عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي- الحلقة الثالثة


بهاءالدين نوري
2011 / 8 / 28 - 23:51     

الثورة الليبية ، التي فرض عليها نظام القزافي الصراع المسلح ، قد انتصرت ، وهزم الطاغية هزيمة شنعاء . ومن الواضح ان هذا الانتصار لم يتحقق بمعزل عن دعم المجتمع الدولي، وبشكل خاص الدعم العسكري الجوي من حلف ناتو. ولم يكن ثمن هذا الانتصار قليلا ، لامن حيث الضحايا البشرية ولا من حيث الكلفة الاقتصادية ، التي انفقت على القتال والتي ستنفق في اعادة البناء. لكن مكسب الشعب الليبي والعالم العربي برمته هو الآخر مكسب كبير كبر حجم الخسائر. فالانتصار يساعد على تعبيد الطريق الى اقامة دولة ديمقراطية مدنية متحضرة على انقاض الدكتاتورية الفردية. على أن ما حققه ثوار ليبيا الأبطال لم يكن سوى خطوة واحدة نحو الهدف، نحو بناء الدولة الجديدة. وتحدثنا تجارب التأريخ عن المصاعب والمعيقات الكثيرة التي تعترض المسيرة التقدمية. فاذا كان الانتصار التأريخي الكبير، الذي حققه الثوار ، قد انتزع بقوة النار والحديد كأسلوب في الكفاح فان الانتصارات اللاحقة لا يمكن أن تنتزع بنفس الاسلوب ولا يعترض طريقها حملة البنادق، بل يعترضها التخلف الاجتماعي الموروث وتتصدى لها الفئات والطبقات الاجتماعية التي شاركت القذافي خلال سني حكمه في تقاسم الغنيمة، والتي تبذل كل جهد ممكن لاسترجاع مافقدت من الامتيازات. وتعبير أوضح فان استكمال النصر العظيم في ليبيا يتطلب، من جملة ما يتطلب، بنفس العقلية الاجتماعية المتخلفة، القبلية والثأرية واللاواقعية، الموروثة من العهود السحيقة والمرفوضة في ظروف الحضارة المعاصرة. ان تأسيس جيش جديد عصري يكون ولاءه للشعب والوطن وليس لأي حزب أو حاكم امرهام وضروري ، ولكن الأهم من كل شيئ هو أن يكون عمل السلطة الجديدة مبرمجا بعيدا عن العفوية والتخبط ، وأن يكون هناك لامجرد التسامح والحرص على سماع وتفهم الرأي الآخر ، بل كذلك اتقان التعامل مع الناس وتجنب ما فعله القذافي من اجرام وحماقات ، والحرص على توفير الخدمات الأساسية للجماهير بروحية العدل والانصاف ، لكي يفهم المواطن بأن مصطلح ((حقوق الانسان)) ليس مجرد كلام فارغ وان الحرية والديمقراطية تتواجدان على أرض الواقع وليس فقط في صفحات دستور مطبوع . واذا أخطأ الحكام الجدد في ليبيا مابعد الثورة فان ذلك يقدم ذريعة الى خصومهم بل يخلق تربة خصبة لنشاط قوى الردة ، النشاط الذي ينتظر ظهوره بمختلف الأشكال .
ان هناك شبهاكبيرا ، على الاقل من بعض النواحي ، بين العراق في عهد الطاغية صدام وبين ليبيا في عهد الطاغية القذافي . بيد أن هناك نقاط اختلاف جوهرية أيضا ، منها أن الجيوش الدولية ، وبلاخص القوات البرية ، هي التي اجتاحت العراق واسقطت نظام صدام ، في حين أن دور القوات الاجنبية في ليبيا كانت توفير غطاء جوى لثوار ليبيا الذين حرروا بنغازي واتخذوا منها مركزا للنشاط الثوري حتى قبل أن يكون هناك أي قرار دولي بالدعم الجوي لحماية المدنيين ، ومنها أن عملية اسقاط دكتاتور العراق لم تلق أي دعم رسمي من لدن الجامعة العربية ، بعكس ماجرى في ليبيا حيث اعطت الجامعة العربية الضوء الاخضر لتدخل القوى الجوية لحلف ناتو .
