اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري


كوسلا ابشن
2011 / 7 / 14 - 22:28     

تناقض الانساق الفكرية والنظريات المختلفة وتناقض المصالح الطبقية والتناقض المنطقي بين المستعمر (جر الميم ) والمستعمر (فتح الميم ) يؤدي حتما للصراع الايديولوجي . الصراع الايديولوجي الدائر بين ممثلي الطبقة العاملة من جهة وبين منظري البرجوازية من جهة اخرى هو نفس الصراع الذي يدور بين القوى الامبريالية وبين القوى التحررية على المستوى العالمي دون اغفال الصراع الايديولوجي الدائر بين القوى الاستطانية كجزء من القوى الاستعمارية وبين قوى الشعوب الاصلية وحركاتها التحررية المحلية .

ان النضال الذي تخوضه قوى التحرر والتغيير في شمال افريقيا ضد ايديولوحية الاضطهاد القومي والاجتماعي يعد جزء لا يتجزء من النضال المناهض لايديولوجية الامبريالية العالمية , فالتناقض الايديولوجي بين قوى التحرر الامازيغية والقوى الكولونيالية الارتزاقية , بيادق الامبريالية في الخندق الامامي, مرتبط بالصراع على المستوى العالمي بين النقيضين , بين قوى الاضطهاد الطبقي والقومي وبين قوى التحرر القومي والطبقي .

النطام الكولونيالي مدرك لاهمية العامل الايديولوجي لاختراق العقل الامازيغي وترويضه وتنفيذ استراتيجية ابادة الهوية الاصلية للشعب المحلي وخلق هوية زائفة وكتلة بشرية من عبيد منتيجي الخيرات المادية و قابلة للركوع والخضوع للنظام الاستطاني-الامبريلي . البنية الفكرية العروبية الاستعمارية لاتختلف في منطلاقاتها المرجعية واهدافها الانية والمستقبلية عن اي سيستيم فكري استعماري , مبتغاه احتلال الارض ونهب خيراتها عبراستلاب العقل المحلي من خلال مجموعة من المفاهيم الميتافزيقية وابتكار اساليب مخادعة ترتكز على تجييش العاطفة ومخاطبة العقل الايماني مع نبذ العقل الخلاق و الجدلي المفكك للجمود العقائدي والفاضح لايديولوجية الاستغلال والاغتراب الذاتي ,

تعتمد الايديولوجية الكولونيالية العروبية عن فكرة تماثل العروبة- الاسلام للعب على الوطر الحساس لدى اغلبية معتنقي العقيدة الاسلامية وخصوصا الشعوب الخاضعة للثقافتها التدميرية , كالشعب الامازيغي , لتمرير الخطاب العروبي الشوفيني الاحتلالي بدون رد فعل ولا مقاومة , فقد اصبح نقد الفكرالعروبي الاستعماري بمثابة نقد للاسلام وبالتالي اصبح الاسلام عامل ايديولوجي واداة فعالة لمحاربة الفكر التحرري واقناع الشعب ايمازيغن المستلب بضرورة محاربة قوى التحرر الامازيغية واستكمال تدمير الذات من الداخل خدمة لمصالح النظام الكولونيالي وفي مقدمتها الطبقة الهجينة ( ال علوي و ال فاسي و ... ) ناهبة خيرات البلد ومضطهدة للشغيلة والجماهير الكادحة .

الفكر القومجي العروبي الشوفيني الكولونيالي لا يمكن له الاستمرار الا بالتحالف مع الفكر الديني الاسلاموي و هذا ما يعبر عنه الزواج المقدس بين الايديولجية القومية والاسلاموية المشكلة لما يسمى بالمؤتمر القومي العربي -الاسلامي كواجهة سياسية وايديولوجية منفذة لمشاريع الانظمة الرجعية و الاستعمارية . انماط التفكير الشوفيني الاستعماري في خندق واحد سواء كان عروبيا او صهيونيا , متستر في الشعار العلماني او الديني فلا فرق بينهما ,وجهان لعملة واحدة , فاذا كان نجاح الصهيونية , كفكر قومي علماني , لم يتم الا بالتحالف بالاصولية اليهودية , فان الفكر العروبي الاستعماري اسس قواعد البنية الاستعمارية منذ القرن السابع الميلادي في قالب ايديولوجي لاهوتي , بسط هيمنته الذهنية على الشعوب المغلوبة و المضطهدة ليس بقوة السلاح والبطش فحسب لكن كذلك بقوة الايديولوجية , السلاح الفتاك دون اراق الدماء , ورغم الاستقلال عن المركز الاستعماري بعد طرد جيوش الاعراب الا ان الايديولوجية العروبية فرضت وجودها في شكلها المقدس .

