حول مسألة التحالفات: مع من، بأي مضمون و وفق أي شروط؟


خالد المهدي
2011 / 8 / 15 - 22:43     

" من هم أصدقاؤنا ؟ من هم أعداؤنا ؟ هذه مسألة في الدرجة الأولى من الأهمية بالنسبة للثورة ........إن الحزب الثوري هو مرشد الجماهير.فإذا قادها في الثورة إلى طريق خاطئ فلابد أن تفشل الثورة . ولكي نضمن عدم قيادة الجماهير في الثورة إلى طريق خاطئ و لنكفل النصر للثورة ، ينبغي لنا أن نهتم بالاتحاد مع أصدقائنا الحقيقيين لنهاجم أعدائنا الحقيقيين .و علينا لكي نميز بين هؤلاء و أولئك ، أن نقوم بتحليل عام للمركز الاقتصادي لمختلف الطبقات في المجتمع الصيني و لموقف كل منا تجاه الثورة" ( ماو تسي تونغ ).

تعتبر التحالفات إحدى أهم و أعقد المسائل السياسية التي تجابه أي حزب سياسي ، فالتحالفات تشكل إحدى مقومات الخط السياسي لكل حزب بغض النظر عن الموقع الطبقي الذي يمثله.بل إن سياسة التحالفات تحدد بشكل كبير الهوية الطبقية لهذا الحزب أو ذاك و لا يوجد في التاريخ ، حزب جدي ، لم يعقد جملة من التحالفات مع أحزاب أخرى ـ تحالفات قد تفرضها شروط سياسية في مرحلة معينة من تطور الصراع الطبقي ، من أجل تحقيق أهداف مباشرة مشتركة بينه و بين الأحزاب الأخرى ، أو تحالفات ذات بعد استراتيجي مبنية على أرضية قراءة طبقية للممثلين السياسيين لطبقات معينة.
إن مسألة التحالفات كما تظهر ذلك التجربة التاريخية ، تستدعي بالضرورة الإقدام على تنازلات من جانب المشتركين في التحالف . و لأنها تفرض التنازل و المساومة فإنها شكلت إحدى القضايا الكبرى في تاريخ الصراع الفكري و السياسي داخل الحركة الشيوعية العالمية حيث برز وسط تطور هذا الصراع خطان تحريفيان : خط يميني لم يستطع فهم شروط التحالف و لا مجال التنازلات و رهن سياسة الحزب المعبر عن الطبقة العاملة بالبرجوازية و أحزابها ، و آخر يسراوي غالبا ما اتجه الى رفض كل تحالف مادام هذا الأخير يفرض التنازل و المساومة ، و هو ما جعل سياسة هذا الخط تؤدي الى عزلة الحزب و عدم قدرته على قيادة الناقمين على الطبقات المسيطرة و الدفع بقضية الثورة نحو الأمام .و عندنا نحن المغاربة إفراط في هذا و ذاك ، فالتحريفية اليمينية من اجل تحقيق تحالفات معينة حتى و إن كانت مهزوزة لا تجد حرجا في التخلي حتى عن هويتها وشعاراتها و أهدافها أما الخطوط اليسراوية فهي لا تقل فضاعة ، إذ لا تفكر حتى في توجيه النظر الى " رفاق الطريق ".
إن تاريخ الصراع الطبقي ببلادنا و تاريخ الحركة الشيوعية بالمغرب يؤكد بشكل قاطع إفلاس هذه الخطوط و عدم قدرتها على رسم سياسة ثورية لمسألة التحالفات فمنذ نهاية السبعينات و بعد الضربات القوية التي تلقتها الحركة الشيوعية على يد النظام برز الخط اليميني على أرضية الدفاع عن التحالف مع القوى الإصلاحية التي أصبحت بالنسبة له قوى وطنية و ديمقراطية و تقدمية و تطور هذا الخط إلى أن أصبح يقدس التحالف مع هذه القوى التي اعتبرها " محرك الشارع" و " قوة لا يمكن الاستغناء عنها " كان ذلك عندما بدا الحديث عن مسلسل " التجميع " و عن تأسيس حزب سياسي بداية التسعينيات من القرن الماضي ليتطور بعد ذلك الأمر إلى تشكيل ثلاث مجموعات وسط هذه الصيرورة : " حركة المستقلين الديمقراطيين " و " الحركة من أجل الديمقراطية " و " حركة النهج الديمقراطي " ، كل تلك المجموعات حافظت بهذا القدر أو ذاك عن نفس التصور لمسألة التحالف ونفس الموقف من الأحزاب الإصلاحية . غير أن الصراعات الذاتية و حرب الزعامات سوف تؤدي الى تشكل حزبان سياسيان بعد سلسلة من التطورات و الصراعات ( لا مجال على الأقل هنا للتذكير بها ) : الحزب الاشتراكي الموحد الذي أعلنها صراحة و انظم الى جوقة الأحزاب الإصلاحية و حزب النهج الديمقراطي الذي حاول الحفاظ على بعض المفاهيم و الشعارات الموروثة عن مرحلة الثمانينات .
