الامبريالية الأمريكية و العالم و التحديات


علاء الصفار
2012 / 4 / 14 - 18:14     

الصمت ام السكون الذي يسبق العاصفة كما يقال. كل شيء خاضع للتهديد التاريخ و العلم و الحضارة. الحروب و سقوط الامبروطوريات.

اراد هتلر ان يبتلع العالم فسحقه العالم, فاتحد النظام الراسمالي و النظام الشيوعي ضده و ألقى بالنظام الفاشي الهتلري في مزبلة التاريخ. و صار هتلر اضحوكة العالم التي جسدها شارلي شابلن بفلم الدكتاتور, رغم الدمار و الدماء الرهيبة فهناك فسحة من الامل و الافكار العظيمة التي حطمت اكبر عسكرتاريا في العصر الحديث, لتحول من ظهور دولة جبارة واحدة او ما يعرف بأمبروطورية الموت و الاستعباد!

ماتت الفاشية و انتصرت الشعوب و سارت نحو بناء تجاربها الثورية او تركيز دول برلمانية و ديمقراطية غربية, تؤمن بالتعددية الحزبية و ليتشكل حتى في بلد هتلر الفاشي نظام جديد اعتمد البرلمان و نظام الانتخابات و التعددية الحزبية. و النظام في ألمانيا الغربية نجح ببناء تجربة جديدة بعيدة عن فكر التسلط الحزبي لهتلر, و قدمت الدولة الكثير من اجل رفع الحيف عن الشعب الذي قاده الدكتاتور هتلر الى الحروب الهمجية و الدمار الشامل للانسان و البناء و التحضر و التقدم.

نجحت المانية الغربية لا فقط ببناء البلد اقتصاديا لا بل لتكن اقوى اقتصاد في اوربا و لتقود اوربا اقتصاديا بمبادرة دول السوق الاوربية المشتركة و سعيها لاحتلال موقع عالمي جديد في العالم من خلال التطور العلمي و الاقتصادي و كذلك لتطمح بانشاء حلف عسكري اوربي يخدم توجهات اوربا الاقتصادية في العالم.

منذ سقوط هتلر لمع نجم امريكا و ازداد وضوحا و شراسة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي و المعسكر الاشتراكي كله. و انتهاء مرحلة الحرب الباردة, الان وصل المطاف بامريكا حد الخروج الى حدود التفكير بالزمن الامريكي من خلال تنضيج دور امريكي اولا بكونه دركي العالم الذي على عاتقه ترتيب العالم وفق مصالحه الستراتيجية و الى ان تبلورت الصورة الجلية التي دعا اليها جورج بوش الاب بالعصر الامريكي لقرن الواحد و العشرين!

لتبدأ خطوات حثيث في هذا المجال للاحلال كقوة عالمية وحيدة بعد زوال القطب الشيوعي. طرحت امور سياسية و فكرية جديدة ليصاحبها العمل العسكري من اجل تدشين الزمن الجديد عصر الامبروطورية الامريكية!

بدأ بطرح مسألة العولمة و هو مناظرة لفكرة الشيوعيين بايمانهم بأنشاء البشرية يوم ما, الدولة الاشتراكية العالمية حيث يتجسد فيها الاخاء البشري من اجل حضارة تجمع البشر لتحقيق دولة يختفي فيها الاضطهاد الطبقي و العرقي و بزعامة الشعوب وبالاحزاب الماركسية الاممية التي تؤمن بذلك الهدف الانساني الذي حدده كارل ماركس.

لكن مشروع امريكا في العولمة يقوم على المصالح العليا لامريكا و الشعوب المنخرطة في الناتو, أي مدفع العولمة موجهة نحو الدول الفقيرة و شعوبها, التي هي فقط دول لابد ان تقدم النفط و المواد الخام الثمينة الاخرى لامريكا و بزعامة امريكا التي ستتصدق على الجماعة الاوربية بالنفط و المواد الخام, و وفق مشيئتها و مصالحها و رغباتها و مزاجها الصعب كامبروطورية العصر الحديث!

