مُقَرّرات الأُمَمِيّة الشُّيُوعِيّة:ندوة أكتوبر 2011

المُقَرّرات العامّة للنَّدوة الأُمَمِيّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسِيّة اللِّينِينِيّة
مدريد،أكتُوبر 2011



عُقِدت بنجاح الدّوْرَة العَامّة للنّدوة الأمَمِيّة للأحزاب والمُنظّمَات الماركسيّة اللّينينيّة في مدريد التي حضرتها تَقْرِيبًا جميع الأحزاب والمُنظّمات الأعضاء من أوروبا وأميركا وأفريقيا و آسيا.

على إمْتِدَاد الأشغال، وبعد إستعراض عمل الأحزاب في أقْطَارِها تَراتُبِيًّا ، سجّلت الهيئة العامة عَجْز رأس المال عن مُعالجة الأزمة العامّة رَغْم الطُّرق المُختلفة التي إتّبَعَها حتّى الآن: بِطالةٌ وفَقْر يَضرِبُ الملايين من العُمّال ، ولا سيما النّساء منهُم والشّباب في كُلّ الإقتصاديّات الكُبرى وكذلك في الأقطار التّابِعَة،"في كَلِمة"،لن تحُلّ البرامج والسياسات النيوليبرالية المَشَاكل الرَّئِيسِيّة للنِّظَام ، ناهيك عن وضْع الطّبقَة العَامِلة والشُّعُوب.

إنْخَرَطت قطَاعات جدِيدة من العُمّال والجمَاهير الشّعْبِيَّة في النِّضَال من أجل حقُوقِهم : شَبَاب ، مُوَظّفي القطاع العام، عاطِلين عن العَمل، مُهَاجرِين هَبُّوا للدِّفَاع عنِ المُكْتسَبَات التي إفْتُكَّت عَبر عقُودٍ منَ النّضَال مُعْتَمِدِين أشكَالًا جديدةً مِن الكِفَاح و من الوِحْدة؛ يَقُومُون بإسْتِيعاب الدُّرُوس القيِّمة الرّافِعَة لمُستَوى الوَعي لدى الجماهير العريضة والمُكَوِّنة لأكبَر المهامّ والأهداف المُوَجَّهَة ضِدّ الرَّأسمَاليّة؛ وفي قطاعاتٍ نِضَالِيّةٍ مُتقدِّمة ،طُرِحَت بِشَكْلٍ مُباشِر الأهداف الإشتِراكيّة.

ويُمثِّلُ الهَدف الإشتِرَاكِيّ مُشْتركًا بين الكَثِيرِين على نطاقٍ واسعٍ ، وصرْخَةً "كُبرى" مَفَادُها أنّ تَبِعات الأَزمة ينبغي أن تقع على الطبقة المُتَسَبِّبَةُ فيهَا لا ضحاياهَا. في أوروبا ، والولايات المُتّحِدة وأميركا اللاّتينيّة تَشْتَبِك جماهير العُمّال وتُصارع ضِدّ سياسات الخصْخصَة وخفض الرّعاية والضّمان الإجتماعيّيْن وضِدّ الإسْتِغلال والنّهب. أمّا في أفريقيا جنوب الصحراء ، فإن الشُّعُوب ترفُض أن تَكُون ساحة حُرُوبٍ لِعِصَابات النّهب الإمبِريَاليّ. في آسيا ، يُقَاتِل العاملين في تنظيم الإضرابات والتحركات الواسعة ببسالة ضد الإحتِلاَل العَسكريّ الإمبريَاليّ.

إكْتَسى نِضال الشُّعُوب العَربِيّة أهمّيةً خاصّة: عُمّال وشَباب ونِساء،وعبر مسيراتٍ ومُظاهراتٍ حاشِدَةٍ وكِفَاحِيّة، أسقَطُوا طُغْيَانًا بَغِيضًا عَمِيلاً ، كما حَدَثَ في تونس ومصر ، بِمَا جذبَ وشجّعَ الكِفَاح البُطُولِيّ للجماهير العامِلة في غيرها من الأقْطَار مثل البحرين واليمن والأردن والمغرب والجزائر ، وما إلى ذلك.
تُشَدّد الجلسة العامّة للنّدوة الأمَمِيّة على دور حزب العُمّال الشّيُوعِي التُّونِسِيّ (PCOT) في المَسَار السِّيَاسِيّ للثّورة وتَعْمِيقِها ، وتُسَجِّلُ مواصلة نِضَالِه من أجلِ إسقاط الرّأسماليّة وتحويل البُنَى الإجتماعيّة والإقتصاديّة للبلد؛وفي هذا السِّيَاق،نُثَمِّن مَسْلَكِيّة الوفاء من قِبَل حزب العُمّال لِمسؤوليّاتِه التّاريخِيّة وتَعْتَبِرُ الجلسة العامّة تَمَشِّيهِ مرجعًا سياسيًّا ثوريًّا.