غير أن كلا الحزبان ، مع بعض الاختلافات ، رهن نضاله الى جانب ( قل تحت وصاية )الأحزاب البرجوازية الإصلاحية بشكل مباشر كما هو حال حزب الاشتراكي الموحد الذي ورث عن منظمة العمل الديمقراطي الشعبي ذيليتها للاتحاد الاشتراكي و حزب الاستقلال و ما سمي " بالكتلة الوطنية " أو بشكل غير مباشر كما هو حال حزب النهج الديمقراطي الذي قدم ما له وما ليس له من اجل التحالف مع الحزب الاشتراكي الموحد و حزب الطليعة و المؤتمر الاتحادي فيما سمي بتجمع اليسار الديمقراطي .
غير أن تطورات الصراع الطبقي سوف تفرض على هذه الأحزاب ( نظرا لخطها الفكري و السياسي )، الإقدام على بلورة تحالفات حتى مع القوى الظلامية .
و إذا كان هذا حال الخطوط اليمينية فإن الخط اليسراوي ذهب عكس ذلك تماما بل يمكن القول أنه نتج و انبثق كرد فعل على الانتهازية اليمينية ، حيث أعلن الحرب على الجميع و بلور شعارات يسراوية حمقاء و لتبرير موقفه من سياسة التحالفات ذهب على حد القول بأن جميع الأحزاب هي رجعية ، بل يسراويته أدت به الى الحديث عن انعدام البرجوازية الصغيرة كطبقة داخل المجتمع المغربي .إن مناضلي هذا الخط هم اليوم من يكسر نضالات الجماهير و يقفون حاجزا أمام تنظيم الجماهير و تطوير مقاومتها الشعبية.
إن كلا الاتجاهان اليميني و اليسراوي لا يعرفان ما قاله انجلز في تقييمه لانتفاضة فيينا بأربعينيات القرن 19 :
" ......إن مصير أي ثورة تقوم على اتحاد طبقات مختلفة ، على الرغم من أن هذا لدرجة معينة يعتبر دائما شرطا ضروريا لانتصار الثورة ، هو أن لا يعيش طويلا. فبمجرد أن يحرزوا النصر على عدوهم المشترك ، ينقسم المنتصرون الى معسكرات متعادية و يبدؤون بتوجيه أسلحتهم الى صدور بعضهم البعض "( انجلز : الثورة و الثورة المضادة في ألمانيا ص 56، دار ابن خلدون) .
إن اليسراويين لا يستطيعون بل يخافون من عقد التحالفات بالرغم من أهميتها وضرورتها لأنهم يرفضون القيام بالتنازلات حتى و إن كانت لصالح الأهداف الإستراتيجية للبروليتاريا . أما اليمينيون فإنهم غير قادرين على استيعاب حقيقة أنه هذه التحالفات هي مؤقتة و أن حلفاء اليوم قد يصبحون أعداء الغد و عدم القيام بنضال حازم ضد الأفكار و المواقف غير الصحيحة التي تعبر عن موقع و رؤية طبقات أخرى وسط التحالف و إبانه يعني التنازل عن كل شيء و يعني توقيع على الحكم بالإعدام مسبقا.
إن الدينامية الحالية التي يعرفها صراع الطبقات ببلادنا اليوم ، تفرض على الثوريات و الثوريين التسلح بنظرية ثورية سديدة فيما يخص مسألة التحالفات ، لأن النهوض الجماهيري الحالي و تطور الحركة الجماهيرية قد يفرض ضرورة عقد تحالفات معينة مع تيارات سياسية غير شيوعية بغية تحقيق أهداف معينة لصالح الطبقة العاملة و الجماهير الشعبية . لذلك تشكل سياسة التحالفات اليوم مسألة في غاية الأهمية ، و بغية تحقيق هذا الهدف أي تحصين المناضلات و المناضلين من مغبة السقوط يمينا أو الانجرار خلف الشعارات اليسراوية الصبيانية لا بد من تناول المسألة بجد و مسؤولية. و سوف نحاول خلال هذه المساهمة معالجة القضية من ثلاث زوايا نعتقد أنها ضرورية في اللحظة الراهنة .
أين تكمن أهمية و ضرورة عقد التحالفات ؟ نقد الخط اليسراوي ، نقد سياسة الخط اليميني.

إن التحالف يعني عمليا اتفاق حزبان أو تياران أو عدة تيارات و أحزاب على مجموعة من الأهداف و العمل المشترك على تحقيقها.