قلقت اوربا قبل الروس و الصين للتوجه الجديد اذ ذلك يذكر بالدولة الفاشية الاولى للعصر الحديث و محاولة هتلر ابتلاع العالم, حتى راحت وزيرة الخارجية الالمانية السابقة تنعت بوش الابن بانه يشبه هتلر بتوجهه بالحروب و السيطرة على العالم, لتجبر على الاستقالة بسبب الاحراج الذي سببه تصريحاتها للقيادة الالمانية في حينها.

امريكا حاولت النظر في امر موظفيها في العالم(عملائها) وخاصة في الدول النفطية و التي هي في الشرق الاوسط و تحديدا في الدول العربية و افغانستان!

ان العملاء السابقين صاروا غير صالحين للتوجه الجديد, فعملاء الامس أمسوا عقبة, فينبغي تحويلهم الى اعداء من اجل
ضربهم, و لتحقيق سياسة ابتلاع العالم العربي و كل الشرق الاوسط. ان ضرب العملاء في العالم كان له ابعاد كبيرة و ستراتيجية لتحديد و لتثبيت الصورة المتجهة اليها السياسة الامريكية و خاصة في مجال ابراز القوة العسكرية التي يجب ان تصاحب الفكر و العقلية الجديدة من اجل تحقيق هدف الزعامة الجديدة للعالم بعد زوال المعسكر الاشتراكي و قوة الاحزاب الشيوعية.

فكان اكبر ضربة حققتها امريكا في هذا الاتجاه هو ضرب افغانستان و عميلها بن لادن, لقد بدأ المسلسل بالصد عن العميل الافغاني و تجاهله بعد ان قدم نظام طالبان الكثير من الخدمات في حربه ضد النظام الشيوعي في افغانستان و على الحدود السوفيتية و هو كان تحدي كبير للروس. فحين انهار الاتحاد السوفيتي و تجلى لامريكا حلم الزعامة العالمية كما تجلى لماكبث ان يكون الملك فاغتال الملك, فاغتالت امريكا حليفها طالبان و اخير قطعت بن لادن و رمته في البحر من اجل المصالح العليا لامريكا و طبعا لتضفي عليه انه عمل انساني من اجل الحرية للشعوب!!!

فكان سقوط طالبان درس لكل العملاء في العالم و خاصة للعرب, و اشارة للغرب بالتوجه الامريكي الجديد في ابتلاع العالم, اذ الغرب قد سبق امريكا في امر الغزو لشعوب العالم و هم اول من راوغ بالأكاذيب نحن انسانييون محررون لا فاتحون!

تتطور الاحداث في العالم و لتقاد و لتوجه دائما وفق الاتجاه الجديد للهدف الامبريالي الامريكي, من اجل الخلاص من العملاء الذين صاروا عقبة للتوجه الجديد, فالسادة اصبحوا خردة لا تعي التوجه الامريكي و قد صار البعض قادة كبار في المنطقة و على شعوبهم, ويملك البعض الجيش و المخابرات المركزية القوية أي دول عسكرية مخابراتيه لها مصالحها الطبقية في المنطقة و العالم. لذا ينبغي تحطيمها باسم الديمقراطية و العولمة و التي تعني بالقاموس السياسي الامريكي العصر الامريكي في ابتلاع العالم.

يجتاح العراق بعد افغانستان وكان لقمة ضخمة و دسمة, لكن لا تخلو من عسر في المضغ و في الهضم اذ امريكا هنا بجورج بوش الابن ضربت الشرعية الدولية و قامت بغزو العراق رغم اعتراض الامم المتحدة, و تكذيب مسالة امتلاك اسلحة الدمار الشامل و بهتان و سخافة الادعاء بعلاقة العرق بالقاعدة!

