في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها


خديجة صفوت
2011 / 6 / 19 - 22:11     

في تشريح الثورة وأدعيائها وغرمائها
كيف أشعلت مصر ثورة بوسائل إنتاج الثروة؟



تمهيد: محاولة في تشريح الثورة الماثلة:
فاجأت الثورات الشعبية العربية العالم ونفسها،(1) فيما يبدو بخروج الشعوب العربية واحدا تلو الاخر في ثورات سلمية منظمة-رغم انها حركات بقيت بهذا الوصف خارج ما يسمى بالمعارضات المنظمة قانونا وتجاوزا للاحزاب والنخب وحتى الحركات المطلبية في البداية. وكان الشعب التونسي قد بادر باول ثورة شعبية عربية من نوعها كان قد اثارها انتحار محمد بوعزيزي جراء حرمانه من عربة بيع الخضار التى كان يتعيش منها.و قد اسقط الشعب التونسي واحد من اقوى واقدم النطم البوليسية العربية في شمال افريقيا. ولم ينفك الشعب المصري فبقية شعوب المنطقة أن انفجر في دومينو أو تسونامي لم يتوقف بعد منذ نهاية 2010. وتتبع العالم تلك الثورات باعجاب ودهشة من جسارة وثقة ونبل وتحضر تلك الحركات على شاشات التلفاز ليل نهار كابدع مسلسل حي واكثرها تشويقا وقد بات ميدان التحرير بليل ايقونة بمثابة الباستيل مع الفارق طبعا. وليست بي رغبة في مقارنة الثورة العربية بشئ بعد.
المهم شاق كثير من الكتاب والمحللين والصحفيين الغربيين وحتى زعماء الدولة الغربية أن العرب على شاكلة لم يعهدوها فيهم أبدا، وراحوا يتحدثون عن شرق أوسط وشمال إفريقيا وقد سقط من الذاكرة الغربية الجمعية مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي انفق عليه ماديا وغير مادي الكثير. ولم يدرك من يتتبع اخبارنا بحرقة العشم في الثورة أن الشعوب العربية بقيت تنتفض إلا انه لم يكن يسمع بانتفاضاتها أن سمع سوى في جملة اعتراضية في نشرة إخبار ساعات غير مباركة. لم تندلع ثورات الشعوب العربية تلك للمرة الأولى ولم تكن المرة الأولى التي خرجوا فيها إلى الشارع، إلا أن تلك المحاولات كانت توصم بانتفاضات الخبز والشارع وحركات الحرامية، وسرعان ما تقمع بعنف، فلا يعرف احد عنها شيئا مما تغدو معه صورة العربي وكانه صامت لا يريم. فلا يفعل شيئا، ولا حتى يقول شيئا وقد حاق به أفظع إشكال العنف من الإفقار العنيف بموجب سياسات مقننة كيما تفعل ذلك بالضبط.
وكان الفكر السياسي الغربي قد كرس صورة الشعوب العربية بوصف انها لا تحتج على ما يحيق بها الا اذا اصيب النظام القائم بازمة وفلا يتحرك الشعب الا ليعيد المجتمع إلى ما كان عليه قبل الأزمة بتراتباته ومراكزه وادواره ومهنه مما الصق بتلك الحركات مفهوم ثورات الدائرة الفيزيقية الكاملة التى ما تنفك تعود الى نفطة الصفر في كل مرة. ولم يقصر الفكر الإسلامي السلفي بدوره عن تكريس صورة شبيهة للشعوب العربية والإسلامية مما راق الغرب-الرأسمالية المالية –الصهيونية العالمية. ذلك أن الأخيرة يناسبها تماما إسقاط صفة السلفي بكل عربي ومسلم مما بات معه كل عربي سلفي وكل سلفي ارهابى يعمل من اجل إحلال خلافة عالمية مكان العولمة العلمانية مما يبرر العصف به جراء بربريته. والواقع أن كثيرا ما بقيت الشعوب العربية تخرج بخطاب ومطالب لا تمت الى السلفية بصلة الا أن الحركات الشعبية العربية بقيت تقمع بعنف فلا يعرف عتها الكثير أو شيئا. فقد خرج عمال مصانع النسيح بالمحلة الكبرى في 2008 الا أن قوات امن النظام الاوليجاكي المحلية مسنودة بنظيرتها المالية العولمية ما انفكت أن اغلقت المصانع على العمال ولم تلبث الشرطة أن عصفت بحركة اجتجاج الاهالي حين خرجوا في واحدة من تلك المعارضات المسماة لا منظمة تضامنا مع العمال. ولم يسمع سوى قليلون أن سمع بحركة العمال المطلبية السياسية المنظمة ولا بتضامن اهاليهم غير المنظمين.
وقد بقى الصمت على انتفاضات الجماهير مطبقا جراء تطير الانظمة القائمة في المنطقة من كل ما من شأنه أن يشي بان تلك الانظمة لا تقوم بواجبها كشرطى باطش لشعوبها، فيغضب عليها اسيادها. ذلك أن الرأسمالية المالية - الاوليجاركيات العولمية - كانت قد تعينت منذ الحرب العالمية الثانية، وربما منذ ما بين الحربين على تكريس ما يسمى استقرار الدول الغنية-و اسرائيل بالطبع تباعا-فطالبت الدول التابعة بثمن ذلك الاستقرار دفعته شعوب الاخيرة قمعا واذلالا وترويعا وتدجينا. افقارا عبر عن نفسه في تدني مستويات معيشة تلك الشعوب وفى ارغامها على بيع محاصيلها بابخس الاثمان وتصدير مياهها في شكل منتجات زراعية للشمال بالخصم على اقوات المفقرين مما فاقم افقار شعوب العوالم الثالثة والرابعة وتلك التي تحورت الى عصر حجرية.
وكانت النخب قد طوّعت فباتت ضالعة في مشروع تدجين شعوب الاوطان العربية وقد صدقت النخب أن الأخيرة تراكمات عددية قابلة للاستغناء عنها بوصفها جاهلة، وربما متخلفة عقليا. ذلك أن ارتفاع نسب الامية الابحدية، والامية الفكرية والثقافية والتنظيمية، بين اغلبيات الناس جراء تدهور التعليم واختفاء السلع والخدمات العامة والردع المتصل سوغ تخلى المفكرين والمثقفين عن مسئوليتهم ازاء تلك الاغلبيات الصامتة. وما انفك ذلك الصمت البادي و انتشار الجهل بانواعه، ان اغوى النخب بالاستهانة بالشعوب مجددا فراحت النخب تتعاطى من الخيلاء والصلافة ما جعلها تعتقد في نفسها اعتقاد فلاسفة اليونان والمتكلمين والفكر الغربي المسمى تنويري أو ما بعد حداثي. ذلك أن معظم النخب العربية بقيت تصدر عن الفكر الغربي وقد تصدقه حتى بعد اجتياح العراق، واحبولة أو اسلحة الدمار الشامل.و ما حاق بالعراق من حال ابوكاليبتي.
ولقد زاد من صلافة النخب في تعاملها مع تلك التراكمات العددية باستهانة فكرية وتنظيمية، أن لم تعد بحاجة لان، أو تصورت انها ليست بحاجة، أن تحسب لتلك التراكمات العددية لمن وجه لهم اى حساب. وقد انعكست هذه العلاقة المرضية بين اغلبيات المنتجين والنخب على النخب فلم تجد في قلبها حاحة لان تجتهد في تطوير فكر أو تنظيم يليق بها وبشعوب الأوطان العربية التي باتت لا تستحق بنظر النخب شيئا. وقد أشاعت الاستهانة المتبادلة بين الاثنين الإحساس بلا جدوى أي عمل أكثر من ركض معظم النخصب و بعض المثقفين وراء أجندة تقاسم السلطة والثروة و-أو منافسة الحكام على كراسي السلطة كون الأخيرة تحولت إلى أداة مراكمة للثروة.
وقد هونت محصلة تلك العلاقة المفاجعة بين النخب العربية والشعوب العربية على الفكر الرأسمالي ما بعد الصناعي على الخصوص والسياسة الرأسمالية المالية امر تلك الشعوب فراحت تخلق شرط وتكرس صورة نمطية للشعوب العربية ونخبها معا. ويلاحظ الناس فى كل مكان كيف ترفع وتلمع ت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية أقلنا أهمية وقيمة فكرية-بلا تقصد او بقصد –تنتقى منا من يشارف البله و من قد لا يجيد أكثر من "الريالة "salivating الثقافية الفكرية أن أجاد شيئا إلا ما ندر او-و تكرم منا من يستحق التكريم فقط لأسباب سياسية كتقدير نجيب محفوظ مثلا بمناسبة توقيع معاهدة كامب ديفيد وفى ذلك تعينت على إشهار أكثر إعمال نحيب محفوظ إثارة للجدل.
وقد افرزت تلك الممارسات إحلال شرط ما يسمى استقرار المنطقة العربية-تزويقا-اي استقرار العالم الغني- مما كرس شرط تدجين الشعوب في المقياس المدرج بما فيها الشعب الأمريكي نفسه مثلا حتى يقبل سياسات امريكا الخارجية التي تمارس باسمه في الشرق الأوسط وفي غيره. وكانت سياسة أمريكا الخارجية قد تعينت على إقصاء الشعوب عن المشاركة في صنع القرار، وعن كل ما من شأنه أن يخلق لديها الحس بكينونتها أو قيمتها. فإذلالاها- الا بقدر ما تنتج تلك التراكمات العددية الفائض والثروة للطبقات العليا وحلفائها، والكفاف والحياة للمجتمع. فتعيد إنتاج الأخير ديموغرافيا. وقد نحتت سياسة الاستقرار تلك في جدران التنظيمات الشعبية والمطلبية والأهلية في نفس الوقت الذي تفاقمت فيه الفوراق الطبقية ومعدلات الفقر بل العوز على نحو غير مسبوق. وبالمقابل ارتفعت نسب ثروات أقليات مالية محلية-لا تستثمر في المجتمع-ونظيرتها الخارجية الغامضة- بالنتيجة -على نحو فلكي. وليس ذلك بغريب على ما يسمى نموذج التنمية الأمريكي The American model of Development سئ السمعة. فحيث أن امريكا نفسها لا تتوفر على مشاريع رعاية صحية أو اجتماعية يعتد بها فان مستوى معيشة جماعات بعينها كالسود في ولايات الجنوب الامريكى يكاد يعبر عن نفسه في انخفاض مستوى معيشي يشارف نظيره في مجتمعات العالم الثالث والرابع مما لاحظه الناس عندما ضرب الاعصار كاترينا نيواورليانز وولايات المسيسيبي الاخري على شاطئ الاطلسى للولايات المتحدة في 1991.
