طريقنا..وفلسفة الثوره ج 9


ليث الجادر
2012 / 6 / 3 - 12:29     

*تبدأ قضية نضالنا الاشتراكي بوعي الماديه التاريخيه التي هي اسقاط تطبيقي لمنهج الماديه الجدليه فيتبين لنا حينها ان البنى التحتيه للمجتمع (النشاطات الانتاجيه وما يتعلق بها مباشرة ) هي التي تنتج البنى الفوقيه (النظام الاجتماعي الذي تتجسد وفقه المؤوسسات العليا ) وهذا يعني ان وعينا المجرد هذا لا يتشكل الا عن طريق وعي ماهية النشاط الانتاجي والاقتصادي الذي لابد والحال هذه من يقوم على دراسة الاليه وتفاصيلها التي يتم فيها هذا النشاط ,وهنا يكون تتبع ( النقد ) يمثل جانب مهم من مكونات هذا النشاط
*نحن حينما نخوض في مجال الفلسفه الثوريه فاننا نفعل هذا لادراكنا بانها لاتمثل فقط مصدرا فكريا او اساسا لابد منه لتشكيل الفكر ,بل ولان هذا النشاط بحد ذاته يصبح مصدر لخلق سلوكيه ثوريه ذاتيه تبدأ بذواتنا وتتجه نحو الاخرين منا ,انها تعيد صياغة السلوكيه الفرديه وتجعل (اللادري) (أدري بيقين) واللادري لماذا ,ب(ادري كيف ولماذا ) ..انها تحقق التوازن الاكبر بين الباطن السلوكي لنا وبين ظاهره..وشيئا فشيء تتحول ممارستها العقليه المجرده الى منظومه من الاستجابات المشروطه بالوعي ..فنبدو حينها وكاننا انسان فوق الواقع مع ان هذه الفوقيه لاتفسر الا بكونها نابعه من اعادة تشكيله بتكرار لا ينقطع ولا يتغير اثناء ذلك التكرار ..ان ادراك سؤ حال وجودنا كافراد يبدأ بمعرفة علاقة ذلك بالواقع الطبقي التمايزي ,والاكتفاء بهذا المقدار المعرفي (لصياغات الفكر الاشتراكي) ينتج فقط اراده مناصره (بحد ما) و(بكم ما) والى حد معين لحركة اعادة تنظيم المجتمع (وهنا علينا ان نتذكر بان اساس وجود الفرد يقوم على الاستجابه لمفهوم امنه الطبيعي الذي لا يتأسس على تراكم الوعي بل على الانعكاسات الموضوعيه للواقع واستجاباتها المباشره المتكرره والثابته كجوهر مجرد ..والحال هذه ان حدود الاراده الفكريه تتوقف على كم القوه المقاومه لها ).لكن المضي في تطوير الفكر الطبقي من خلال اعادة تجريده وحيث تتم ممارسة هذا النشاط بشكل ذاتي وبالوصول الى جذور الموضوعه (وهنا هي التمايزالطبقي) بكونها انعكاسا لماهية نشاطنا الانتاجي الغير منظم بوعي القوانين العليا واللااراديه للوجود ,والذي جعل ذلك التفاوت حتما ومقاومته ايضا حتم ,لكن بعد ادراك هذه الحقيقه فان ذات هذه القوانين وفرت امكانيات استقدام فعلها وماهيته اثناء صيرورتها الطبيعيه (جعلنا من الممكن ان نولد من حركة التاريخ الاجتماعي مرحله جديده تماثل حالة الولاده القيصريه ) فالحتم التاريخي بماهيته القانونيه العليا ماضي الى التغيير الذي نبتغيه والذي عرفناه وهو (سوف) يتأكد لا محال (من الحقيقه العقليه –الحق الواقعي) ,لكن هذه (السوف) مرتبطه بالتجريد الزمني ,لا تاريخ محدد لها ولا حتى واقع موضوعي محدد , وهي بذلك وبهذا الوصف لا تهم وجودنا لانه محدد بالزمان والمكان ..لكن ادراك ماهيته تلك الحقيقه قد وفر امكانيات تحققها بشكل او باخر وباشتراط انبثاق ارادتنا المؤوسسه عليها كعقيده (وكمنظومه سلوكيه لا تخضع للتاويل والتفسير ) وليست فقط كمعرفه بمعنى انها حينها سنكف في التساؤل في ذواتنا عن سبب نضالنا وتضحياتنا ,وبسبب كل ما تقدم فاننا نعتبر الخوض في غمار الفلسفه الثوريه انما يعني السعي للوصول الى حالة اليقين التي تعني وصف حالة الوجود الفردي الى اقصى درجات توازنه ورقيه))
• اذن نحن هنا امام عنوانيين رئيسيين سيندرج تحتهما عرضنا الفكري ...الاول ( ماهي الثوره ..لماذا ؟ وكيف ؟ ) والثاني ( الاخلاقيه و اداة تمكين الثوره ) ..وبالتاكيد فان اداء عرض هذين العنوانيين يتوجب علينا التعريف باسس ومنطلقات تفكيرنا العامه التي تمثل وحدات الية تشكيل عقليتنا (التي وحسب ما فرضه علينا هذا البحث مؤقتا هي بلا هويه !!) ..سنبدأ من العام المجرد الذي نعتقد بان لا عقل يمكن من ان لا يتقبله بما( هو حقيقه بالممكن ) وليس هو بالضروره الحقيقه كلها ..سنبدأ بالمفاهيم التي تعبر عن وحدة انعكاس الوجود في العقل ..يتبع ج 10