الدولة بعد الثورة


راجي مهدي
2011 / 7 / 8 - 12:12     

يظن الحالمون ان الدولة بعد الثورة سوف تختلف عن دولة ما قبل الثورة ولكن اعتقد ان الحققيقة عكس ذلك تماما.الدولة نشات في مرحلة من تطور المجتمع حين انقسم المجتمع الي طبقات متناحرة ومتضادة المصالح واصبح من المستحيل التوفيق بينها هنا فقط نشات الدولة كجهاز قمعي طبقي لقمع طبقة لصالح طبقة اخري .اي ان الدولة اينما وجدت هي جهاز للقمع_حتي في اعتي الدولة الديمقراطية_تستخدمه الطبقة المسيطرة لقمع الطبقات الاخري ولكن لمن تؤول تلك الدولة؟أو علي اي اساس يتحدد طابعها الطبقي ؟ان ذلك يعتمد علي شكل ملكية وسائل الانتاج .ملكية خاصة ام جماعية؟وعلي كل من يظن الدولة اصبحت دولة كل المصريين ان يتساءلوا:هل شكل الملكية تغير ؟أي هل تحولت ملكية وسائل الانتاج من ملكية خاصة الي ملكية جماعية ؟اي من ملكية الرأسماليين الي ملكية الشعب باسره؟طبعا لا.فمازالت الملكية راسمالية وعليه فمازالت الدولة كجهاز قمعي دولة الراسماليين المالكين وسوف تظل الدولة اداة الراسماليين لقمع العمال والفلاحين الفقراء وكافة من لا يملكون.وعليه فان من يقول ان الديمقراطية قادمة في الطريق فهو واهم او كاذب.ان الديمقراطية في ابسط صورها هي حكم الاغلبية ولكن الحقيقة ان الراسماليين هم من يحكمون . الاقلية هي التي تحكم فهل يتوقع احد ان نري رئيس جمهوريتنا عامل اوفلاح فقير طبعا لا لان الدولة دولة الراسمالية وليست دولة العمال والفلاحين رغم ان هؤلاء العمال والفلاحين هم الاغلبية الكاسحة ولذلك فالدولة التي يقولون انها دولة كل المصريين وانها دولة ديمقراطية هي في الحقيقة دولة الراسمالية وسوف تظل تخدم مصالح الراسماليين علي حساب كافة الطبقات الكادحة.وقد يقول البعض ان الثورة غيرت الامور والحقيقة ان الامور تغيرت فعلا ولكن هل هو تغيير جوهري سوف يؤدي الي الغاء الطابع السلطوي الاوليغاركي للدولة والي تحسين حقيقي وملموس في احوال المصريين ام ان انهم يخدعوننا؟

قبل الثورة كانت الدولة بشكلها البوليسي القمعي الاكثر فجاجة ،كانت بلا مساحيق تخفي وجهها القبيح ،كانت الدولة في شكلها الخام البدائي من حيث اساليبها القمعية وطريقة ادارتها للصراع الطبقي كانت في مواجهة مباشرة فجة مع الكادحين (فجة ومباشرة من حيث الاساليب)والثورة كانت مهمتها ازالة الوجه القبيح الديكتاتوري البوليسي المتمثل قي مبارك وعصابته ووضع شكل اكثر قبولا لدي الجماهير برفان قادر علي خداع الجماهير حين يقول لهم(ها هي دولتكم) والحقيقة اننا بالفعلم نزل هذا الوجه ولكننا طورناه بحيث ادخل الي ذلك الجهاز القمعي قوة ناعمة وقدرة اكبر علي المراوغة والالتفاف والقمع لقد وضعنا المزيد من المساحيق منتجين دولة اكثر تطورا ولكنها لن ترقي في تطورها الي الديمقراطية البرجوازية لان ذلك يعتمد بالاساس علي مدي تطور العلاقات الانتاجية .