ذلك أن الفقر الامريكى بقي مخفي على الكثيرين الا من زار بعض الولايات المتحدة مثل ولاية سانت لويس حيث يعاني اطفال السود من سوء التغذية، فتراهم ببطون منفوخة يلعبون حفاة حول قمامة اسابيع لم يجمعها أحد. ذلك انه وحتى لحظة هبوب الاعصار اخفت امريكا فقر تلك الجماعات وغيرها. فامريكا - الرأسمالية المالية - لا تتحدث عن الفقر أو الفقراء، بقدر ما لا تشير الى العامة الشعب بكلمة. وحيث تحيط امريكا فقر بعض فئات من الشعب الامريكى بالكتمان، تنقل امريكا هذه الثقافة الى توسعاتها، وتفرض على ازلامها التستر على افقار الناس، مما لم يعرف عنه احد في واحدة من اغني المجتمعات العربية حتى اندلاع ثورة 17 فبراير مثلا. فان تتعين أمريكا الرأسمالية المالية على تكريس شرط افقار أغلبيات المنتجين للفائض والثروة والحياة – العامة/الدهماء في امتداداتها - يتصاحب ذلك الافقار والترويع التنظيمي والسياسي مما تشرف عليه اقليات الاثرياء الاقوياء في تنويع على علاقة الذين يملكون باللذين لا يملكون في المجتمع الامريكي نفسه في المقياس المدرج. وتسهم بعض النخب بنشاط مدفوع الاجر في تسويغ ذلك السيناريو، بحيث لا يفكر المفقر في تنظيم نفسه في جماعة تعصمه امام النظام والشرطة والنخب. ذلك أن المفقر لا يجد وقتا ولا طاقة لعمل ابعد من الركض وراء العيش، فيفرد الفقر الفرد Impoverishment violently individualizes the individual مجددا مما يسوغ بدوره وصمه باللامبالاة والعجز عن الابداع. ذلك أن الحكام وبخاصة سماسرة السلطة والنخب نفسها بقيت في خشية من أن يعثر الفرد على حريته ويتعرف على ذاته في الجماعة فيدرك كم هو قوي وحر ومعصوم بالجماعة امام بطش الدولة وما ومن هم في مقامها.
كيف عصمت ثورة العامة الوطن العربي من التشظي:
تفرز الرأسمالية المالية كما كانت نظائرها السابقة عليها قد فعلت عناصر بعينها بين سكان امتدادتها كما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا وفى اسيا وامريكا اللاتنية والقارة الافريقية فيفاقم وجود تلك العناصر عوامل انقسام المجتمع ونشر الفرقة بين اعضائه لتعود الرأسماية المالية امريكا وحليفتها الوفية بريطانيا. فتحرض جماعات السياسة الامريكية باسم حقوق الانسان الانتقائية المشبوهة تلك اقليات وطوائف وجهوريين وخلافه على ما يسمى حق تقرير المصير والاستقلال الذاتي لبعض تلك الجماعات دون اخرى. ويلاحظ الناس كيف أن المجتمعات العربية بما في ذلك مصر-التى لم تعرف التفرقة بحسب العرق أو العقيدة يوما لا بين عربي وافريقي أو نوبي ولا بين شيعي وسنى أو بين مسلم ومسيحى- ان مصر كانت منذ عهد الاسرات الوادى نيلية وبقيت مجتمعا يتجانس سكانه، حيث يتمصر كل من يهبط ارضها من تهراقا وبيعانخي الى الاسكندر الاكبر وحفيدته كيلوباترا البطلمية الاصل رغم تغنى الشعراء بها وغناء المغنيين لها. ومع أن المجتمعات العربية بما في ذلك مصر اخضعت لممارسات كانت حرية بان تنجح في تفتيتها بين نوبى ومصرى ومسلم ومسيحي، وربما سكان الواحات والصحراء والحضريين لولا ثورة الشباب التي احبطت ذلك المخطط الرهيب الذي صرفت عليه مليارات وانفقت من اجل تكريسه طافات فكرية وتنظيمية تعينت عليها عناصر معروفة بمثابرتها النشطة على المبادرة بمخططات تعلنن عن نفسها من خلف ألوية وتحت عباءة تقدمية وديمقراطية ومحبة للبشر عقلانيا –اى تخاتلا وبراجماتيا- ومنها حق تقرير المصير والاستقلال الذاتى وحق الاقليات خصما على اغلبيات لم تعرف يوما بالتململ من وجود الاقليات بينها،
ويعبر هذا المنوال عن نفسه في السودان اشد ما يعبر كما يقدم مثالا صارخا على مغبة سياسات تحريض الاقليات، اما في شمال افريقيا فان اقوى عامل انقسام واكثره جاهزية للتحرك باتجاه الانفصال هو الانفراز بين العرب والبربر وربما بعض الاقليات الافريقية كما في جنوب المغرب والجزائر وتونس وليبيا. على أن ليبيا قد تمنى بانقسامات قبلية اذا ما لم تنجح ثورتها الشعبية التى اندلعت في 17 فبراير. وفى الخليج بقى اخطر ما يواجه تلك الامارات والممالك الصغيرة المدن الدول والكبيرة كالسعودية والبحرين هو الانفراز الطائفى بين الاقلية السنية، والاغلبية الشيعية، التى يجلس معظمها في منطقة الخليج، كما في العراق فوق مخزونات النفط وربما الغاز الطبيعي. وفى اليمن كما في لبنان يبقى الوضع اكثر تعقيدا دراء الانفراز القبلي والطائفى في الاولى والطائفى والجهوي في الثاني. فالقبائل اليمنية قوية بما ازعم انه يجعل الدولة المركزية حاصل توازن القبائل بامتياز. وهناك التوزع الطائفى بين السنة والزيدية ويضاف الى ذلك أن اليمن اكثر المجتمعات العربية تسلحا. فالطفل الذكر يولد والجنبية - وهى السيف اليمني المعقوف فوق الوسادة الى جوار رأسه. ولا يعنى ذلك أن اليمنى عنيف بل العكس. وانما يعنى ذلك التقليد أن له استخدام السلاح، الا أن اليمنى الاصيل قلما يستخدمه. على انه في كل ما تقدم فان اى من سياسات فرق تسد تلك وقد اتصلت منذ سقوط الخلافة العثمانية لا يطل برأسه بل يختفى بليل ما أن يخرج الشعب العربي في اى مجتمع من تلك المجتمعات الى الشارع هابا في وجه المهانة والازلال والافقار مطالبا باسقاط انظمة روعته وافقرته واثرت اقلياتها الحاكمة وقد احتكرت السلطة وثروات البلاد الهائلة بصورة فاحشة خصما على الاغلبيات التي يغري صمتها الانغال بها. فان يخرج اليمنيون مثلا الى الشارع في وجه المظالم لا يخرجون مطالبين بالخبز ولا بوصفهم اعضاء قبائل ولا طوائف والا وقف الحوثي وعلى عبد الله صالح في خندق واحد، فكلاهما زيدي، وانما بالحرية والكرامة.
فقد خرجت الشعوب العربية الى الشارع تطالب بحقها في حكم نفسها وقد ادركت ما أن خرجت جميعا كم هي قادرة على امتلاك شئ لا ينازعها فيه أحد هو الابداع في اعادة انتاج حياتها هى وكانت اقليات اسراتية مالية تابعة لنظائرها العولمية قد احتكرت صناعة التاريخ وكل من السلطة والثروة. فقد ادركت الشعوب قدرتها على الابداع في الحاضر وفى الواقع كون الابداع هو الايمان بشئ وجعله يحدث. كما ادركت سراعا أن الاقليات الاوليجاركية الاسراتية المحلية تعمل لصالح نظيرتها العولمية وفى خدمتها مقابل ضمان البقاء سنوات لا متناهية في السلطة كما في ليبيا ومصر وتونس وغيرها وصولا الى نشوء ظاهرة ما قد يسمى بالجملوكيات حيث بات سائغا توريث السلطة.
فقد بقي زين العابدين بن على في السلطة 23 عاما وكان بسبيل توريث زوجته ليلى الطرابلسى، وبقى حسنى مبارك مبارك في السلطة 30 عاما وكان يوشك أن يورث ابنه جمال، وبقي معمر القذافى في السلطة 42 عاما وقد ورث سيف الاسلام مسبقا، حتى أن الاخير خرج على الناس يلقي خطاب الحكومة بشأن تداعيات ثورة 17 فبراير 2011. وما يبرح رئيس وزراء البحرين- وهو عم الملك - في مركزه منذ 40 عاما. هذا ولم يخرج البحرينيون - وهم من اكثر عرب الخليج وعيا وثقافة وتطورا وحضارة بحق - لم يخرجوا كشيعة وسنة وانما خرجوا كي يطالبوا باسقاط نظام لم يعد صالحا للبقاء أو الاستمرار وهو يفقر الاغلبيات فكريا وتنظيما ويستلبها سياسيا.
تداعيات الثورات الديجيتالية العربية على الادب السياسي العربي وغيره:
ازعم على ضوء التغييرات التى نعاصرها ليل نهار لحظة بلحظة انه قد بات علينا اعادة النظر فيما كنا قد حفظناه من نصوص حول المجتمع والتعييرات الاجتماعية والثورة عن ظهر قلب من المقررات المدرسية أن منوال التراتب الطبقى الذى يعبر عن نفسه في طبقة الحكام والمحكومين وبينهما طبقة ثالثة لم يعد يصمد لواقع أن طبقة الحكام لم تعد تعبر عن نفسها في طبقة من اجل ذاتها رغم انها قد تنشئ لها حزبا. فان كان حزب الحكام يعبر عنهم كطبقة الا أن تلك الطبقة ترتهن بطبقات فائقة على المجتمع او- و تراهن على جماعات خارجها جراء طبيعة المراكمة الرأسمالية المالية التى تعينت على خلق شرط نشؤء اوليجاركيات عولمية تتمأسس فوق نظائر محلية لا يستقيم وجودها بسوى قوات امن قومي وامن جمهوري وامن رئاسي وامن استخباراتي وقوات الامن الخاص وقوات الامن الجمهوري أو الملكي حسبما يتفق يفوق عدد قواته عدد قوات الجيش النظامي كما في مصر وليبيا. ويبلغ عدد القوات الامنية المصرية اكثر من مليون عنصر فيما يملك الجيش النظامي 400 الف جندي. وفي ليبيا لا يمثل الجيش قوة يعتد بها امام القوات الخاصة اعلاه.
- جيش نظامي ما انفك أن بات دولة داخل الدولة فقد تحور الجيش الى مؤسسة اقتصادية في تنويع على المركب العسكري الامريكي. ويقف الاقتصاد العسكري وكانه اقتصاد مواز للاقتصاد الوطنى وقد ينافس الاخير.
