نقض ماركسي يفقه كثيرا في الماركسية


عذري مازغ
2012 / 3 / 29 - 15:21     

رد على تحريفية النمري
مع أني أعرف يقينا أن الشيخ فؤاد النمري،صاحب نظرية الأركان الخمسة للرأسمالية¹، لم يقرأ في حياته ماركس بقدر ما اطلع على بعض النتف التي ألهمته به ماكينا الإستبداد السوفياتية، مع ذلك سأريح السيد فؤاد واخبره ماقاله ماركس وأين قاله بخصوص عالمية الثورة، وليست مركزية الثورة، إن مركزية الثورة هو فهم إيديولوجي وسياسي تاكتيكي صاغه لينين في مواجهة وضع قائم، هو وضع امتداد الرأسمالية الإمبيريالية باستعمار الدول المتخلفة، كان الأساس فيه هو دعم ومساندة استقلال الشعوب، ولان وضع الأحزاب الشيوعية في هذه الدول (بعضها لم تتأسس أو كانت في بداية التأسيس بهذه الدول، وبعضها كان ضمن الأحزاب الشيوعية للدولة المستعمرة) كان ضعيفا فقد كان تصور لينين هو ان تتحالف الأحزاب الشيوعية مع قوى التحرر الوطني كمرحلة تاكتيكية مع تحفظنا الكامل في أن تكون حركة التحرر الوطني بالضرورة بقيادة البرجوازية القومية او الوطنية، وهو الخطأ الفادح الذي ارتكبه ستالين في تقديره المهين للحزب الشيوعي الصيني والإستهانة به برفض انضمامه إلى الكومنترون وقبول عضوية حزب آخر يمثل البرجوازية الوطنية الصينية التي تسببت في مذبحة الشيوعيين في انتقاضة كانتون، لقد سعى ستالين إلى خلق مركزية سوفياتية للأنظمة والأحزاب الإشتراكية على غرار المركزية الرأسمالية من خلال تقزيم دور الأحزاب الشيوعية في الدول الرأسمالية بدعوى الشعار الذي رفعه بوخارين وستالين سنوات 26 و27 من القرن الماضي وهو شعار بناء "الدولة الإشتراكية في البلد الواحد" وشعار "استقرار الرأسمالية" وهو ما يظهر حركة ارتداد على المشروع اللينيني الذي يرفعه الآن السيد فؤاد النمري، ومعنى هذا أن اول من نقض عالمية الثورة الإشتراكية وارتد عن مشروع لينين حينها ونتج عنها ما نتج من وجود قطبين عالميين هو ستالين نفسه، وليس "انصاف الشيوعيين المغاربة"، ثم أن "أنصاف الشيوعيين المغاربة " هؤلاء الذين ينتقدهم السيد فؤاد النمري لم ينكروا عالمية الثورة الإشتراكية لأنهم ببساطة يستندون إلى بيان ماركس نفسه الذي من خلاله يبدو اننا بصدد تاويل قرآني على شاكلة المشايخ الإسلاميين، فالمشكلة في قراءة النص الذي يتناول عالمية الثورة الشيوعية هي مشكلة التعاطي معها من موقع زوايا مختلفة، وهي أساسا مشكلة من يجعل الإتحاد السوفياتي المنحط موضوعيا مركزا ويدعونا إلى إعادة بنائه من خلال "إعادة سكة التاريخ" وبين من يقول بعالميتها بغض النظر عن انحلال الإتحاد السوفياتي. والمشكلة أساسا هي بين من يرى في تطور علاقات الإنتاج حاليا على انها ليست رأسمالية وبين من يراها شكلا مميزا لتطورها، ليس الإختلاف هو كما جاء في تعميم الأستاذ النمري، كوننا نحن "الشيوعيين المنحطين" نريد ثورة اشتراكية في الطرف المغربي ونتجاهل وحدتها الموضوعية وليس "العضوية" كما جاء في مقال الأستاذ، وهذا