الذكرى 41 لمنظمة -إلى الأمام- و مواجهة التحريفية الإنتهازية


عبد اللطيف زروال
2011 / 9 / 13 - 01:59     

الذكرى 41 لمنظمة "إلى الأمام" و مواجهة التحريفية الإنتهازية

حلت الذكرى 41 لتأسيس المنظمة الثورية الماركسية ـ اللينينية "منظمة إلى الأمام" ، في ظل دينامية الحركة الماركسية ـ اللينينية المغربية ، و هي في تصاعد لمواجهة التحريفية الإنتهازية ل"حزب النهج الديمقراطي" ، الذي يدعي استمرارية "منظمة إلى الأمام" ، لطمس حقائق أيديولوجيته التحريفية الإنتهازية ، و من أجل ذلك أصدر بيانا بهذه المناسبة جاء في مقدمته :

" وإن أبلغ وأجمل إحياء لهذه الذكرى وأرقى تعبير عن الوفاء لرصيدها النضالي والفكري والسياسي ولشهدائها الأبرار يتمثل في أن نكون في مستوى ما تفرضه هذه اللحظة التاريخية من نضال شعبنا من مسؤوليات وما تطرحه علينا من مهام مستحضرين ما قدمته هذه المنظمة من إسهامات على مختلف المستويات النضالية والفكرية والسياسية".

هذه المقدمة ، التي تنم عن رغبة هذا الحزب الديمقراطي البورجوازي الصغير ، في وضع أيديولوجيته ضمن رصيد المنظمة الثورية الماركسية ـ اللينينية المغربية "إلى الأمام" ، معتبرا نفسه يعمل على بلورة إسهاماتها الأيديولوجية و السياسية و النضالية و التنظيمية ، عبر ممارساته الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، التي تستلهم منطلقاتها النظرية من التحريفية الإنتهازية ، في سعيه إلى تحريف المسار الثوري للمنظمة و ذلك ، باختزال ما يسميه " اللحظة التاريخية" في ممارساته الإنتهازية في "حركة 20 فبراير".
و هو يسعى إلى بلورة منظوره التحريفي الإنتهازي للنضال ، عبر تغيير المنطلقات الثورية للمنظمة ، بمفاهيم بورجوازية ذات أبعاد ديمقراطية بورجوازية صغيرة ، و يتجلى ذلك فيما يسميه "طبيعة شعارات" حركة 20 فبراير حسب ما جاء في بيانه حيث يقول :

" إن طبيعة الشعارات التي تطرحها حركة 20 فبراير كالديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية تبين سدادة طرحنا للتناقضات التي تعتمل في مجتمعنا والتي تجعل من الديمقراطية والتحرر الوطني هي مهام المرحلة الحالية من نضال شعبنا أي حل التناقض بين الكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني والامبريالية من جهة والطبقات الشعبية من جهة أخرى".

و هنا تعبير أدق على مستوى طروحاته الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، التي يستلهمها من "شعارات حركة 20 فبراير" ، المنسجمة مع طروحاته ، و التي يعتبرها "سديدة" ، لوضع حل للتناقضات الأساسية في الدولة الملكية الكومبرادورية ، عكس ما تطرحه منظمة "إلى الأمام" في "الورقة المسودة" (أنظر منشورات الأماميين الثوريين) ، و هو يعتقد أن هذه الشعارات البورجوازية ، التي تمت صياغتها في مكاتب الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، هي "مهام المرحلة الحالية من نضال شعبنا" ، وهو يريد إيهامنا بأن هذه الشعارات من صميم مطالب الجماهير الشعبية ، و على رأسها الجماهير العمالية ، و أن الشعب هو من وضع هذه الشعارات المغشوشة ، و أن هذه الشعارات البورجوازية ، التي طالما رفعتها الأحزاب الإصلاحية منذ الستينات من القرن 20، ما زالت تستجيب لمطالب الشعب المغربي في "الديمقراطية و التحرر الوطني" ، و هو يريد إرجاعنا إلى الخلف بفضل "اختياره السديد" ، الذي ينسجم مع اختيارات أحزاب "الكتلة الوطنية" في السبعينات ، و أحزاب "الكتلة الديمقراطية" في التسعينات ، إنه بالفعل "اختيار سديد" ، ينسجم مع طروحاته التحريفية الإنتهازية ، من أجل طمس الهوية الثورية لمنظمة "إلى الأمام".
و انطلاقا من "اختياره السديد" ، يعتبر "حركة 20 فبراير" هي المجال الوحيد الكفيل بتحقيق هذه المطالب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، عبر ما يسميه "جبهة الطبقات الشعبية" ، التي تواجه " الكتلة الطبقية السائدة والنظام المخزني والامبريالية" ، ذلك ما دفعه بالتحالف مع " الظلامية الرجعية" إتنسجاما مع طروحات "التحريفية الإنتهازية" و هو يقول :