-رهان الدولة على علاقتها بالاوليجاركيات المالية الاسراتية الصفووية الاقلياتية The dynastic financial elite minority oligarchies وازعم انه حيث لم تعد الطبقة الحاكمة مستقلة باي صورة من الصور لتتحكم في مصيرها سوى بالسمسرة والعمالة. فقد باتت تلك الكيانات امتدادا للدولة وان لا تتشارك واللدولة الثروة والسلطة الا بقدر ما يتساقط من الاولى من فتات كلهيما. وقياسا ازعم أن الجيش وقد بات مؤسسة افتصادية واحيانا سياسية كما نلاحظ في زمان الثورة وهىي تعبر رة عن الغضب العربي نهياة 2010 وبداية 2011 وتباعا فان الجيش يبقى البديل-الطبقي من اجل ذاته class-for-itself الناجز للدولة ما أن تخلي الاخيرة مكانها للثوار وجيزا. واجادل وجيزا أن هذه ا لفرضية ليس لدى عليها من دليل اكثر من كل من قراءات لا متناهية والاهم معاصرة لصيقة بانقلابات عسكرية ببذات عسكرية ونحاس كثيف Top Brass أو مدنية في السودان وفى عيرها من المجتمعات العربية. وقياس فان كان كل ما هو معقول حقيقي فعل تلك الفرضية حقيقية بالتالي. فرغم ولاء الجيش الوطنى المصمري مثلا وسمعته الطبية بين الشعب بوصف انخ قد تكون له مآثر مثل البلاء في الحروب الا أن الجيش غالبا ما يتلقى تدريبه ويحصل على السلاح وربما معونات عسكرية كما في حالة مصر من امريكا مما يجعل قراراته مخترقة بوعي أو بدون بوعى بالمصالح الامريكية-الرأسمالية المالية-فى المنطقة العربية على الخصوص وعلى راسها قضية الاستقرار تلك.
(1) تمهيد منهجي اجرائي:
وازعم انه حيث لم تعد الطبقة الحاكمة مستقلة باي صورة من الصور لتتحكم في مصيرها سوى بالسمسر والعمالة فان تلك الطبقة باتت اقل من طبقة في حد ذاتها في افضل الشروط وان ما يحرسها ليس سوى قوات حرس جمهوري أو ملكى أو قوات امن الدولة والاستخبارات الخاصة الخ. فتلك الكيانات امتدادات للدولة وان لا تتشارك والاخيرة الثروة والسلطة الا بقدر ما يتساقط من الاولى من فتات كلهما. وقياسا ازعم أن الجيش وقد بات مؤسسة افتصادية واحيانا سياسية كما نلاحظ في زمان الثورة معبرة عن الغضب العربي بداية 2011 فانه يبقى البديل الناجز للدولة ما أن تخلي الاخيرة مكانها للثوار وجيزا. ورغم ولاء الجيش الوطنى وسمعته الطبية بين الشعب بوصف أن قد تكون له مآثر مثل البلاء في الحروب الا أن الجيش غالبا ما يتلقى تدريبه ويحصل على السلاح وربما معونات عسكرية كما في حالة مصر من امريكا مما يجعل قراراته مخترقة بوعي أو بدون بوعى بالمصالح الامريكية-الرأسمالية المالية-فى المنطقة العربية على الخصوص.
(2) تشريح الثورة:
ان محاولة تشريح الثورة تحتاج أن تضع الاعتبارات اعلاه في الحسبان مما يجعل تحليل الثورة محفوف بما هو دون اليقين فيما يمكن أن تفضي الثورة اليه خاصة وان ثورات وحركات تحرر كانت قد صفيت تباعا في خمسينات وسيتنات القرن العشرين او-و صفيت قياداتها وفى حالات مشهورة اعتلق الاخيرون لعشرات السنين ولم يطلق سراحهم سوى عشية الاستقلال. وكان معظمهم قد كسر اما بادمان الخمر في السجن او-و بالترويع وصولا الى تطويعه حتى يوقع اخطر العقود مع شركات متعددة الجنسيات- احد وجوه أو تنويعات الاوليجاركيات العولمية-مثلما حدث مع جومو كينياتا الزعيم الكيني ونيلسون مانديلا حركة جنوب افريقيا للتحرر والحزب الوطني الافريقي the national African Congress (ANC) على التوالي وعيرهما. أن خصومنا يدركون انهم يملكون تطويع اقوى الزعماء وسيلة الى اخضاع قواعدهم الجمهاهيرية. وقياسا تري(ن) كيف أن رئيسا خرج عليه الناس لم يجد حوله طبقة حاكمة ولا حزبا ينجده فحاول اللياذ بالقوات النظامية التى كان قد اذرى بها الا انه لم يبق له سوى أن يستأجر مرتزقة؟ ويتسلح الشعب للدفاع عن ثورته في مواجهة ذلك الرئيس والمرتزقة. لقد بات العامة the mob الشعب هو المكافئ الوحيد بالفعل للجيش النظامي. وعليه فعلينا أن ننفطم من الاصدار عن الجاهز والممفصل سلفا حول الواقع-واقعنا-مما كان قد تيعن غيرنا على مفصلته. هاهو التاريخ يصنع في زمان الثورة العربية التى لم يكن اي منا يتصور انه سوف يسعد حتى بالحلم بها بعد أن كانت كلمة الثورة باتت كلمة قذرة. ولم تندلع الثورة بتلك الفئات المنوط بها اشعال الثورة وانما بجماعات لم نكن نعرف عنها شيئا وان فعلنا لاستهنا بها من طول ما استهنا بكل شئ يخصنا وبنا. ذلك أن عجزنا الطويل وقصورنا الفكرى والتنظمي اثبتته الاحزاب التى ولدت أن حدث ميتة. أن عجزنا وقصورنا يفرضان علينا أن نتواضع ونقلع عن اضفاء صفات النخب والمفكرين والمثقفين والحكماء على بعضنا البعض. أن واجب جيلنا اليوم هو الوقوف امام تجربة الشباب والتعلم منها ومن الاحداث التى يخلقون هم شرط وقوعها. ينبغى علينا أن نتعلم من الاحداث التى كتب لنا شرف وسعادة معاصرتها. فهي ليست وحسب رائعة ومبدعة وملهمة-بفتح الهاء- بل عبقرية وملهمة –بكسر الهاء. وهى بهذا الوصف حرية بان تدفعنا الى الاقلاع عن تلك العادة الردئية وهى التطلع الى الفكر الغربى والتاريخ الغربى ومواصلة القساس عليهما لتقييم انفسنا. ذلك أن بعضنا ما يبرح يصدر عن كتب ومؤلفات لا تمت لما تتفتح صفحاته كل لحظة ويوم منذ 14 يناير وتباعا امام اعيننا وقد ادمن بعضنا الاصدار عما ادخل في روعه انه الحقيقة في وقت نتصح الحقيقة ماثلة تحدق فيه بعينى ترمقان التاريخ اذ تصنعانه الا انه لا يرى التاريخ يكتب لاول مرة منذ وقت طويل الا اذا كان ذلك التاريخ يرجع ما حفظه هو أو هى عن ظهر قلب مما انفق العمر في محاولة التقف به كما التاج الذىي شتهي عنوانا على ثقافة كانت قد اوصلته لمكانة المفكر بغير حق غالبا.
(3) صعوبة البحث في احداث معاصرة متسارعة:
يجد الباحث صعوبة في الكتابة في ثورتين يعاصرهما مثل ثورة تونس ومصر بحاصة في ايامهما الاولى مرة حيث لا يتسق عند بعضنا الانفعال والفعل، ويا طالما كتبت في السخط الشعبى والانتفاضات الشعبية. ومرة فقد بدت الثورة العربية في حالة سيولة وكأنها تأخذ معها الثوار وهم اللذين قادوها. ذلك أن الشباب انفسهم ويقرون في تواضع الثائر النبيل وجسارة قلبه. فلم يكن الثوار انفسهم يدركون لاول وهلة الى اين كانت انتفاضة ترفع مطالب اجتماعية حرية بان تستقطب تلك الاعداد ولا انها ستتطور فتنشأ سراعا هكذا وصولا الى المنادات بمطالب سياسية في مواجه دولة وجيشا من اقدم الدول والجيوش في التاريخ أن لم تكن اقدمها ولا كانوا يملكون القول أو التكهن بتداعيات الثورة هى نفسها على بقية المنطقة رسميا وشعبيا. والى ذلك فلعل الاستقبال الذى تلقاه الثورة العربية ممثلة بتونس ومصر وما يتداعى عنهما مما فاجا وما يبرح يفاجئ المتابع للاحداث:
1- هل يمكن أن يثلج صدر خصوم اعراب الشتات وصنائعهم وازلامهم أن تلك الثورات وظفت الوسائل التى بقي يستخدمها اعراب الشتات في انتاج واعادة انتاج الثروة أن تلك الثورات تستخدم وسائل الانتاج نفسها لانتاج الثورة؟
2- و يزاودة الغرب على الثوار ويتمش ديفيدكاميرون رئيس الوزراء البريطاني-المحافظ- في ميدان التحرير وكانه يحاكى بعض النخب المتخازلة وقد فات معظمهم صناعة التاريخ فراح تسجل له صورا في ميدان التحرير بين افراد من الشعب-ليحجز له مقعدا بين الثوار- وهوطالما احتقر الشعب بل وصفع بعضه على شاشا الكاميرا-و ينادي كاميرون في برلمان الكويت بدولة القانون وحقوق الانسان وكانه مارتين لوثر كينج
3- لماذا تنتشر افكار فجأة فتنتشر بليل تجأر بان رأس المال البشرى اهم من رأس المال المادى. فالاول يحقق النجاح لان مستقبل البشرية معقود على رأس المال البشري وليش رأس المال المادي. وكأن الرأسمالية المالية تصدر عن تجربة الهند والصين وقد سبقتا-غربا بات عقيم- برأس مالهما البشري. وبي خشية من فكر وتنظيم راح الاعلام الغربى يتعطاهما فجأة ولم نخرج نحن بعد من ادغال مخاطر قد تحدق بكل عمل اصيل من جهة من يضيرهم أن تصنع الشعوب تاريخها.
4- -اليس اهم ما يواجهنا جميعا شعوبا وجماعات وافراد هو تأمل ما يصدرون عنه جيدا بادراك عميق بان اللغة التى طالما استهلكناها دون أن نبدع فيها كثيرا حرية بان تستخدم ضدنا في الوقت الذى تبدو فيه اللغة بريئة بل تبدو وكانها تقول ما في صالحنا.
