هو ربيع تقدمي ... لأن الثورة إنسانية الحلقة -2-


بوجمع خرج
2012 / 1 / 18 - 16:02     

عنوان هذه الحلقة: بيداغوجيا الإدماج بين عجز الأنظمة الاستبدادية و الليبيرالية المنحرفة

لا جدال أن بيداغوجيا الإدماج منصفة ومحررة للطاقات الكامنة لدى كل فرد بما يليق وانخراطه في الحياة في كل زمان ومكان بل واستقلاليته كينونة .لكن هل الأنظمة العربية والإسلامية مستعدة للإنخراط فيها من منطلق ثقافاتها المؤسساتية؟
كل الإشكالية تكمن في هذه.
أكيد أن كل نظام مهما كان يبقى قابلا لتفعيل هذه البيداغوجيا فقط سيتم هذا وفق القيم التي تحكمه لذلك لا يمكنه تصريفها كلية ومنه كانت انزالات متعددة ومتنوعة بحكم أنها في ذاتها تحمل عدلا واحتراما للإنسان قد يستعصي إنزاله لدى الأنظمة الفاسدة أو الأنظمة الليبيرالية الغير مؤطرة بما يليق ومبررات التنظيم الذي به تمأسس الكيان البشري في تكتلات توحد وعيها حول قيم لا يمكنها إلا أن تكون كونية أو ترتبط بهذا المفهوم في قيمه المطلقة والنسبية.
لا أريد انتقادا لنظام ما ولكن لعل فقط نقف عند محدودية الأنظمة الغير ديمقراطية بمعناها النظيف الذي لا يمكنه الا أن يكون نقطة استدارة طرق الأنظمة التي تعتبر العنصر البشري من داخل القدسية الحقوقية والإنسانية والعادلة وطبعا التي تدمج المواطن في المجتمع بما يستحقه من اعتبار وفق المبدء التعاقدي.
وللتذكير إن الإدماج مفهوم شامل متكامل في خطاطاته المفاهيمية intégral dans sa schématique conceptualisant. وهو بذلك هندسة دهنية لربط الموارد بالنسبة للتعلمات كما أنه حالة دهنية مؤسساتية في ما يعنيه ككيان تعاقدي منظم والذي هو الأمة أو الدولة أو البرلمان أو المجالس...الخ
إن الإدماجية هكذا مرادفة للحركية الدائمة الإنسياب الطاقي - كالمعرفة مثلا - في ما ينصهر من خلال وضعيات تفاعلية سواء تعلمية أو انتاجية. وفي هذا السياق إن الكون في حقيقته الكوسمولوجية والمجرات وكل ما هو طبيعة تحكمه دينامية منسجمة حتى في ضل الإنفجارات التي يعرفها يويما بحيث أنها نغمات أكثر من ما هي ضوضاء ذلك أن المصدر هو ذاته في تحول مسستمر بين الإنصهار والحركية الدائمة في ادماجية تفاعلية أزلية لأجل التوازن الكلي الذي يفرض ذلك كلما وقع انحراف معين كالذي يهدد الإنسان من خلال الثلوت
أكيد أن الوعي الكوني الذي يقود العولمة الحالية في ما هي فيه واقعيا وليس كما يمكنه أن يكون –أو يجب - علاقة بما تعلنه... وقف عند حقيقة الإنسجامية والتنغامية التي بدونها لا يمكن للتنمية المستدامة أن تنجح في ظل الليبرالية الغير مطابقة لذاتها ولا لأي نظام يفقد هذه المسلمة
ومنه فان الانظمة المحتالة على القيم سيحرجها الإنزال السليم لبيداغوجيا الإدماج. واعتقد جادا على أن الإدماج في مفهومه الجوهري قد يساعد على التخلص من كل أشكال الرجعية وسيساعد الأنظمة التي تعمل على انصاف مجتمعاتها في ما توحدت عليه مؤسساتيا من خلال رزمانة الإصلاحات المنتهجة, كالمملكة المغربية على مستوى "النية" وليس على مستوى المضمون الإصلاحي سواء في ما يعني التنظيمي التعاقدي كالدستور أوالجهوية المزعومة أو على المستوى التربوي والتعليمي التعلمي في ما هو معلن من رغبة في الإصلاح... إلا أن هذا يستدعي العودة إلى المنطلقات بالأمانة العلمية وليس بالإنحيازات المتواطئة.
وعموما أعتقد أن المملكة المغربية كغيرها من الدول التي حتى من منطلق حسن النية لا زالت تعاني على مستوى إنزال القيم الكونية كالديمقراطية والحقوقية فإن صعوبة انزال بيداغوجيا الإدماج يمكن ملامستها من خلال اشكالية التنمية المستدامة بشرية كانت ...التي بدورها لم تجد انزالا حقيقيا بحكم أنها هي ذاتها ادماجية الخطاطة البنائية.
ومن باب الأمانة الثقافية والعلمية إن الدول التي تزعم أنها تقود الليبيرالية هي نفسها وقعت في منزلقات وانحرفات في التنمية المستدامة بما يعكس خللا في تفعيلها الليبير وهو ما يبرر نعته بالمتوحش والمحتال. بل يمكن القول على أن رفض بعض منها لبيداغوجيا الإدماج فيه شيئ من هذا وإن صحيح اعتمدت بريطانيا المنهاج المعياري الذي يربط بالشغل لكن على حساب حرية الفرد في ما ينمط به من طرف النظام ,
وفي هذا السياق أذكر على أن انجاح الإدماج يتطلب أولا تشكيل ملمح روبوتي تركيبي يعتمد ما يمكن تسميته استعارة بالشوكة الرنانة في الموسيقى وتصور مجتمع التنمية باعتماد ما يمكن تسميته استعارة بالانسجامية لكروماتيكية حيث التضاد يدخل في لغة التكامل. أكيد أن هذا يحتاج إلى حلقة أخرى للتوضيح,
ومن هذا المنطلق فإنه يبقى من المنطقي أن نجزم على أنه لا محيد عن الأخد بالطبيعة التقدمية للمفهوم الإذماجي في ما يعنيه من فتح المجال لكل عنصر بشري بتقاسم الثروات بل والدفع به إلى ذلك.
ربما يحتاج هذا اعتراف ولما صريح لكن الإديولوجيات ليست كلها خاطئة إنما الإنسان هوالسيئ التربية. فلما لا تكون بيداغوجيا الإدماج فكرة "مهدية منتظرة" ومنه اعتقد أن بيداغوجيا الإدماج في ما يحكمها من منطق هي أكثر من ما تصوره رائدوها.... يتبع
بوجمع خرج/ من باب الصحراء