اذن لازالت الدولة دولة الاقلية الراسمالية زودناها بهالة ديمقراطية لاخفاء وجهها القمعي الذي سوف يظل ملازما لهذا البناء الفوقي ما بقي ،ولكن القمع ايضا ليس فقط قمعا جسديا ليس فقط الضرب بالرصاص والغاز المسيل للدموع والعصي المكهربية وانت في ميدان التحرير ولا ان يحكمك قانون الطوارئ وتسجن لمجرد انك عطست ،بل القمع بالاضافة الي ذلك قمع فكري ،قمع للوعي فالاغلبية التي لها حق التصويت في الانتخابات كشكل من اشكال الديمقراطية تلك الاغلبية من العمال والفلاحين يتعرضون لابشع انواع التجريف وتزييف الوعي وليست ديمقراطية تلك التي تغمي عيني ثم تتركني لكي اختار بل انها ابشع انواع الديكتاتورية والتسلط وذلك هو الوضع الجديد الذي سينشا بعد الثورة بالاضافة الي ان القمع الجسدي سو يحتفظ بدوره بل انه سوف يزداد وسوف تتنوع اساليبه(الاحداث الاخيرة في التحرير التاثبتت ان جهاز الشرطة سوف يظل جهازا قذرا).

ان تاريخ الديمقراطيات البرجوازية في البلدان الراسمالية الاكثر تظورا منا يشهد علي مدي خثة ونذالة وكذب الراسماليين فكلنا يعرف ماذا فعل مكارثي بالشيوعيين وماذا فعل يلتسين يالشيوعيين ايضا في الدوما الروسي عام 1994 حين ضربهم بالدبابات والعنف الشديد الذي واجهت به الراسمالية الفرنسية انتفاضة العمال والطلبة عام 1968 كما ان ما يحدث في اليونان هذه الايام من قمع وحشي للطبقة العاملة المحتجة ضد خطط التقشف يدل علي ان الراسمالية دائما سوف تقمع وباشد الاشكال عنفا كل تحرك جماهيري يهدد وجودها.وتلك هي حقيقة الديمقراطية البرجوازية كرداء املس للطابع الطبقي للدولة كجهاز قمعي تخدم طبقة ضد طبقة اخري وهنا تتجسد حقيقة صحة الموضوعة التي يطرحها الشيوعيون ان لا ديمقراطية بدون اشتراكية .

في اي مجتمع راسمالي يوجدطبقتان متناحرتان ابدا ،طبقة الراسماليين ضد الطبقة العاملة وحلفائها من الشيوعيين والقوي التقدمية والسلطة في هذا المجتمع للطبقة الراسمالية كل اجهزة الدولة وكل المؤسسات رسمية وغير رسمية تحت سيطرة الراسمالية وبمرور الوقت يزداد تركز الثروة في ايدي حفنة من الراسماليين في حين يتعاظم بؤس وشقاء الطبقة العاملة ،وتهدف الثورة الاشتراكية الي الخلاص من الشقاء الاقتصادي والسياسي عن طريق الاستيلاء الثوري علي السلطة من قبل الاغلبية المقهورة من العمال والفلاحين وحينذاك تصبح الدولة دولة الاغلبية وتتحقق الديمقراطية في شكلها البسيط وتتطور وتصبح اداة لتطور المجتمع بازدياد المشاركة الشعبية وهنا لا يننتفي الطابع الطبقي للدولة ولا طابعها القمعي ولكن الدولة تكون دولة الاغلبية واي محاولة من الاقلية لتقويض حكم الاغلبية سوف تقابل بالقمع هو قمع مشروع لانه يحمي دولة الاغلبية من بطش الاقلية وبذوبان الفوارق الطبقية وتحول المجتمع الي طبقة واحدة عملة تتلاشي الدولة بالتدريج وتتحول من جهاز قمعي الي مجرد جهاز اداي هلامي لا يمتلك اي سلطة علي المجتمع ولكن اي مجتمع؟انه المجتمع اللاطبقي المجتمع الشيوعي وبالتالي تفقد الدولة معناه وتفقد سبب وجودها اذ ينتهي الصراع الطبقي وتختفي الدولة وهنا تكون الديمقراطية الحقيقية الكاملة (الحكم للشعب وبواسطة الشعب) (كل الثروة وكل السلطة للشعب العامل)

يا عمال العالم اتحدوا!