الفكر القومي العروبي المعاصر( المستورد ), لم يخرج من غرفة الانعاش , بعد ازمات الوحدات الورقية , الا بعد تلقيحه بالفكر اللاهوتي الاسلاموي , بالاستناد بالمرجعية السلفية في ثوب معاصر. اصبحت المفاهيم والافكار الشوفينية والعرقية تجد مبرراتها في الفكر الاسلاموي الرجعي , احسن امة … , وتميز اللغة العربية و …. , شكلت الثنائية العروبة - الاسلام منظومة ايديولوجية ومرجعية للنظام الكولونيالي وتياراته السياسية المختلفة , يقمع بها النظام القوى التحررية المضادة للاضطهاد الكولونيالي , وبالنتيجة اصبح كل نقد للعروبة الاستعمارية يعد نقد للعقيدة الاسلامية, بهذا اصبح الدين عامل ايديولوحي واداة ناجحة في ايدي السلطة الكويونيالية وقيادتها الطبقية في نهب خيرات البلد واستعباد الشعب الكادح واخضاع هذا الاخير لهيمنتها الذهنية وتدمير الذات من الداخل بحقنها بوعي مغلوط وزائف وبالتالي سهولة محاربة الفكر التحرري الامازيغي , فاْئمة المساجد لا تخلوا خطبهم من تضليل وكذب وشتم وتكفير لكل امازيغي مناضل متشبث بهويته ولغته , ومنظري العروبة الاستعمارية , لاتخلوا هرطقاتهم من النعرات العنصرية ازاء المكون المحلي وبنيته المعرفية .

ان نظرية التماثل العروبة – الاسلام ستمنى بالفشل والانهيار بتجذر الفكر التحرري والعقلاني والموضوعي بين صفوف الجماهير الشعبية وهدم اسس الخرافية واللاعلمية المبنية لنسقه الفكري لنظرية التماثل .

ايديولوجيةالنظام الكولونيالي وادواته الفكرية , معبرة عن نسق فكري استعماري مضاد للفكر الامازيغي التحرري ومحارب لكل فكر خارج البنية الفكرية العروبية – الاسلاموية , من هذا المنطلق يمكن فهم موقف ما يسمى باليسار واليمين , اليسار بكل مكوناته (المفروض ان يكون تقدمي و علماني ) واليمين ( الاصولي , الرجعي و ّ الحداثي ّ ), سواء من امارة المؤمنين او النظام الملكي او الاضطهاد القومي و العلمانية والحداثة , المواقف الايديولوجية لما يسمى باليسار واليمين لا تختلف في مرجعيتها ولا في اهدافها , ما دام وجودها مقترن بالدفاع عن المنظومة الفكرية العروبية الاستعمارية , بغية الحفاظ على الارث الايديولوجي المكون للمشروع الاستعماري في تكوين شعب عربي واحد ولغة عربية واحدة ودين اسلامي واحد و الدفاع عن الوحدانية العروبية الوهمية ومحاربة الذات المحلية .

للنضال الايديولوجي اهمية بالغة حيث الالة التدميرية العروبية – الاسلاموية تشن حربا دعائية لاهودة فية ضد الهوية الامازيغية وقوى التحرر الامازيغية مستعملة كل الوسائل اللاخلاقية من كذب واختلاقات وتضليل ونبش في اعراض الناس ولذا يتوجب مقاومتها بكل الاشكال النضالية ومن بينها العامل الايديولوجي للبرهان عن بطلان ايديولوجيتها الاستعمارية وجمود ها العقائدي , المسببة في الانحطاط الفكري السائد والتخلف السوسيو- اقتصادي في مجتمعنا الامازيغي .

ان الشعب الامازيغي و الشباب خصوصا غير مجبرين وهم تحت سيطرة العروبة الاستعمارية في البحث فيما وراء الطبيعة بقدر ما هم مجبرين الدفاع عن وجودهم الذاتي وبناء وعي صحيح لايقاف المغالطات المكونة لمعادات الذات من خلال المسجد والمدرسة والاحزاب والمؤسسات الاعلامية العروبية, وتفكيك الرموز الاسطورية المشكلة للعروبة – الاسلام وفضح مهمة منظري الطبقة الهجينة المسيطرة على السيادة السياسية والاقتصادية والمسؤولة عن فقر وحرمان الشعب الامازيغي من كل حقوقه المشروعة وتعرية الفكر الانتهازي التحريفي المتسطر في المفاهيم المجردة ( الصراع الطبقي ) من دون التحليل الطبقي للبنية الاقتصادية والاجتماعية . التحليل الطبقي يكشف زيف التخمينات التحريفيين , فمن يملك وسائل الانتاج ومن يتحكم في اقتصاد البلد هو نفسه المسيطر سياسيا والمرتبط هوياتيا بالجزيرة العربية , فهي الطبقة الهجينة الكولونيالية العدو الطبقي والقومي للشعب الامازيغي المحلي وكادحيه, سيطرة اجنبية على شعب محلي , جدلية النضال تفرض التحرر من الكولونيالية وتقرير مصير الشعب ومنع القوى الاستغلالية من السيطرة السوسيو- سياسي , فجدلية النضال التحرري صقلته الثورة الفيتنامية بقيادة هوشي منه , تحرير الشعب الفيتنامي من الاضطهاد القومي والطبقي .

الصراع الايديولوجي لا ينتهي الا بنهاية الصراع الطبقي وبناء المجتمع العدالة الاجتماعية وهذا لا يتم الا في اطار مجتمع حر مستقل عن العروبة الاستعمارية والفكر الاسلامي الاصولي , يتم فقط في مجتمع امازيغي متحرر قوميا وطبقيا , في مجتمع يقرر فيه الشعب الامازيغي مصيره .

النضال الايديولوجي من بين الاشكال المتعددة لنضال الجماهير الشعبية الامازيغية وعلى راْسها صناع الثورة التحررية الشغيلة وكل الكادحين و المتنورين من حاملي الفكر الثوري , شعلة درب الخلاص .