5- اليس عليها التسلح بالحيطة وبالمعرفة وبلغة تخصنا وتدل علينا مثلما فعل اعراب الشتات باكرا؟
6- ماذا يبطن خصوم الشعوب لها يا ترى؟
7- حيث أن مصر غنية بالغاز الطبيعى وتعوم ليبيا فوق بحيرة من النفط وما يعادلها غاز طبيعي فهل انتهى عصر الطاقة النفطية؟ فان لم ينتهي العصر الحجري لان الحجر قد نفذ وانما لان العالم انتج له طاقة اخرى على اقامة الحضارات فهل يستبدل الغرب طاقة النفط بطاقة العمل الحي Living labour ؟. فهل يخطط العالم الغربي لاستمرار حضارته بتأسسيها ضراحة وعلنا على علاقات العمل العبودي مجددا مثلما تستخر اسرائيل العلم الفلسطيني في بناء المستعمرات وحائط العزل العنصري؟
وحيث يستحيل تصور أن الثورة اثلجت صدر خصومها التاريخيين الازليين فاعراب الشتات ومن في مصافهم من العقلانين الجدد كحكام المجتمعات المضيفة لاعراب الشتات ورساميلهم والطبقات المتوسطة والوسيطة النغلة يدركون أن الشعوب لا سبيل الى مواجهتها مباشرة فلا معدى من مخاتلتها وخداعها وو اختراقها بشق صفوفها وباللف حولها تيسيرا للايقاع بها بغاية تسويتها بالارض كالعشب المحلوق مثلما يعلن ولا يتورع أن يفعل يفعل بعض حكام العرب. ولم يكشف الاخيرون ولم يفتضح كيف تتمأسس المراكمة المالية فوق اجداث التراكمنات العددية التى لا وجوه لها مثلما يحدذ منذ نهاية 2010 وتباعا. ذلك أن تلك الاعداد الزائدة التى لا وجوه لها بات له وجوه القة والسنة زلقة وفكر نير وقدرة ابداعية على التنظيم وعلى احراج كافة المرابين والمضاربين ومن اسميهم طبقة الشعب على مستقبل البشرية والكرة الارضية جميعا فتلك خطة تخصم على الشعوب في كل مكان وتتوقف عند اى شئ على الاطلاق فالمسأئلة قد جعلت مسألة حياة أو موت الاوقام النقية من شعور الله المختارة دون سواها من البرابرة.
الشعب وطبقة الشعب:
اجادل أن الشعب- تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا ذلك المفهوم العجيب الغريب الذى لم يتوقف معظمنا بعد فيتأمله مليا ويعرفه كان قد اخضع على مر التاريخ لتعريف كلمة الشعب باكرا منذ الاصحاح القديم واحل مكانه ما يسمى طبقة الشعب تكاذبا the peoples class مما تعرض لتعريفه بايحاز ادناه. وقياسا ترك معظمنا نحن كما نفعل غالبا مفهوم مفردة الشعب لاعراب الشتات يعلفونها ويؤبلسونها فيتعينون على حرمانها من الابداع في التفكير والتنظيم لنفسها بل في التكاثر ومقاومة الفناء. المهم فورا أن ازعم أن مفردة الشعب تعني فيما تعنى الديمومة ومقاومة الفناء والتحول فانها تعني التزايد في مواجهة الابادة والتكاثر في مواجهة التعقيم والسموم. وكلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب وعلى رأسهم اعراب الشتات ومؤرخوهم واتباع الاخيرين في كل مكان. على انه حيث يدعى بعض حكام الشعوب- التى استضافت وتستضيف اعراب الشتات على مر التاريخ وتباعا تلك المجتمعات التي تمت الى التنويعات الشرقوية-تدعي مثلا قرابات حقيقية أو مفبركة مع شعوبهم وقد يتشاركون واياها الالهة الخ الا أن اعراب الشتات لا يتصلون بقرابات حتى مع شعوبهم ويخفون كنه الهتهم عنها ولا ييسرون لشعوبهم معرفة شعائر بعينها يبقيها احبارهم وقضاتهم وتجارهم اسرارا مغلقة على شعوبهم على مر التاريخ. ولك أن تقارن(ى) بين ذلك وقول المأمون في وصيته للمعتصم "لا تغفل الرعية، الرعية، الرعية العوام، العوام فان الملك بهم وبتعهدك المسلمين والمنفعة لهم الله، الله فيهم وفى غيرهم من المسلمين. ولا يتعين لك امر فيه صلاح المسلمين ومنفعه لهم الا قدمته وآثرته على غيره من هواك. خذ من اقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شئ وانصف بعضهم من بعض بالحق وقربهم..و اعمل في ذلك مقدم النية فيه، راجيا ثواب الله عليه"(2). وبالمقابل لا يجد معظم المؤرخين الغربيين-و قد ورثوا كراهية البشر الانتقائية- في قلوبهم نية اشارة التاريخ ولا يشير معظمهم ابدا الى الشعوب فالتاريخ الرسمي يخصم على الشعب دائما. ذلك أن التاريخ تاريخ العظماء والابطال والقادة وقد بات اليوم تاريخ المشاهير ولاعبي كرة القدم ونظائرهم والنجوم. فتحاك الاحداث بل ينسج بعضها ليخدم تلك الشخصيات. ولا يحتمل المؤرخون فكرة أن التاريخ يمكن أن يكون سردية تحكى عن حياة الناس العاديين وانما يؤمنون في افضل الاحوال أن التاريخ بمثابة تبرير نظريات واكر فكرية يتعينون هم على مفضلتها موسيما. فحيث كان التاريخ يكرس سير شخصيات وابطال فرديين على عهد الاقطاع مما ورثته الرجوازية الصناعية ورأس المال الوطني فقد بات التاريخ اليوم عبارة عن سرديات منسوجه لمصلحة الربح ورأس المال والاثرياء والاوليجاركيين اى اصحاب المال الاسراتيين المحليين والعولميين وقد ابقى الناس العاديون مخفيين فمبعدين عن النظر فلا سيرة لهم.
طبقة الشعب وعقلنة حق الحكام المطلق وابلسة العامة:
لعله من المفيدر تذكر أن مفهوم العامة كان قد بقي ملتبس في معظم الثقافات والحضارات ولم يعتصر على اوربا الغربية ولا على اعراب الشتات. ولعل بعض الامويين وربما العباسيين بدورهم كانوا حريون أن يقفوا في التاريخ بوصفهم ممن ابلس مفهوم العامة وعصف بهم مما ادي ببعض امرءا المؤمنيين-ممن ورظته بعض طوائف الخوارج والمعتزلة-و قد زاولتهم هبة ضمير على فراش الموت- الى أن يوصي بالرعية بغية التكفير عما اوقع أو تركا بعض وزرائه بفعلونه بالعامة. وأزعم أن مفهوم "طبقة الشعب" الذى مفصله بعض فلاسفة اعراب الشتات منذ يوسوفوس على عهد الامبرطورية الرومانية وصول الى اشر ها عام يعرف طبقة الشعب بانبياء وملوك وامراء وقضاة واحبار واسباط وتجار بعض طوائف اعراب الشتات. وقياس يغدو ا لمفهوم وكأنه اوقف على رأسه فبات انبياء وملوك وامراء الخ اعراب الشتات هم طبقة الشعب واخفى العامة الشعب بعيدا عن عيون السجل أو السردية الرسمية لاعراب الشتات. وبدون التطرق الى كل من تركيبية هذا المفهوم وجدليته في سردية بعض طوائف اعراب الشتات فما يهم فورا هو أن المفهوم يغدو بهذا الوصف مصادرة على مطلوب تعريف العامة أو حتى السماح بذكرهم.
وازعم أن المفهوم بهذا التعريف كان حريا يكرس باكرا مفهوم امتياز بعض طوائف اعراب الشتات ثم لم ينفك المفهوم أن بات يعبر عن الصهيونية فالصهيونية العالمية بوصف أن الاخيرة ليست عقيدة اعراب الشتات وحدهم وانما هى عقيدة كل من يؤمن بالمراكمة الرأسمالية المالية وينشط في تكريس شرطها وتيسير هيمنتها على العالم اجمع. وقد غدى كل من عدى الاخيرين جدير بالذراية يستحق قدره. واجادل أن المفهوم تحور تباعا فبات يصدر عن كل من الاوليجاركية والصففوية والنخب العولمية اى اصحاب المال المالي العولمي. وكان مفهوم طبقة الشعب قد تمأسس فوق الذراية بمن يطلق بعض طوائف اعراب الشتات عليهم الجنتايل Gentile- اى كل من هو غير يهودى-و يشار الى الجنتايل ايضا بالغويمGoyim والامميين بمعنى المشركين بيهوا. ولا يعنى ذلك أن الامتياز معقود على كافة اعراب الشتات أو بخاصة العامة من الاخيرين. بل هو امتياز معقود على انبياء وملوك وامراء وقضاة واحبار واسباط وتجار اعراب الشتات باخصم على عامة شعوبهم وعامة شعوب الجنتايل ايضا. على انه من المفيد تذكر أن التنويع الصهيونى لليهودية بات يصدر عن مفصلة من هو الصهيونى. فقد بات الاخير كل من يتماهى مع المشروع الصهيونى الجديد بعص النظر عن العقيدية في تعريف الاخير مما يفتح الباب واسعا امام تجنيد جماعات من كل ملة يغدو بعضهم اكثر ملكية من الملك فيما يتصل بتعريف والتعامل مع العامة ومن عداهم من خصوم المعادين للصهيونية. واذا ما لاحظنا كل من القدرة التنظيمة والاقتدار المالي للصهيونية العالمية فان اعداد الصهاينة بالادعاء يتزايد كل يوم خاصة وقد ضاقت بغير الاخيرين المنافذ حراء تعفب الصهيونية العالمية لكل من لا يوافقها أو حتى تستسثقل واحد منهم ظله.
المهم لعل التفضيل الباكر لجماعات بعينها من اعراب الشتات كان حريا بان يضع لبنة التمييز العرقى لحساب الرجال الاحرار النبلاء خصما على غيرهم من العامة الدهماء العامة الغوغاء الذين يلوثون العالم بالتكاثر بجنون وعلى المفقرين بجريرتهم العاجزين عن التقدم من ثم فهم يستحقون مصيرهم في معركة الصراع من اجل البقاء. ولم يزد مفهوم طبقة الشعب المسكوت عنه والمزوق وراء طبقات من اقنعة العقلنة المتخاتلة سوى انه ما انفك أن قيض للمجادلة ما بات حريا بان يغدو سفر تكوين وتنويع باكر جدا على اقليات عولمية راحت تعبر عن نفسها منذ سقوط الامبراطورية الرومانية في اوليجاركيات ااسراتية مالية محلية وعولمية. ولا تهيمن الاخيرات على من عداهن بلا انتقاء وحسب خصما على كافة الشعوب بل تؤبلس الشعوب بوصف الشعوب خصوم واعداء ينبغى شكمهم وتحجيم ارادتهم وسلب ارادتهم وسحقهم كلما رفعوا هاماتهم يتطاولون على حكم الرب فيهم وقد اقام عليهم سادة وانصاف الهة زعماء واعيان وقادة.
وحيث يقف امراء وقضاة واحبار واسباط وتجار اعراب الشتات بوصفهم "طبقة الشعب" People’s class فربما قيضت تلك الاقليات بهذا الوصف تنويعا باكرا على اقليات عولمية تهيمن على من عداها بلا انتقاء خصما على كافة الشعوب. وازعم أن طبقة الشعب في الواقع لا شعب لها الا انها تدعى تمثيل شعب ما تنفك تخلى به وتقدمه اضاح بشرية في سبيل مشروع غير قابل للافصاح عنه-كون ذلك الشعب ليس سوى غريم وخصم وربما عدو "طبقة الشعب" او-و موضوع للمساومة حسب الظروف. ذلك أن عامة شعوب "طبقة الشعب" بقيت-و ما تبرح تؤلف كغيرها من الشعوب- تحسب من التراكمات العدديو التى لاوجوه لها من العامة الدهماء الغوغاء وينظر اليها بوصفها الاخر THE OTHER. وقياسا فتلك التراكمات العددية هى كغيرها قابلة لاستغناء عنها كونها زائدة عن الحاجة الا بقدر ما يتم التقايض بها أو-و عليها مقابل مساومات لحساب امراء وتجار واحبار واسباط وقضاة "طبقة الشعب" تلك. وعليه تغدو شعوب خصوم "طبقة الشعب" بل شعوب حلفائهم اقل من عديمة الفائدة بل خصوما حرية بان توصم بالدهمائية بل بالشر. ويلاحظ الناس في كل مكان أن حكام معظم شعور الارض باتوا اضاح مقابل احتفاظ الحكام بسلطتهم وثروتهم. ويفعل ذلك حكامنا في كل مكان بصورة غير مسبوقة بتواطؤ اعراب الشتات واثرياء العالم من الاولجاركيات العولمية. ذلك أن الاخيرة تحورت تباعا من طبقة شعب اعراب الشتات الى طبقة شعوب العالم اجمع بالوصف اعلاه. فالاوليجاركيات ليست سوى تنويع على طبقة الشعب المذكورة.