ما اردت قوله بأنه ينم عن نظر مخالف بين الفهم المركزي للثورة وبين الفهم العالمي لها، فالثورة الشيوعية بالضرورة تحتمها علاقات الإنتاج والتوزيع العالميين (وعندما أتكلم عن التوزيع فإني أتكلم في نفس الوقت عن توزيع علاقات العمل والسوق وما إلى ذلك) حيث ينتفي الفهم القومي للرأسمالية، وهنا لا يسعني الوقت للتطرق إلى مقالات سابقة لفؤاد النمري حول الفهم القومي برغم اني جمعتها كرصيد مرجعي للتدليل على هفواته في الموضوع، والتي تظهر أنه لم يقرأ البيان الشيوعي قراءة متأنية، في المقطع الذي يتناول عالمية الثورة يقول البيان: "لقد خلقت الصناعة الحديثة السوق العالمية... التي سرعت بصورة مذهلة تطور التجارة والملاحة وطرق المواصلات... إن البرجوازية التي حفزتها أسواق جديدة باستمرار اكتسحت الكرة الأرضية بأسرها، أعطت البرجوازية طابعا كوسمولوجيا للإنتاج والإستهلاك في كل البلدان... لقد انتزعت من الصناعة قاعدتها القومية مثيرة يأس الرجعيين...وبدل الإنعزال القديم المحلي والقومي والإكتفاء بالذات، نجد انفسنا الآن امام تعامل متعدد الوجوه بين الأمم وترابطها الشامل”. ثم إن ماركس في الصفحة 44 من كتابه: "الإيديولوجية الألمانية" يقول بوضوح تام:«...فلا تكون الشيوعية ممكنة تجريبيا إلا على اعتبارها فعل تقوم به الأمم السائدة «دفعة واحدة» وبصورة متواقتة، الأمر الذي يفترض بصورة مسبقة التطور العمومي للقوى الإنتاجية والتعامل العالمي الوثيق بالشيوعية» في البداية أقول: إن عجز الأستاذ فؤاد النمري بأن يأتي بمقطع يثبت قول ماركس في مسألة عالمية الثورة لهو أمر مؤسف من حيث هو يعكس أنه لم يقرأ لاالبيان أصلا ولا هذاالكتاب الهام الذي أشرنا إليه، إن هذا المقطعين ليثبتان شكل التعاطي مع الرأسمالية استنادا إلى تطورها الذي اتخذ في الوقت الراهن شكلا عالميا، إن الصناعة اوجدت سوقا عالمية، وهو ما يقره الأستاذ النمري أيضا حين يتكلم عن وحدة التاريخ، لكنه لا أفهم اطلاقا كيف صار ستالين هو التاريخ نفسه وليس تطور قوى الإنتاج، ثم إن النصين لايتكلمان عن مركزية معينة بقدر مايتكلمان على التعامل العالمي الوثيق الصلة بالشيوعية، وهو يفترض تطورا وتراكما عاما وليس جمودا في انتظار انبعاث المركزية التي انهارت.
إن الشيوعية "ليست بالنسبة إلينا اوضاعا ينبغي إقامتها، مثلا أعلى ينبغي للواقع أن يتطابق معها، إننا ندعوا الشيوعية الحركة الواقعية التي تلغي الأوضاع القائمة، وإن شروط هذه الحركة لتنتج عن المقدمات الموجودة في الوقت الراهن"² لعل هذا القول يختلف جوهريا عن قواعد معتادة على من يمارس الفكر الماركسي كفؤاد النمري، الذي يعتمد قاعدة تنسجم مع مفكر شيوعي عربي متمرس على قلب الحقائق وفق منهج لا نجده في العالم إلا عند شيوخ الإسلام العرب،الذين يستغلون اي معطى للتدليل على صحة رؤاهم للحياة التي تدفقت فيها المعطيات العلمية بشكل خارق، تلك المعطيات التي تؤسس لانطلاقة جديدة يعتبر الدين فيها