لقد وقفت الكثير من الدول الاوربية ضد الغزو لما يحمل في طياته محاولة امريكا فرض السيادة على العالم و كان اقوى موقف في فرنسا و المانيا و دول اخرى, التى تعي التوجه الامريكي جيدا في توجهها نحو منابع النفط العربي. و ليبدأ التوجه نحو ضرب ايران.

و الان بعد ان بدأ الربيع العربي في تونس و ليتطور امتداده الى الكثير من البلدان العربية. و سواء ان كان الربيع عربيا نقيا خالصا ام مخطط امبريالي سابق الاعداد فالنتيجة هي و احدة الان. كان دخول العراق الى الكويت واكذوبة اسلحة الدمار الشامل اسباب كافيه لامريكا لتتخلى عن نظام صدام حسين و خدماته الجليلة, وتحقيق غزو العراق. و قبلها كان اكذوبة 11سبتمبر المفبركة كافية لغزو افغانستان. ان هذه الشعوب و الدول العربية و حكوماتها, كلها لا قيمة لها و لا احترام انها مشروع للنهب و السرقة الدائم, و خاصة الان حين لاح لامريكا في الافق ابتلاع العالم العربي ليتعرى وجه امريكا القبيح في الهمجية و الحروب!

ان الهجوم الامريكي على العرق اكمل باحسن وجه و بشكل جيد!
اذ ان امريكا قامت بتحطيم الدولة و الشعب. و العراق للان لا دولة و لا قانون. للاختصار فقط هرب من العراق اكثر من 6 مليون انسان, و بملايين من الايتام و المعوقين و العاطلين و فقدان الامان و السلم الاجتماعي وغياب الكثير من الخدمات الانسانية و خاصة ازمة الطاقة الكهربائية, و ان المتحكمين بالثروات النفطية فى العراق الجديد عراق العصر الامريكي وصلوا من الانحطاط و السفالة باتوا ينهبون اموال النفط بشكل رهيب وتركوا الشعب والبلاد بحالة اجتماعية و اقتصادية مزرية, فبدأ بمدارس الطين فى جنوب العراق و انهيار المستوى العلمي وانعدام خدمات الماء النقى, حيث باتت الامراض تفتك بالبشر, والى و تدني القيم الحضارية و ما تبعه من تدهور لمكانة المرأة العراقية, و انتشرت الامراض الاجتماعية بشكل ملفت للنظر, مع غياب الخدمات الصحية.

وقادة البلد يتبادلون التهم بالخيانات و السرقات و التستر على الفضائح الاقتصادية و السياسية و الى تهريب النفط الى اسرائيل ! عن طريق الاردن العقبة والاخر يهرب عن طريق ايران الى افغانستان. و بجدار صار العراق من الدول الاولى في الفساد الاداري. العراق هو الأنموذج الستاندر الاصيل الامريكي, للعرب و المنطقة. فمبروك و هنيئا للمطبلين للعهد الامريكي و التغيير الامريكي نحو الديمقراطية و الليبرالية.

العراق الان لا بلد لا بشر و لا دولة بالمعنى او بالمفهوم الحديث للدولة.

مع سكوت مطبق للعالم المنحط السافل و منظماته الدولية الانسانية الموقرة, من هيئة الامم المتحدة و حقوق الانسان و صمت السادة الاشاوس العراقيين و العرب الذين صفقوا لدبابة التغيير الامريكي, فالمذابح و الدمار مستمر على قدم و ساق. و الان الالتفاف على ربيع العربي و ما صاحبه من قصف و نهب و قتل في ليبيا و الان التأهب على سوريا و ايران. و التهديد للروس و الصين بالحرب الكونية انه العصر الامبريالي الامريكي في تتويج الحروب الى اقصى مدياتها.


