/telecast/657453/
للأسف الشديد هناك بعض الكتابات التي تتحدث عن تلك الفترة في الحوار المتمدّن بدون أدلة أو شواهد أو مصادر .. هي إما من وحي الخيال أو على مبدأ " أنصر أخاك " ولذلك ومن وجهة نظر شخصية لا قيمة لها لسبب بسيط جداً لم نقرأ في تلك الكتابات ولم نجد أي مصدر يدعمها أويساندها ..
من هنا نقول " لا قيمة لها " ولا نريد أن نقول بأن تلك الكتابات هي ضحك على الذقون ..
وثائق حقيقية لحادثة معينة :
احتل هتلر في مارت/ مارس عام1939 جيكوسلوفاكيا وقدم ادعآت حول حدود بولندا. وفي 23 اغسطس/اب 1939 تم توقيع اتفاق عدم الاعتداء بين المانيا و الاتحاد السوفييتي ، وتضمنت الوثائق السرية الملحقة تقسيم بولندا بين المانيا و الاتحاد السوفييتي . وبعد ان ضمن هتلر حياد الاتحاد السوفييتي بدأ في 1 سبتمبر/ ايلول 1939 هجومه على بولندا فكانت بداية الحرب العالمية الثانية.
كاتين :
في ربيع 1940ابيد بأمر من وزارة الداخلية السوفيتية اكثر من 4 آلاف ضابط بولندي ادخلوا الى الاراضي السوفيتية خريف 1939 واقتيدوا الى غابة كاتين. لقد كشف عن هذه الوثائق من الارشيف الخاص بالحزب الشيوعي السوفييتي عام 1992 وسلم قسم منها الى الجانب البولندي من قبل الرئيس الروسي بوريس يلتسين. وتفيد هذه الوثائق بأنه في مناطق مختلفة من اراضي الاتحاد السوفييتي السابق ومن ضمنها كاتين (مقاطعة سمولينسك) تم اعدام اكثر من 20 الف جندي و ضابط بولندي رميا بالرصاص.
كانت اراضي مقاطعة سمولينسك بحلول فبراير/شباط عام 1943 محتلة من فبل القوات الالمانية. وشكل الألمان فريقا للتحقيق اعلن انه عثر عن 10 آلاف عسكري بولندي اعدمهم منتسبو المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية في الاتحاد السوفيتي ..
وبعد تحرير سمولينسك عام 1943 بدأ الجانب السوفيتي بتحقيقه الخاص. وعلقت اللجنة الخاصة بالتحقيق بملابسات ما حدث المسؤولية عن جرائم ارتكبت في غابة كاتين على الجانب الالماني.
ونشرت صحيفة "برافدا" السوفيتية في ابريل/نيسان عام 1940 الاسف العميق الذي يعبر عنه الاتحاد السوفيتي بصدد مأساة كاتين ووصفتها بانها احدى الجرائم الفظيعة التي ارتكبها نظام ستالين . يوجد في روسيا ساسة وصحفيون يميلون الى التأكيد على فرضية طرحتها الحكومة السوفيتية آنذاك. وبينهم فريق المؤرخين "حقيقة كاتين" الذين يؤكدون واقع اعدام المخابرات السوفيتية ل 3 آلاف فقط من الاسرى البولنديين . ويرى اولئك ان الكثير من الاسرى قتلوهم الهتلريون . اما قسمهم الاكبر فماتوا في معتقلات الاسرى ..
قد قدمت مجموعة من اقارب الضحايا الذين اعدموا في كاتين الدعاوي الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بطلب اعتراف بكونهم ضحايا للاضهادات السياسية وحمل روسيا على دفع تعويضات لقاء ذلك. ويتخذ الكثير في روسيا موقفا سلبيا من محاولة الجانب البولندي لحمل روسيا على تولي المسؤولية عن مأساة كاتين بسبب ان المواطنين السوفيت هم ايضا سقطوا ضحايا للاضطهادات. وان روسيا المعاصرة لا يمكن ان تعتبر نفسها مسؤولة عن جرائم نظام ستالين ..
وتطالب وارشو بالسماح لها بالاطلاع الكامل على وثائق الارشيف الخاصة بهذا الموضوع الموجودة في روسيا، وتطالب مجموعة من السياسيين البولنديين موسكو بتقديم اعتذار رسمي بخصوص كاتين ...
وفي كاتين ايضا تم اعدام حوالي 10 الاف مواطن سوفييتي . وهؤلاء كالبولنديين هم ضحاياالاضطهاد الستاليني. وتم اقامة نصب تذكاري في ضواحي كاتين، حيث تزوره وفود من الجانبين لاحياء ذكرى هؤلاء الضحايا. في حين لم يتم اقامة اي نصب تذكاري للجنود الروس الذين قتلوا اثناء الحرب العالمية الاولى و اثناء الحرب السوفيتية – البولندية 1919-1920 على الاراضي البولندية. كما ان بولندا لم تعتذر عن مقتل اسرى الحرب الروس في معسكرات بيلسودسكي في تلك الفترة ..
http://arabic.rt.com/news_all_news/info/33990/

هذه وثائق وحقائق لا يستطيع أن ينكرها إلاّ من لديه أسبابه الخاصة وهؤلاء لا يلتفت إليهم أحد فيما يقولوه ..
الحقيقة مهما حاولنا أن نُخفيها فلا بد أن تجد لها طريق للظهور ..
/ ألقاكم على خير / .