الأرضِيّة التّكتِيكِيّة للأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة ج.6


السموأل راجي
2011 / 11 / 25 - 01:55     

إمبريالِيّة ورِجْعِيّة سِيَاسِيّة

إحْدَى النّتَائِج المُهِمّة للهُجومِ عَلَى العُمَّال وتوسُّع الصِّرَاع بين القُوَى العُظْمَى حَوْلَ الأسوَاق ومَنَاطق النُّفُوذ تَمَثَّلَت فِي لَفْتِ الإنتِبَاه مرَّةً أُخْرَى إلى الرَّوَابِط "غير القابِلَة للإنْفِصَال"بين واقع الإحْتِكَار والإمبِريَالِيَّة والرِّجْعِيّة السِّيَاسِيَّة : دُخُولٌ عَنِيدٌ للإمبِريَاليّة والرِّجْعِيَّة السِّيَاسِيّة في حَيَاة العَالم فِي وقتٍ يجْرِي فِيهِ الحَدِيثُ عَلَى "نِهَايَة" الإحْتِلاَل وإضمِحْلاَل الرِّجْعِيّة ، حيثُ حملَة "السَّلَام والدِّيمُقرَاطِيّة" قَائِمَة عَلى قَدَمٍ وسَاقٍ ، ولم يَكُن الدُّخُولُ حَدَثًا مُؤَقَّتًا أو "إنْزِيَاح".

كانَ مِن الضَّرُورِيّ تَشْوِيه مَعْنَى "الدِّيمُقْرَاطِيّة" و "السَّلَام" ، وتَرْسِيخ العُنْف بِشَكْلٍ مُكَثَّفٍ ويَوْمِيّ ، للحُصُولِ على "قَبُولٍ أكْبَر" لِهُجُوم رَأسِ المَال وللنِّزَاعاتِ الإمبِرْيَالِيّة مِن طَرَفِ العُمَّال والشُّعُوب. وبِالفِعْل، وإثْرَ عِدّة مُحَاوَلَات لِتَصْدِيرِ "الحُرّيَّة والسَّلَام والدِّيُمقرَاطِيَّة" مَرْفُوقَة بِالقَنَابِل والإحْتِلَال فِي الشَّرْقِ الأَوْسَط والبَلْقَان ، تمَّ إِسْتِخْدَام الإعْتِدَاء الإرْهَابِيّ للحَادِي عَشَر من سِبْتَمبِر/أيلُول على أوْسَعِ نِطَاقٍ لِنَشْرِ العُنْف والرِّجْعِيَّة لَدَى البُلْدَان "المُتَقَدِّمَة" بُغْيَة ضَمَانِ قَبُولِها فِي المَقَام الأَوّل ؛ وفِي نَفْسِ أَوَانِ وَضْعِ بعْضِ المَنَاطِق تَحت خَطِّ النَّار وتَكَثُّف التّهْدِيدِ العَسْكَرِيّ للشُّعُوبِ التَّابِعَة،وَقَعَ إخْتِرَاع شَبَحٍ يُسَمّى "الأمْنِ الدَّاخِلِيّ"،وعَزَّزت الأنْظِمَة في مُعْظَم الأقطار المُتَقَدِّمَة عَبْرَ "إتِّخَاذِ تَدَابِيرَ" جَدِيرَةٌ بِها دَوْلة بُولِيسِيَّة فِي غِيَابٍ كُلِّيٍّ لِأيِّ تَهْدِيدٍ ؛ وَلِجَانِبِ مَنَاطِق الأَزَمَات في آسِيا وأفرِيقِيا وأمرِيكا اللَّاتِينِيّة ، وَجَدت"الأَنْظِمَة الدِّيمُقْرَاطِيَّة" في البُلدَان المُتَقَدِّمَة نفسَهَا "فَجْأَةً" تَحْتَ طائِلَة الِإرْهَابِ (المَوْهُوم).

