الإسلام و الإشتراكية 4-5


جمعية الاشتراكيين الروحانيين في الشرق
2012 / 3 / 4 - 10:43     


Brief

The Failure model of Soviet Socialist may cause by focus obligation to manage the class struggle and the neglect of the conflict between the nations of the world (The Clash of Civilizations which was hiding behind the Cold War and then back surface at last after disintegration of the Soviet Union ) ..

The failure of the national socialist model in the Arab region in particular may causing a corresponding contrary, the focus by governments on the conflict of civilization and national , the neglect real class struggle and the need to access the nation to unite in a classless society.

• البترو – دينار هو البداية الأهم


رؤيتنا لهيكلية الدولة اللاطبقية المرجوة تمر بمراحل تبدأ بنموذج تسيير الاقتصاد المتداخل.

فقطاع الدولة العام والقطاع المحلي الخاص المدعوم من الدولة وتشرف عليه ، وهو نموذج قابل للنجاح حين نقبل ابتداءاً نموذج البترودولار وتحويله إلى بترودينار ( أي بيع النفط بعملة عربية موحدة في الجزيرة ) ..

وهذه الخطوة لن تتيح للدولة الشعبية الإسلامية الجديدة النهوض بمستوى معيشة المواطنين فقط ، وإنما تتيح لها التحكم بآلية التدفق المالي في الأسواق العالمية على غرار ما تفعله اميركا اليوم لتكون دولة اممية عظمى ..

تخطيط هذه الدولة يتطلب تحولها إلى دولة إنتاج حربي متفوق ، كي تضمن حماية كيانها المالي العالمي المركزي في الجزيرة العربية ..

فالدولة العالمية التي تقوم بتعويم عملتها المحلية لتصبح عالمية بهذه الطريقة هي دولة تستقطب أعلى الأدمغة الكونية شأناً كما تفعل الولايات المتحدة اليوم التي تستقطب أفضل العقول في العالم لتطوير تكنولوجيا صناعتها الحربية ..


• التجارب الاقتصادية الثورية المعاصرة


الرأسمالية بمختلف درجاتها ، و الاشتراكية من أوطأ مراتبها التطبيقية الموجودة حالياً في الصين مروراً بنماذجها القومية العربية المتعثرة في القرن العشرين وصولاً إلى أرقى نماذجها اللاواقعية في عالم اليوم حسب النظرية الماركسية ، إنما تشكل نظريات تتراوح بين النجاح والإخفاق النوعيين في التطبيق وبنسب متفاوتة ، بسبب إهمال رؤية النظام العالمي المالي بشكله الكامل من جهة ، وعدم فهم علاقة الثقافة والدين بالجماهير والنخبة الارستقراطية من جهة أخرى ..

بعبارة أدق ، سوء فهم الصراع الحضاراتي في التاريخ من جهة والصراع الطبقي في بنية المجتمع من جهة ثانية وعلاقة هذين النموذجين ببعضهما البعض في بعدٍ إضافي ثالث ..


1 - التجربة القومية العربية


فالنماذج القومية الاشتراكية العربية حاولت فهم الصراع الحضاراتي بين الغرب والمسلمين وبين العرب والإسرائيليين و أهملت واقعية الصراع الطبقي في بنية مجتمعاتها التي تآكلت ولفظتها في آخر المطاف ..

فالعراق على سبيل المثال كان من الممكن أن يصبح أفضل نماذج التجارب الثورية القومية لو كانت فيه قيادة حكيمة أكثر حذراً في التعاطي مع المتغيرات الإقليمية ..

كان يمكن لهذا البلد النفطي أن يصبح " يوغسلافيا " عربية قومية تكون قاعدة لصناعة حربية إستراتيجية متطورة للأمة لولا توريطه بحرب إيران بدفع من حكومات الخليج التي كانت السبب المباشر في تدمير هذا البلد بعد تلك الحرب مباشرة في 1991 وتفكيكه في آخر المطاف حين أصبحت قواعد لانطلاق الغزو الأمريكي لتدميره في 2003 وحتى يومنا هذا .

( مع إن التاريخ استبدل العراق بإيران وهي اليوم " يوغسلافيا " المسلمين الصناعية الحربية )

فيما كانت الإمكانيات البترولية الضعيفة لكل من سوريا ومصر سبباً في مراوحتها في مكانها دون تطور ملحوظ ناجز وكذلك انشغال هاتين الدولتين بالصراع العربي الإسرائيلي بشكلٍ مباشر .

النتيجة اليوم ، وبفضل حكام الخليج رعاة المصلحة الامبريالية ، الجماهير العربية تستغل لصالح عولمة النموذج الامبريالي الطبقي المتوحش ، الذي لا يقف عائقاً ضده سوى إيران وسوريا وحزب الله .

