طريقنا ..وفلسفة الثوره


ليث الجادر
2012 / 1 / 3 - 20:46     

• موجز مختصر :
اصبح من الواضح اليوم , ان ما يجري من احداث على ارض الواقع المصري وتونسي تحديدا.. قد دخل فعلا في حيز مفهوم (التراكم الثوري ) ,,وبذلك اصبحنا قادرين على تناول قضيه وعي الثوره بطريقه اقرب الى كونها دراسه للمحسوس المباشر وليس فقط استذكارا لتجارب تاريخيه واستنتاجات فكريه مجرده لها...ان الخوض في غمار تحديد ملامح مرحلة (التراكم الثوري) يجعلنا قادرين على الاطلاع وبكثب على تفاصيل جدلية الحركه الثوريه الانسانيه في شبكة انعكاساتها بين ما هو خاص وماهو عام تماما مثلما نعي حركة المفصل المعين وترابطه بحركة المفصل الاخر ليشكلا في النهايه وحدة حركة الخطوه الاولى وهذا ما يشابه ايضا وفي وصفه :- ميكانيكية حركتنا نحن الكائنات التي تسير( على قدمين )..حيث ان ثبوتية الرجل اليمنى تؤكد تحرر الرجل اليسرى, وهذا التحرر ليس كاملا ,بل انه يمثل امتدادا لتحرير الرجل اليمنى(اي ان هذا التحرر هو في سياق اتمام الخطوه جزء من الثبوتيه ) فيتبع ذلك ان تنافر وضع الرجليين يشكلان صيرورة ادامة الحركه.. كما ان ذات الرجليين تحتويان على تنافر حركتهما الخاصه في المفاصل التي تشكل وحدتيهما (الانكماش والاستطاله واختلاف اتجاههما ) ..وهكذا هي الثوره خطوه تاريخيه في اطار لابد وان يكون عاما وشاملا ..وواقع يشمل كل ماهو خاص ومفصلي, ونستطيع ان نتصور شكل هذه الحركه على هيئة موجات ارتداديه يكون مصدر نبضها واحد (ارتاجعي )لايمكن فصله لكن يمكن تحديد شكله الخاص في مسار الحركه الدائب ..وبهذا فان مرحلة (التراكم الثوري )هي المرحله التي تتوافر فيها فقط شروط وعي هذه الحركه ..وبمعنى الكشف عن الرابطه الاقوى لما هو خاص بما هو اعم واشمل ,,انها مرحلة تراجع الواقع الثوري الخاص الى مرحله اقل واقعيه واكثر تمكينا للوعي ..وهي نوع من الارتداد المؤكد الحتمي.. لكن هنا يجب ان نلاحظ ان هذه المرحله تكاد ان تكون خاصه ومرتبطه بمرحلة الراسماليه ,ولم تكن قبلها جزء من تاريخية المجتع الانساني الا بوصفها مرحلة (الفوضى) ,اذن الواقع الثوري وهو الواقع الذي نفهمه على انه الميدان الذي يتمخض بشكل تاريخي لشروط تغيير اجتماعي شامل في نطاق خاص او في مجتمع معين بذاته ,يمثل في النهايه امكانيات موضوعيه للتغيير الجذري العام في مفهوم وتركيبة المجتمع الانساني,),اما الثوره الاجتماعيه الكبرى فانها تبداء هكذا ,,في المرحله الاولى يتم تمركز التطور بتفاوت درجاته بين الانقسامات المجتمعيه ...وبذلك يتكثف مفهوم (المراكز )(والاطراف )ومن ثم (المركز) و(اطرف المركز) ...ثم يلي ذلك مرحلة (انحطاط انعكاس التطور ) وبروز شروط اعادة انعكاسه من المركز الى الاطراف ..الى ان تصبح المراكز غير قادره على تصدير شروط تقدمها فتستفذ امكانيات اعادة الانعكاس وتتلاشى صور تطبيقها بحيث لم تعد الا بكونها (الانعكاس الاول ) ..ولهذا فنحن نترقب بداية الثوره الكبرى مع اشتداد ازمة تصدير شروطها من المراكز الى الاطراف ولا نتوقع نضوجها الا من خلال رصد حركة تراكم اعادات انعكاسها ..