ولذلك لاينتظر تكرار سيناريوهات العراق بحذافيرها في ليبيا ، ولحسن حظ الليبيين فأن الثورة الديمقراطية قد نشبت و انتصرت مسبقا في البلدين المجاورين لهم ـ تونس ومصر . بيد أن عدم تكرار سيناريوهات العراق في ليبيا لايعني أن قوى الردة الليبية تلتزم الصمت والهدوء وتمتنع عن أي عمل تخريبي .
ومهماكان الامر فان الثورة الليبية قد انتصرت ، وعلينا ان نقدم التهاني والتبريكات الى المجلس الانتقالي الليبي والى الثوار وكل الشعب بهذه المناسبة . والنقاط الساخنة ، الأشد سخونة في العالم العربي الآن انما هي سوريا واليمن ، طبعا مع الفارق بينهما . ففي اليمن يقف قسم هام من الجيش ، الى جانب قوة عشائرية كبيرة ، في صف الثوار ، كما يدعمهم الحوثيون ـ وهم جماهر شعبية ولها مليشياتها ـ فضلا عن جبهة معارضة تضم احزاب اللقاء المشترك ، بل تضم حتى الجماعات المنشقة من الحزب الحاك ، بعكس سوريا حيث لايزال الجيش متماسكا تحت امرة الدكتاتور الاسد . وثوار سوريا لايملكون موطئ قدم راسخ في بلدهم للآن ، لامن حيث القوة العسكرية ولا المناطق الجغرافية ولاما شاكل . يضاف الى كل ماسبق أن طابع العنف والاجرام والتمرس الطويل على الارهاب والتقتيل في سوريا المبتلاة بنظام البعث الفاشي أقوى مما لدى النظام اليمني .
* * *
الثورة في سوريا مستمرة ولاتزال قوية ، رغم جسامة الضحايا . وقد اتسع واشتد الضغط الدولي لدعم الثوار ولمطالبة الدكاتور بالتنحي . ويشكل نظام أردوغان احدى نقاط الدعم الهامة للثورة ، لكن النظام العراقي ، الذي كان يفترض ان يقدم الدعم الكبير للثوار ، شكل نقطة ضعف كبيرة . فالقوميون من السنة العرب ، الذين تعاطفوا مع نظام صدام بدافع المصلحة الفئوية ولرغبتهم في الحفاظ على زعامة العرب السنة في العراق ، لم يتعاطفوا مع الثورة السورية وليسوا راغبين في اسقاط النظام البعثي السوري ، لعل بقاءه قد يساعد على ايجاد فرصة مافي المستقبل لعودة البعث العراقي العربي السني الى السلطة . والبسطاء من العرب الشيعة ، وهم الغالبية من عرب العراق ، يتذكرون مرارات المعاناة الشديدة من نظام صدام البعثي ويكرهون حكم البعث عراقيا كان أم سوريا . غير أن لقادتهم في الاحزاب الدينية الشيعية موقفا مغايرا . ان هؤلاء القادة ، من اسلامييهم ولبرالييهم ، يمتنعون عن اتخاذ أي موقف أو ابداء أي راي يثير غضب طهران التي تكون حليفا وسندا رئيسيا لنظام الأسد البعثي رغم أن أحدهما نظام ديني والآخرى علماني كاذب . والزعماء القوميون من حكام الاقليم في كردستان العراق يقفون نفس الموقف ولنفس السبب . والقوى الديمقراطية في العراق بشتى مكوناته لاتزال هزيلة وعاجزة عن اتخاذ موقف داعم ومعلن بقوة في الشارع العراقي . على أن اللوم الأشد يجب ان يوجه الى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ، الذي لم يكتف بالتزام الصمت اذاء جرائم وموبقات نظام الاسد ، بل ذهب بلاخجل الى حد ارسال رسالة التأييد والتضامن مع الاسد ونظامه ـ كما نشرت جريدة تشرين البعثيتة في دمشق . ان المالكي تناسى مافعله نظام البعث بالعراقيين طوال 35 سنة من حكم صدام ، بل تناسى مافعله صدام بحق الجماهير الشيعية في العراق وخصوصا إثر انتفاضة ربيع 1991 في الفرات