طريقنا.. وفلسفة الثوره ..ج7


ليث الجادر
2012 / 6 / 2 - 00:54     


التفصيل

ان الاجزاء السابقه من طرحنا ( طريقنا .. وفلسقة الثوره ) مثلت جميعها موجزا مختصرا, حاولنا خلاله من ان نقدم خلاصه مكثفه تعبر عن نتيجة دراسة ماهية الوجود الاجتماعي ضمن ثوابت انتمائنا للفكر المادي الجدلي.. وكان ذلك ايضا مقدمه تصلح لمخاطبة درجة وعي ثقافي محدده قادره على استيعاب العروض المجرده استنادا الى مخزونها التراكمي المعرفي ,,لكن هذا الاسلوب هو اسلوب مقيد ليس فقط لمواصفات هذه الفئه المجرده بل لانه مشروط بكونها يجب ان تكون من ذات الانتماء ومفترضه بانها غير متطابقه في تفسير الاتجاه المادي الجدلي الذي نحاول من ان ننطلق منه لنؤوسس مشروعنا الاجتماعي ...بمعنى ان طرحنا في هذا الجانب هو جزء من جدال قائم في ذات اطار رؤيه واتجاه محدد وهو (اجابات الماديه الجدليه على اسئله الواقع الاجتماعي ومن قبلها تحديد ماهية المجتمع الانساني )...والمحور الاساسي الذي يقوم عليه هذا الجدال يتمثل في تفسير معنى وماهية الثوره وارتباط هذا بالكيفيه التي يتم وفقها تحديد الوظائف النضاليه وتوزيع ادوارها وان من اهم نقاط خلافنا بهذا الشان مع الاتجاهات الاخرى تكمن في اننا نرى الثوره بادىء ذي بدء بانها - شروط ماديه- تفرض مشروع لنظام اجتماعي في اطار المفهوم العام للمجتمع الانساني, بينما لمسنا ان مفهوم الثوره عند اغلب الاتجاهات الاخرى وان لم نقل كلها يتمثل في معنى كونها ( حراك لتغيير ملامح الشكل الذي يعبر عن النظام القائم.. ) ...واذ نعتبر هذا الخلاف في حينه هو المحور الذي يقوم عليها الجدل الماركسي – الماركسي فاننا لا يمكننا من ان نستمر على هذا الحكم والتقييم بعد الان وبعد التطورات والنتائج التي افضت اليها الحراكات الشعبيه في العالم العربي والتي يمكن وصفها بالاجمال على انها اسقطت جني ثمارها في سلة النظام الراسمالي وتحديدا في سلة اهدافه السياسيه السلطويه العالميه ..واذن كنا على حق حينما زعقنا محذرين في بواكير وفي اول ايام ماسمي بثورة الياسمين حينما قلنا ( تونس انتفاضه مغدوره ) وكررنا الامر ولكن بحسب خصوصيته مع مصر وقلنا ( ارهاصات ثوره في مصر لا ثوره ) وحينما ظهرت بواكير الحراك الليبي تسائلنا بايحائيه ( غزوات اسلاميه ام ثورات برجوازيه ) ...اذن الجدال الماركسي – الماركسي الان اصبح واقعيا يمثل خلافا قكريا عميقا بين وجهتي النظر في هذه المسأله.. وهذا يعني ان احدهما وقعت ماركسيته تحت طائلة الشك .. ويعني عمليا ان الماركسيه ذاتها كمنهج اجتماعي ثوري صارت برمتها مطالبه بان تدافع عن صلاحيتها ودقة تقييماتها ..((* وهنا ارى من المهم جدا من الاشاره الى ان الجدال والخلاف الماركسي- الماركسي الذي نتناوله لا يشمل المواقف التي اتخذتها الاحزاب اليساريه التقدميه من الاحداث . بل نعني به فقط ذلك السجال الذي حدث في مجال الاطروحات الفكريه وتقييماتها * وهذا لايعني في ذات الوقت تقييم اداء تلك الاحزاب والقوى باعتباره اداء ايجابي فعال ضمن اطار وصفها السياسي التقدمي ,لكن موضوعية الجدال الذي دار كانت طبيعته فكريه نظريه وتستوجب الاشاره اليها في هذا السياق )) ..لذا فان اسلوبنا في الدفاع عن ثوريتنا سينتقل من الاختلاف في التقييمات والاختلاف في التفسيرات والجدال في وضع الماركسي مقابل الماركسي الى وضع عرض اساس تقييماتنا وتفسيراتنا من خلال طرح هوية فكرنا باعتباره مادي جدلي (ماركسيالي ) وبمعنى اوضح اننا سنقوم بعرض تحليلي نفكك فيه اطروحاتنا ونعيدها الى الاسس التي تشكلت عليها ..وكمقدمه للشروع بهذا علينا ان نؤكد جملة ملاحظات او تاكيدات
اولا- اننا هنا في حل من التقليد الثقافي الاسمي الذي يدلل على الهويه المتعارف عليها ..نحن مؤقتا في حل من ( الهويه الشيوعيه ) وان كانت دواعي ذلك هي تثبيت ماركسيتنا
ثانيا- ولان تعبير الماركسيه صار يدلل على اكثر من تجسيد وتشكيل نظري للماركسياليه (النتائج التي قدمها ماركس وانجلز لدراستهما الفكريه ) ولفك اشتباك فهم الماركسياليه بكونها دراسه معمقه وبكونها استنتاجات فرضها الواقع الذي هو وفق تلك الدراسه ذا جوهرمتغير ويفرض تغييرا في طرح الفكره ..فاننا ايضا سنكون هنا في حل من الالتزام بنصوص الاستنتاجات الماركسياليه
ثالثا- واذا كان الامر كذلك فاننا ملزمون باشد درجات الالزام باساس الماركسياليه المجرد والذي من المفترض ان يتشكل عليه كل فكر ثوري يبحث عن طريق الخلاص الاجتماعي ..وهذا يعني ان علينا توضيح مفهومنا المادي اولا والمادي الجدلي للوجود وثانيا للوجود الاجتماعي والذي يعني هنا وفي النهايه دليلا على ماديتنا التاريخيه
• ولاننا ملزمون بكل ذلك ( وهو تكليف قاسي ) فاننا والحال هذه يحق لنا وعلى الصعيد الشخصي من ان نتخلى ومؤقتا ايضا عن كل ما قلناه الى ان يتم تاكيده وفق منهجنا هذا ولربما نثبت بعضه حتى على شكل نص وعرض
• الاهم من كل ما تقدم هو ان نجيب على سؤال نحن من يبادر الى طرحه الا وهو ..من نحن؟
• نحن نقول بان التغيير الاجتماعي الكبير والذي ينهي مفهوم التاريخ الذي عرفناه هو تغيير حتمي وقدر ونهايه,,لكن وخلال سيرورة هذا التغيير العظيم ستفرض شروط قاسيه لحال وجود الاغلبيه الغالبه من البشر ويمر خلالها المجتمع الانساني بمرحلة انتخاب مزمن تتناحر فيه شروط الامن ..يتبع ج8