غير أننا عندما نتناول مسألة التحالفات يجب أن نميز بين التحالفات التكتيكية و التحالفات الإستراتيجية .فالأولى قد تفرضها متغيرات الصراع الطبقي في طور معين من أطواره لكنها في جميع الأحوال تكون مبنية على قاعدة برنامج الحد الأدنى الديمقراطي ، بمعنى أنها تستهدف تحقيق هدف مباشر يقدم مشروع الطبقة العاملة الى الأمام كمحاصرة عدو مشترك قوي أو إزاحته من مجال معين من مجالات الصراع الطبقي أو تهيئ الشروط للإنغراس وسط قاعدة اجتماعية لها مصلحة في التغيير أو.......أو...إن طبيعة هذه التحالفات تكون مشروطة و مؤقتة و تنتهي سواء بانتهاء تحقيق ذلك الهدف أو لإخلال أحد الأطراف بالتزاماته.
أم التحالفات الإستراتيجية ، مثل تحالف العمال و الفلاحين و الطبقات الشعبية ، فهي تحالفات مبنية على برنامج الحد الأقصى و على قراءة طبقية واضحة لكنها هي الأخرى بالرغم من طبيعتها الإستراتيجية فهي مشروطة و مؤقتة .
صحيح أنها تستهدف تحقيق الأهداف الإستراتيجية لكن قد تفرض شروط الصراع الطبقي ضرورة حلها خصوصا عندما يتجه طرف أو الأطراف المتحالف معها نحو إيقاف تقدم المشروع الثوري.
لقد صاغ لينين في خضم صراعه ضد الخط اليميني و اليسراوي ، نظريته حول التحالفات مؤكدا ليس و فقط على مشروعية التحالفات و بالتالي تقديم التنازلات ، بل إن نظريته تذهب الى أبعد من ذلك إذ تقر باستحالة النضال السياسي و العمل الثوري دون عقد جملة من التحالفات مع الأحزاب الأخرى . لكنه بالرغم من تأكيده على ذلك فإنه صان وصية ماركس ودافع عنها بحزم : لا مجال إطلاقا للقيام بالتنازلات الفكرية و الايديولوجية ، بل إنه أعلن الحرب على كل من يذهب الى تقديم التنازلات الفكرية ، التي تعني عمليا انحراف فكري يفقد الحزب هويته و مضمونه الطبقي.
يؤكد لينين في مسألة التحالفات على مجموعة من النقط.
1 – أن يكون تحالفا طوعيا و حرا من طرف جميع المتحالفين.
2 – لكل طرف الحق في الخروج من التحالف وقتما شاء.
3 – لا يجب في أي حال من الأحوال أن يقيد هذا التحالف يد الثوريات و الثوريين للدعاية لمشروعهم الفكري و السياسي.
4 – أن التحالف لا يجب أن ينفي ضرورة ممارسة النقد و الصراع ضد الأطراف المتحالفة.
5 – أن يخدم التحالف قضية البروليتاريا و مشروعها المجتمعي .
لكن لماذا تعتبر التحالفات أمرا ضروريا لا غنى عنه؟ و لماذا لا يمكن أن تقود البروليتاريا الثورة دون سلسلة من التحالفات؟
إن البروليتاريا ليست خارج المجتمع أو خارج الطبقات ، بل هي طبقة وسط مجتمع محاطة بالعديد من الطبقات الأخرى التي بدورها تعرف تناقضات عديدة ، و البروليتاريا نفسها طبقة " منقسمة في داخلها الى فئات أكثر تطورا أو أقل تطورا ، و منقسمة حسب مناطق الاستيطان ، و المهنة و الدين أحيانا ....و من كل هذا تنشأ ضرورة مطلقة ، ضرورة لجوء طليعة البروليتاريا و قسمها الواعي أي الحزب الشيوعي ، الى المناورة و الاتفاق و المساومات مع مختلف زمر البروليتاريين و مع مختلف أحزاب العمال و صغار أصحاب الملكية . و جوهر القضية كله في معرفة كيفية تطبيق هذه الخطة ، لأغراض الصعود بالمستوى العام لوعي البروليتاريا و ثوريتها و قدرتها على النضال و الانتصار ، لا النزول بذلك المستوى " ( لينين مرض الشيوعية الطفولي ص 80) .
هكذا طرح لينين المسألة ، منتقدا بشكل ضمني الانحراف اليسراوي الذي يرفض التحالفات بدعوى أنها تفرض تقديم التنازلات ، و الانحراف اليميني الذي يصر على عقد التحالفات حتى و إن كانت تجعل من البروليتاريا ذيلا للبرجوازية.
بالنسبة لليسراوي ، تشكل التحالفات خطرا على البروليتاريا ، إذ أنها تفرض تقديم التنازلات و تستدعي القيام بالمساومة . و هذا وحده بالنسبة له كاف لرفض التحالف خصوصا عندما يتعلق الأمر بالتحالف مع طبقة أو فئة تنتمي للبرجوازية.