وأزغم أن حكام هذا الزمان قد استعاروا تلك العاطفة التى كانت طبقة الشعب في حالتها الاولى قد تعينت عليها نحو العامة بما في ذلك عامة اعراب الشتات قياسا على حكام المسلمين والعرب وكان معظهم رحيم بالشعوب. فحتى المأمون الذى انحاز الى المعتزلة خصما على خاصة وعامة المسلمين وجد في قبله أن يتذكر الرعية قبيل موته. وقياسا لك أن تقارن(ى) بين مسلمات الاوليجاريكيين العولمين وقول المأمون في وصيته للمعتصم "لا تغفل الرعية، الرعية، الرعية العوام، العوام فان الملك بهم وبتعهدك المسلمين والمنفعة لهم الله، الله فيهم وفى غيرهم من المسلمين. ولا يتعين لك امر فيه صلاح المسلمين ومنفعه لهم الا قدمته وآثرته على غيره من هواك. خذ من اقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شئ وانصف بعضهم من بعض بالحق وقربهم واعمل في ذلك مقدم النية فيه، راجيا ثواب الله عليه" وكان عمر ابن الخطاب ياخذ الولاة بالحزم والشدة "حين يبلغه عنهم شئ من اعمال الظلم للسكان. حتى كان يبادر الى عزل بعضهم ومصادرة الاموال والممتلكات التى يكون هذا الوالى أو ذاك قد انتزعها من اصحابها ظلما واستاثر بها". فلا غرو أن لقب ب "عمر العادل" وكان حكم الخلفاء الراشدين متواضعا فلم يستطع الوقوف امام المتآمرين على الخليفة ولم يكن بين يدى الخليفة جيشا أو شرطة فيما كان الكل يدرك أن الخليفة في خطر وقد تبدى أن احدا لم يكن يملك فعل شئ.
فكأن مقتل عثمان تنويعة على رواية جارسيا ماركيز "يوميات موت معلن". ولعل ما اصاب دولة العباسيين الثانية من تشوه من بعد كان يصدر عن التشوه العام الذى كان قد راح يصيب الخلافات الاسلامية منذ الخلافة الاموية عقلانيا أو انتهازيا والطريقة التى وصل بها معأوية ابن ابى سفيان للسلطة. ولعل دولة العباسيين الثانية منيت بالتشوه جراء انتشار فيروس الوصول للسلطة سواء بتحريض من السبئيين أو بمغبة جوار الدولة الاموية لبيزنطا. وقد فاقمت مغبة عصف الحكام بالعباد وتعسف ولاتهم في استلاب الخراج وفرض الضرائب والافتئات على ما ملك الناس حلال تشوه الخلافة الاموية مبلغا. ذلك أن الامويين ما كانوا ليرثوا من الخلافات الراشدية قسمات استبداد أو عدم اكتراث بالعباد الخ لولا أن السبئيين اخترقوا الخلافة الراشدية باكرا بالالحاح على الخروج الى التوسعات تطلبا للغنائم والفئ ولم ينفك الأول أن راحو يدبرون للقضاء على عثمان آخر الخلفاء الراشدين غيلة ولعل لاستعصاء خلافة عثمان على اخر ايهامها لغواية التوسع ولعزوف الخلافة عن استخدام ما يسمى اليوم باجهزة السلطة من الجيش والشرطة من اهم اسباب نهايتها.
الفقراء هم الخلق والبقية عالة عليهم:
يقول احد فقهاء الاسلام "ان الفقراء هم الخلق والبقية عالة على الخلق "والواقع أن مفردة الدهماء العامة في العربية تعنى المثقف المنساق الى عقل غير عقله الانتهازى الذى لا يسعى الا لمصلحته على عكس المعنى الدارج اليوم لهذه المفردة وكأنها تعنى الدهماء العامة من الفقراء أو ما يسميهم بعض الماركسيولوجيين بلا تأمل "حثالة المجتمع". ويقول نهج البلاغة ولعل المعتزلة يوافقونه وقد اصدروا عن سقراط وارسطو وغيرهما ممن انتج وثابر على اعادة انتاد الفكر النخبوي الصففوى وتقابله الذراية بمن عداهم-يقول نهج البلاغة أن الناس ثلاث " فعالم ربانى ومتعلم على سبيل النجاة ورعاع اتباع كل ناعق بميلون مع كل ريح. فالعالم الربانى هو الذى حاز المرتبة العليا في العلم واستقل بنفسه عن سواه والمتعلم في طريقه الى الخلاص حيث يصبح عالما ربانيا اما الباقون-اى الدهماء العامة-فمقلدون. ويقول الهادى العلى لشيخه الحلاج" اجوع مع الجائعين فذلك شرط المعرفة والتحف المنافى فذلك هو شرط الحرية" والارجح أن الهادى يقصد بالمنافى البعد عن الدولة والسلطة اى الاستلاب أو النفى الذاتى(3).
ويمكن ارجاع مفهوم الغوغاء أو الدهماء العامة Mobالنظرى الدارج اليوم الى اصله الغربى الذى استعاره المثقفون والمفكرون في كل مكان فيما يبدو من الفهوم اليونانى والرومانى لمن يطلق عليهم الرعاع الدهماء العامة الغوغاء البرابرة وهم عادة من الغرباء والعمال العاديين والنساء والاطفال. وقد اخذ ما يسمى الغرب التنويرى أو الانسانوى ذلك المفهوم عن ارسطو وبعض الصوفيين اليونان. وكان اول ظهور للمصطلح في القرن الخامس عشر ثم السابع عشر حين زعم أن التاريخ الدموى لتلك المرحلة كان قد اتسم بالعنف لان الثورات التى عمرت القرنين كانت ثورات دهماء. وقياسا فقد اتهم الدهماء العامة بانهم كانوا يمزقون اعداءهم ويلقون عليهم الغواط ويمسحون نعالهم بزيت الكنائس المقدس في ثورة غضبهم على رجال الدين ابان الحروب الدينية وصراعات السلطة في اوربا الغربية. وقد ترتب على تعميش وتزييف ووصم مفردة العامة أن راح الغرب- البرجوازية الصناعية والرأسمالية ما بعد الصناعية تباعا-يسئ تعريف العامة-الدهماء مسبقا. فقد بات يتملك شرائح السلطة الرعب من تجمعات العامة-الدهماء فتعصف الاولى بهم بها تنظيميا وتاريخيا. واذ يعرف العامة الدهماء أو الغوغاء بانهم جماعات غير منظمة فان عدم تنظيمها يفاقم من حالة التطير المتوهم أو الحقيقى أو المتشيع ضدها مسبقا منها. يتطير الغرب من العقل الجمعي-الذي يتسدعى مفهوم الشعب-و قد ثابر الغربي-الراسمالية بتنويعاتها-بعض طوائف اعراب الشتات-على تفريد الفرد-من شعوب الغويم الجنتايي المشركين بيهوا-و شظينة الفرد بفرية-باحلولة-ان الفرد المفرد الفرادي Individualised individual حر وعقلاني وحري بان يتعرف على ذاته بهذا الوصف في وحده يقيضها ابتعاده قدر الممكن عن الدولة فيتركها وشأنها حتى تتركه وشأنه الا بقدر ما يدفع ضرائبه ويستخرج رخصة قيادة سيارته. وتحصل الدولة بالمقابل وفى غفلة من الفرد المرد ذاك على كل ما تحتاج معرفته عن ذلك الفرد الى أن اعفت فيسبوك الدولة ومن هم في مكانها من تعقب الفرد تطلبا للمعلومات عنه على الاف ارنيك جمع المعلومات.
ذلك أن الرأسمالية بتنويعاتها-بعض طوائف اعراب الشتات-الاوليجاركيات المالية من بعد- كانت وبقيت في خشية من أن يعثر ذلك الفرد على حريته ويتعرف على ذاته في الجماعة فيدرك كم هو قوي وحر ومعصوم بالجماعة ازاء الدولة وما ومن هم في مقامها. وقياسا تحرض الرأسمالية المالية الفرد على وتعلمه كيف يبيع نفسه to learn how to sell oneself بغاية تطوير نفسه للحصول على الثروة والشهرة والنجاح. الا انه من المهم ايضا الرجوع الى تعريفات تقول بغير ذلك. فعدم تنظيم جماعات الدهماء أو الغوغاء العامة تسمح سيكلوجيتها للفرد أن يفك "تفريده من خلال وجوده داخل الجماعة فيتمكن الفرد من ثم من أن يحل نفسه من كل تفريد سابق على وجوده المؤقت في الجماعة وبالتالى من كل قيمة اوانضباط سابق. فجماعة الغوغاء أو الدهماء العامة هى حاصل جمع عدة افراد في حالة من الزوبان المؤقت او-و الدائم حسب الانتماي الفكري والتنظيمي في الجماعة. وقد ساءت سمعة مفهوم الغوغاء بمغبة كل من مناخ نشوء جماعات من الملاك الصاعدة الى ما يسمى الارسقراطية الكلاسيكية في القرن الخامس واسادش عشر-لاحظ(ي) التاريخ بوصفه صبيحة سقوط غرناطة-كما تكرس تباعا في ادب القرن السابع عشر بين علماء السوسيولوجيا المرقدين Embedies.
ذلك أن الميل الشائع لدى الكتاب والمفكرين غدي يعبر عن نفسه في أن يبعد الاخيرون بانفسهم ويتباعدون عن العنف وقد اصابتهم نوبة من التطير مما وصفوه بعنف العامة-لم تفارقهم بل العكس يتفنون في تزويفها-جراء ما كان قد راح من ضحايا عنف الملوك والبارونات والامراء والملاك الاقطاعيين ابان ذلك القرن. سوى أن العامة-الشعب-الدهماء لم يكن لهم يد في ذلك العنف الا بقدر ما كانوا موضوعا وضحايا له. وقياسا كان مفهوم السخط المعبر عنه جماعيا حريا بان يتخذ طابع التشاؤم. وفقد غدى كل ما يحيط بانتفاضات العامة الغوغاء الدهماء العامة يهدد الجماعات الحاكمة او-و صور تقصدا من قبل بعض الجماعات على انه كذلك. ولعل الخشية كانت من احتمال مثول ما يسمى بسلطة العامة Auclocracy مما عبر عن نفسه وجيزا جدا بعد اغتيال يوليوس قيصر وكان ذلك ذد يتب قصادا برشوة العامة ثم لتيسير عملية وراثة عسرة من سلطة يوليوس قيصر الاسراتية الارستقراطية-تكاذبا-الى فاسبازيان الذى لم يكن قد مارس رياضة الحاق نفسه بالارستقراطية المتكاذبة تلك.