خردة فكرية، إن الأوضاع القائمة هي من يحدد شكل التعاطي معها، وشكل التعاطي معها هو تغييرها وفق حدود الإمكان، لكن تغييرها يتطلب فهمها اولا، تملكها معرفيا، أي فهم ميكانيزمها محليا في علاقتها بما هو الغير، إن نموذج سنغافورة الذي وضعه النمري لدليل قوي على إفلاس منطلقاته، إن شركة ما مقيمة في سنغافورة باستحضار ميكانيزم إقامتها الذي هو قانون الإستثمار لهو دليل على ما يسميه الجيل الجديد بالإستعمار الجديد، وأعجب لشخص يصرخ ماركسيا فيما هو غارق في الفكر الرأسمالي حتى أخمص اليدين، إن فتوى النمري التي تؤسس لقومجة الإقتصاد السنغفوري لأجل مثال على إفلاس فكر يرتدي جلباب الماركسية،، فهو نسي بالمرة أن ما يجعل من التاريخ يتوحد بشكل خارق هي هذه العلاقات من الإنتاج والتوزيع التي اصبح لها طابع عالمي، لكنه يأخذ علينا أننا ندافع بوهم عن وجود الرأسمالية ليتسنى لنا دور في الامر هو كره أمريكا، وحين يسأل عما هو السبب في انهيار الإشتراكية بالإتحاد السوفياتي فهو يطرح في الحقيقة جدلا بيزانطيا قديما حول سبب الإنهيار، فهو يراه في "انقلاب 53 الذي يردده في كل مقالاته ونحن نرى أن الثورة السوفياتية قد أجهضت في مهدها باستلاء ستالين على السلطة وطبعا لكل دواعيه الأساسية ومراجعه، ففؤاد النمري نفسه يعترف في مقال أن الإتحاد السوفياتي لم يبني بعد نمطه الإنتاجي الإشتراكي، ثم لماذا أصلا طرح هذا الموضوع حول جثة يعرف الكل انها انهارت؟ إن نصف قرن من نعي ستالين لكافية للتدليل عن بكاء خاصر، إن المركزية السوفياتية انهارت لاجدال في الأمر، ثم إن النضال الشيوعي يبدأ محليا قبل أن يصل إلى مستواه الأممي او العالمي وليس الامر كما يدعو شيخنا أكرمه الله بأن يكف المرء من النضال إلى ان يبعث الله بنبي أممي.
في نقض جنسية الرأسمالية

يقول فؤاد النمري:”‫الرأسمالية لا تتحدد جنسيتها بجنسية مالك أدوات الإنتاج ولا بجنسية مدراء‬ الإنتاج بل بجنسية المجتمع العاملة فيه. فمؤسسة رأسمالية تعمل في‬ سنغافورة يمتلكها عدد من الامريكان ويديرها عدد آخر مثلهم وفيها عشرات‬ العمال من سنغافورة هي بالقطع مؤسسة رأسمالية سنغافورية”.‬ ما يهمنا في هذا المقطع الإنشائي العجيب هو هذا الإقرار بالقطع كون شركة في سنغافورة هي بالقطع "مؤسسة رأسمالية سنغافورية"، نسي الشيخ بالمرة ماكتبه في عشرات المقالات وبالتكرار الممل أن الرأسمالية انهارت ولم يبقى لها وجود، ثم هو يناقض ذاته بذاته بشكل مفضوح تستجلبه لذة القول وينسى تناقضها، لقد أصبح لنا الآن مؤسسة رأسمالية سنغافورية محضة بسبب كون عمالها وموظفيها سنغافوريين، يتهمنا بجهل أبجديات الفهم الماركسي للرأسمالية، ولا يدخل في تفاصيل هذا الجهل، فالرأسمال الأمريكي الذي "ارتحل" إلى سنغافورة تجنس بقدرة قادر بالجنسية السنغافورية، نسي هذا الرجل الهرم أن العامل والموظف السنغافوري يمثل قوة عمل يبيعها للرأسمالي الأمريكي هذا، ونسي أن كل مايضعه هذا الرأسمالي في هذه