هكذا هو الحال للخط اليسراوي على الصعيد الأممي أو في كل بلد على حدة . يسيطر عليه الخوف و الجبن ، غير قادر على جعل البروليتاريا قائدة فعلية لباقي الطبقات و الفئات و غير قادر على استيعاب دور البروليتاريا كطبقة قائدة.يتذرع حينا بخيانة البرجوازية و حينا آخر بتذبذبها......الخ.
لقد رأينا في السنوات الأخيرة نماذج من الأفكار اليسراوية وسط الحركة الجماهيرية ، " ندوة مراكش " كانت مثالا بارزا لمثل هذه الأفكار حيث ذهبت بعض التيارات الى مهاجمتها أو لنقل بشكل واضح مهاجمة النهج الديمقراطي القاعدي بموقع مراكش بدعوى مشاركة إحدى تيارات التروتسكية بالندوة ، أو تيارات أخرى كالتوجه القاعدي بطنجة أو أنصار الكلمة الممانعة بالقنيطرة.
لم يتجه النقد الى أرضية الندوة أو خلاصاتها ، و هل تدفع بالحركة نحو الأمام أم تنزل بها؟
نفس مضمون النقد وجهه البعض للمؤتمر العاشر للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب بدعوى تواجد تيارات انتهازية داخل القيادة المنبثقة عنه كحزب النهج الديمقراطي......
نفس المضامين نجدها و إن بشكل مغاير في موقف بعض التيارات التي تدعي الماركسية –اللينينية من حركة " 20 فبراير" .فبالنسبة لهم يكفي أن تتواجد القوى الظلامية أو بعض الأحزاب البرجوازية وسط الحركة حتى يكون الموقف هو الابتعاد عن هذه الحركة و مهاجمتها. و جعلها في آخر الأمر ، في يد الظلاميين والبرجوازيين .عشنا هذا الوضع أيضا إبان تشكل و تطور تنسيقيات مناهضة الغلاء و تدهور الخدمات العمومية ، حيث اعتبرها بعض " المتياسرين " حركة تابعة لتجمع اليسار الديمقراطي ، و بالتالي أعلنوا و مارسوا موقفهم الصبياني بالابتعاد عنها . بالرغم من أنها حركة انبثقت من قلب الصراع الطبقي و تطورت في اتجاه الدفاع عن المطالب الاقتصادية و الاجتماعية للجماهير الشعبية.
و على كل حال ، هناك العشرات بل المئات من مثل هذه المواقف و الأفكار اليسراوية وسط الحركة الجماهيرية ، أفكار و مواقف تصدر من أناس و " تيارات " تقول عن نفسها ماركسية لينينية.
لنرى ماذا يقول لينين في الموضوع ، ففي صراعه ضد الخط اليسراوي الذي ظهر وسط الشيوعيين الألمان في نهاية العقد الثاني من القرن الماضي كتب قائلا :
إن "....الانتصار على عدو أشد بأسا لا يمكن إلا ببذل أقصى الجهود ، و لابد أثناء ذلك من الاستفادة كل الاستفادة ، و بمنتهى الاهتمام و اليقظة من أي " صدع" فيما بين الأعداء مهما كان ضئيلا ، و من أي تناقض في المصالح بين برجوازية مختلف البلدان ، و بين مختلف الزمر والفئات البرجوازية في داخل كل بلد . و كذلك الاستفادة من أية إمكانية ، مهما كانت ضئيلة، لكسب حليف جماهيري، و ليكن حليفا مؤقتا و متذبذبا و مزعزعا ، و لا يركن إليه و بشروط. و من لم يفهم هذا الأمر فهو لم يفهم و لا حرفا واحدا في الماركسية و في الاشتراكية العلمية الحديثة بوجه عام.
و من لم يثبت عمليا ، خلال مدة طويلة نسبيا و في أوضاع سياسية متنوعة نسبيا ، قدرته على تطبيق هذه الحقيقة في لعمل ، فإنه لم يتعلم بعد كيف يساعد الطبقة الثورية في نضالها من أجل تحرير البشرية الكادحة جميعها من الاستثماريين " ( لينين مرض الشيوعية الطفولي ، ص 74-75)
هكذا وضع لنين المسألة من الناحية المبدئية العامة. لكن اليسراويين لا يستطيعون فهم هذه الموضوعات اللينينية ،و هم أبعد ما يكونوا على تطبيقها و بالتالي فإنهم غير قادرين على قيادة نضال البروليتاريا الثوري.