"إذ لا يمكن تحقيق الديمقراطية الحقة والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية في ظل سيطرة هذا الثلاثي وهو ما يطرح بإلحاح ضرورة بناء جبهة الطبقات الشعبية.وإن حركة 20 فبراير يمكن أن تشكل جنين هذه الجبهة إن هي أصبحت حركة للشعب المغربي قاطبة وليس فقط للشباب.لذلك فان إحدى أهم المهام المطروحة علينا هي تقويتها والدفاع المستميت عن وحدتها وعن خطها الكفاحي واستقلاليتها عن النظام والقوى الموالية له ومواجهة محاولة الهيمنة عليها من أي طرف والعمل المستمر لانخراط أقوى للطبقة العاملة وعموم الكادحين في صفوفها".

لقد كان لعجز القيادة التحريفية الإنتهازية لهذا الحزب الديمقراطي البورجوازي الصغير ، منذ تحريفها عن الخط و الإستراتيجية الثوريين لمنظمة "إلى الأمام" في بداية الثمانينات ، عن بلورة منظورها التحريفي الإنتهازي في أوساط الجماهير الشعبية ، نظرا لقوة خصومها من باقي الأحزاب الإصلاحية ، سواء داخل مؤسسات الدولة الكومبرادورية (الحكومة ، البرلمان ، المجالس) أو خارجها (النقابات ، المنظمات الحقوقية) ، كان لعجزها دور كبير في وقوعه في التخبط السياسي و التذبذب الأيديولوجي ، اللذان أوقعاه في ورطة أمام الجماهير العمالية ، و أمام الحركة العمالية ، و أمام خصومه الحقيقيين الماركسيين اللينينين ، الذين لم يتوانوا يوما عن مواجهته ، في حقيقته التحريفية الإنتهازية ، التي وصلت به إلى التحالف المكشوف مع الظلامية الرجعية ضدهم في حركة 20 فبراير. و هو يعيد نشر ما تعمل البورجوازية على نشره في أوساط الحركة ، التي تريد إضفاء صفة "الشباب" على نضالها ، و كأن الصراع الطبقي يتجلى بين الكهول و الشيوخ و الشباب ، في قوله : " إن هي أصبحت حركة للشعب المغربي قاطبة وليس فقط للشباب".

و هكذا يدعو هذا الحزب إلى وحدة حركة 20 فبراير في قوله : " فان إحدى أهم المهام المطروحة علينا هي تقويتها والدفاع المستميت عن وحدتها وعن خطها الكفاحي" ، بمعنى وحدة مكوناتها ، بما في ذلك الظلامية الرجعية ، التي يريد بناء الوحدة معها كتتويج لتحالفه معها في أرض الواقع ، و هو يدعي أن هذه الحركة تحمل الخط الكفاحي ، مع العلم أن سقف مطالبها لا يتعدى "الملكية البرلمانية" أو "الدولة الديمقراطية البرلمانية" ، و شعاراتها كلها لا تتعدى المطالب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة ، مما يعني أن هذا الحزب لا علاقة له بالماركسية ، بل هو حزب ديمقراطي بورجوازي صغير يهدف إلى تحريف الماركسية بادعائه لاستمرارية "إلى الأمام".
و هو يعتبر أن التغيير "من صنع الجماهير" كما أكدت له ذلك حركة 20 فبراير ، و ليس كما أكدته الماركسية اللينينية كأيديولوجية "منظمة إلى الأمام" ، فهو من كثرة انتظاره ، لم يفهم دور الجماهير إلا عبر حركة 20 فبراير، التي لا يعتبرها حركة نخبوية ، تقودها الديمقراطية البورجوازية الصغير عبر أحزابها ، كل ذلك لإيهامنا بأنه بالفعل يناضل في أوساط الجماهير ، و هو يقول :

