الماوية نظرة اخرى


احمد حسين جيفاري
2012 / 4 / 18 - 22:47     

الماوية نظرة اخرى

مقدمة
يجوب المنطقة شبح احمر جديد , يكسر كهنوت القديم, محطماً طوباوية الامل, راسماً طريقاً ثورياً لتحقيق الامل, انه نجم جديد بمعنى اصح.
لكن ماطبيعته ؟ ولما هو جديد ؟ شغلني هذا السؤال فيما مضى وقرأت العديد من الاجابات لكن كنت الاحظ فيها بعض الشوائب.
الا ان اتى يوم وفي احدى الساعات طرح احدهم في مجموعة حلقات ماركسية على الفيس بوك بعض المقالات عن الماوية , وحاولت النقاش معه لكن لم يسر النقاش الى منشوده , فاتضح ان صاحبنا لايجيد غير النسخ واللصق في المجموعة, وغير قادر على خوض نقاش جدي مما اضطرني للوقوف بجديه والبحث في الامر لاجد اجوبتي المنشودة واطرحها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصادر ماركس والتكوين

تشكل الفلسفة الالمانية والاقتصاد السياسي الانجليزي والاشتراكية الفرنسية مصادر ماركس التي منها صاغ الاشتراكية العلمية التي ترتكز على
أ‌- المادية الجدلية والتاريخية
ب‌- نظرية القيمة الزائدة
ت‌- دكتاتورية البروليتاريا

فقد اخذ ماركس الديالكتيك من هيجل بعد ان انقاه من المثالية واخذ مادية فيورباخ بعد ان انقاها من ميكانيكيتها ,ومن هنا ماركس ماديته الجدلية التي يشكل تطبيقها في التأريخ البشري (المادية التأريخية) ,وبذلك يكون قد بين الطريق الواجب سلوكه للخروج من العبودية الفكرية.

وان كان ادم سمث ودايفد ريكاردو قد درسا النظام الاقتصادي وسهلا بداية نظرية (القيمة – العمل ) فأن ماركس واصل عملهما واعطى لهذه النظرية اساساً علمياً خالصاً وطورها بصورة منسجمة الى النهاية , وحيث كان يرى الاقتصاديون البرجوازيون العلاقات بين الاشياء (مبادلة بضاعة ببضاعة اخرى ) اكتشف ماركس علاقات بين الناس, ان تبادل البضائع يعبر عن الصلة القائمة , بواسطة السوق,بين المنتجين المنفردين, والمال (النقد) يعني ان هذه الصلة تزداد وثوقاً, جامعة في كل واحد لا يتجزأ كل حياة المنتجين المنفردين الاقتصاديين. والرأسمال يعني تطور هذه الصلة, فقوة عمل الانسان تغدو بضاعة, والعامل يستخدم قسماً من يوم العمل لتغطية نفقات أعالته وإعالة اسرتة (الاجر) ويستخدم القسم الاخر للعمل مجاناً, خالقاً للرأسمالي القيمة الزائدة , التي هي مصدر ربح, مصدر اثراء للطبقة الرأسمالية, ان نظرية القيمة الزائدة تشكل حجر الزاوية في نظرية ماركس الاقتصادية, التي اوضحت وضع البروليتاريا الحقيقي في مجمل النظام الرأسمالي.

بعد ان رأى المجتمع الرأسمالي (الحر) النور تبين ان هذه الحرية تعني نظاماً جديداً لاضطهاد الشغيلة واستثمارهم , واخذت تنبثق شتى المذاهب الاشتراكية , الا ان هذه المذاهب كانت طوباوية, أي تلعن النظام الرأسمالي وتحلم بأزالته وتسعى لاقناع الاغنياء ان الاستثمار مناف للاخلاق, وكذلك كانت عاجزة عن ايجاد مخرج حقيقي بسبب عجزها عن ان تفسر طبيعة العبودية في ظل النظام الرأسمالي ولم تعرف كيف تكتشف قوانين تطور الرأسمالية ولا كيف تجد القوة الاجتماعية القادرة على ان تصير خالقة المجتمع الجديد, ومن عبقرية ماركس انه اول من استخلص وبين ان الصراع الطبقي هو اساس كل تطور وقوته المحركه مستنداً لملاحظته للثورات العاصفة التي رافقت سقوط الاقطاعية وخاصه في فرنسا, وبين كذلك ان الاشتراكية لايمكن تحقيقها الا عبر دكتاتورية البروليتاريا التي يقود اليها الصراع الطبقي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اضافات لينين للماركسية

بين لينين ان الرأسمالية قد دخلت في مرحلة جديدة, الا وهي مرحلة الامبريالية واكتشف قوانين تطورها وبين ان هذا التطور يجري بقفزات وبصورة غير متساوية وبدون انتظام مبين ان التفاوت الاقتصادي والسياسي هو قانون الرأسمالية المطلق واستخلص من ذلك :
أ‌- امكانية الاشتراكية في بلد واحد
ب‌- استحالة انتصار الاشتراكية في جميع البلدان في وقت واحد