إن لينين الذي يعد مرجعا لا غنى عنه عند الحديث عن مسألة التحالفات لم يكتفي بطرح المسألة من الناحية النظرية ، بل أجاب عنها حتى من الناحية السياسية العملية عبر صيرورة تطور الثورة الروسية ،و بكلماته سوف نعرض بعض المحطات الأساسية التي أقام فيها البلاشفة تحالفات سياسية متعددة حتى مع البرجوازية الليبرالية :
" لقد استفاد الاشتراكيون الديمقراطيون الثوريون الروس قبل سقوط القيصرية من خدمات الليبراليين البرجوازيين مرارا ، أي أنهم عقدوا معهم كثرة من المساومات العملية ، و في سنة 1901-1902 قبل ظهور البلشفية ، عقدت الهيئة التحريرية القديمة " للأيسكرا" ( و كان أعضاؤها بليخانوف و أكسلرود و زاسوليش و مارتوف و يوكريسوف و أنا ) بصورة رسمية حلفا سياسيا مع ستروفه ، زعيم الليبرالية البرجوازية السياسي ( صحيح أن الحلف كان قصير الأمد ) ، و لكن الهيئة استطاعت في الوقت نفسه أن تشن على الليبرالية البرجوازية ، و على أضأل نفوذ يظهر لها داخل حركة العمال ، نضالا فكريا و سياسيا لا وقفة فيه و لا هوادة. و قد واصل البلاشفة على الدوام هذه السياسة فمنذ سنة 1905 كانوا يدافعون بصورة منتظمة عن تحالف الطبقة العاملة و الفلاحين ضد البرجوازية الليبرالية و ضد القيصرية ، دون أن يمتنعوا قط في الوقت ذاته عن تأييد البرجوازية ضد القيصرية ( مثلا في المرحلة الثانية من الانتخابات أو عند إعادة الاقتراع) ، كما أنهم لم يوقفوا نضالهم الفكري و السياسي الذي لا يعرف المسالمة ضد حزب الفلاحين البرجوازي الثوري " الاشتراكيون الثوريون" نازعين عنهم القناع بوصفهم برجوازيين ديمقراطيين صغار يضعون أنفسهم زورا في عداد الاشتراكيين ، و في سنة 1907 في زمن انتخابات الدوما ، دخل البلاشفة ، لأمد قصير ، في كتلة سياسية رسمية مع " الاشتراكيين الثوريين " . و من سنة 1903 حتى سنة 1912 ، خلال عدة سنوات كنا مع المناشفة رسميا في حزب اشتراكي ديمقراطي واحد ، و لم نوقف أبدا النضال الفكري و السياسي ضدهم ، باعتبارهم انتهازيين يسري بواسطتهم نفوذ البرجوازية على البروليتاريا . و في زمن الحرب عقدنا نحن بعض المساومات مع " الكاوتسكيين " و مع المناشفة اليساريين ( مارتوف) و مع قسم من " الاشتراكيين الثوريين "( تشيرنوف و ناتانسون) ، و جلسنا سوية معهم في زيمر فالدوكينتال ، و أصدرنا بيانات مشتركة ، إلا أننا لم نوقف ، بل و لم نقتر أبدا نضالنا الفكري و السياسي ضد " الكاوتسكيين " و ضد مارتوف و تشيرنوف......و في لحظة ثورة أكتوبر دخلنا في كتلة سياسية مع الفلاحين البرجوازيين الصغار ، و لم تكن الكتلة رسمية ، و لكنها كانت هامة للغاية ( و موفقة للغاية ) ، و قد قبلنا برنامج الاشتراكيين الثوريين الزراعي بحذافيره ، دون إدخال أي تعديل فيه ،أي أننا عقدنا مساومة لا شك فيها لكيما نبرهن للفلاحين أننا لا نريد التحكم فيهم ، بل الاتفاق معهم . و في الوقت نفسه عرضنا على " الاشتراكيين الثوريين اليساريين " تشكيل كتلة سياسية رسمية ، مع اشتراكهم في الحكومة ( و سرعان ما حققنا ذلك) ولكنهم اخلوا بهذه الكتلة بعد انعقاد صلح بريست ، ثم تمادوا حتى شنوا علينا في تموز ( يوليوز) سنة 1918 انتفاضة مسلحة ، و فيما بعد وصل بهم الأمر حد الكفاح المسلح ضدنا " ص ( 76-77) .
إن هذا العرض الذي قدمه لينين حول مختلف التحالفات التي عقدها البلاشفة مع أحزاب و تيارات سياسية أخرى يوضح ، بجلاء إفلاس الخط الانتهازي اليسراوي الذي يملأ الدنيا ضجيجا راديكاليا ، دون أن يستوعب دروس إحدى أعظم التجارب الثورية في العصر الحديث .إن هذا العرض الموجز هو أيضا أكبر دليل على ابتعاد اليسراويين عن اللينينية و لو أنهم نصبوا أنفسهم مدافعين عنها ، لكنهم في الحقيقة أكبر مشوهين لها.