الاوسط والجنوب ، وما ارتكب من جرائم بحق حزب الدعوة الاسلامية نفسه ، الذي يترأس المالكي اليوم جناحه الرئيسي ... والانكى من كل ذلك أن المالكي تناسى فجأة أن ((سوريا الاسد)) اصبحت البوابة الرئيسية لتسلل عصابات القاعدة عبرها الى العراق بهدف اشاعة الارهاب والدمار وقتل الابرياء والمدنيين من الاطفال والنساء والشيوخ والشباب . لوكان لدى رئيس الحكومة العراقية شيئ من الغيرة الوطنية والقومية لكان يقتدي ـ على الأقل ـ برئيس حكومة تركيا ، وهي ليست عربية ، الذي فتح الحدود للسوريين الهاربين من بطش النظام البعثي واقام لهم مخيمات واتخذ موقفا سياسيا مشرفا من النظام السوري .. الخ. كان حريا بالمالكي أن يسبق اردوغان في اتخاذ مثل هذه المواقف المؤيدة للثورة السورية ، بدلا من التزام الصمت وارسال رسالة تأييد وتضامن مع الدكتاتور السفاح المستعد لذبح الملايين لكي يبقى في كرسيه . والسبب الوحيد وراء هذا الموقف هو ارضاء حكام طهران.
ان العراقيين الشرفاء جميعا ، الذين يتذكرون ما عانوا من نظام البعث في بلدهم ، مدعوون الى ان يرفضوا ويستنكروا بصوت واحد موقف حكام بغداد وخاصة موقف رئيس الحكومة نوري الماليكي تجاه الشعب السوري في محنته المريرة ، مدعوون الى ممارسة الضغط ـ عن طريق المقالات والحرائض و المظاهرات السلمية وشتى السبل السلمية المتاحة ـ لحمل المالكي على دعم الثورة السورية وفتح الحدود أمام الهاربين من الارهاب البعثي واقامة مخيمات لهم . والبرلمانيون الوطنيون المتمسكون بالقيم و العلاقات الانسانية والمحترمون لعلاقات التأخي القومي والديني وعلاقات الجيرة والتضامن مدعوون الى التحرك ولعب الدور المشرف لدعم الشعب السورى في محنته ونضاله العادل الذي يصب في مصلحة الشعب العراقي أيضا ... انهم مدعوون الى اثارة الضجة في اجتماعات البرلمان وفي شتى وسائل النشر والى المطالبة بسحب الثقة في البرلمان من هذا الرئيس الذي اتخذ موقف العداء من الثورة السورية الديمقراطية المنسجمة تماما مع مصالح الشعب العراقي ايضا . ان من العار على البرلماني العراقي ان يسكت تجاه موقف لرئيس الوزراء في بلده أقل بما لايقاس من موقف ملوك وامراء الانظمة الخليجية المرتعبة من الديمقراطية ، ازاء مايجري في سوريا اليوم .
* * *
تؤكد تجارب التأريخ بأن كثرة من الثورات قد اخفقت في تحقيق الانتصار . والثورة السورية مستمرة منذستة اشهر وقوية الأن ، لكن هناك قرائن تشير الى انهابحاجة ماسة الى الدعم من خارج سوريا لكي تتمكن من تغيير توازن القوى على أرض المعركة ، كما كان في ليبيا حيث تغير توازن القوى لصالح الثوار بفضل الدعم العربي والدولي للمجلس الوطني الانتقالي وفصائله المسلحة . ان العوامل المؤثرة في تحديد توازن القوى بين الطرفين المتصارعين داخل سوريا اليوم ليست من نتأج الاسابيع أو الاشهر الأخيرة ، بل هي ناجمة عن تطورات وتراكمات نصف قرن من تسلط الزمرة البعثية وما اقترن بذلك من تدابير قمعية استهدفت تثبيت سلطان الطغمة الدكتاتورية الغاشية :
1. فالنظام أفسد في هذه السنوات الخمسين الجيش السوري ، الذي كان جييشا وطنيا قبل الانقلاب البعثي في آذار 1963 ، وجعل منه أداة رئيسية شرسة ضد الشعب ولحماية النظام وحسب .