" لقد بينت حركة 20 فبراير أن التغيير هو من صنع الجماهير وأكدت بالتالي ضرورة التشبت بالنضال الجماهيري المنظم كأسلوب أساسي للنضال في المرحلة الراهنة.وهو ما يفند من جهة كل الأطروحات حول دور النخبة أو المؤسسات أو العمليات الإرهابية في التغيير ويرد الاعتبار لقيم الصمود والتضحية والتفاني في خدمة الجماهير والدفاع عن مصالحها والتصدي لكل محاولات الارتداد والانهزام".

و شعار الوحدة الذي يرفعه ، يتخذه سبيلا لتبرير تحالفه مع الظلامية الرجعية ضد الماركسيين اللينينيين ، بدافع أن "الجماهير الشعبية ليست وحدة منسجمة" كما يقول ، فهو يقر بالتناقضات على مستوى الجماهير الشعبية ، و يريد نفيها في الحركة التي يسعى إلى توحيدها دون القدرة على توحيد "طبقات و فئات و شرائح اجتماعية" كما يقول ، إنها بالفعل التحريفية الإنتهازية بعينها ، التي تقود هذا الحزب الديمقراطي البورجوازي الصغير إلى الهاوية ، لعدم قدرته على فهم التناقضات في الحركة من منظور الماركسية التي يعمل على تحريفها في قوله :

"إن الجماهير الشعبية ليست وحدة متجانسة بل هي طبقات وفئات وشرائح اجتماعية لها أوضاع متباينة.إن الطبقة العاملة وعموم الكادحين من فلاحين فقراء وكادحي الأحياء الشعبية هم الأكثر تضررا من النظام السياسي والاقتصادي-الاجتماعي القائم وهم من الناحية الموضوعية الأكثر استعدادا للدفع بالنضال من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي إلى مداه الأقصى وضمان انفتاحه على الأفق الاشتراكي.لذلك فان المهمة المركزية هي بناء التنظيم السياسي للطبقة العاملة وعموم الكادحين.إن هذا التنظيم سيبنى في معمعان الصراع الطبقي الذي يتجسد الآن والى حد كبير في حركة 20 فبراير".

و هو يوهمنا بأن النضال في ظل حركة 20 فبراير سيقود إلى بناء ما يسميه "التنظيم السياسي للطبقة العاملة و عموم الكادحين" كما يقول ، و بذلك ينهي كلامه بذر الرماد في العيون ، معتقدا أنه بقوله هذا يستطيع إيهام الماركسيين اللينينيين بأنه يحمل مشروع بناء الحزب البروليتاري ، فمتى يمكن بناء هذا الحزب خارج المنظور الماركسي اللينيني ؟ فهو ينتظر من عفوية الجماهير الشعبية أن تبني مثل هذا الحزب ، هكذا بشكل عفو ، في الوقت الذي يرفع فيه شعارات بورجوازية لا محل لها في الماركسية ، و هو يعتقد أن حركة 20 فبراير تكفينا شر الصراع الطبقي ، الذي يجب أن يقوده الثوريون المحترفون ، في ظل منظمتهم الثورية ، في أفق بناء الحزب البروليتاري الثوري.
فهو يعطي لحركة 20 فبراير أكثر مما هي قادرة على تحقيقه ، و هو الأفق الديمقراطي البورجوازي في أحسن الأحوال ، بينما يلوم الماركسيين اللينينين الذين يقرون بحق أفق هذه الحركة الذيمقراطي البورجوازي الصغير ، الذي لا يمكن تجاوزه إلا في أوهام التحريفية الإنتهازية ، إن الماركسيين اللينينيين لا يتوهمون تحقيق الديمقراطية البروليتارية عبر النضال في صفوف حركة 20 فبراير ، التي يعتبرونها حركة ديمقراطية بورحوازية صغيرة بحكم تحكم الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغيرة في مسارها النضال ، بل أكثر من ذلك ، فسيطرة الظلامية الرجعية عليها ، بعد فتح المجال لها من طرف "حزب النهج الديمقراطي" ، يجعل حتى تحقيق المطالب الديمقراطية البورجوازية في خطر ، و تتحمل الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغير كاملة المسؤولية في إفشال مشروع حركة 20 فبراير ، لعدم قدرتها على تخطي السقف الهزيل الذي سطرته لها هذه الأحزاب.