تُدِين الجلسة العامّة بشدّة التدخُّل العسكريّ الإمبرياليّ (فرنسا ، بريطانيا العظمى والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي) المُرتكب ضدّ ليبيا ، والذي عَمِل على تدمير البلاد وقتل أكثر من 50 ألف مدَنِيّ؛ عُدوانٌ إمبرياليٌّ إتّخذ عِنْوَانًا "الحُريّة والدّيمقراطيّة لليبيين" ، وحَقِيقَته تتمثّلُ في إعادة توزيع النّفط والمِياه اللّيبِييَّيْن ، و الدّفْن بالنّار والدّم للتّطلُّعات البَازِغة لجميع الشُّعوب العربيّة؛و تحقيقًا لهذه الغَايَة،هاجمت القوى الامبريالية ووجّهَت أنظارها لحليفهِم السّابق القذافي ، لكنّهم لن يَخنقُوا المُقاومة والنّضال من أجل حُرّية الشّعب اللّيبي المُستَمِرّ في النمو حَتْمًا.

تَنْتَوي البلدان الامبريالية بقيادة الولايات المتحدة القِيَام بعُدوانٍ عَسْكَرِيٍّ جديدٍ إنطِلاَقًا من سُورِيا، ومن هناك ، هدفُها إيران؛مرّة أخرى تَستَخدم التّطلُّعات العَادلة ونضالَات العُمّال والشّباب لإفْتِكاك الدّيمُقراطية الحَقِيقِيّة؛إنّ العمال والشُّعُوب، الشّباب والثُّوار والشّيُوعيّين يرفُضُون هذه النّوايا الإجرامِيّة، مُتَمَسِّكِين بحقّ الشُّعوب وحدَهَا في تقريرِ مَصيرَها، و مصير سوريا لايُقَرّرُه إلاّ جماهير العُمّال والشّباب السُّورِيّ لاغير.

تُدافِع الجلسة العامّة عن حقّ تقرير المَصير للشّعب الفلسطيني البطل وتَدعَمُ كِفَاحَهُ ضدّ الإمبرياليّة والصُّهيُونيّة وحقّه في إعلان دولةٍ مُعترفٌ بها من جانِب الأُمم المُتّحدة.

لا تزَال نِيران المَدْيُونِيّة الخارِجِيّة تُلقِي بثقلها على التّنمية في الأقطَار التّابِعة وعلى أوضاعِ الجَماهير العاملة.إنّ حَجم الدّيُون يُؤثّر الآن حتّى في الولايات المُتّحدة التي تجاوزت مؤخرا مستوى الحد الأقصى من المديُونِيّة المُحَدّدة في التّشرِيعات الخاصّة بها، ولقد تمّ حلّ هذا العجز عن الدّفع ، مُؤقّتًا ، من خلال توسِعَةٍ "قانونيّةٍ" لحدوده عَبْر الشُّرُوع في تَخفِيض الأجُور والمَعاشات ، وميزانيات الصحّة والتّعليم ، فضلا عن الخدمات العامّة الضّرُورِيّة الأخرى؛وهِي تدابِيرٌ تَنْقَلِبُ ضدّ الرّأسمالِيّين أنفسهم لأنّها تُعَمِّقُ الرُّكُود على المُسْتَوى العَالميّ. في اليونان ، ولحلّ مُعْضِلة الإفلاس،يتمّ إجْبَار العُمّال على دفعِ دُيُونٍ خارِجِيّةٍ مُخزِية مُتَصَاعِدة جُلِبَت في شَكْل مساعدات؛إنّ هذه الدّيُون الخَارِجيّة غير عادلة وغير شرْعيّة إذ لم يتِمّ التّعاقد عليْهَا مع العُمّال وهي دُفِعَت فِعْلِيًّا مرّاتٌ عدِيدة . لهذا السبب ، في جميع الأصقاع،يَصْرُخ العُمّال والشُّعُوب عَالِيًا،وبنفس الشِّعار المركَزِيّ:"لا لِتَسْدِيدِ الدُّيُون".

تُطْلِق النّدوة الأمَمِيّة بِمَعِيّة أحزابٌ أخرى ومُنظّماتٍ جماهيرِيّة،وبِكُلّ نِضالِيّة،الحَمْلة الدُّوَلِيّة لإلغاء الدّيُون التُّونِسِيّة.

إنّ التطوُّر في نِضَال العُمّال والشّعُوب ضدّ الآثار الناجمة عن الأزمة ، والمطالب الجِدّيّة للحُريّة والدّيمُقراطيّة الفِعْلِيّة التي يتمّ التّعبيرُ عنها بمُستوياتٍ مُتَفَاوِتَةٍ في جميع البلدان ،تُعِيدُ الآن زِمام المُبادَرة وتُعْطِي الدّور القِياديّ للطّبقة العاملة ، في تَعبِيرٍ صارِخٍ عن إحْتِداد التناقض بين رأس المال والعمل ،وتتجَمّعُ حوْل الطّبقة العاملة جمع القِطاعات الشعبية الأخرى (الطلاب والنساء والعاطلين عن العمل ، ومستخدَمِي الخدمات العامة ، الخ..)، يتوحَّدُون ويُنظِّمُون صُفُوفَهُم ضدّ الاعتداءات، ضدّ الامبرياليّة والاستغلال الرّأسماليّ.