فالتحيا الانجازات الامبريالية الامريكية و العولمة و من ورائهم العملاء العرب وعلى رأس قيادتها العميل الجميل حمد ال ثاني اوكسيد الزرنيخ من قطر, و لا ننسى السادة اللبراليين الجدد العراقيين و العرب في زورق التغيير التلفان الامريكي!

وهنا يحضرني تنبؤ العميل القذافي في احد القمم العربية الكثيرة الفاشلة حين قال سيأتي الدور عليكم يا سادة الحضور في هذه الصالة التي هي الشيء الوحيد الذي يجمعنا! وليتدارك اذ كان سريع البديهية و ليصحح بلاش عليكم, عليً انا يقصد الغزو و القتل للعملاء الامريكان!

فتحققت نبوءة القذافي بعد اقل من 10 سنين ليقتل في الشارع!
خاف الغرب الليبرالي الانساني من ان عميلهم المجنون معمر القذافي سيقتل الكثير من المعارضة, فقصف الناتو ليبيا ليحصد اكثر من 30000 الف انسان!

هذا هو الانجاز الامريكي في مجال العولمة المزعومة و طريقها في تحقيق الخير للبشرية بعيدا عن طريق الاشتراكية الماركسي في الاممية و توحد الشعوب!!

في لقاء صحفي يصرح كيسنجر, وهو يعكس التوجه الامريكي بشكل جلي! و للاسف لا رابط لي له!

كيسنجر : طبول الحرب الثالثة بين الغرب والشرق تدق والأصم هو من لا يسمعها.

أدلى ثعلب السياسة الأميركية العجوز هنري كسنجر مستشار الأمن الأميركي ووزير الخارجية السابق في عهد ريتشارد نيكسون بحديث صحفي نادر لصحيفة " ديلي سكيب " اليومية المحلية في نيويورك كشف فيه عن مفاجآت من العيار الثقيل حول ما يجري في الشرق الأوسط وفي العالم كله حاليا....انتهى المقتطف!

لكن شيء ما قد حصل و كما يقال لا تجري الرياح بما تشتهي السفن, انه القدر قدر النظام الراسمالي و الازمة الاقتصادية الدورية الموسومة به!

و القدر الاخر نهوض الصين الاقتصادي و صحوة الروس من الدوار و وجع الداخل و رؤية الحدث الجديد و الغلو الامريكي في مشروع العولمة و سياسة ابتلاع العالم و عدم احترام القانون و اشاعة قوانين الغاب في السياسة الدولية اتجاه الشعوب الفقيرة و الغنية بالثروة النفطية.

ليبدأ العد العكسي الامريكي لكن لا يخلو من التصريح و من التهديد و الوعيد من اجل انتصار الزمن الامريكي و العولمة و السرقة و الابادة للشعوب و خاصة العربية.
بدأ العد العكسي الامريكي واضحا في ليبيا و تصريحها الجلي بعدم القدرة على ضرب نظام القذافي, و تركت الامر لدول الناتو لتسرح و تمرح في السرقة, الم تكن ليبيا مستعمرة فرنسية و ايطالية أذن الأقربون اولى بالمعروف, فراح الناتو الغربي يعيد امجاده الاستعمارية و ليرى نفسه يستعيد شبابه الامبريالي!

و الان سوريا الهدف و هي اخر العنقود كما يقال. هل ستكون سوريا القشة التي قصمت ظهر البعير و هل ايران ستكون فيتنام امريكا في الزمن الامريكي لقرن الواحد و العشرين!

في حديث سابق ل روبرت بير! للاسف ليس لدي الرابط لكن ممكن الحث في النت للاطلاع!

الأسد لن يستمر الى ما بعد آذار والناتو سيتدخل بعد اسابيع
8 يناير 2012
المسؤول السابق في الـ((سي. آي. ايه)) روبرت بير لـ((الشراع)): الاسد لن يستمر الى ما بعد آذار و((الناتو)) سيتدخل بعد اسابيع.
- منذ ان غزا جورج بوش الابن العراق فإنه فتح ابواب الجحيم في كل مكان!!.. انتهى المقتطف.