إن الحياة أغنى من النظرية ، فالتجربة التاريخية أكدت أن متغيرات الواقع قد تفرض على طليعة البروليتاريا و على الخط الثوري أن يتحالف و يعقد مساومات حتى مع أعداء البروليتاريا ضد عدو مشترك أقوى و أخطر ، هكذا كان الحال سنوات الحرب العالمية الثانية ، ففي الصراع ضد الفاشية النامية عقدت الأحزاب الشيوعية و دول المعسكر الاشتراكي بقيادة الاتحاد السوفياتي تحالفات رسمية مع بعض الدول الامبريالية و مع الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية البرجوازية من أجل التصدي للفاشية. في الصين أيضا بعدما زحفت قوات اليابان لغزو الصين ، رفع الحزب الشيوعي الصيني شعار الجبهة الوطنية المتحدة مع الكيومنتانغ ( الذي سبق له أن أباد أزيد من 80 بالمائة من قوات الجيش الأحمر التابع للحزب الشيوعي ).
لكن عقد هذا التحالف مع الكيومنتانغ فرضه غزو اليابان للصين ، هذا الوضع الذي غير جميع العلاقات بين طبقات المجتمع الصيني و قد أوضح ماو آنذاك المسألة على الشكل التالي :
" عندما تحدث تبدلات في الوضع الثوري ، ينبغي أن تقابلها تبدلات في التكتيك الثوري و في أساليب القيادة .إن مهمة الامبرياليين اليابانيين و عملائهم و الخونة هي تحويل الصين الى مستعمرة ، بينما مهمتنا نحن هي تحويل الصين الى قصر مستقل حر محافظ على وحدة أراضيه " حول تكتيك مناهضة الامبريالية اليابانية ، ( ص 237).
و في تحديده لمهمات الحزب الشيوعي الصيني في مرحلة مقاومة اليابان أكد ماو على هذه الخاصية قائلا :
" إن تطور التناقض بين الصين و اليابان قد جعل التناقضات المحلية ، بين الطبقات و بين الجماعات السياسية تنحدر ، من ناحية الأهمية السياسية ، إلى مركز ثانوي و تابع. إلا أن هذه التناقضات ما زالت موجودة و لم تتقلص أو تختف بأي حال من الأحوال.......".
لكنه في ذات الوقت كان واضحا و صريحا عندما ربط النضال من أجل الحرية و الديمقراطية بالنضال ضد الاستعمار الياباني فحسب ماو : " بدون ديمقراطية لا يمكن تأسيس جبهة وطنية متحدة حقيقية وطيدة ضد اليابان في الصين و لا يمكن انجاز مهمات هذه الجبهة " ( ص 393 المجلد الأول ). محددا في نفس الوقت موقف الحزب الشيوعي من مسألة القيادة بشكل واضح و صريح ، فحسب ماو :" إن البرجوازية الصينية التي يمكن أن تساهم في الكفاح ضد الامبريالية و الإقطاعية في ظروف تاريخية معينة ، تتذبذب و تصبح خائنة في ظروف تاريخية أخرى نظرا لضعفها الاقتصادي و السياسي ، هذا قانون قد أثبته التاريخ الصيني . و هكذا فقد حكم التاريخ بأن ثورة الصين الديمقراطية البرجوازية ضد الامبريالية و الإقطاعية هي مهمة لا يمكن تحقيقها بقيادة البرجوازية و إنما بقيادة البروليتاريا وحدها" ( ص 399 نفس المرجع السابق).
إن ما يجعل مسألة التحالفات ، مسألة شائكة و معقدة ليس مضمونها المبدئي و فقط و إنما طابعها العملي أساسا .فبالنسبة للينين :" جوهر القضية هو في معرفة كيفية تطبيق هذه الخطة ، لأغراض الصعود بالمستوى العام لوعي البروليتاريا و ثوريتها و قدرتها على النضال و الانتصار ، لا النزول بذلك المستوى( مرض الشيوعية الطفولي).
و من هذا المنظور فمحاكمة أي تحالف كان ، تقوم على قاعدة ما حققه من تطور للحركة . و عند الحديث عن التحالف يجب أن نوجه انتباهنا أساسا الى العديد من القضايا و المسائل .
1 – ما هي الشروط التي فرضت هذا التحالف ؟
2 – و على أية أرضية تم عقده؟
3 – و مع من ؟ أي ما هي الأطراف التي تم التحالف معها؟
4- ماهي ضمانات حرية التصرف؟
بالنسبة للمسألة الأولى أي الشروط التي فرضت عقد هذا التحالف أو ذاك ، يجب أن نميز بين مستويان من التحالفات : التحالفات الإستراتيجية و الأخرى التكتيكية . بالنسبة للأولى فإن طابعها الاستراتيجي يستمد أساسا من قراءة طبقية واضحة . و من قراءة للمرحلة التاريخية التي يمر منها المجتمع.لقد أوضح الرفيق ماو تسي تونغ هذه القضية عند تحليله للطبقات في المجتمع الصيني حين كتب قائلا :
" من هم أصدقاؤنا ؟ من هم أعداؤنا ؟ هذه مسألة في الدرجة الأولى من الأهمية بالنسبة للثورة ........إن الحزب الثوري هو مرشد الجماهير.فإذا قادها في الثورة إلى طريق خاطئ فلابد أن تفشل الثورة . ولكي نضمن عدم قيادة الجماهير في الثورة الى طريق خاطئ و لنكفل النصر للثورة ، ينبغي لنا أن نهتم بالاتحاد مع أصدقائنا الحقيقيين لنهاجم أعدائنا الحقيقيين .و علينا لكي نميز بين هؤلاء و أولئك ، أن نقوم بتحليل عام للمركز الاقتصادي لمختلف الطبقات في المجتمع الصيني و لموقف كل منا تجاه الثورة" .
