طريقنا..وفلسفة الثوره ج 11


ليث الجادر
2012 / 6 / 5 - 13:47     


شكل وحدة الوجود يتمثل في الحركه والزمان والمكان ولكي يكون الشيء مؤكد الوجود فانه يجب ان يكون له حركه وزمان ومكان ولكن الحركه وان كانت هي التي تولد الزمان والمكان فانها بذات الوقت تتحدد ماهيتها بالزمان والمكان الذي انبثقا عنها .. اي ان الحركه هنا ما ان تتحقق فانها تؤكد الوجود الخاص الذي في هذه الحاله يصبح محددا بالمكان والزمان اللذي يعني الاول منهم تسلسل وجود الشيء بالنسبه للاشياء الاخرى ويعني الثاني منه اتجاه وموضع الشيء من باقي الاشياء بمعنى اخر ان الحركه هنا تتحول من العام الى الخاص وهذا التحول يسبب الانعكاس لانه ينشىء التنوع والاختلاف ( التغير ) وبهذا فان الانعكاس هو استقبال الموجود الاكثر تطورا لحركة ما دونها ( الدماغ ) مما يعني ان الوجود يشمل شكليين للحركه اولهما موضوعي خارج عن الذات وهو لانهائي مرتبط ارتباطا وثيقا بجوهر الحركه ( الحركه بذاتها ) وثانيهما ذات موضوعيه حينما يتشكل وجود الشيء كشيء ويكون محددا بزمان ومكان يقومان بتحديد انعكاسات الوجود في مستوى الخاص .. ولتيسيط هذا الكلام نستطيع من ان نصف ذلك بافتراضنا الحركه لو انها وجود مغناطيسي وعلى هيئة شكل ما من المغناطيسيه التي تكمن خصيصتها في انها مهما اتخذت من اشكال فانها تبقى ذات اتجاهيين متنافريين ونستطيع ان نتصور ان شكل الحركه هو تجزئة او تقطيع المغناطيسيه هذه.. فما ان يتم هذا حتى يكون لدينا وجود جديد ( خاص ) يحمل ذات الجوهر لكنه يصبح محدد الانعكاس بصفاته تبعا لاستمرار حركة وتجزءت الوجود الاصل واستمراريته بالخلق وما ينجم من ذلك على تغيير في وصف انعكاسات الاشياء بعضها على بعض وتنافرها بعضها مع بعض رغم انها وما دام ذلك الوجود المغناطيسي موجود فانها لاتمثل الا وحده واحده ..هناك قطع مغناطيسيه تؤثر بعضها على البعض وترتبط جميعها بعضا ببعض وبدرجات مختلفه تبعا لموقع احدهما من الاخر وتسلسل احدهما من الاخر قيختلف بذلك كم وجودها لكنها في ذات الوقت تتطابق في نوعها ..وهنا يظهر الشكل وبالتالي يظهر الكم وكيفه لكن النوع والجوهر هما واحد ( تتلاشى وحدة صفات القطع المغناطيسيه بتاثير الكم وكيفيته وبالتالي فان س وص هما بالمفهوم مغناطيس لكن وجود س يختلف عن وجود ص )..وهكذا فان القطعه س ترتبط بالقطعه ص والتي هي هنا مفترضه بكونها تمثل ( الوجود الارقى ) وباعتبارها القطعه التي تتكثف فيها الحركه ( الدماغ ) فيتشكل هنا الوجود المنعكس ( الوعي) ..وكلما زادت عمليات الانعكاس في هذا الوجود كلما تمت تقوية الروابط فان الانعكاسات بدورها ستتخذ نسقا اخر بحيث يتلاشى الاول منها في الثالث والثالث في الخامس وهكذا ..ولهذا نرى ان وحدات وجودنا في تغيير ومعرفتنا تزداد تعقد وقدراتنا الفرديه العقليه تضعف ( نحن اكثر غباء كافراد من اسلافنا – لو اتفقنا على ان قيمة المعرفه تكمن في القدره على التطبيق ولو اتفقنا ايضا على وصف الغباء او الذكاء باعتباره يعكس تلك القيمه - ) لكن لو اخذت جدي التاسع عشر وقارنة قدرات مخه على تقبل الانعكاسات ووعي الاشياء بما هي لوجدتها هي ذاتها وبالمقابل لو قارنت مقدار قدرتي وقدرت جدي هذا في تسخير معرفته الفرديه في ممارسة وجوده لاصبحت امامه اكثر من ان اوصف بالغبي او العاجز ( كماده واكانعكاسات نحن واحد لكن كوجود فنحن اثنيين ) كان يسوق ابله ويرعاها ويطببها ويسافر بمعرفة النجوم واماكنها ودلالاتها المكانيه وكان يطبب نفسه وكان وكان يعرف كل ما يجب ان يعرفه لكي يبقى لكنني انا فقط اعرف شيئا مما يجب ان اعرفه ليس لكي ابقى بل لكي امارس وجودي كاملا وهذا يعني ان الوجود اتسع وان الدلاله على هذا الاتساع هي اختلاف ماهية وجود جدي التاسع عشر وماهية وجودي ..لهذا قلنا ان الوجود اما مؤكسم ( وجود بالقوه ) او وجود واقعي ( وجود بالفعل ) ..وبالتالي فان افكارنا اما ان تنتمي الى الاول فتوصف بالعقليه والمثاليه اوانها تنتمي الى الثانيه فتوصف بالتجريبيه والماديه ...كما ان هذا المثال المقارن بين حال وجود جدي وحال وجودي نقدم تفسيره على ان التخصص وتقسيم العمل اجتماعيا هو علة هذا الاختلاف وهو علة مشاكلنا الشخصيه والفرديه التي تفوق قدراتنا وتعلوا فوق اراداتنا ( وسنرى هذا يعبر عن حقيقة وحدة المتنافرات في ذات المفهوم ) ( فانا كانسان هل زدت معرفه ام ان الانسان زاد معرفه فقل مقدار معرفتي واذا كان هذا فهل هذا يعني انني كفرد ماعدت انسانا ام ان مفهوم الانسان اتسع ليعبر الفردانيه والفرد ويتماهى في مفهوم المجتمع ..؟ لكن اذا كانت الاجابه بالايجاب فلم والحال هذه نرى ان التاكيد على حقوق الفرديه صار اكثر واقعيه من قبل ؟ )
...يتبع ج 12