تروتسكي العملاق الروسي


محمد كوحلال
2011 / 7 / 6 - 23:11     

يستحق لقب العملاق الروسي و الزعيم الكبير من العيار الثقيل الذي دافع عن الطبقات المسحوقة الفقيرة و تعرض في آخر أيامه للاغتيال على أرض المكسيك.
اسمه الحقيقي هو ’’ ليغي دافيدوفيتش برونشتاين’’ينحدر من أسرة فقيرة تمتهن الزراعة, ولد في أوكرانيا عام 1869 .نشأته كانت وسط الفقراء الفلاحين المستعبدين من قبل كبار الإقطاعيين. ظروف نشأته ربت في وجدانه إحساسا بالمسؤولية و تعاطف عميق و كبير سيظهر مع مرور الأعوام و, ولدت لديه شخصية تورية قاسية يجلد بها ذاته .رافضا للقهر و الظلم و الاستعمار , و الاستغلال الفاحش من لدن الأثرياء للفقراء.
كثرت نشاطاته التورية و كتاباته في ريعان شبابه فقد كان شعلة من النشاط الثوري اليساري الصحيح و التي زرعت الرعب في العالم الرأسمالي وهو لازال في بداية مشواره بين أنصاره جلهم من الدراويش في روسيا القيصرية الإقطاعية . نشاطاته و خطبه كانت كالسهم المسموم يقلب بها أحوال وطنه روسيا, الغارقة في الفساد و الدكتاتورية.
لقد صار مزعجا وشوكة في حنجرة الطبقة الأرستقراطية اكتر من طبقة السياسيين حتى انقض عليه قاتل محترف في المكسيك عام 1940 يدعى ’’جاك مونار’’ و من الحتمل أن يكون هذا القاتل هو عنصر مخابراتي تابع للسوفيات على عهد ’’ستالين’’ السفاح. لكن أبرز صفة في حياة ’’تروتسكي’’ كانت وقوفه بجرأة كبيرة ضد الماركسية , و من صديقة الكبير ’’لينين’’ و بعده عدوه اللدود ’’ستالين’’. حتى أصبح ’’ تروتسكي’’رمزا للمعارضة في صفوف الحركة التورية الاشتراكية الروسية . مما جر عليه الغضب و الويل و الثبور من كل الأحزاب الشيوعية الفاسدة بإدانته و التنديد بأفكاره مواقفه.
انضمامه إلى الحركة التورية الاشتراكية كان مبكرا و في مراحله الأولى من الدراسة. و سبب معارضته للماركسية كونها تتعارض مع دور و مكانة الفرد, و لكنه ما لبت أن اشترك في إحدى الإضرابات الكبرى التي أشرف عليها ’’لينين’’ نفسه في مدينة ’’أوديسيا’’. فتم القبض عليه و سجن تم نفي إلى سيبيريا. و في منفاه البعيد رافقته زوجته و استغل الوضع في منفاه البعيد عن صخب الثورة و همومها و هموم الدراويش , ليفتح بطون مجلدات لدراسة الماركسية في شقها المتعلق برأس المال. كذالك درس و تمحص مؤلفات ’’المادية التاريخية ’ التي استطاع عن طريق تطبيقها أن يفهم كيف تمت الحركة الماسونية في أوروبا.
عام 1902 أصبح ’’تروتسكي’’ ماركسيا قحا حتى النخاع , و دعا إلى ضرورة تكوين ’’ تنظيم مركزين للاشتراكيين الديمقراطيين الروس’’. الأمر الذي رفع من عدد الخصوم السياسيين الراغبين في جلد ليهرب خارج روسيا القيصرية متخذا اسما مستعارا هو ’’ تروتسكي’’ و هو اسم رئيس حرس السجن في ’’أوديسيا’’ بينما أعطى في الوقت ذاته اسما سريا هو ’’ بيرو’’ و معناه ’’ القلم ’’ تقديرا على حبه و افتخاره و اعتزازه بقلمه و من صفاته السلبية ,انه كان متكبرا متعجرفا لا يحب أن يناقشه أحدا أو يعاكسه في آرائه.
خلال فتره هروبه عاش مع زميله في الكفاح’’لينين’’ في مدن أوروبية شتى منها ’’زيوريخ ,لندن, باريس ...’’ و قد سبق له زيارة أمريكا عند بداية الشرارة الأولى للثورة الاشتراكية الروسية.
بعد نجاح الثورة حصل على نصيبه من الكعكعة الاشتراكية و تولى تسيير مجلس مدينة ’’بتروجراد = لننجراد ’’ اليوم. كذالك تولى تعبئة و تنظيم الجيش الأحمر خلال الحرب الأهلية و أعاد تنظيم شبكة السكك الحديدية التي خربتها الحرب تم امسك حقيبة وزارة الخارجية.و يعتبر هذا الثوري الصنديد الرجل الثاني بعد ’’لينين’’ بل كان البعض يعتبره الرجل الأول في الثورة الروسية . فقد نشرت جريدة ’’نيويوركتايمز’’ الأمريكانية نبأ ثورة 8 تشرين الثاني / نونبر 1918 على صفحتها الأولى بعناوين بارزة تذكر فيها أن ’’ تروتسكي’’ هو قائد تلك الثورة و أن ’’لينين’’ ليس سوى وجهة ظاهريا.. يتبع