إن طرح المسألة من هذه الزاوية هو وحده الكفيل بحل مسألة التحالفات الإستراتيجية ، أي تحديد الحلفاء الاستراتيجيين للبروليتاريا في الثورة في مرحلة تاريخية محددة من تطور المجتمع .
أما بالنسبة للتحالفات التكتيكية فهي تحالفات مؤقتة و " لحظية " تفرضها شروط تطور الصراع الطبقي .لكنها مع ذلك ليست غير مشروطة و ليست مفتوحة .بل هي الأخرى محكومة في آخر المطاف بمصلحة البروليتاريا سواء الآنية أو الإستراتيجية . حيث يجب أن تخدم هذه التحالفات التكتيكية ، القضايا الإستراتيجية للبروليتاريا . و منه فإنها تطرح سؤال مع من نتحالف ؟ و على أية أرضية ؟ و وفق أية شروط؟
بالنسبة للتحريفية اليمينية كل هذه الأسئلة لا معنى لها ، و لا تفكر فيها حتى . حتى وصل الأمر يبعضها للتحالف مع القوى الظلامية، بماذا يمكن تبرير هذا التحالف؟ بالالتقاء الميداني حول العداء للنظام القائم؟
إن ما يميز التحريفية بشكل عام ، و التحريفية اليمينية بشكل خاص هو عدم قدرتها على الثقة في الجماهير و لا الاعتماد عليها ، و الخوف من زحفها و كفاحيتها . إن هذه الميزة هي ما يجعل التحريفية اليمينية تنحو دائما للاستنجاد بالبرجوازية و الاعتماد عليها مهما كلف الثمن ، لقد سبق للينين أن وصف هذه الظاهرة في نقده لانتهازية الأممية الثانية بعد انجلز ، سنوات بعد الحرب العالمية الثانية بقوله :
" إن المضمون السياسي للانتهازية و للاشتراكية الشوفينية واحد : التعاون بين الطبقات ، رفض ديكتاتورية البروليتاريا ، رفض الأعمال الثورية ، الاعتراف بلا قيد و بلا شرط بالشرعية البرجوازية ، عدم الثقة بالبروليتاريا ، الثقة بالبرجوازية "( الانتهازية و إفلاس الأممية الثانية ).
إن هذا المضمون السياسي الذي حدده لينين للانتهازية هو ذاته المضمون الذي يحكمها في عقد التحالفات ، نجد ذلك عمليا في تقديسها للتحالفات البرجوازية ، و في خوفها لممارسة النقد و الصراع الواضح داخل التحالف بدعوى ضرورة الحفاظ على التحالف . هذه المعزوفة الانتهازية هو التبرير الأكثر استحضارا من طرف الانتهازية اليمينية للدفاع عن تحالفاتها مع البرجوازية :الحفاظ على التحالف ، حتى و إن كان ذلك على حساب تطور وعي البروليتاريا و الجماهير .حتى و إن كانت ممارسات الأطراف المتحالفة تذهب ضد مصلحة الجماهير.
هذا ما ميز إحدى التيارات الانتهازية اليمينية بداية التسعينات عند دفاعهم على التحالف مع القوى الإصلاحية التي نصبت نفسها مدافعا عن قوانين الشغل.
و هذا ما ميز حزب النهج الديمقراطي على طول مسيرته و خصوصا إبان تحالفه مع تيارات برجوازية انتهازية داخل تجمع اليسار الديمقراطي حيث ذهب الى حد المساهمة في إقبار تجربة تنسيقيات مناهضة الغلاء إبان الملتقى الوطني الرابع ، حفاظا على تحالفه المقدس مع تيارات " تجمع اليسار الديمقراطي " التي حاولت السيطرة على التنسيقيات و جعلها ملحقة حزبية لها.
عند الحديث عن التحالفات يؤكد لينين في تقييمه للتحالف مع البرجوازية الليبرالية على شرط أساسي : " الشرط الذي لا بد منه لهذا التحالف هو أن يجد الاشتراكيون الإمكانية التامة ليبينوا للطبقة العاملة التضاد العدائي بين مصالحها و مصالح البرجوازية " ( ما العمل ؟) .
و عندما يغيب هذا الشرط ، تنعدم إمكانية التحالف وكل تشبث بهذا الأخير يعني جعل البروليتاريا ذيلا للبرجوازية.