كيف أسقط الحكام عنفهم على المحكومين- العامة:
كانت حروب اوربا الغربية وبخاصة انجلترا العديدة حرية بان تدفع الى التستر على عنفها باعادة كتابة تاريخ حروب القرن الخامس عشر مثلا بحيث يغدو العامة ممن اطلق عليهم الغوغاء وكأنهم في حالة من اللا شخصنة de-personalised أو ما اعرفه بالتراكمات العددية لمن لا جوه لهم. فعلى الرغم من أن العنف الذى تميزت به تلك الفترة لم يكن الا نتيجة المؤامرات والانقابات والانقلابات المضادرة بين طبقة الحكام من الملوك والامراء ورجال الدين والبرلمانات الاوربية –الا أن محاولات اعادة كتابة تاريخ الحروب الاوربية لم تكن الا لتسقط عنفها على من عدى تل الطبقة مثلما تفعل نظائرها الماثلة حيث تجوع وتروع تلك التراكمات العددية وتتهم اقسام عريضة منها بالعنف بل وبالارهاب. وليس اشد عنفا ولا ارهابا من افقار الناس سوى مصاردة نشوئهم تقدمهم بنفي شرط قدرتهم على التفكير والتنظيم لانفسهم ناهيك حرمانهم من العلم والتقن.
سفر تكوين استلاب العامة بحرمانهم من التفكير والتنظيم:
كان اليونان الاحرار يطيرون من مغبة أو احتمال تقدم من عداهم كان سفر تكوين تطير امريكا وبريطانيا من فبلهما وغيرهما من الغربيين من تقدم المجتمعات غير الغربية ونظائرها البربرية مما قد يلاحظ في كيف أن امريكا –الغرب-الرأسمالية-لا تتركمجتمعا عربيااو اسلاميا بخاصة يمتلك من التنقن والعلم ما يتقدم به أو ينشأ الى اعلى ذلك أن امريكا الرأسمالية-الصهيونية العالمية تسحق اى محاولة مثلما فعلت مع العراق فكان ثالث شرط لازهان العراق هو تسليم علمائه وما تبرح الرأسمالية-الصهيونية العالمية وراء ايران بالمرصاد. وتشعل الاوليجاركيات العولمية المعاصرة حروبا بغاية تكريس حرمان العالم الثالث والرابع والعصر حجري من التقدم التكنولوجي بقتل وتسفير العلماء كما في العراق وتتوعد ايران بالمثل لتحريم التكنولوجيا علينا. ولعل نبوءة اليونان من خشية مغبة استخدام العامة للتكنولوجيا ومن انتشارها بين البرابرة ترتد الى الاوليجاركيات العولمية وحلفائها جراء شبكة المعلومات وجوجل Google وتويترTwitter وياهو Yahoo وغيرها. ففيما تشعل الاوليجاركيات العولمية الثوارت المشبوهة لاستباق الحركات الشعبية التاريخية تنتشر الحركات الشعبية الاليكترونية -الرقمية أو الديجيتالية بصورة تشارف العفووية وعلى نحو غير مسبوق جنبا الى جنب مع الانتفاضات المشبوهة مثل الثورات الملونة Colour revolution.
المهم فورا حيث ادعي اليونانيون قيم اخلاقية مختلفة عن ومتميزة على طواقم قيم من عداهم من البرابرة بل من الحضارات المجاورة فقد كانوا الى ذلك يكرسون الاهتمام بالحاضر فلم يكن المستقبل يشغلهم كبشر كثيرا فكأنهم تنويع باكر على اعراب الشتات من حيث لا مبالاتهم بتخريب البيئة والاخذ اللامكترث من الموارد الطبيعية والبشرية والاكتفاء بالتركيز على ما يزوقونه في التقدم والازدهار بمعنى تقدم وازدهار الاقليات الاوليجاركية الصفووية المالية العولمية وازنابهم المحلية. فقد كان اليونانيون يركزون على ما يسمى "التقن" Techne و“التقن درجة متقدمة أو مطورة من ادواة الانتاج والتقنبة- وكان اليونان الاحرار والصفوات الفكرية والسياسية وربما العسكرية ترى أن التقن سيعصمهم هم دون من عداهم من الاغلبيات العددية المفقرة المستلبة والاجانب البرابرة(4). فقد كان اليونان الاحرار والصفوات الفكرية والسياسية والعسكرية تتطير ايما تطير من احتمال تعين العامة والاجانب-اي غير اليونانيين والغرباء-و العبيد والنساء غير اليونانيات-على التقدم التقنى. ولعل تطير اليونان الاحرار من مغبة أو احتمال تقدم من عداهم كان سفر تكوين تطير امريكا وبريطانيا من فبلهما وغيرهما من الغربيين من تقدم المجتمعات غير الغربية ونظائرها البربرية مما قد يلاحظ في كيف أن امريكا –الغرب-الرأسمالية-لا تسمح لمجتمع عرب اسلامي بامتلاك التنقن والعلم ما يتقدم به أو ينشأ الى اعلى. ذلك أن امريكا الرأسمالية-الصهيونية العالمية تسحق اى محاولة مثلما فعلت مع العراق فكان ثالث شرط لازعان العراق هو تسليم علمائه وما تبرح الرأسمالية-الصهيونية العالمية وراء ايران بالمرصاد. وتشعل الاوليجاركيات العولمية المعاصرة حروبا بغاية تكريس حرمان العالم الثالث والرابع والعصر حجري من التقدم التكنولوجي بقتل وتسفير العلماء كما في العراق وتتوعد ايران بالمثل لتحريم التكنولوجيا علينا.
ولعل نبوءة اليونان من خشية مغبة استخدام العامة للتكنولوجيا ومن انتشارها بين البرابرة ترتد الى الاوليجاركيات العولمية وحلفائها جراء شبكة المعلومات وجوجل Google وتويترTwitter وفيسبوك facebook وياهو Yahoo وغيرها. ففيما تشعل الاوليجاركيات العولمية الثوارت المشبوهة لاتسباق الحركات الشعبية التاريخية تنتشر الحركات الشعبية الاليكترونية -الرقمية أو الديجيتالية بصورة تشارف العفووية وعلى نحو غير مسبوق جنبا الى جنب مع الانتفاضات المشبوهة مثل الثورات الملونة Colour revolution. ويلاحظ الناس في كل مكان كيف أن امريكا واسرائيل تستقطبان كل عالم عربى مسلم او-و تغتاله اما بدنيا أو قعليا، وتتعين امريكا اليوم على مطاردة كل دولة تجرؤ على تطوير نفسها او-و التعامل مع التكنولوجيا المتقدمة العلم وتطبيقات الاخير على وسائل الانتاج والسلاح. وتحتكر الاخيرة واسرائيل التكنولوجيا صناعة السلاح الخ. ولعل اليونان كانوا يعتقدون مثلما يفعل معظمنا اليوم بان التقدم التكنولوجى حري بان يحل شرط خرابهم. ومن المفيد تذكر أن بعض طوائف البروتستانت وبخاصة تلك التى لا تلتزم بحرية العقيدة مثل طائفة النونكونفوميست Non-Conformist والكالفينية البيوريتانية أى التطهرية كانت وبقيت تؤمن بتعالق العلم والدين والتكولوجيا مثلما يدعى المحافظون الجدد. فالاخيرون يجأرون بان العلم والدين صنوان من حيث أن واحدهما حري بان ييسر سبيل اجتياح ما عداه من علم ومن اديان بالدولار وحده. فالافاننجلية الاصولية-و هي صنو الصهيونية الجديدة-ليست سوى دين الثراء والثراء يبتاع العلم والمعرفة ويمفصلهما على هواه. وقياسا يجأر المحافظون الجدد وحواريهم اى معظم الليبراليين الجدد أن كل مشلكة من الارهاب والتغيير المناخى حتى تمكلين المرأة على جسدها تحل بالتكنولوجيا. فستوفر التكنولوجيا الحل لمشكلة الطاقة ومشكلة التغيير المناخى ومشكلة الشرق الاوسط ومشكلة الكثافة السكانية. وقياسا بقى اليونان يؤمنون بان التقنية حرية بان تجعل اليونانيين-بمعنى صفواتهم بالطبع-اكثر اقتدارا وتأهيلا بصورة ماثلة في الزمكان أى هنا والآن(5) Here &now. ذلك انه ما أن يمتلك علية قوم اليونان-كون الاخيرين صفوة مبدعة وخلاقة ومتميزة- مثلها مثل الاوليجاركيات والكابالات Cabala(s) ومحافل الصهاينة الجدد من كل عقيدة وملة-ناصية تلك التكنولوجيا فانهم حريون بان يتعينوا بالتكنولوجيا على حل كافة المشكلات.
التطير من العقل الجمعي بتفريد العامة:
كان الميل نحو وصف المفقرين أو العامة وكأنهم في حالة من اللا شخصنة de-personalised-و اللاشخصنة حالة تختلف عن اللا تفريد de-individualisation قد راح يتخذ له ابعادا ليسوع فيشمل الطبقات المحكومة في كل مكان الى شعوب كافة الاقوام المكتشفة والمتوسع في اراضيها. المهم ففى حين تمحو حالة اللاشخصنة الهوية الفردية فان ما يترتب على اللا تفريد هو عملية تعدد الهويات الاخري للفرد المشترك في الجماعة والمؤلف لمجاميعها. وحيث توسع الجماعات احساس الفرد بالذات بل لا تمحو علاقة الفرد بالجماعة الفرد أو تلغيه ولا يمحو خروج الفرد من الجماعة الفرد من بعد. ذلك أن الفرد داخل الجماعة عضو في تجمع تبقى عضويته مضمونة يبقى اثرها عليه باق. فطالما بقيت الجماعة ممثلة في تجمع افراد اخرين Collectivity فان الفرد من اعضاء تلك الجماعة يملك ويتماهى مع عدة هويات ومع الهويات الخرى. ويقول المفكر الفرنسى لوفيفر أن سيكلوجية الغوغاء أو الدهماء العامة ثورية لان الافراد المؤلفين لها يتحولون من افراد عاديين أو سوقيين bulgar أن اردت – من حالة هويتهم العادية الى هوية جماعة اعلى من الهوية الفردية اى أن حاصل جمع أفراد العامة- الدهماء هو هوية جماعية تختلف عن حال كل فرد منفردا وعلى حدة من الاخرين.