2. والنظام ركزعلى بناء أجهزة قمعية مخابراتية اضافة الى الميليشيات الحزبية (الشبيحة) مسلطة على رقاب المواطنين لفرض ارادة ((الحزب القائد)) وقمع ابسط أشكال المعارضة منذ بدايتها .
3. وركز على شل وقمع المعارضة الديمقراطية وجميع اشكال المعارضة ، جامعا بين الارهاب الدموي ضد من يصر على النهج المعارض من جهة وبين الاغراء والامتيازات الصغيرة لمن يكف عن المعارضين ويتصرف وفق ماينسجم مع رغبات ومصالح الحكام من جهة اخرى . فقتل وسجن وشرد الألوف من المعرضين النشطين من شتى الالوان وأرغم عشرات الالوف على هجر بلدهم الى مختلف بلدان العالم بحثا عن مكان أمن لايطاله سلطان البعث ، فيما رضخت فئات ضعيفة وانتهازية ـ مصلحية ـ واختارت السير في ذيل الدكتاتورية والاستمتاع بجلوس ((هادئ)) تحت خيمة الحزب القائد ، كما فعل بعض الاحزاب اليسارية اسماً والمنضمة الى جبهة التحالف الصوري مع البعث لكي يزين بها النظام كيان الارهابي الدموي القبيح .
ان وضعا نشأ في مجرى التطورات خلال نصف قرن ونجم عنه توازن معين للقوى في سوريا لايسهل على السوريين الثائرين أن يغيروه خلال اسابيع أو اشهر ، دون تلقي الدعم من جهات اخرى قادرة على الدعم . واذا كانت الدول الديمقراطية الاوروبية والامريكية قد دعمت الثوار اعلاميا ومعنويا وضغطت على النظام السوري مطالبة بتخي الاسد وفرضت عقوبات عليه ، فان الدول العربية ـ بما في ذلك مصروتونس اللذين انتصرت فيهما الثورة ـ لم تحرك ساكنا ولم تجار من حيث مواقفها حتى تلك الدول الغربية ، الا في الايام الاخيرة من شهر آب الجاري ,حيث أعلن بعض الدول العربية عن موقف مؤيد للثوار دون أن يرقى ذلك الى مستوى متطلبات التضامن القومي العربي . ولايزال موقف البعض من الدول العربية مماثلا لموقف النظامين الروسي والصيني المخزي المؤيد الدكتاتورية البعثية ضد شعب سوريا . لكن من المؤمل ان يطرأ بعض التغيرات على مواقف الانظمة التي أيدت حتى الان نظام الاسد أو اصرت على الصمت . وقد اتخذت الجامعة العربية اليوم ، وانا اكتب هذا المقال ، قرارا يتظمن ادانة النظام السوري ومطالبته بالكف عن القمع الدموي ضد المحتجين في المظاهرات السلمية . وهذه بادرة جيدة قد تعقبها قرارات أخرى أهم و من المطلوب ان يكون التمثيل السوري في الجامعة قد جمد منذ الآن .
ان المسألة الأساسية المطروحة الآن هي البحث عن سبل عملية لدعم الثوره الديموقراطية ومساعدة الشعب السوري في محنته القاسية ولنيل مطلبه العادل في الحرية والديمقراطية . ومن الواضح ان النظام البعثي الاسدي ليس مؤهلا لتحقيق هذا المطلب ، بل يعرف فقط القمع والارهاب . والشبية السورية الثائرة زجت بكامل طاقاتها المتوفرة في المعركة دون أن نستطيع الحسم. وهي كانت وستظل القوة الأساسية في الثورة والضمان الاكيد لانتصارها ، وتقرب ساعة النصر اذا اتقنت التماسك وتوحيد الصف والتنسيق الجيد مع السوريين المعارضين خارج البلد أيضا ، لتشكيل هيأة قياديه موقتة ومحترمة من الجميع وكفوءة للاضطلاع بمهامها . وعلى أي حال فان الثورة السورية ، وبعد قراب ستة اشهر من النضال الصعب الحافل بالتضحيات في مسيس الحاجة الى الدعم . وحري بجميع المعنيين بدعمها أن يعرفوا بأن اسقاط النظام البعثي في سوريا يشكل الخطوة الاهم اطلاقا ، بعد الثورة المصرية ، لضمان النصر لقضية التطور الديمقراطي في العالم العربي ، وخصوصا في مشرقه .