إن التحريفية اليمينية هي ممثل البرجوازية داخل الحركة الجماهيرية و داخل الحركة العمالية بشكل خاص . ومن خلالها يسري نفوذ البرجوازية على الجماهير و على البروليتاريا.

في نقد تحالف بعض من يدعي " اليسارية " مع القوى الظلامية وسط حركة "20 فبراير" .

لكن قبل التطرق إلى صلب الموضوع نود أن نلفت انتباه القراء لمسألة أساسية أنه لحدود الآن لم يتم إعلان عقد تحالف رسمي بين هذا التيار و جماعة " العدل و الإحسان" ، و هذا لا ينفي حقيقة وجود هذا التحالف و إن بشكل غير رسمي ، فهو تحالف عملي أصبح يطفو إلى السطح إلى درجة أن بعض مناضلي (ات) حزب النهج الديمقراطي أصبحوا يدافعون عنه بشكل سافر و علني و ذهب بعضهم الآخر إلى الإعلان عنه عن طريق بيان سياسي مشترك بين حزبهم أو فرعه و جماعة العدل و الإحسان ( بتاهلة ).
الكل يعرف الأدبيات القديمة لحزب النهج الديمقراطي ، و يعرف خطه السياسي المحكوم بموضوعة السيرورات الثلاث. التي لا نجد فيها أية إشارة لإمكانية عقد تحالفات معينة مع القوى الظلامية .قيادة الحزب كانت في الماضي القريب واضحة في مسألة التحالف مع القوى الظلامية ، فالكاتب الوطني مثلا لحزب النهج الديمقراطي سبق له أن تناول المسألة بقول واضح و صريح حيث كتب يقول :
" انطلاقا مما أوضحناه أعلاه حول طبيعة مشروعه الإسلام السياسي و الذي يرتكز في الاعتقاد بان الإسلام دين و دولة و أنه صالح لكل مكان و زمان يجب أن نقول بكل وضوح أننا نختلف جذريا مع هذا المشروع و بالتالي لا توجد أية إمكانية في ظل هذا الواقع ، لأي تحالف تكتيكي أم استراتيجي ، مع هذه القوى "( عبد الله الحريف ، رؤية ماركسية لقضايا الدين و الإسلام السياسي).
بل إنه يضيف موضحا المسألة بقوله:
" و مع ذلك يجب أن يكون واضحا أن الإسلام السياسي أخذ يتقوى في المغرب و هذا ما يفسر أن مختلف القوى السياسية تحاول إما احتوائه أو استعماله ويطرح علينا أن نفعل في هذا الواقع ، ليس عبر مغازلته و لكن عبر انتقاده بموضوعية و جدية ". كم هذه الكلمات صارخة و مناسبة لهذه اللحظة بالذات ، إنها تكفي لمحاكمة كل ما يفعله اليوم النهج الديمقراطي داخل حركة " 20 فبراير" .
في الأمس القريب يقولون ليست هناك أية إمكانية لأي تحالف تكتيكي أم استراتيجي مع هذه القوى ، و اليوم هم بالضبط أكبر المدافعين عن التحالف مع هذه القوى و إن بشكل غير رسمي.
البارحة ينتقدون القوى السياسية التي تحاول احتواء أو استعمال القوى الظلامية و يطالبون بعدم مغازلتها بل الانخراط في نقدها بموضوعية و جدية .
أما اليوم ، فإنهم يدافعون بشراسة على تواجد هذه القوى الظلامية داخل حركة " 20 فبراير " و يصرون على ذلك بدعوى الكم ، إنجاح المسيرات، الحفاظ على وحدة الحركة....الخ
أليس هذا ما انتقدتموه البارحة؟ أليس اليوم أنتم من تغازلون هذه القوى ؟
ماذا تغير بين الأمس واليوم، هل هو بروز حركة " 20فبراير " ذاتها ؟
أليس الصراع ضد الظلاميين وسط حركة 20 فبراير "بموضوعية و جدية " هي مسألة ذات أولوية في الوقت الراهن للدفع بهذه الحركة للمساهمة في تنوير و تطوير وعي الجماهير والرقي بأدائها لما يخدم مصلحتها؟ هل أصبح " الظلاميون" اليوم أصدقاء و " رفاق للطريق" ؟
إلى هذا الدرك وصل اليمينيون .ماذا عسانا نقول ؟
" أن يغير المرء سلوكه تبعا لكل حالة و وضع ، أن يتكيف تبعا لأحداث الساعة ، لتغيرات الأمور السياسية الطفيفة ، أن ينسى مصالح البروليتاريا الجذرية و الميزات الجوهرية لمجمل النظام الرأسمالي و لكل التطور الرأسمالي ، أن يضحي بهذه المصالح الجذرية من اجل منافع وقتية ، فعلية أو مفترضة : تلك بالذات هي خطوط السياسة التحريفية " ( لينين :الماركسية و النزعة التحريفية ).

خالد المهدي