لقد عَرَّت حَقَارة مُؤسّسات البُورجوازِيّة والبيرُقراطِيّة النّقابِيّة،إضافةً،وعلى وجه الخُصُوص للنّضالات العُمّالِيّة،الطّبيعة الحَقِيقِيّة للدّيمُقراطيّة البُورجوازِيّة بهياكِلِها الرّأسمالِيّة وأيضًا أُطُر خدَمِها من التّحرِيفِيِّين والإنتِهَازِيّين؛في هذه الظروف الدّقِيقة، تَبْحَثُ قطاعات واسِعة من الطّبقة العاملة والشّعوب والشّباب عن بدائل ودُرُوبٍ للمُضِيّ قُدُمًا؛وعلى البُرُوليتاريّين الثّورِيِّين أن يضطَلِعُوا بدورٍ أكثر حَيَوِيّة :التّندِيد بطبيعة الظّلم والإسْتغلاَل ،توضيح وشرح طبيعة الصّراع الطّبقيّ ، الكَشْف عن الدّور الخِيَانِيّ للبيروقراطية النقابيّة والأرستُقراطِيّة العُمّاليّة ، وفضح الدّور التضليليّ للإنتهازيّة ، وقبل كل شيء ، النّضال من أجل قيادة المُنظّمة وتوجِيهِ نِضالات الجماهير العُمّالِيّة والشباب.
في هذا السِّيَاق،لا مَحِيدَ عن تعزيز النّقابات الطّبَقِيّة،والوِحدة العُمّالِيّة والنّقَابِيّة:وِحدة في النّضال وفي المُقتَرَحات البرنَامَجِيّة.

من داخِل الطّبقة العامِلة،ومِن داخِلِ نِضالاتِها،يتِمّ العمل على توْحِيد الحَرَكة الشّعْبِيّة لِحَشد جحافِل الحَمْلة والشّباب والشُّعُوب والقومِيّات المُضطهَدة.لا بُدّ من الكِفاحِ ضدّ الرّأسمالِيّة والإمبريَالِيّة،في جَبْهَةٍ واحِدَة،بِقَبْضَةٍ مَعْقُودَة،ولا بُدّ من التّلْوِيحِ بِرَايَاتِ الإشْتِراكِيّة.

وُضِعَت الحَرَكة العُمّالِيّة والشّعْبِيّة في تَحَدِّي مُواجهة هيمنة الإمبِريالِيّة والرّأسمَالِيّة،من أجل الحُرّيّة والدِّيمُقراطِيّة إضَافَةً لضرُورة رسمِ خَطٍّ "طَبَقِيٍّ"فاصِلٍ بين المواقِف الثّورِيّة والأخرى الإصلاحِيّة.
شُرُوط النّضَال الثّوري للعُمّال والشّعُوب مُواتِية ، وغدًا ستَكُون أفضل؛و الوَضع الحالِيّ يَجعل الحَاجَة إلى ثورةٍ إجتِماعِيّة أكثَر وُضُوحًا، والأحداث الإجْتِماعيّة والسّياسيّة الهامّة تُثْبِتُ القُدرة على تَنْظِيمِهَا. تُجدِّدُ أحزاب ومُنظّمات النّدوة الأمَمِيّة تأْكِيد قرارَهَا بتنظِيم وإشْعَال الثّورة.

في إعادة تأكيد الرُّوح الأُمَمِيّة البُرُولِيتاريّة لدى المُجْتَمِعِين،يُعْلَنُ عن التّضامُن الكِفَاحِيّ مع العُمّال والشُّعُوب المُناضِلة في هذا العَالم.

عُمّال العالم بأسْرِه،إتَّحِدُوا !

الحِزب الشّيُوعِيّ الألبانِيّ
مُنظّمة إعادة بِناء حزب العُمّال الشّيُوعِيّ الألمَانِيّ
الحزب الشيوعي الثوري للبرازيل -- PCR
الحزب الشيوعي الثوري الفولطي -- PCRV
حزب العُمال الشيوعي الدّانماركِيّ -- APK
الحزب الشيوعي الماركسِيّ اللّينِينِيّ بالإكوادور -- PCMLE
الحزب الشيوعي الإسبانِيّ(الماركسي اللينيني) -- PCE-ml
حزب العمال الشيوعي الفرنسِيّ -- PCOF
منظمة إإعادة بناء الحزب الشيوعي اليوناني (1918-1955)
حزب العمل الإيرانِيّ -- PTI)Toufan)
الأرضِيّة الشّيُوعِيّة بإيطالِيا
النّهج الدّيمُقراطِيّ-المغرب
الحزب الشيوعي -- الماركسي اللينيني المكسِيكِيّ -- PCMLM
الحزب العمل الشّيوعي في الجمهورية الدومينيكية -- PCT
حزب العُمال الشّيوعيّ التّونسي -- PCOT
الحزب الشيوعي الثوري التُّركِيّ -- TDKP
الحزب الشّيوعي الماركسي اللّينيني بفنزويلا -- PCMLV.

http://cipoml.org/index.php/fr/init/32-francais/fr-init/162-resolution-generale