طريقنا..وفلسفة الثوره ...ج12


ليث الجادر
2012 / 6 / 6 - 12:24     

ادوات وعي فكرنا الاجتماعي
- الشكل والمحتوى
كل شيء يمكن تجزئته الى وحدات ولم ولن تصل معرفتنا الى ادراك الوحده النهائيه للوجود المادي لكننا وبكل تاكيد متقدمون بهذا الاتجاه بحيث وصلنا الى نقرن مقدار وقدرة ادراكنا بالوحده النهائيه المفترضه ( الذره حيث نتعامل مع وحداتها باعتبارها النهائيات المفترضه ..اما لماذا مفترضه؟ فهذا لان المعرفه التجربيه اثبتت لنا اننا في كل مره نحدد فيها الوحده النهائيه ونتعامل معها كماهي كذلك فان تطبيق هذا التعامل يجعلنا امام وحده نهائيه غير الاولى ) وعلى هذا الاساس التجريدي ونسبته يمكننا من ان نتعامل مع الشيء بكونه وحده من وحدات شيء اخر ..ان مجموع هذه الوحدات بوصفها النهائي يمثل ( المحتوى ) (علبة الادوات فيها مفك حديدي وفيها مسامير نحاسيه وفيها قاطعه فولاذيه ..) يمثل كل هذا بمجموعه المحتوى مع ان التجريد لكل واحده يفكك المحتوى اذ سيظهر حينها الحديد والنحاس والبلاستك .. كما ان اجتماع هذه الاشياء صار يمثل شيء متزعزع الوحده سميناه (الشكل ) ..وتزعزع الوحده هنا ينبع من تناولنا لشيء غايه في التشكيل ( ظاهره )* لكننا سنرى انه في حال تناولنا لظاهره او شيء اخر اقل قدره على تصور تشكيله لوجدنا ان الشكل والمحتوى مترابطيين ويتحولان كلما اوغلنا في التجريد الى نوع من الوحده المتلازمه ( *هنا يظهر لنا مفهوم العام والخاص )..ان القوى المنتجه ( الايدي العامله وقوى العمل ) تمثل محتوى اسلوب الانتاج الاجتماعي بينما الروابط التي تنشا بين افراد المجتمع في عملية الانتاج على اساس علاقتهم بتوزيعه تمثل شكل اسلوب الانتاج ..والحقيقه الاهم في كل ذلك هي ان في وحدة الشكل والمحتوى ( حيث لا محتوى بلا شكل ولا شكل بلا محتوى ) تكمن ظاهرة التنافر بينهما فالمحتوى يمثل نقطة وبؤرة الماده التي يعتري ماهيتها التناقض الملازم لوحداتها وهو بذلك يتطور ويتغيير ويتحرك باستمرار بينما الشكل في هذا الجانب يمثل الماده في مرحلة (*الحد) (وضع بين حالتين ) وهو بالتالي يكون اولا ثابت نسبي وثانيا مرتبط بالمحتوى بمعنى ان المحتوى هو الذي يقرر الشكل ..كما انه تاثير المحتوى وتحديده للشكل لا ينبع من ذاتية المحتوى الخاصه بل ان ذلك يرتبط بالتاثير الموضوع على ذات الشيء-- فانا الاحظ ان اكثر الثمار التي يكون محتواها غالبه سائل تميل لان تتاخذ شكلا كرويا بينما التي تكون اقل منها احتواءا لحالة السيوله فانها تتاخذ اشكال اخرى ..واعتقد ان السبب في ذلك يكون جزئه هو تاثير ضغط الهواء – وما يمكن ان نستنتجه من هذا ان الشكل وان ينشا عن المحتوى فانه ايضا يرتبط بالموضوع الخارجي عن ذات الشيء ..وان التناقض الذي يحدث بين المحتوى والشكل لاياتي على هيئة دفعه واحده بل انه يقوم على حركه تراكميه وتناقضات قصوى بين وحدات المحتوى ولهذا فاننا نرى ان اساس التناقض بين قوى الانتاج وبين علاقاته (في اسلوب الانتاج الاجتماعي ) في الطور المتقدم من النظام الراسمالي انما تاسس على التناحر ( وصف اعلى للتناقض ) بين وسائل الانتاج وبين القوه البشريه العامله وبينما يتجاهل البعض هذا وبينما يظن البعض الاخر بان هذه الحاله قد بدات بشكل وعي غير ناضج (( حتى اننا نرى ان هؤلاء البعض ينتقدون حركة – محطمي الاله _ التي بدات مع بزوغ الثوره الصناعيه وكانت اولى احداثها في المانيا حيث نشط عمال الصناعه اليدويه باتجاه العمل والدعوى لتحطيم –الة نسج الجواريب الميكانيكيه _ )) فاننا نرى ان الحاله مازالت قويه وراسخه ولكنها تاخذ شكلا اخر في ظل تطور وتعقد شروط تقسيم النشاط الاقتصادي على مستوى المجتمع الانساني ( تقسيم النشاط الدولي او المناطقي الاقليمي ) وهو تطور في مفهوم تقسيم العمل الاجتماعي ومحاوله لتجسيده واستدعاء امكانياته من المستوى الخاص ( العمل وانعكاساته في محيط معين ) الى مستوى التنظيم السياسي الواعي .وارتباطا بهذا الوعي فاننا وعلى عكس الاخريين نولي شكل تنظيم المحتوى الثوري اهميه خاصه ونؤكد على محورية حالة التحزب ( وموؤسسة الحزب ) اهميه مصيريه ونقرنها بحتم نضوج المحتوى الثوري وتحديد جوهرها (* وهنا يظهر مفهوم الجوهر الذي يخلط الكثير بينه وبين المحتوى ) ..ان خلافنا مع اللذين وصفوا (الربيع العربي ) بالثوره ينبع على اساس هذا الاختلاف الفكري لانهم طابقوا محتوى الحراك مع جوهر الحراك .بينما اكدنا نحن على ضرورة فصل محتوى الحراك (الذي هو شعبي متداخل ) وبين جوهر الحراك ( الذي هو طبقي متناغم مؤقتا )
• ظهر اثناء تفسيرنا للشكل والمحتوى اكثر من مفهوم متداخل ( الخاص والعام والحد والجوهر والظاهر) وهذا واحد من المؤشرات التي تدلل على وحدة وعي المفاهيم وتعقد روابطها
• الحد
هو الوضع بين حالتيين للشيء في حركة تغيير كيفه وكمه وهو النقطه التي ان تم اجتيازها يصبح الشيء شيئا اخر, والحد بهذا الوصف يعبر عن مركز وحدة الكم والكيف ..ونحن اذ تناولنا الشكل باعتباره حدا فان هذا يعني ايضا اننا تناولنا جانب الشيء بكونه ظاهر فالشيء لا ينفي بذاته لمجرد تغيير شكله لكن تغيير الشكل يدلل على امكانية ذلك ..لهذا ايضا يظهر الخلط بين مفهوم المحتوى ومفهوم الجوهر
• ان هذه الملاحظه تؤشر الى اولى صور الوعي الجدلي والكيفيه التي تتشكل عليها قاعدة التفكير المادي
....يتبع