ومن ما افرزته تجربة كمونه باريس من نتائج ووضع البروليتاريا في مرحلة الامبريالية, باتت الضرورة لتنظيم متين مختلف, ومن هنا وضع لينين بين ايدي البروليتاريا سلاحاً جديداً الا وهو ((الحزب الطليعي)) من حيث هو ( فصيلة الطليعة – منظمة من الطبقة العاملة – اعلى اشكال تنظيم البروليتاريا – اداه دكتاتورية البروليتاريا – وحدة في الارادة لاتقبل وجود التكتلات الانقسامية – يقوى بتطهير نفسه من الانتهازية )

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اضافات ماوتسي تونغ للماركسية اللينينية

طرح واثبت ماو امكانية قيادة البروليتاريا الثورة البرجوازية نحو الاشتراكية ( الثورة الديموقراطية الجديدة ) في وقت كانت هناك موقفين حول المسألة :
أ – الثورة لايمكن ان تكون الا تحت قيادة البرجوازية الوطنية.
ب- استحالة الثورة الا بعد ان تتطور قوى الانتاج وتفرز في نهاية المطاف القوى القادرة على النهوض باعباء الثورة.
ويتضح منذ الوهلة الاولى ان ثورة الديمقراطية الجديدة منذ الوهله الاولى البروليتاريا في موقع الهيمنة وذلك حتى يمكنها من قيادة ألأمة نحو الاشتراكية

اغنى ماو البروليتاريا واكسبها نظريتها العسكري أي حرب الشعب , فیھا تتلخص لأول مرّة على نحو منھجي النضالات و العملیات العسكریة و الحروب التى خاضتھا البرولیتاریا و التجربة النظریة المدیدة للنضال الشعبي المسلّح و بخاصة حروب الفلاحین فى الصین و علینا أن نذكّر على الدوام بأن ماو مع علمه بوجود القنابل و الصواریخ النوویة , دافع عن حرب الشعب و طوّرھا لتخاض فى الظروف الجدیدة للأسلحة النوویة و الحرب مع دول قویة و قوى عظمى . بإختصار ،حرب الشعب ھي سلاح البرولیتاریا والشعب لمواجھة حتى الحروب النوویة, و ما ھو رئیسي تمت دراسته بإقتدار و بإقتدار صیغت مبادئه و قوانینه و إستراتیجیته و تكتیكاته و قواعده و ما الى ذلك و بالتالي على ھذا الأساس المكین و على قاعدة ما أنشأته الماركسیة – اللینینیة ، بلور ماو النظریة العسكریة للبرولیتاریا أي حرب الشعب.

يرى ماو ان الثورة الثقافیة البرولیتاریة الكبرى ضروریة تماماً وجدّ مناسبة لترسیخ دكتاتوریة البرولیتاری او الحیلولة دون إعادة تركیز الرأسمالیة و لبناء الإشتراكیة, فالاشتراكية في نظرة ليست مجرد نمط انتاجي بل هي مسار متناقض يتخلله الصراع بين الشيوعية الجنينية والرأسمالية المتحضرة , بمعنى اخر انها ثورة داخل ثورة هدفها القضاء على كافة الاشكال الثقافية التي ظلت تكبل القوى الخلاقة للشعب ومسيرته نحو الشيوعية.
ولا بد من الالتفات الى مسألتين مهمتين:
أ‌- تمثل الثورة الثقافیة البرولیتاریة الكبرى قمّة فى تطوّر دكتاتوریة البرولیتاریا نحو تدعیم البرولیتاریا فى السلطة وھو ما تجسّم فى اللجان الثوریة
ب‌- لا تنفي إعادة تركیز الرأسمالیة فى الصین ، إثر الإنقلاب المضاد للثورة سنة ١٩٧٦ ،
صلاحیة الثورة الثقافیة البرولیتاریة الكبرى و إنما تتأتى صلوحیتھا تماما من الصراع الدائر رحاه بین إعادة تركیز الرأسمالیة و نقیضھا و بالعكس تبیّن لنا الأھمیة التاریخیة القصوى للثورة الثقافیة البرولیتاریة الكبرى بالنسبة لسیر الإنسانیة الذى لا ینثنى صوب الشیوعیة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقد

1- تطور مصادر ماركس ام الماركسية؟
اعتمد الماويون مصادر الماركسية كأساس قياسي لتطوير الماركسية الى مرحلة , مهملين الماركسية بذاتها , مما اسقطهم الامر الى اعتبار الماوية و اللينينية تطوير على المصادر الثلاث حتى الماركسية .