على أن الجماعة المحتجة ذات الاجندة الاحتجاجية من العامة تبقى جماعة غير متجانسة الافراد على الرغم من انها في اجماعها على الاحتجاج قد تبدو كذلك وهذا ما قد يثير الرعب فيمن يراقها من الخارج بخاصة عندما يراها متجانسة في تعبيرها عن السخط وبالصورة التى تعبر بها عن ذلك السخط كما لو كانت تهب هبة رجل واحد. ويعول خصوم العامة-الشعب على ما قد يتعرض له العامة الشعب جراء مثول بعض الجماعات التى قد تشبه العامة الشعب بينهم مما ينضم الى الاخيرين. ذلك أن افراد مخربين قد تغويهم حركة العامة الشعب الاحتجاجية فينضمون الى صفوفها في لحظة من اللحظات. ويعول خصوم تلك الحركات على ذلك وقد يدفعون ببعض ما يسمى "البلطجية" بغاية اساءة سمعة الحركة فيصمون العامة الشعب بالتخريب والفتنة والعته واللاعقلانية (بالمعنى المزوق). واذا ما تجاوزنا تجرية ثورة 25 يناير مع البلطجية نجد أن مظاهرات واعتصامات عمال المناجم البريطانيين في 1984-5 في وثورة الطلاب الاوربيين والامريكان في 1968 التي كانت مسييسة ومنظمة و"عقلانية (بالمعنى الحرفي وليس تزويقا) بدرجة من الدرجات استهوت مرة منشقين على اتحاد عمال المناجم ومرة اولئك الذين استعدتهم الاستخبارات البريطانية بريادة السيدة ستيلا ريمنجتون Stella Remington المدير العام Director General of MI5 from 1992 to 1996 وقد منحت وسام ليدي جزاء على خدمتها لتكريس الوضع الراهن وقتها. وقياسا فقد التحقت بثورة الطلاب بها جماعات من اللذين يروق لهم "العنف" من غير العقلانيين أو غير المنظمين غير المسيسين وغير ذلك من غير الطلاب ومشجعيهم والمتعاضدين معهم من المعارضين للحكومة من المسيسين والمنظمين. وهنا ينبغى الاشارة الى معنى المعارضة المنظمة Organised opposition فهى تلك التى يسمح بها القانون وتلتزم بالالتزام به. ومن المفيد ملاحظة أن قوانين تنظيم والعمال ومن هم في مصافهم كان قد راح يتحور جراء التشريعات العمالية التى تقيد العمل المطلبى وتحد من حركة العمال ونظائرهم كالطلاب وكافة الجماعات المهنية التعاضدية. فقد وضعه حزب المحافظين البريطاني 254 تشريعا مابين 1979 و1983 يقيد العمال ولم يقصر حزب العمال الجديد عن سن تشريعات اخرى قيدت الاصراب والاعتصامات الخ مما باتت معه نقابات العمال وامثالهم مفرغة من المحتوى.
وقياسا فان ما يسمى بالمعارضة غير المنظمة Un-organized opposition يعبر عن نفسه فيما يعرف بالعمل المباشر Direct action أو الطوعى الذى لا ينتظم في نقابات أو احزاب غير مسلحلة بموجب فوانين تسجيل الجمعيات والنقابات والاحزاب. ويعود مفهوم العمل المباشر الى الادب السياسي الفرنسي ويتجذر في ارث الثورة الفرنسية. وفيما تتسامح الانظمة مع الحركات والاحزاب المنطمة وفق القوانين والتشريعات التى ينص عليها النظام مما قد يجعل تلك الكيانات محض امتداد للنظام أو واجهة مظهرية لما لا وجود له فان العمل المباشر الذى تتعين عليه جماعات من العارضة غير المنظمة يتمأسس بالتيجة فوق الحركات الشعبية والثورات. ويعرف خروج الناس في تلك الحركات والثورات بالعمل المباشر. وتتطير الانظمة والادب السياسي الغربي من مثل ذلك العمل ويؤبلس وتسقط عليه صفات العنف الذى هو في الواقع عنف الطريقة التى تواجهه بها الانظمة القائمة. فغالبا ماتكون تلك الحركات والانتفاضات الشعبية وحتى الثورات الشعبية سلمية كما يلاحظ الناس اليوم في كل مكان.
اسقاط عنف الحكام على الشعب:
من المفيد تذكر أن الادب السياسي الذى درجنا على الاصدار عنه والذى يمأسس معظمنا ما يكتب ويبحث فيه على محصلاته ونظرياته هو ذلك الذي تنتجه القوى والجماعات والطبقات التى تقف في تضاد مع نظائرها الشعبية. وحيث تقف تلك الجماعات في تضاد مع نظائرها الشعبية فان الاولى كانت وما تبرح تصور الثانية في صورة سالبة على الدوام. وتقف اوربا الغربية انموذج مروع على ابلسة خصومها الشعبيين وربما خصوما الطبقيين التاريخيين جميعا. فاذا ما تجاوزنا الحروب الدينية في القرن السابع عشر فان الصراعات الاسراتية الانجليزية وحدها بين ال أو بيت لانكستر House of Lancaster وال يورك House of York حول الوراثة والتاج في القرن الخامس عشر – ما بين اعوام 1455-1483 الى احدى عشر حربا اهلية. كانت تلك الحروب التى اطلق عليها حروب الوردة أو الورود Wars of Roses - الحمراء لبيت لانكستر والبيضاء لآل أو بيت يورك من اشد ما عرفت انجلترا مثلا من العنف والدموية. فان كان كل من الاسرتين ادعى احقيتة في العرش اى في السلطة الالهية فقد كان صراعهما صراعا اليها يسمح بكل شئ في شأن الرب وثوابا فيه. الا أن تلك الجماعات التى ما انفكت أن الحقت نفسها- بما سمى من بعد- بالارستقراطية الكلاسيكية- راحت تعيد كتابة تاريخها كما تفعل تلك الجماعات على مر التاريخ المسكوت عنه. ذلك انه ما أن ورثت معظم شرائح الارستقراطية الكلاسيكية وشرائح السلطة الاقطاعية التقليدية الدولة مع نهاية تلك الحروب ولو وجيزا حتى اعادت كتابة تاريخها وكتابة تاريخ تلك الفترة فالصلقت صفة "الرعايا" على خصومها واجملت معهم الافنان وجماعات من الغوغاء.
على انه من المفيد تذكر أن كيف تسترت الارستقراطية الكلاسيكية تلك على من كان المقصود ب "الرعايا" وكانوا في الواقع من الارستقراطيين واعضاء البرلمان من المالكين انفسهم. ولم تنفك الجماعات الاستقراطية الظافرة أن اسقتطت نعوت كالعنف على اؤلئك "الرعايا" غير المعرفين( وعلى الدهماء العامة) في حين أن لم يكن الاخيرون الاوائل سوى شرائح السلطة انفسهم. ومن يومها بات كل المتنصر والحاكم والخصم يسقط كافة الوان الذراية ويوقع اشكال المهانة بعدوه. فتسقط بها شرائح السلطة أو الاستعمار صفاتها البربرية العنيفة وارهابها على المحومين والشعوب المشتعمرة بوصف الاخيرين غرماءها غبر تاريخها وفى كل مكان.
وعلى الرغم من أن الرعايا المقصودين لم يكونوا من الاقنان أو العامة بل من من الارستقراطية وشرائح السلطة الحاكمة المهزومة امام نظائر اخرى-لا سبيل الى يسمح الحيز لتحليلها-فى صراعاتها الدورية الدائمة حول السلطة فقد اسقط على العامة أو الدهماء عنف ذلك الصراع وتلك الحروب وصفة العصيان والتمرد والعنف الغوغائى من ناحية. ومن ناحية اخرا اتصل ويتصل التطير من مغبة مثول الغوغاء عند حواف العاصمة او-و في الطريق الى البرلمان أو على هوامش الدائرة الخارجية لشرئح السلطة بفكرة أن الغوغاء جهلاء اغبياء يسهل على المشاغبين استمالتهم الى اى جانب لاحظ(ي) كيف وصف الشباب بالدهماء العامة من قبل كل من بن على وعمر سليمان والقذافى والحقت بهم صفات سالبة منها الاستهداف للغواية والعمالة) وقد تكرست فكرة جهل وغباء العامة في الادب السياسي الغربى-الانجلوساكسوني الانجلوامريكي اكثر من غيرهما ربما مما استقر في الذهنية الغربية بهذا الوصف -بحيث تلاحظ(ين) كيف يتصل "استهبال" العامة والاستهانة بهم بين بعض اللذين يدعون معارضة النظام القائم او-ويجأرون بالنضال ضد حكامهم. وقد بلغت الاستهانة بالشعب والذراية به ببعضهم أن يدعي الثورية ولا يكاد ينفرز عن الحكام بل ينباهي بصحبة الحكام وبعلاقته بهم وبقرباه مهم ولا يضيره أن يرعاه بعض الاخيرين أو حتى زوجاتهم.
و تلاحظ(ين) أن السياسيين المحدثين ما يبرحون يستهبلون "الشعب" بما يسمى اليوم ب "غزل"او تدوير الكلام SPIN الذى لا يقول شيئا في الوقت الذى غدى فيه "الشعب" اكثر ذكاء واشد قدرة على "سبر غور لغة السياسة المزوقة Euphemised. من ناحية اخرى فيما كانت الحروب المذكورة اعلاه في الواقع قصيرة لا تتعدى اى منها اشهرا معدودة الا أن الارستقراطية كانت قد تكبدت خلالها خسائر كبيرة في ارواح تلك الطبقة زيادة على الخسائر المادية مما ترك لدى الطبقة العليا والطبقات الحاكمة عموما ذكرى فظائع الحرب بحيث استقر الفزع من اى شكل للعنف في التعبير أو ما قد يشبه العصيان أو التمرد أو الحروب الاهلية في عقول الطبقات الحاكمة(6). وربما كان ذلك هو السبب في أن مفهوم الدعماء أو الغوغاء قد تحول في القرن التاسع عشر الى هاجس يلح على المفكرين والمصلحين الذين كانوا يرون في ظاهرة التجمع التلقائى خطر على اللذين يقفون خارج جماعت الدهماء العامة لان الدهماء العامة كانوا من الجماعات المستلبة بوصفهم من غير المالكين وبالتالى فانهم كمستلبين معادين ومن طبعهم الحقد على المالكين يميولن الى وبسله غوايتهم الى تهديد الملكية الخاصة واصحابها ضمنا. اى انهم بالتالى خطر مباشر على النظام القائم: أو ما يشار اليه بالمجتمع وكأن المجتمع هو النظام وان العكس صحيح. وهذا ما نلاحظه حين يواجه حاكم بالتنحي عن منصبه. ذلك أن بن على ومبارك لم يتصورا المجتمع بدونهم اما في حالة القذافي المتطرفه فانه يغدو هو المجتمع بحيث انه لا يتورع عن أن يدمره تدميرا أن هو اضطر الى الخروج.