المؤسسة هو جزء من راسماله الثابت³ بما فيها أجور العمال ومحل العمل والآلات والمواد التي تدخل في عملية الإنتاج وكذا ما يمنح من ضرائب للدولة التي تقع فيها المؤسسة والتي هي في الف باء الماركسية تأخذها الدولة من الراسمال المتمدد، وأن الهدف من هذا كله بالنسبة للرأسمالي هو استخلاص فائض القيمة لصاحب الرأسمال وليس عملا إنسانيا كما يبدو من غبطة خطاب فؤاد النمري، وأن العلاقة بين العمال وصاحب رأس المال هي علاقة استغلال، هذا فقط في جزئيتها النظرية المجردة اما إذا ربطنا هذه العلاقة في شكل تقارن بين وضع هذه المؤسسة في الولايات المتحدة أو في أية دولة من الدول المسيطرة ووضعها في سنغافورة أو في اية دولة من الدول الخاضعة وإحاطتها بالوضع العام الدولي من حيث هو وضع إعادة توزيع علاقات العمل سنجد ان سعر قوة العمل ومحل العمل إضافة إلى ضريبة الإستغلال، هو في الولايات المتحدة أكبر منه بكثير من الذي سيصرفه الرأسمالي بسنغافورة التي تخضع في الوضع الدولي إلى شروط الإستثمار التي تحددها المؤسسات الرأسمالية، أي أن تكاليف العملية الإنتاجية تكلف في دول المركز أكثر مما تكلف هذه العملية نفسها في سنغافورة او دول الهامش، وأن السر في "تفتيت الرأسمال" ليس كما يبدو في مقال فؤاد النمري تفتيتا اعتباطيا وغبيا من منطلق أن لا أحد يرمي ماله ورأسماله شفقة بالآخرين، يتحدد من هذا أن أصاحب الرأسمال سواء كان شخصا ذاتيا او مؤسسة، تجلبه فرص الإستثمار الرابحة التي توفرهادول الهامش وأن العملية برمتها لا تتعلق بجنس الرأسمال بل تتعلق بالعملية الإنتاجية ذاتها، تتعلق بالغاية منها التي هي الربح وأن الربح هو اساسي في تراكم الرأسمال وأن هذا الربح أيضا يعود في المقام الأول إلى صاحب الرأسمال وليس إلى الدولة التي ينتمي إليها الرأسمالي بمعنى أنها في حالة النموذج السنغافوري، فإن فائض الربح لا يعود لا إلى الولايات المتحدة ولا إلى سنغافورة بل إلى صاحب المؤسسة الذي هو في هذه الحالة (النموذج) امريكي وأن هذا الربح سيعود إلى شخصه. وهذا في جزء منه يفسر أيضا لماذاالولايات المتحدة، برغم شركاتها العملاقة والموزعة في العالم تعتبر دولة غارقة في الديون، ففوائد هذه الشركات تعود إلى مالكي أسهم هذه الشركات وليس إلى الدولة بماهي جهاز يبدوا محايدا، فالدولة ليست المالك الحقيقي لأسهم هذه الشركات حتى نقول بأنها دولة غنية ودائنة في نفس الوقت، لكننا نقول غنية لوجود فائض الربح العالمي المستخلص من ارباح شركاتها في العالم لدى حفنة قليلة من اغنيائها فعشرات الأشخاص من أغنياء الولايات المتحدة يمتلكون أكثر بكثير ماتملكه دولتهم . إن الدولة تمثل الإطار القانوني والسياسي الذي به تتحقق مصالح الطبقة السائدة كما هي تمثل الحاق العام الذي به تحمي هذه الطبقة مصالحها سواء في الداخل أو في الخارج، فمصالح الولايات المتحدة مثلا في الخارج هي في الآن نفسه مصالح هذه الشركات الذي يتخذ شكل الأمن القومي عندها.