و هو يريد إيهامنا بأن ما يسميه "اليسار الجذري" يعمل على إضعاف حركة 20 فبراير بقوله :

"انه من الأخطاء القاتلة بالنسبة لليسار الجذري تبخيس هذه الحركة أو إضعافها تحت أي مبرر كان.وهذه الحركة هي نفسها ميدان ورهان للصراع بين التصورات الطبقية المختلفة وبالتالي لابد من الانخراط القوي لليسار الجذري فيها من اجل تحصينها وتطويرها وتجدير مواقفها".

هذا الإتهام المجاني الذي لا محل له في التحليل الماركسي ، حيث من وضع السقف السياسي الذي يحدد السقف النضالي لهذه الحركة ، هو الذي حكم عليها بالموت ، و من بين من وضع هذا السقف "حزب النهج الديمقراطي" ، و الذي يدافع عنه حتى بالتحالف مع الظلامية الرجعية ، و التصدي للماركسيين اللينينين ، أما الحديث عن "اليسار الجذري" خارج المنظور الماركسي اللينيني فلا وجود له إلا من منظور التحريفية الإنتهازية ، التي يقودها "حزب النهج الديمقراطي" في صفوف الديمقراطية البورجوةازية الصغيرة ، حيث لا يمكن وضع استراتيجية النضال الثوري إلا بالتحليل الماركسي اللينيني للواقع الموضوعي ، ذلك ما يكذب ادعاءات هذا الحزب في قوله :

"إن الوضع الحالي في بلادنا يتميز أيضا بغليان اجتماعي غير مسبوق:فالعديد من الفئات والشرائح الاجتماعية والمناطق المهمشة تناضل من اجل مطالبها الخاصة بشجاعة واستماتة قل نظيرهما.ويطرح هذا ضرورة العمل على تنظيم وتأطير وتوحيد هذه النضالات وجعلها تصب في حركة 20 فبراير مما سيوسع من عمقها الشعبي.
لقد شهدت 6 أشهر من نضال حركة 20 فبراير السقوط المدوي لأوهام إصلاح النظام الذي عمق طبيعته الاستبدادية من خلال الدستور الجديد وواجه المطالب التي رفعتها حركة 20 فبراير بالقمع والمناورات والترقيع".

ف"حزب النهج الديمقراطي" لم ير السخط الشعب ، و نضال الجماهير ، إلا من خلال حركة 20 فبراير ، لكونه تخلى عن النضالات الجماهير الشعبية و على رأسها نضالات الجماهير العمالية ، و كأن الإنتفاضات الشعبية في 1965 و 1981 و 1984 و 1990 و 2008 و غيرها من النضالات العمالية و الطلابية و المعطلين و الفلاحين الفقراء ... لم تثر انتباهه طيلة هذه المدة الزمنية ، لكونه لم يدرجها في برامجه التحريفية الإنتهازية ، إن حركة 20 فبراير بحكم تحكمها من طرف الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغير ، لم تعمل إلا على امتصاص غضب الطبقة البورجوازية الصغير التي يتشكل منها أغلب المشاركين فيها ، و لم تعبر يوما عن مطلب الطبقة العاملة و الفلاحين ، الفقراء لكون هاتين الطبقتين تفتقدان لحزبهما الثوري ، عكس ما يدعيه هذا الحزب ، الذي قلب المفاهيم الماركسية رأسا على عقب ، إذ ينتظر من حركة 20 فبراير أن تنجز له مهمة تأسيس "التنظيم السياسي للطبقة العاملة و عموم الكادحين" ، حيث يعتقد أن هذا "التنظيم" ، يمكن أن يتأسس من خلال عفوية هذه الحركة البورجوازية الصغيرة ، بدل تأسيس منظمة الثوريين المحترفين ، الكفيلة بنشر الوعي الطبقي في صفوف الجماهير العمالية في تحالفهم مع الفلاحين الفقراء لمواجهة الكومبرادور و الملاكين العقاريين ، و دون ذلك لا يمكن إلا أن يدخل في إطار التحريفية الإنتهازية ، التي تريد إيهامنا بأن الصراع ينحصر في مواجهة " المخزن" و ليس ضد الدولة الكومبرادورية ، التي لا يشكل فيها ما يسمى ب"النظام المخزني" إلا مجموعة أجهزة تنفذ السياسات الرأسمالية التبعية في ظل نظام ملكي كومبرادوري ، و يقول هذا الحزب :

