الايديولوجيا الالمانية


محمد التهامي
2011 / 6 / 27 - 03:01     

خلق الناس تصورات خاطئة عن أنفسهم عن عملية خلقهم عن الله وعما يجب أن يكونوه ، ونظموا علاقاتهم الاجتماعية وفقا لفكرتهم حول وجود الله والعلاقة بين الخالق والمخلوق، وبالتالي رؤوا ذواتهم انطلاقا من هذا الفهم ، وتطورت فكرة مفهوم الخالق لتتحول إلى فكرة للإنسان خلق من خلالها الاهه وخلق من خلالها تطورا لعلاقته مع هذا الخالق من خلال رابط أخلاقي... افتراضي مرتبط بنسق الإنتاج القائم وبالطبقة المهيمنة .
هذه كانت خلاصة نقد الهيغليين الجدد والطرح المثالي ككل من خلال كتابات كل من انجلز وماركس كهيغلي سابق ، لذا أتى مجلد الإيديولوجية الألمانية بدور هام جدا هو ذلك الخاص بعملية إماطة الحجاب ونقد الفلسفة الألمانية ذات الطابع المثالي ، و هنا كان الارتكاز كثيرا على التصور والفلسفة الهيغلية وباطروحات شتراوس و شترنر الذين لم يتجاوزا نقد التصورات الدينية ، بحيث اعتمدا على كون الوعي الأخلاقي والسياسي وعيا لاهوتيا وميتافيزيقيا بالضرورة ، وباعتبار الإنسان السياسي والأخلاقي إنسانا لاهوتيا بامتياز ، وهو ما يجعلنا نعود لاحقا لعلم الأخلاق وعلم الأخلاق الماركسي خصوصا ، باعتبار مفهوم الأخلاق ليس مرتبطا بالضرورة بالطرح اللاهوتي والميتافيزيقي، بل الأمر أوسع من ذلك ، وهنا تتم العودة لربط مفهوم الأخلاق بأنماط العلاقات الاجتماعية وقد ميز ماركس أربع أنماط كبيرة للعلاقات الاجتماعية في التاريخ الإنساني ، وتتمثل في نمط العلاقات الطبيعية العشائرية ويمكن ربطها بأخلاق تتوافق وهذا النمط ، والقبلية القائمة على رابط الدم ، واللاطبقية عند الإنسان البدائي، والنمط الثاني هو علاقات التبعية الشخصية ، علاقات الخضوع والسيطرة من خلال نمط العبودية ثم النمط الثالث المتمثل في علاقات التبعية العينية ، ما يمثل ميكانيزمات الأخلاق البورجوازية التي تتحدث عن حقوق الشخص المستقل شكليا بينما تبقى على مستوى العلاقات الاجتماعية روابط عبودية مبنية على الاستغلال ، مع ادعاء أخلاق بورجوازية ، ثم يأتي في نهاية المطاف نمط مبني على أساس الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج ، بحيث يسير الكل في مجتمع ينتج ما يحتاجه الكل ، وهو ما يتميز به نمط العلاقات الشيوعي وينعكس من خلال منظومة الأخلاق الشيوعية التي تبتعد عن وهم اللاهوت والميتافيزيقا ومع إعطاء التحليل العلمي للواقع الملموس ، فقد أتت الفلسفة الماركسية على أساس تبني فلسفة علمية تعتمد على العلم وعلى مادية الكون كتعبير عن وحدته ، فقد كان ضروريا تبني الجدل والديالكتيك من خلال تقبل القوانين التي استنبطها هيغل لكن مع تطوير بالتخلص من الشق المثالي على المستوى النظري، لإعطاء طابع علمي للجدل بحد ذاته ، وبقلب اعتبار ما يحدث انعكاسا للوعي الذي يرى فيه الهيغليون الجدد وجودا مستقلا،
فبينما تدرس المادية الدياليكتيكية قوانين الكون ، التي تشترك فيها الطبيعة مع الفيزياء مع العلوم الحية مع علوم المجتمع، فماركس وانجلز لم يخترعا المادية الجدلية بل اكتشفا قوانينها من خلال تطور العلوم، وكذا من خلال تطوير نظرية هيغل حول الجدل ،
وليست المادية الماركسية مماثلة للعلوم لأنها لا تهدف جانبا معينا من جوانب الواقع كما تفعل العلوم بل هي تسعى لفهم العالم بجعله في نظرة تقبلها العلوم جمعاء ولو لم يكن العلماء ماركسيين
يقول انجلز تعني النظرة المادية للعالم النظرة إلى الطبيعة كما هي ،بدون أي إضافة خارجية ، يدرس كل علم جانبا، من الطبيعة كما هي ، أما الفلسفة الماركسية فهي النظرة العامة للطبيعة كما هي ،فهي بهذا فلسفة علمية بالرغم من أنها لا تماثل العلوم
و على أساس العلاقة الجدلية بين الواقع والفكر فهنا نعود لنقطة مهمة تتمثل في سبق الوجود المادي للإنسان عن وعيه الديني فالوعي الديني مرتبط بالأساس كجزء من البنية الفوقية بالواقع المادي والبنية التحتية وبطبيعة علاقات الإنتاج ،

وهنا استحضر جزءا مهم كان مسلسل ظهور الديانات الابراهيمية
قبل حوالي مئة الف سنة بدا الانسان في دفن موتاه مع ممتلكات شخصية له وهكذا بدا يخلق الالهة او المجمعات الالهية الاولى
ما بين مئة الف سنة وخمسة الاف سنة ظهور اولى العقائد ماقبل التاريخ كانت تدور في البداية حول الطقوس الجنائزية وهكذا مرت نحو كل اشكال الحياة لدى الانسان
النظرية كانت تنتقل بشكل شفهي ثم ظهر رجال الدين لاول مرة
حوالي خمسة الاف سنة ظهور الميتولوجيا وتم بداية تدوين النصوص الدينية وتكاثرها
كما تطور دور رجال الدين
مابين سنة الفين قبل الميلاد وستة مئة بعد الميلاد هذا التطور ارتبط بتطور الانماط الاجتماعية و تطور علاقات الانتاج
يتبع