وِفْقًا للأُسْطُورَة المُرَوَّجَة، إحْتَوَت البُلْدَان المُتَخَلِّفَة "مَنَابِعًا للاِرْهَاب والتَّهْدِيد" للأَنْظِمَة الدِّيمُقْرَاطِيَّة (!) ، ولِإزَالَة التَّهْدِيدَات التي تُعَرِّضُ للخَطَرِ سَلَامَةَ "العَالَم الحُرّ" ، كانَ مِنَ الضّرُورِيّ وَضْعَ كُلّ هَذِهِ الدُّوَل تَحْتَ السَّيْطَرَة والمُرَاقَبَة وإسْتُخْدِمَ "نَظَرِيّة الحَرْبِ الوِقَائِيَّة" لِتَحْقِيقِ النَّجَاح : تَدَابِيرِ "الأَمْنِ الدَّاخِلِيّ" لاَزِمَةً مِنْ أَجْلِ الدِّيمُقْرَاطِيّة في الدُّوَلِ المُتَقَدِّمَة فِي حِينِ أنَّ "الحُرُوبِ الوِقَائِيّة" ضَرُورَةً لِسَلَامةِ العَالَم!
في الواقع ، أَخَذَ رأسِ المَالِ العَالَمِيّ مَرَّةً أُخْرَى فِي رَمْيِ رَايَة "الدِّيمُقرَاطِيّة والسَّلَام" (رَايَةٌ عَادَ للمُطَالَبَةِ بِهَا مُنذُ بَعْضِ الوقْت) وفِي الإرْتِمَاءِ بِشَغَفٍ فِي العُنْفِ والرِّجْعِيّةِ السِّيَاسِيّة.


III -

العَالَمُ الجَدِيد وتَوَالِي الأحْدَاث



أُعْلِنَ "النِّظَام العَالَمِيُّ الجَدِيد" عَلَى أنَّهُ الجَنَّةِ المَوْعُودَة : "عَصْرٌ" جَدِيدٌ قَادِمٌ هُو "العَصْرُ الذَّهَبِيُّ الأَبَدِيّ" . غَيْرَ أنَّ الحَقَائِقَ لا تُظْهِر إِلاَّ شَيْئًا آخًر : 70 بلدا يعيش على أقل من مَدَاخِيلِهِم فِي العَشْرِ سَنَوَاتٍ الأَخِيرَة ، وَشَهِدَت أوْضَاع 1.6 مِلْيَار مِن الشَّغِيلة تَرَاجُعًا مُقَارَنَةً بِالفَتْرَة السَّابِقَة وإنْخَفَضَتْ مَدَاخِيل العُمَّال إنْطِلاَقًا مِن مُنْتَصَف التِّسْعِينَات فِي جَمِيع أَنْحَاء العَالم، فَفِي اليَابَان، وَاحِدة مِن أغْنَى الدُّوَل،بَلَغَ مُعَدّل البِطَالَة رَقْمًا قِيَاسِيًّا بِ5.3 ٪ ؛ في الأَقْطَار الأُورُوبيَّة مِثل ألمَانِيَا وفَرنسَا وإيطَاليَا وإسْبَانِيَا تَجَاوَزَ المُعَدَّل 10 ٪ ؛ أَمَّا الفَقْرِ ،المُنْتَشِر أيْضًا بينَ طَبَقَات العُمَّال، فَقَدْ شَمِلَ 40 مليُون شَخص في الوِلَايَات المُتَّحِدة ، وأَثَّرَ حَتّى عَلَى 12-13 ٪ مِنَ السُّكَان في فرنسَا وألمَانِيا ؛ وذَهَبَت المَجَاعَة إلَى أبعَد مِن شُمُولِهَا لِمِنْطَقَةٍ مَحَلّيةٍ في العَالم لِتُصْبِح آفَةً عَالَمِيَّةً تُهَدِّدُ حَيَاة مِئات المَلَايينِ من البَشَر : ليْسَت هُنَاك حَاجَةٌ إِلَى قَائِمَةِ أَدِلَّةٍ أُخْرَى،وهَذَا هُو للأسَف ما يُوجَدُ فِي قَلْبِ الطَّاوِلَة،خَمس عشرةَ سَنَة فَقَط بعد إعْلَان "النِّظَامِ العَالَمِيِّ الجَدِيد" الذِي تَمَّ تَقْدِيمُهُ بِاعْتِبَارِهِ عَصْرًا "ذَهَبِيًّا" .