وكمثال فان معنى حركة( احتلوا وول ستريت ) تمثل لنا نضوج مد مقاومة النظام الراسمالي قياسا بامكانية السلطه السياسيه البرجوازيه وقدرتها على نقل وتشتيت امكانيات مقاومتها داخل( المركز) وفي ذات الوقت فان حركة( احتلوا وول ستريت ) في هذه الحاله ومن جهة اخرى تمثل فقط ,درجة نضج معينه تمت من خلال تصدير شروط الازمه الطبقيه من المركز الى محيطه الاطراف وهي بذلك تؤشر لنا على درجه محدده سلبيا في الوعي الطبقي للمركز وهذا المثال يوضح في احد جوانبه ذلك الترابط المعقد بين تداعيات ازمة النظام الراسمالي المتبلوره في وقتنا الراهن في علاقة الازمه الماليه وكيفية ادارتها من قبل قوى الراسمال العالمي بالمشروع السياسي الذي بات مؤخرا يتكثف في حركة دمقرطة انظمة -الاطراف الاكثر تخلفا اقتصادي والاكثرها امكانيه للتطور- وبهذا تحولت هذه الحركه الى اداة لانتاج واقع (سفتجه) يتم فيه توفير شروط امتصاص ازمة النقد تحديدا والذي تحول تدريجيا من كونه سلعه معادله ذات قيمه موضوعيه الى سلعه السلع المعادله بقيمه نظريه, تحكمها القوه السياسيه ...وهذا التدرج الذي بدا منذ السبعينيات من القرن المنصرم وتمثل بتثبيت الدولار وخروجه عن نطاق وقيود معيار الذهب بصوره عمليه وما تبع ذلك من تحوله (الدولار) الى معيار نقدي عالمي وفي النهايه فقد النقد حقيقته المعادله الموضوعيه ..بمعنى ان لعبة الاضطهاد الطبقي قد بدات تتحرر من القيود وتتحول الى حاله من ممارسة الطغيان ,,وفي هذه الحاله نستطيع ان نستشف وبكل جلاء امكانيات الفوضى الاجتماعيه التي هي الاخرى تتخذ اشكال متعدده ويكون اكثرها عمومية وشموليه هو ما تترجمه من انعكاس على شعور الافراد من نزعه الاحساس باللاجدوى من الغير وبمركزية الانا في الوجود( وليس عبثا ان تقوم قوى الراسمال العالمي وعلى الصعيد السياسي والاعلامي المكثف على الترويج للحركات الدينيه المسيسه والايمان المبتذل.)..وبمقابل هذا تفرز القوانيين العليا الموضوعيه للحركه امكانيات تطور هذا الشكل والارتقاء به لمستوى التطابق بين الوعي والاحساس لتولد في النهايه ارادة الفعل التغييري بمعنى ان الغير هنا سينتقل من حالة التجريد القصوى الى حالات من التشكل ( انت غيري –هي غيري – وكل ما هو خارج عن نطاق حاجتي لكي ابقى فهو غيري ...ثم :هي احتاجها بعد ان ضمنت بقائي اذن هي ليست الغير مثلك , انت الان غيري وهم غيري وكل شي خارج نطاق حاجتي وحاجتها فهو غيري ..اذن فوحدة وجودي لم تعد كما هي انا بل انا وهي ...)..وهكذا يتم التدرج والتطابق بين ماهو محسوس ويبن ما هو موضوعي وهكذا ايضا نستطيع ان نستدل على هذا التدرج في المستوى الاجتماعي ومجال نشاطه الذي يكون هنا محتواه التجريدي الاقصى متمثلا بالتعامل مع الغير وتحديده حسيا مباشر – من هو في السلطه فهو غيري – ومن هو ضد خارج السلطه فهو مثلي وهو جزء مني – وهذا التحديد الحسي سيبقي على جدليه مكرره او بالادق سيغلق مداها وتطورها لان الذي هو مثلي بصوره مجرده اذا دخل اطار السلطه وبذات الماهيه المجرده فانه سيصبح بكل تاكيد (غيري) ولا ننسى اننا هنا نتكلم عن المستوى الاجتماعي الذي يتناول متطلبات ممارسة الوجود ..
ملاحظه :- سنحاول من ان نتطابق مع ميول القراْه القصيره ولذلك جزئنا هذا الطرح وفي مقدمته الى جزئين على ان يتبع ذلك البقيه ....يتبع 2