في خلط المفاهيم وتماثلها
يتماثل المنتوج او السلعة باعتبارها قوة عمل نشاط اجتماعي بالرأسمالية باعتبارها نمطا للإنتاج بها يتحقق تراكم الرأسمال عند الرأسماليين، يتساوى الإثنان في فهم فؤاد النمري، فاعتبار المنتوج نتيجة لنشاط اجتماعي يحدده متساويا للرأسمالية باعتبارها أيضا نمطا لنشاط اجتماعي من حيث هذا النشاط كونه اجتماعيا ليس نمطا استغلاليا، ولتنميق هذا التماثل يضع فؤاد النمري قاعدة من وحي خياله جملها بكلمة "كل" الجامعة لكل المجتمع السنغافوري يقول فؤاد النمري: "‫المجتمع في سنغافورة شارك في إنتاج المصنع ‬ ” بدئيا ليس صحيح أن كل المجتمع السنغافوري شارك في إنتاج المنتوج بل البعض منه فقط هم عمال المصنع، اما ان يكون الكل شارك في إنتاج المصنع فهذا أيضا له علاقة باألف باء الماركسية والتي أشرنا سابقا بأن المؤسسة الإنتاجية تدخل ضمن مايسمى بالرأسمال الثابت المملوك لصاحب الرأسمال، لكن لكلمة "المصنع" دلالة واضحة في علاقتها بال"كل" المجتمعية، وهي تلعب دور إخفاء طابع الإستغلال باعتبار المصنع لكل المجتمع، وإظهار قول آخر مبطن هو أن فائض القيمة التي ينتجها هذا الكل تعود لهذا الكل بالجمع هكذا ليستحيل في قول آخر قيمة استعمالية للكل، فالمصنع بما هو رأسمال ثابت أصبح ملكا للكل بما هو إطار لعملية الإستغلال باعتبارها "النشاط الإجتماعي"، كونه إطار مؤسسة إنتاجية تشغل جزءا من العمال والموظفين الذين هم ايضا تدخل أجورهم ضمن الرأسمال الثابت، أي ضمن قوة العمل التي يحتاجها المشغل والمعروضة في سوق الشغل بسنغافورة، لقد أبطن صاحب التاريخ المجيد في الماركسية أهم شيء غردت به كل مقالاته بخصوص فائض القيمة التي هي سر تراكم الرأسمال وتمدده، استحالت قيمة نفعية للكل هي القيمة الإستعمالية للمنتوج، إن أهم شيء في عملية الإنتاج الرأسمالي هي تراكم الرأسمال الذي لا يتاتى إلا بإنتاج فائض القيمة، وإغفال هذا الجانب ينسف الطابع الرأسمالي للمصنع ويصبح مصنعا اشتراكيا ينتفع الكل بقيمة منتوجاته الإستعمالية، ولا شك تبعا لهذا أن عمال المصنع بسنغافورة ليسوا بحاجة إلى الإنتظام في إطار سياسي او نقابي لأنهم ينتفعون بما يصنعون من قيم استعمالية. هذه العملية انتفى فيهاسعر فائض القيمة التي تعبر عن تمدد وتراكم الرأسمال في السلع باعتبارها سلع استعمالية بالتعميم من حيث هي ينتفع بها المجتمع في سنغافورة وفي أمريكا أيضا، ولماذا بالتحديد سنغافورة وأمريكا وليس السوق بشكل عام؟ لكي يظهر لنا الشيخ طابعها الإنساني الإنتفاعي وجميلها على البلدين من حيث لا سبيل إذن أن ينتفض العمال أوينتظموا لمواجهة عملية الإستغلال انطلاقا من سحر "التفتت" الرأسمالي في العالم، لا يجب أن يسمعوا لهؤلاء قصارى النظر "الذين ‫يأخذون ماركس إلى أماكن غريبة عليه لم يخطر بباله أن يزورها يوما ًوأن ‬ يتعرف على سكانها"‬(القول بين مزدوجتين هنا لفؤاد النمري) ، لكن ماركس في البيان الشيوعي قال بأن الراسمالية بسبب من توسعها الدائم وحاجتها إلى تصريف دائم لمنتوجاتها...”‫تسوقها إلى كل أرجاء الكرة الأرضية. فلا بــد‬ لها من أن تعشعش في كل مكان، و من أن تنغرز في كل‬ مكان، و من أن تقيم علقات في كل مكان”. أليس هذا ما ما"يفتتها" ويجعل مواجهتها عالمية من حيث هي مواجهتها في كل مكان؟

(1) انظر مقالة "انهيار الرأسمالية" لكاتبه فؤاد النمري في الحوار المتمدن والتي لودخلت في نقض تفاصيلها استنادا إلى رأسمال ماركس لثبت أنه لا يفقه شيئا في الماركسية ‫80589=‪http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&aid‬‬;
(2) هذا المقطع لماركس في الصفحة 44 من الإيديولوجية الألمانية، ترجمة د. فؤاد أيوب،م.دار دمشق.
(3) راجع الفصل السادس (الرأس مال الثابت والرأسمل المتغير) من الباب الثالث في كتاب رأس المال لماركس