2- شرط خيالي .. زجاج متصدع
لم اسمع او أقراء بان اللينينية اتت كتطوير لمصادر الماركسية الثلاث, ولم يشترط ذلك الماركسيون بقبولهم اللينينية , ولو افترضنا ان لينين اضاف فقط امكانية الاشتراكية في بلد واحد بدون نظرية الحزب الطليعي فهل يلغي ذلك الماركسية اللينينية ؟!! بالتأكيد كلا.

3- من اين اتى ذلك ؟
لقد جعل القادة المؤسسون للأحزاب الماركسیة - اللینینیة الجدیدة المتشكّلة فى الستینات تبنى فكر ماو تسى تونغ كمرحلة جدیدة ، ثالثة و أرقى من الماركسیة-اللینینیة حجر الزاویة فى القطیعة مع التحریفیة. ولقد طبّقوا ھذه الإیدیولوجیا لبناء خط ثوري و لإرشاد الممارسة. و كافة الأحزاب الماویة الحالیة تمتدّ جذورھا إلى مثل تلك الطفرات. غیر أن التبنى الحالي للماركسیة – اللینینیة- الماویة لم یجر فى خط مستقیم . لن نحتاج للدخول فى روایة تفصیلیة للسیرورة برمتھا. إلا أنه من الجلي تماما أن ھذا تحقق بالنضال ضد تیارات عملت ضد فھم صارم لشمولیة مساھمات ماو تسى تونغ . وهو يشابة ما وقع به ستالين في تعريفه لللينينية بقولة عصر بدل مرحلة .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دفاعاً عن الماوية

1- مسأله العصر
یقول البعض إن تشكّل مرحلة تطوّر فكریة ینبغى أن یمثّل عصرا كاملا . بالنسبة لھم ، الماركسیة نتاج عصر الرأسمالیة. و اللینينیة نتاج عصر الإمبریالیة . لكن ماو لا عصر له و من ثمة لا یمكن أن توجد أي ماویة إلخ .إن الذین یحاججون على ھذا النحو لم یفقھوا القانون البسیط لسیرورة تطوّر العلم كما لم یفقھوا أن الماركسیة علم. و محاولة حصر تطوّر العلم بسرعة تطوّر العصر غیر علمي مطلقا و سخیف. ففى عصر واحد یمكن أن یتطوّر العلم إلى عدة مراحل. إذا ما تحدث المرء فعلا عن عصر ، من وجھة نظر التطوّر الإجتماعي ، لیست الإمبریالیة كذلك عصرا جدیدا و إنما ھي أعلى مرحلة متعفّنة من الرأسمالیة، لاغیر. و بالتالي، من غیر السلیم الحدیث عن "اللینینیة ". وعلیه واضح ھو إفلاس الذین یقدّمون حجة العصر ھذه.

2- مسالة الاستناد للماركسية اللينينية دون الماوية
ان الاستناد إلى الماركسية دون اللينينية هو استناد إلى موضوعات وإلى وعي غير قادر لوحده على تفسير الواقع المراد تغييره، وهو ما يعني بلورة وعي ناقص يترجم في الواقع عبر ممارسة انتهازية إن لم تكن رجعية صرفة. نفس الشيء يمكن قوله عن الماوية التي أنتجت في مرحلة تاريخية أشد تعقيدا من المرحلة التي أُنتجت فيها اللينينية وهو ما يعني أن الاستناد إلى الماركسية اللينينية دون الماوية اليوم هو استناد إلى موضوعات نظرية وسياسية وتنظيمية غير قادرة لوحدها على الاستجابة للحاجات الجديدة التي ظهرت عبر تطور الواقع الموضوعي، وتطور الممارسة الاجتماعية العامة. وهو ما يعني بلورة وعي ناقص غير قادر على تقديم الإجابات السديدة وبالتالي غير قادر على تغيير ثوري للواقع.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر

1- مصائر مذهب كارل ماركس التأريخية / مختارات لينين / المجلد الاول.
2- مصائر الماركسية الثلاثة واقسامها المكونة الثلاثة /مختارات لينين / المجلد الاول
3- اسس اللينينية / ستالين.
4- مسائل اللينينية / ستالين.
5- ملحق دور الحزب الشيوعي في الثورة البروليتارية / نصوص حول الحزب اللينيني / ارنست ماندل.
6- تعريفات ثورية / الحركة الماوية العالمية
7- ثلاث نقاط رئيسية / الحركة الماوية العالمية
8- وثيقة الحركة الاممية الثورية (لتحيى الماركسية-اللينينية-الماوية) / ترجمة شادي الشماوي.
9- وثائق احزاب شيوعية ماوية / ترجمة شادي الشماوي
10- الماركسية اللينينية الماوية .. منطلقات النقاش1-في المنهج / خالد المهدي