حول تقييمات بعض الفوضويين لليسار العراقي..2


ليث الجادر
2012 / 6 / 12 - 15:55     

سمينا اصحاب هذا الاتجاه المعادي لكل ما هو يساري عراقي وتحديدا عداؤهم ونقدهم السلبي لتوجهات وسياسة الحزب( الشيوعي) العراقي – هاانذا اضع كلمة شيوعي بين هلاليين !انصافا لمعنى الشيوعيه - ووصفناهم بالفوضويين , ولكي نكون دقيقين وصادقين في هذا الوصف ولكي لا ننحدر الى مستوى النقد الوجداني والسطحي علينا ان نقدم مبررات هذه التسميه على الصعيدين الفكري النظري والتطبيقي الواقعي لهؤلاء اللذين يجب ان نبدأ معهم على انهم يقدمون انفسهم بوصفهم شيوعيين ماركسيين...متخذين من ادبيات منصور حكمت التي حاكى من خلالها النصوص الماركسياليه مع الواقع الخاص الغير متكرر لمرحلة انهيار الاتحاد السوفياتي مرجعا للتفسير الماركسي ثم انهم وبسبب افتقار تلك الادبيات للشروط التي تؤهلها لان تكون مرجعا فكريا رصين ولوضح التناقضات المنطقيه فيها فانهم غالبا ما يحصرون عروضهم للماركسيه في كراس برنامج (عالم افضل ) لكن ما جاء في هذا الكراس ليس افضل مما سبقه من ناحية ترديده للنص الماركسي الذي يعبر من خلاله عن نتيجه وليس كدراسه او تحليل فجاء سياق العرض وكانه عباره عن مربعات حوار مقحومة في ربط انشائي وهنا من الضروري اقتباس شيء مما ورد في عالم افضل لنوضح ما قلناه ((ليست الحريه والمساواة فحسب بل وحتى هدف القضاء على الطبقات والاستغلال لا تمثل خصوصية الشيوعيه العماليه اذ حملت مختلف الحركات التي قامت بها الطبقات والفئات المحرومه في المجتمعات السابقه راية تلك الاهداف كذلك .ما يميز الشيوعيه العماليه كحركه وكهدف اجتماعي عن المساعي التحرريه والمطالبه بالمساواة للمراحل السابقه هي وقوفها سواء من الناحيه العمليه والاجتماعيه او الفكريه اومن حيث اهدافها امام الراسماليه بوصفها احدث الانظمه الطبقيه واكثرها عصريه – ص3 عالم افضل )) ؟؟ وعلى هذه الشاكله وبهذا الاسلوب يثابر هؤلاء الشيوعيون الماركسيون على تقديم رؤيتهم الفكريه ليبدوا في النهايه مشوشي الاحكام وضبابي التقييم ..وكمحصله لهذا فانهم تارة يؤكدون وبشكل قاطع على راديكاليتهم ( الحكومه العماليه فورا , الغاء النقد فورا ...الخ ) وتارة اخرى بل وفي صدد طرح مشروع والية تنفيذ هذه الراديكاليه نجدهم يؤكدون حرصهم على نبذ العنف الثوري ويعتبرونه موظه اكل الدهر عليها وشرب فماذا يمكن ان يستنتج من هذا سوى انهم يثقون بالسلطه البرجوازيه وديمقراطيتها؟ وهم هنا يقتربون في الجوهر من( برشتاين )وتفاؤله الموهوم !لكن وحينما يوضعون امام حقيقة مثل هكذا تناقض فانهم يلجئون الى طرح مشروع( توسيع قاعدة النضال الطبقي) بزج المطالب الفئويه وبالذات قضية حقوق المراه ومن ثم جعلها في الواقع محور نشاطهم النضالي ليبدوا بانهم متوازنون ..وفي هذه المساله فقط تظهر خصيصة الشيوعيه العماليه لديهم ويتاكد معناه المحسوس لدى غيرهم..لكن وبالمقابل فان هذه الخصيصه تؤشر لنا وبصوره موضوعيه على انها السمه الاساسيه التي يتم التفريق فيها بين الشيوعي الماركسي وبين الشيوعي الفوضوي فتوسيع القاعده النضاليه التي تؤدي الى هيمنة واستحواذ المطالب الفئويه والتي غالبا ما يكون اساسها قائما على منظور برجوازي صغير على مجمل حركة النضال هو ما تتصف به واتصفت به الحركات الفوضويه وبالذات بعد احداث كومونة باريس بينما توسيع القاعده النضاليه عند الشيوعي الماركسي فانها تتخذ شكل الاحتواء الثوري لتلك المطالب والحاقها وتوظيفها لصالح المفهوم الطبقي فيفهم حينها ان الشيوعي الماركسي يناضل من اجل تحرير المراه وتاكيد حقوقها من خلال سعيه لانتزاع حقوق المراه العامله والكادحه ويقدم تصوره لحرية المراه من خلال هذا النموذج الواقعي الطبقي ..اما السمه الثانيه التي يتصف بها هؤلاء الفوضويون فهي استهتارهم بالمنظومه الاخلاقيه الاجتماعيه فاذل كانت قضية المراه لديهم قد تحولت بالكامل الى قضية حقوق الانثى فان فهمهم للحريات الفرديه والشخصيه جعلهم يتعاملون معها على انها حريات منفلته لا تقبل اي تحديد ولهذا يبدون انهم وعلى سبيل المثال يروجون للمثيليه والممارسات الشاذه والتفكك الاسري ,,ففي الوقت الذي ينتقد احد هؤلاء الحزب الشيوعي العراقي لانه لم يتصدى للممارسات القمعيه التي ارتكبت بحق الايمو ويفسر هذا وبحسب رايه على انه احترام للمقدسات الاجتماعيه الموهومه التي تفترض التصدي لها ..فان الموقف الذي تبناه هؤلاء الفوضويون اتجاه القضيه جعلهم يؤكدون للاخرين بانهم ليسوا ضد قتل الايمو بل انهم مع الايمو ..ولو انهم تمعنوا في قراءة معنى موقفهم هذا وتمعنوا في ظاهرة الايمو وما يشابهها والجوهر الذي تنبثق منه لصاروا اكثر وعيا لاحقية الذي وصفهم بانهم اعتى يمين عرفته الحركه الشيوعيه على الاطلاق وهم الاداة التي يراهن عليها البرجوازيون من اجل ترسيخ حالة انعزال المشروع التقدمي الاجتماعي العراقي عن الجماهير