لماذا وقعت الجماهير العربية في هذا الفخ ؟

لان الحكومات القومية لم تراعي تطوير البنية الاجتماعية وصولاً لإزالة الطبقات ، لم توفق في إدارة الصراع الطبقي وانشغلت فقط في الصراع الحضاري ، بل أخذت محل الامبريالية في اعتلائها رأس الهرم الاجتماعي في دولها ..

وهكذا ، بدت ضعيفة من الداخل حين تثور عليها شعوبها وهذا الجيل المتمرد الجديد تحديداً ، قوية من الخارج كونها تكسب تعاطفاً من كل الثوريين و الأحرار في العالم ..!

لعل القذافي وصدام حسين الذين قتلا من قبل شعوبهم وبكت عليهم جماهير العالم الثالث نماذج حية لهذا الإخفاق والتناقض وتعبير عن نجاح خارجي وفشل داخلي !!


2 - التجربة السوفياتية


بمقابل ذاك ، هنا النموذج الشيوعي السوفياتي الذي لم يول أهمية كبيرة لواقع الصدام الحضاري وركز على الجانب البنيوي للصراع الطبقي في المجتمعات وفهم التاريخ في النهاية على انه مجرد صراع مع الرأسمالية بإهمال علاقة الثقافة والتراث بها ..

( وهو ما يؤشر على وجود فراغ جوهري في النظرية المادية التاريخية ( الماركسية ) )

إذ تنبه الغرب لهذه الحقيقة منذ السبعينيات وبدا تحريك الثقافة والدين بالضد من الشيوعية حتى تم له إسقاط الاتحاد السوفييتي في النهاية ..

( آراء ليفي شتراوس في جامعة شيكاغو لمواجهة السوفيات بفكر سياسي مسلح بالروحانيات )

لان الاتحاد السوفياتي كان جزءاً من الاقتصاد العالمي ( بين الاممي International ) وتعرض لمواجهة ضغوطات و ابتزازات خفية ومعلنة من قبل المنظومة الامبريالية وقواعد ارتكازها الحيوية الاقتصادية في الخليج وآسيا و اميركا اللاتينية قبل أن ينهار لتجد وريثته روسيا بوتن اليوم نفسها جزءاً من هيكل جديد للاقتصاد المعولم Globalized Economy ..

نقول في هذا مختصرين بان السوفييت لم يكونوا بقدر المسؤولية في فهم واقع الاصطفاف الحضاري الذي تبلور بشكله الأكثر وضوحاً بعد انهيار الاتحاد بمفهوم صدام الحضارات النيوليبرالي الجديد والذي اعتبر الإسلام و الكونفوشيوسية أهم أعداء الحضارة الغربية .

( حضارة الغرب = المنظومة الرأسمالية العالمية حسب الأدبيات النيوليبرالية للمحافظين الجدد)

فالصراع مع المعسكر الاشتراكي كان مؤسساً على الصدام الحضاري لكنه غطى عليه بسبب قدرة الشيوعية الفائقة على الانتشار في دول العالم الثالث الفقيرة خلال نصف قرن ..

لهذا السبب ، ما أن تفكك الاتحاد السوفييتي حتى برزت أسس الصراع الحضاراتي التي كانت مندرسة في الأسفل ، وهو ما ينكره مثقفونا على نحو غريب ليبقوا الوعي العربي الإسلامي في جهلٍ تام لما يحيط به ..

والدليل على إن التجربة السوفييتية كان فشلها في الإستراتيجية الخارجية وليس في مناهج إدارة الصراع الطبقي الاجتماعي هو بقاء الأحزاب الشيوعية لليوم في المعارضة وتمتعها بمكانة محترمة في نفوس الجماهير رغم عدم إيمان هذه الجماهير بطيفها الواسع بواقعية الفكر الشيوعي اليوم ..!!

( مع إن نقطة نجاح أو فشل السوفيات في إدارة الصراع الطبقي محل اختلاف في جمعيتنا نفسها لكن في المجمل العام يمكننا أن نجد الشيوعية كنظرية محترمة من قبل الجماهير هناك عكس القومية البعثية في العراق وسوريا أو ادعيائها الممالئين للامبريالية في مصر السادات ومبارك ، ويبقى عبد الناصر استثناءً فريداً لسنا في محل تفصيل النقاش عنه الآن )

***********************

موجز عن الموضوع :

فشل نموذج الاشتراكية السوفياتية سببه الالتزام بإدارة الصراع الطبقي وإهمال الصراع الحضاراتي بين امم العالم والذي كان متخفياً خلف الحرب الباردة وظهر للسطح فيما بعد تفكك الاتحاد السوفياتي ..
( اهمال الثقافة العالمية والاصول الحضارية للامم )

اما فشل النموذج الاشتراكي القومي في المنطقة العربية تحديداً فسببه العكس ، التركيز من قبل الحكومات على الصراع الحضاري والقومي وإهمال واقعية الصراع الطبقي وضرورة الوصول بالأمة إلى التوحد في ظل اللاطبقية .

****
http://www.facebook.com/Socializmo