وَلَمْ يَكُن الإقْتِصَار عَلَى هَذَهِ اللَّوْحَة الكَالِحَة المُقْلِقَة ، ففِي الوَاقع ،مَثَّلَ العَالم الجَدِيد "جَنَّةً" لِبِضْعَةِ مُكَوِّنَاتٍ لم تَطَّلِع علَيْهَا مُنْذُ الحَربِ العَالَمِيَّة الثَّانِيَة : وهذا يعني طَبَقَاتٍ رأسمَالِيّة ومَجْمُوعَات إحْتِكَارِيّة وشَرَائِح كِبَارِ القَادَة المُسْتَفِيدِين مِنْ هَذَا "العَصْرِ الذَّهَبِيّ"،إذْ تَرَاكَمَت ثَرَوَات الأقطَابِ الإحْتِكَارِيّة كَمَا لمْ يَحْدُث مِن قَبْل ، وكَوَّنَ كِبَارُ القَادَة والبِيرُقرَاطِيِّين أَرْصِدَةٍ ضَخْمَة بطُرُقٍ رَسْمِيَّة وخَسِيسَة. وفِي المُقَابِل لَمْ يَكُن النِّظام الجَدِيد ذَهَبًا ولا جَنّة من زاوِية النُّمُوّ الذي لم يكُن جَامِحًا لِقُوَى الإنْتَاج ولا مُسْتَقِرًّا علَى الأَقَل بِالنِّسبَة للإقْتِصَادِيَّات المُتَقَدِّمَة.
وبِصَرْف النَّظَر عن الدَّمَار النَّاتِجِ عَن أَزَمَاتٍ في المِكسيك،رُوسِيا،آسِيا، تُركيا،الأرجُنتِين،الخ... ؛ أظهرت الوقائع أنَّ سَنَةَ 1993 في أوروبا ، وفَتْرَةِ 1993-1998 فِي اليابان،قَدْ كَانَت سَنَوَاتَ أزْمَة ؛ وحَتَّى إن سُجِّلَ نُمُوٌّ صَغِيرٌ بين فتْرَتَيْن، فَفِي أوروبا وعَلَى الأَخَصِّ فِي اليَابَان سَادَ الرُّكُودُ خِلاَل سَنَوَات التِّسْعِينَات وبدايات الأَلْفِيّة الثَّانِيَة. فيما بين البلدان المتقدمة ، كانت الوِلاَيَاتُ المُتَّحِدَة البَلَد الوَحِيد المُتَمَكِّنِ مِن تَمْضِيَة سَنَواتِ التّسْعِينَات بِنَوْعٍ مِن النُّمُوّ المُتَوَاصِل.على الرغم من ذلك ، في عام 2001 ، بمُحَاذَاةِ نِسَبِ "نُمُوٍّ" بِ 0.7 ٪ و 0.6 ٪ للإقْتِصَادِيَّات الألمَانِيّة واليَابَانِيّة ، سجَّل إقْتِصَاد الوِلَايَات المُتّحِدة مُحَرِّكَةُ "النِّظَامِ الجَدِيدِ" مُعَدَّلًا قَدْرُهُ 0.3 ٪.
في السَّنَوَات التَّالِيَة ، زَادَت وَاشِنطُن مُعَدَّلَاتِ نُمُوِّهَا مِن خِلَال التّحَوُّل نَحْو العَسْكَرَة والخَفْضِ فِي الضَّرَائِب عَلى رَأسِ المَال.. الخ ؛ لَكِنَّ المَسْأَلَة لَم تتَعَلَّق بِتَسْجِيلِ إقْتِصادٍ مَا لِمُعَدَّلاَتِ نُمُوّ . القَضِيَّةُ الحَقِيقِيَّة هِي أنَّ الإقْتِصَاد العَالَمِيّ لم يَتَطَوَّر بالتَّوَازِي مع حَجْم ونُمُوّ قُوَى الإنْتَاج إذْ كانَتِ الرَّأسْمَالِيّة "تتقَدَّمُ" مِن خِلَالَ مَنْهَجَةِ تَدْمِيرِ هَذِهِ القُوى.