لم يحدث ذلك للان اذ جاء الرادع, و كان قويا الفيتو الروسي الصيني و التعاون الايراني السوري و العمق العراقي!

امام امريكان ان تصحا من جنون الحرب الكونية الامبريالية و الغزو الحديث. لقد سبق هتلر و الفاشية الالمانية في محاولته في زعامة العالم, و ربما كان هتلر اوفر حضا من امريكا اذ كان الالمان شعب اصيل و موحد و ذا تاريخ و حضارة و قوة اقتصادية و عسكرية جبارة. فاصابت هتلر باحلام مجنونة لزعامة العالم اذ اراد ان يقيم لالمانية مركزا مرموق كما روما القديمة, ففشل هتلر و انقسمت المانية الى شطرين و احداها صارت اشتراكية!

الازمة اما ان تُركع امريكا و الى الابد و او تدفع بقوة مغامرة من اجل النزع الاخير في قيادة العالم بالسرقة و الزيف و السفالة و العبودية!

هل ترضخ امريكا للعقل و تصبح كما بريطانيا *العجيزة* و تنسحب من التاريخ و اضواء المسرح الاستعماري الحربي الدامي!

الخيار امريكي بحت, فاذا تمكنت المانيا من تجاوز المحنة التي خلفها هتلر بل حتى استطاعت ان تتوحد و تصبح قوة اقتصادية عالمية و تطمح بانشاء حلف عسكري اوربي, فانا اشك ان امريكا تستطيع المغامرة في ابتلاع سوريا و ايران اما الروس و الصين فلا احد يستطيع ابتلاعهما.

ان امريكا الان في تتخبط سياسي دولي و في ازمة اقتصادية داخلية عظيمة, و حسابات القوة و السيطرة على العالم حلم مريض لا زال يراودها و كما قلت انه خيار امريكي بحت و الخسارة تؤدي الى تهديد جدي لامريكا, اذا ما احتدم الصراع فالغرب كله توحد ضد هتلر و حروبه الفاشية, من الدول الراسمالية الى الاتحاد السوفيتي الشيوعي.

فاذا المانية الهتلرية صارت شقين فان امريكا ستتحول الى ولايات لا متحدة اذ هي اساسا لا شعب عريق و لا حضارة و لا ماضي اصيل, بل سلسلة من حروب غزو و احتلال قذرة في كل اطراف العالم من فيتنام الى المكسيك وشيلي و هايتي وبنما و اخيرا افغانستان و العراق و محاولات على سوريا و ايران, و تهديدات حمقاء للصين و الروس.

بكل وضوح تاريخ طويل من الحروب و السفالات, و مهما يحاول المطبلين من سذج الى عملاء جدد من امثال حمد ال ثاني و من لف لفه من الانتليجسيا العربية الانبطاحية الحديثة جدا جدا, ما بعد سقوط المعسكر الاشتراكي, فهي لا تستطيع ان تلغي و تُبيض و تُلمع ذلك الوجه القبيح خاصة بعد وقوف امريكا مع السلفية ضد الاحرار في مصر و تونس و البحرين. لقد سقطت ورقة التوت المخادعة بتحرير البوسنة وفي تخبط امريكا باوحال حرب افغانستان و هروبها و تركها العراق خراب بلا ديمقراطية و لا بطيخ و الان التلكؤ في ضرب سوريا!

بان و صار جليا مسلسل الحروب من اجل المصالح الامبريالية القذرة, و لتمهيد الطريق الى حروب كونية ذرية مجنونة لأبتلاع العالم.
الا لمن يريد ان يكون في مستنقع الخيانة, وضد حرية و سلام الشعوب. و ان التطبيل للحرب الكونية التي يدعوا اليها هنري كسينجر بالطبول الحقيرة التي لا يسمعها فقط الاصم. فهي لا تختلف عن طبول القاعدة في بث الرعب و العنف في العالم العربي. لكن الاولى اكبر همجية و بربرية لتدمير الطبيعة و الانسان و كل الحضارة البشرية.