" لذلك فان الحلقة المركزية في النضال من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي في الفترة الراهنة تتمثل في تركيز النضال ضد المخزن لكونه يكثف السخط والغضب الشعبي ضده كنظام للنهب والقهر والظلم والاستبداد والاضطهاد ولكون التخلص منه يمكن من إضعاف الكتلة الطبقية السائدة وتعميق النضال من أجل التحرر الوطني والبناء الديمقراطي".

فهو يرى ما يسميه "الحلقة المركزية في النضال" في مواجهة أجهز النظام و ليس مواجهة النظام في بنيته الأساسية الطبقية ، فهو يسعى ، كغيره من الأحزاب الديمقراطية البورجوازية الصغير ، إلى خدمة هذا النظام عبر تحمله مسؤولية تسيير أزمة الدولة الكومبرادورية في شموليتها ، و ليس عبر تدميرها ، إنه بحق منظور تحريفي انتهازي للمنظور الثوري الماركسي اللينيني لمنظمة "إلى الأمام" ، الذي جاء في استراتيجيتها الثورية (أنظر منشورات الأماميين الثوريين).
و في الأخير يعبر "حزب النهج الديمقراطي" عن فشله في فهم الواقع الموضوع ، طيلة هذه السنوات من انحراف قياداته عن الخط و الإستراتيجية الثوريين لمنظمة "إلى الأمام" ، و يتجلى ذلك في قوله :

"إن الأوضاع الحالية التي تشهد تطورات متسارعة تفرض أكثر من أي وقت مضى الاجتهاد لفهم الواقع وإيجاد الأجوبة السديدة له،وذلك بالاستفادة من دروس التجارب النضالية لشعبنا وشعوب العالم وبالارتكاز إلى الماركسية التي وضع حجرها الأساسي ماركس وانجلز وطورها العديد من المفكرين والقادة الشيوعيين وفي مقدمتهم لينين وأيضا بالابتعاد عن الدغمائية وعن استنساخ النماذج الجاهزة وعن تقديس النصوص المعزولة عن سياقها.فالثورة فعل إبداعي للجماهير وطلائعها المناضلة".

هنا يرجع بنا حيث بدأنا ، يرجع بنا إلى طرحه الأيديولوجي التحريفي الإنتهازي ، متنكرا للماركسية اللينينية ، بل محاربا إياها ، متخذا من عفوية الجماهير السند الأساسي لمنظوره للثورة " فالثورة فعل إبداعي للجماهير وطلائعها المناضلة" كما قال ، أما الأداة الثورية للثوريين المحترفين فلا أساس لها في الصراع الطبقي ، و إنجاز الثورة البروليتارية من منظور "حزب النهج الديمقراطي" ، و "طلائعها المناضلة" و ليس "الثورية" ، هي نتاج للحركة العفوية للجماهير كما يقول ، و ليس هي "الطليعة الثورية من صلب الطبقة البروليتارية" في تنظيمها الثوري ، هنا يختم هذا الحزب بيانه ، بالموقف الواضح من استراتيجية منظمة "إلى الأمام" ، ليضع حدا بينه و بين منظورها الثوري الماركسي اللينيني.

زروال المغربي