ويتميز"النِّظَام العَالَمِيّ الجَدِيد" كَذَلِك بِدَرَجَةٍ غَيْرِ مَسْبُوقَة مِن هَيْمَنَة الأقْطَاب الإحْتِكَارِيّة على الإقْتِصَاد . في مُنْتَصَف التِّسْعِينَات ،سَيْطَرَ 4000 قُطْبٍ إحْتِكَارِيٍّ ذُو عَمَلِيَّاتٍ دُوَلِيَّةٍ بِأَفْرُعٍ بَلَغَت 250 ألف على الإقْتِصَاد العَالَمِيّ ؛ 1 ٪ فقط مِن هَذِهِ الإحْتِكَارَات تَتَحَكَّمُ فِي 30 ٪ مِن الإنْتَاج العَالَمِيّ ؛ وأكبر 500 مِنْهَا تُدِيرُ 70 ٪ من التِّجَارَة العَالَمِيّة و 80 ٪ من الإسْتِثْمَارَات ؛ و تَمْتَلِك أكْبَر 5 أقْطَاب إحْتِكَارِيّة ؛عَامِلة في أهمّ الصِّنَاعَات مِثل الصُّلْب والنَّفط والإلِكْترُونِيَّات والسِّلَع الإسْتِهلَاكِيّة الدَّائِمَة وأجزَاء من الحَاسُوب والسيَّارَات والطَّيَرَان ووَسَائل الإعْلَام؛ حِصَّةً مِن السُّوق العَالَمِيّة تترَاوَحُ بيْنَ 50 ٪ و 70 ٪ . مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، ضَيَّقَ إنْفِجَار عمَلِيَّات الإنْدِمَاج والإسْتِحْوَاذ بين عامي 1995 و 2000 هَرَمَ الإحْتِكَارَات المُسَيْطِرَة على الإقْتِصَاد ولكنّهُ زادَ عُمُومًا ،وبِشَكْلٍ مُفْرط، مِنْ وَزْنِ (2) الإحْتِكَار على الإقْتِصَاد العَالَمِيّ .

أيًّا كَانَت زَاويَةُ النَّظَر، فَقَد أظهَرَت الحَقَائق التَّالِيَة : تَمَرْكَزَت مَجمُوعات الرّأسمَال المُهَيْمِنَة على قِمَّة إقْتِصًادِيَّاتِ الدُّوَل الغَنِيَّة والصِّنَاعِيَّة في جَمِيع أنحَاء العَالم "مِنْ جَدِيد" من خِلَال حَفْنَةٍ مِن الأَقْطَاب ؛ بِضْع مِئَاتٍ مِن الإحْتِكَارَات فِي سَبْع أو ثَمَانِي دُوَلٍ وعَلَى رَأْسِهَا تَتَمَوْقَع 15 مِنْهَا (إضافةً لِتشْدِيد الإنْقِسَامَات بيْنَ البُلْدَان) تشبّثَت وإنْغَرَسَت أكثر مِن ذِي قَبْل في الإقتِصَاد الصِّنَاعِيّ، الزِّرَاعِيّ ،فِي التّجَارَة والنِّظَام المَالِيّ. لَقَد لفَّت جَمِيع قِطَاعَات الإقتِصَاد كَبَيْتِ العَنْكَبُوت ، وزَادَت أوْزَانَهَا الهائلة بِشَكْلٍ لم يَسْبِق لَهُ مَثِيل عَلَى الإقْتِصَادِ العَالَمِيّ . مِن نَاحِيَةٍ أُخْرَى ، تَخْرِقُ الإقْتِصَادِيَّاتِ الأُورُوبيّة واليَابَانِيّة على نَحْوٍ مُتَزَايِدٍ الضّوَابِط الإقتِصَادِيّة والمَالِيَّة المُعْتَبَرَةُ مُؤَشّرَات "إسْتِقرَار". ومَعْلُومٌ أنّ "كِبَارَ"الإتّحاد الأورُوبيّ يُغَيِّرُون "مؤشِّرَات الإسْتِقرَار" الخاصّةِ بالعَجْزِ والمَدْيُونِيّة ؛ وأنّ المُسَاعَدَات المَالِيّة اليَابَانِيَّة للشَّرِكَات ذَات الصّعُوبَات و"للسُّوق" وَصَلَت أقصَى حَدٍّ لَهَا ؛ كَمَا تَلْجَأ هَذِهِ الأقْطَار ، ولو تَدْرِيجِيًّا ، إلى تَدَابِير مِثْل خَفْضِ ضَرَائِب "المُؤَسّسَات" واستِخدَام "الإمكانِيَّات" الأكْثَر أهَميَّةً فِي هَذَا المَجَال.