لا يصفق الشعب الغربي المتحضر لامريكا الان!
لقد صفقت الشعوب لامريكا, بدخولها الحرب ضد فاشية هتلر, ثم لتنقلب عليها و تهاجمها عند شنها الحروب في العالم و خاصة في فيتنام و حتى اخيرا لغزو العراق!
لكن البائسون العرب لا زالوا في عقلية متخلفة رغم تشدق المثقف العربي الامريكي الهش بالليبرالية الجديدة, و ما ادراك ما الليبرالية الجديدة!

فللان شيًم العُربي و اخذ عباته ! و لا زال القانون الجامد يمضي في العقول الضحلة عدو عدوي صديقي! و احن البدو وين العدو!

و من يدري ربما ستخرج امريكا بلد محطم كما افغانستان او العراق, لكن محطم بحرب ذرية او حتى مستعمرات روسية و صينية, اذ ذلك هو منطق الحروب الكونية. و البادي اظلم. فهل امريكا مستعدة للنزال مع العالم!

امريكا لا بد ان تقرأ من جديد تاريخ أُُدولف هتلر و المانيا الفاشية. و لابد على السادة في البيت الابيض الامريكي رؤية فلم ماكبث لشكسبير!!!

قال- كارل ماركس- " ان التاريخ احيانا يعيد نفسه، فيكون في المرة الأولى مأساة حقيقية دامية و في المرة الثانية مهزلة دامية"!

فمن دروس الشعوب العربية الصعبة القاسية الدموية!

الا و اهمها كان الانفلات و النزول الى الشارع و انكسار حاجز الخوف, و ان لا خضوع للدكتاتور و الظلم!

و ان اكذوبة الديمقراطية التي بدأت بها امريكا مشروعها التضليلي, باتت حلم جميل يداعب امال الشعوب العربية, رغم محاولات الالتفاف و الترتيب الجديد مع العملاء السلفيين!

فاحيانا, كما يقال ان السحر ينقلب على الساحر!

فقدت امريكا عملائها السابقين و ربما يًحدوها الندم عليهم الان, و صار حالها الان كما يأتي بالمثل العربي بالصيف ضيعتي اللبن, او كما بالمثل العراقي لا حضت برجيله و لا خذت سيد علي!

ويقال ان الشروع بالحرب جدا سهل لكن التكهن بنتائجها و ايقافها جدا صعب!

فهي, امريكا فتحت ابواب الجحيم على ذاتها, كما جاء في حديث المسؤول السابق في الـ((سي. آي. ايه)) روبرت بير لـ((الشراع)) اعلاه. فجاءت الازمة الاقتصادية الحادة التي لم تكن في الحسبان, و جاء الفيتو الروسي الصيني المفاجيء.

و هل تعرف امريكا ما تضمه الايام من اقدار جديدة لها, في عالم متقلب سريع الحركة و التغيرات. و لا ننسى المظاهرات للشعوب العربية و لا المظاهرات في كل اوربا, وحتى في امريكا و في اكبر مراكزها المالية!

و صار الان الزمن زمن النت و اعلام الشبكة العنكبوتية الحرة, فهو الذي يهزم و سيهزم الانظمة الدكتاتورية, و الامبريالية الامريكية لا تفلت من هذا الفخ و القيد و المارد الجديد, و لا من تغيرات و هزات الزمن الجديد ايضا!

فهل هذا هو الطالع السيء لامريكا و زمن او عصر الإمبروطورية الأمريكية البائس في القرن الواحد و العشرين, التي تنبأ لها الرئيس السابق للدولة و جهاز المخابرات الامريكية, المستر جورج دُبل يو بوش الاب!