ولايوجد لهذا الدعم المحتمل في الحالة السورية الراهنة سوى مصدرين :
1. الدعم من المجتمع الدولي كما حدث للثورة الليبية ولدول وشعوب اخرى في آسيا وأفريقيا وأوروبا . وهذا الدعم هو الافضل و الاكثر فاعلية . لكن امامه عدد من العراقيل ، منها معارضة حكام موسكو وبكين حاليا لأي قرار يعرض على مجلس الأمن ، ومنها الحساسية الموجودة ازاء دعم الدول الغربية ذات الماضي المشين في المستعمرات السابقة ، ومنها تخوف معظم الانظمة العربية من أي عمل يؤدي الى اشاعة الديمقراطية في البلدان العربية . ومع ذلك فان من حق الشعب السوري ومن اشقائه في البلدان العربية أن يطالبوا بتدخل المجتمع الدولي ، مثلما كان في ليبيا ، لحماية المدنين والمشاركين في المظاهرات السلمية من القتل والتنكيل وليس من حق بعض السوريين المقيمين في الخارج ان يرفضوا باسم الشعب السوري المعرض للابادة يوميا كل تدخل من المجتمع الدولي . وليس من المطلوب النقل الحرفي لتجربة الدعم الذي قدم للثورة الليبية ، ولكن بالامكان ايجاد الشكل المناسب لسوريا.
2. الدعم العربي المقرون بالمشاركة التركية . وهذا الشكل من الدعم لايحتاج الى أي قرار من الأمم المتحدة ولايستطيع الروسى والصينيون عرقلته ، بل يحتاج فقط الى الضوء الاخظر من الجامعة العربية أو الاتفاق بين مصر وعدد من الدول العربية الاسيوية في حالة العرقلة في الجامعة العربية . وبديهي ان تركيا ليست دولة عربية ، ولكنها دولة جارة لسوريا ومعنية بما يحدث في ذلك البلد المجاور الذي تربطه علاقة الدين والتأريخ المشترك . ويعرف الجميع أن حكومة أردوغان اتخذت موقفا مشرفا من الثورة ولعبت ولاتزال تلعب نشاطا دبلوماسيا هاما لصالح الثوار ، فضلا عن فتح الحدود لللاجئين السوريين الهاربين من البطش الدموي .
واذا تقرر تقديم الدعم العربي ـ التركي للثورة السورية فان بالامكان دراسة المسالة بشكل تفصيلي دقيق ، بدءا من النشاط الدبلوماسي لحمل الاسد على التخي ومرورا بتقديم الانذار اليه ـ اذا استمر على القمع الدموي ـ لمطالبته بايقاف العنف ضد المظاهرات السلمية خلال 3 -4 ايام ، وانتهاءا بايجاد منطقة آمنة داخل سوريا وللسوريين الهاربين من النظام ، وبشل حركة دروعه وحتى طيرانه الحربي ، عن طريق القصف الجوي أو بأي اسلوب مناسب . ولايعرف مسبقا ما ستجيب به الحكومة التركية على طلب مشاركته في دعم الثورة السورية . لكن هناك بوادر مشجعة كما اشرت اليها في سياق المقال . وحتى اذا لم تشارك تركيا فان من واجب الدول العربية وفي مقدورها تقديم الدعم الفعال للشعب السوري وشبابه الثائر بغية اسقاط الدكتاتورية الغاشية .