يَجُرُّ مَا سَبَق بالتّأكِيد لِمَا يَلي : النّهبُ المُتَوَاصِل والزِّيَادَة المَهُولَة في أحْجام الأقطَاب الإحْتِكَارِيّة طِيلَة الخمس عشرة سنةٍ الماضية لم تحلّ إطْلاَقًا المشاكِل الرَّئِيسِيّة للإقتِصَاد بَل عَلَى العَكس،عَمَّقَتْهَا. وَلَم تُعِدَّ القُيُود التي فَرَضَتْهَا الطَّبَقات الرّأسمَالِيّة عَلى الطّبَقَة العَامِلة والشُّعُوب ،والعَلاَقَات المُقامَة فِيمَا بَيْنِها، لمستقبلٍ مُستقِرٍّ ل"العَالَم الجَدِيد" وعِوَضًا عن ذَلِك، تَفَاقَمت الأثْقَال المُلْقَاة عَلَى كَاهِلِ الرّأسمَالِيّة : إنّ تَعْزِيزَ قُوَّة الأقطَابِ الإحْتِكَارِيّة يعني التّفَكُّك وتَفَاقُم الرُّكُود ، فقد تَعَطَّل نُمُوّ التّوَازُنَات الإقْتِصَادِيّة لِصَالِح تَكْرِيس الإخْتِلَالَات.

لَمْ يَحِد خَطُّ سَيْرِ الأقطَاب الإحْتِكَارِيّة عَمَّا سَبَق ، وعَبَّرَت عَنْهُ فِي كَلّ الأمْكِنَة والأَوْقَات وتَحْتَ كُلّ الظُّرُوف مِن خِلَال البَحثِ عن أَقْصَى الرِّبحِ السَّرِيع ؛ فَلَمْ تترَدّد فِي إتِّخَاذِ كُلّ الخَطَوَات ،إتِّفَاقَاتٍ وإشْتِبَاكَاتٍ، الخَانِقَة والمُدَمِّرَة لِقُوَى الإنْتَاج ؛ ولَم يَكُن مِن إهْتِمَامَاتِهَا تطْوِيرِ الزِّرَاعَة والصِّنَاعَة وتحْسِين التَّوَازُن الإقتِصَادِيّ وإنْخِفَاضِ مُعَدّلات البِطَالة وتزايُد الرَّخَاء. ولَم تَبْحَث الرّأسمَالِيّة عَنِ الرِّبحِ الأقْصَى في إستِثمَارَات إنتاجِيَّة جَدِيدَة، ولكن بصفة عامة عَبْرَ تعْزِيزِ الإحْتِكَار فِي الأَسْوَاق ، وتكثيف الاستغلال المطلق وعبر إمْتِصَاص المُؤسَّسَات الصِّنَاعِيّة والزِّرَاعِيّة والتِّجَارِيَّة والمَالِيَّة (بِغَضِّ النَّظَر عَن الأحْجَام) وإنشاء الأقْطَاب الإحْتِكَارِيّة عَبْرَ هذا الدَّرْب.
صَحِيحٌ أنّ الرِّبْح الأقْصَى هُوَ ظَاهِرَة خَاصَّة بِمَجْمُوعِ الرّأسمَال الإحْتِكَارِيّ. ولكِنّ البَحْثَ الأرْعَن عَنْهُ إرْتَفَعَ بطُرُقٍ غَيْر مَسْبُوقة خِلاَل الخمسَة عَشَر عَامًا المَاضِية ، بِمَا رَفَّعَ مِنَ التّطَفُّل والإهتِمَام من قبل رأسِ المَال الإحْتِكَارِيّ بالعائِدَات وزِيَادَة الإستِثمَارَات فِي المُضَارَبَة الوَاعِدَة بعَوْدَةٍ سَرِيعَةٍ.


(يتبع)