وعلى الرغم من أن النظام يكرس فكرة انه يمثل الامة ويدعى أن المجتمع" على أنه يشمل الغوغاء الا أن النظام لا يمثل العامة الغوغاءو يتبرأ منهم في أن واحد. ذلك أن المجتمع المقصود هنا هو المجتمع بتراتباته التقليدية "العقلانية " المحافظة صاحبة الحق في الملكية الخاصة والسلطة وحدها. والى ذلك فانه لما كانت سلطة التاج الهية وقدسية العرش والملكية الخاصة فوق كل اعتبار عداها فقد كان عصيان السلطة والاعتداء على الملكية الخاصة امر يشارف الخيانة العظمى مثلما يلاحظ ضمنا في الفكر السياسي الامريكي حيث يغدو اي مساس بالمجتمع المتراتب رأسماليا خيانة عظمى فقد واتهم جون ماكين مرشح الجمهوريين للرئاسة وسارة بلين المرشحة الجمهورية لمنصب نائب الرئيس باراك اوباما وكان مرشح الديمقراطيين بالاشتراكية عندما كان ينادي بمشروع الرعاية الصحية ابان حملته الانتخابية. فالاشتراكية أو اى شبهة منها تعنى المساس بالملكية الخاصة واعادة التنزيع على العامة الدهماء ووسيع فضاءات الدول وفخلخلة التراتبات المقدس للمجمتع الامريكى وغير ذلك تجديف بحق الرأسمالية المالية خاصة.
تزويق البرجوازية الصغيرة والعامة بالاقطاع النغل:
نشأ الصراع مجددا بين الارستقراطية الكلاسيكية وشرائح البرحوازية الصغيرة البازغة مع توسع رأس المال في امتدادات الاخير في العالم الجديد. وكان توسع رأس المال حري بهذا الوصف أن يخلق شرط نشوء تراتبات اجتماعية جديدة من الحكام والمحكومين العامة الدهماء مما انذر بوشوك المساس بتراتبات المجتمع الاقطاعي فيما راحت البرجوازية الصغيرة تتعين على خلخلة المجتمع الاقطاعى تباعا وصولا الى صعود البرجوازية الصناعية خصما على الارستقراطية الكلاسيكية وعلى الملكية الاقطاعية الخاصة. وحيث لم تلبث البرجوازية الصناعية أن استدعت قدسية الملكية الخاصة فاستقرت تلك القدسية في مسام المجتمع مجددا حتى انهيار ذلك المفهوم بعد الحرب العالمية الثانية ونهاية حرمة الملكية الخاصة بهذا الوصف فقد بقى المساس بالملكية الخاصة في امريكا مثلا-و لم تمر بالرجوازية الصناعية-بل تحورت من الاقتصاد العبودي الى الرأسمالية المالية الا ما خلا صناعة السيارات بعلاقات والسلاح بعلاقات عمل عبودية-بقى مساس بالمجتمع. ويعنى ذلك المساس بطبقة مالكي الثروة المالية اكثر من اى شي اخر دون سواهم.
وقد بقى كل متعد على الملكية الخاصة يعد متعد على المجتمع" مما يلقي بالمتعدين الى عداد العصاة اللاعقلانيين فاقدى الرشد. المهم فورا وعود الى كيف كيف اطلق ممؤخو البرجوزاية الصناعية ادركت أن الحروب الاهلية الاوربية كانت وظيفة الصراع بين ملكية ضعيفة في مواجهة "رعايا"اى طبقة البرجوازية الصغيرة البازغة-يستقوون علي المالكين واستباحة ملكيتهم كيف اطلق مؤرخو البرجوازية الصناعية على تلك الفترة صفة "الاقطاع النغل" Bastard Feudalism. فان كانت البرجوازية الصغيرة قد عبرت عن نفسها بوصفها خميرة الرأسمالية الميركانتالية فان وصف البرجوازية الصناعية لها بالاقطاع النغل لم يكن سوى اسقاط رأسمالية على اخرى وعلى العامة معا صفاتهاهي دون أن تجرؤ على النطق باسم غرامائها الحقيقيين. وفي ذلك كانت البرجوازية الصناعية تزوق تطيرها من الاقنان والعامة وقد خلقت البروجوازية الصغيرة شرط اعتاق بعضهم من عبودية القنانة غير المنقولة للارض حتى وان استبدلت الاخيرة بعبودية اجر الكفاف subsistence wage slavery. ويلاحظ ايضا كيف أن البروجوازية الصناعية –حين اختبرت لاحقا ضعفها هى نفسها ازاء العمال الصناعيين بعد نهاية الحرب العالمية الاولى وما بين الحربين-قد اخذت البرجوازية الصناعية على نفسها ونذرت فيما بين شرائحها الاوربية الغربية باللا تتكرر المواجهة بين الاخريرن من ناحية وبينهم وطبقات غير المالكين من ناحية اخرى بوهم أن قوة عمل "الدهماء العامة" والغوغاء-البروليتاريا الريفية الفطيرة Lumpen proletariatغالبا ينبغى اللا يسمح لها بان تتكافأ باي حال فكريا وتنظيما وقوة المالكين. فثروات الاخيرين اثبات لبركة لرب عليهم بوصفهم ابرار يجلسون في محفل الاوليمب بين الانبياء وان فقر العامة الدهماء اثبات لنقمة الرب عليهم التى يستحقونها. فل يعد لرب الاثريا علاقة بالمسيح الفقير صديق الفقراء والمتعبين ولم يغدو الرب الرأسمالى رجلا ابيضا قويا ثري ناجحا شهيرا كنجوم هوليوود وحسب وانما يكره الفقراء ويستعرر من المفقرين والمرضي وكبار السن والملونين بالضرورة.
و قياسا اقسمت شرائح السلطة تلك وبقايا ارستقراطية المالكين الكلاسيكية landed aristocracy ونظيراتها اللاحقة تباعا بالا يتكرر عنف الصراع بينها وبين العامة مجددا فلا يجد المالكون انفسهم مرة اخرى عزل امام الغوغاء من العمال الصناعيين. وازعم أن ذلك كان احد اهم الدوافع الحقيقية وراء الحرب العالمية الثانية وزوقت على انها دفاع عن الديمقراطية وضد النازية والفاشية. فقد كانت الحرب في الواقع بين رأسمالية مالية بازغة ورأسمالية تتعين على ما يشارف اعادة التوزيع الاشتراكي حيث كانت النازية تتمأسس فوق رأسمالية كانت تعرف نفسها بالاشتراكية القومية الالمانية. ولم تكن النازية سوى الاحرف الاولى لحزب العمال الالماني الاشتراكي. وكان موسيلينى في وفاق مع ما يسمى الحلفاء حتى اخر لحظة حتى اختلف معهم فحسب على المحور. ومن المفيد ملاحظة أن المانيا النازية كانت حرية بهذا الوصف أن تحدف بحق الرأسمالية المالية الباذغة من حيث انها:
-تتمأسس فوق رأس المال السلعي
-تعد باعادة التويع فيما راحت الرأسمالية المالية تنزر نفسها للمراكمة بالربح والفائدة واقسى الفائدة خصما على الانتاج السلعي وخلق العمالة الا بقدر ما كانت تتعين على رشوة فئات من شعوب المجتمعات الغنية
-تقول ولو ضمنا بالقومية وكانت الرأسمالية المالية قد باتت عابرة للحدود خصما على الحدود القومية والدولة القومية والمشروع القومي جميعا.
وقياسا ما يبرح التاريخ الحقيقي للحرب العالمية مثلها مثل غيرها من الحروب والاحداث الكبري في التاريخ الرسمي الاوربي الغربي معمش عليه. ومن المهم تذكر أن قوة المانيا الاقتصادية ترجع الى استثمارها في الشعب وان التطير من الشعب العامة مفهوم يصدر عن ذهنية الانجلوساكسون والانجلوامريكان وقد اخترقها باكرا اعراب الشتات. وازعم ايضا أن ذلك كان مخاض نشوء مرحلة جديدة أو نكوص البرجوازية الصناعية نحو عولمة رأس المال بصورة عنيفة وتركزه في ايد اقل فاقل من الشرائح عابرة الحدود القومية خصما على رأس المال الوطني مما خصم بدوره قوة تلك الشرائح وثرواتها وقد اسفرت عن حقيقتها بوصفها اوليجاريكات-اسراتية اقلياته بالنتيحة–مالية –ربوية بالضرورة في كل مكان-على من عداها وبخاصة العامة من منتجي الفائض والثروة والكفاف والحياة جميعا. وقد بات العصيان مجددا تهديد لثرواة وسلطة وقوة الاثرياء والاقوياء. وقياسا فقد بقيت تنويعات العصيان والانتفاضات تصور حتى الان على انها رهينة بجماعات من العامة الدهماء كانت وبقيت مسئولة عن تدمير الملكية الخاصة فهي جماعات ضعيفة العقل بربرية يتسم تعبيرها الذاتي وتنظيماتها في مواجة الاثرياء الاقوياء بالعصيان وبالحقد الطبقى أو العرقى. ويقول الاجب السياسي الاوربي الغربي-الانجلوساكسوني على الخصوص فان حقد العامة الدهماء-الشعب كان دائما وراء ذهنية التطير من اى معارضة شعبية. وقياسا راحت صورة الغوغاء العنيفة التى لا هدف لها سوى التدمير والاعتداء على الملكية الخاصة والملكية العامة تسقط الصورة على غير الغربي فيعاد انتاج صورة غير الغربى النمطية stereo-type في كل مرة. فمرة تطرح صورة غير الغربي الغريم في شكل الكافر بالرب ومرة في المعسكر لاشتراكي ودائما في المسلمين وفي الارهابيين الخ. ويصور الاعلام والادب الاخيرين دائما مفقرين في اثمال بين خرائب يعوذهم اى عامل حضاري وكأنهم دواب وكواسر ضارية تهم بالانقضاض على الرجل الابيض والمرأة البيضاء وتهدد حضارة الرجل الابيض لدمره العالم.
العامة مسؤولون عما يحيق بهم:
لعل من اخطر ما تفضي اليه الصورة النمطية هو أن الصورة ا لنمطية تبرر بل تسوغ وتحلل بربرة Barbarisation الخصوم العامة الدهماء العمال شعوب العوالم الثالث والرابعة والعصر حجرية النساء الاغراب والعصاة فالعصف بهم ووصمهم بالبربرية(7). ولما كان كتاب وبخاصة شكسبير قد كرسوا باكرا فكرة أن العصيان أو الحرب امر بشع ووحشى فقد غدى وبقي عصيان النظام القائم اى نظام أو السلطة الحاكمة والمالكين في اذهان المؤرخين الغربيين منذ القرن الخامس عشر عبورا بالقرن السابع عشر ثم التاسع عشر وحتى العشرين عمل ينبغى أن يستبعد بكل وسيلة(8). هذا رغم أن شيكسبير كان من اكبر العصاة المنظمين ضد سلطة المليكة اليزابيث الاولى وكانت بروتستانتية تتعقب الكاثوليك وكان شيكسبير كاثوليكي. المهم فورا من المفيد تذكر أن الولايات المتحدة ورثت ذلك الفزع فتأصل في مسام الفكر والتنظيم الغربى- الرأسمالي في ما يشتبه انه عصيان مدنى أو اضطرابات مدنية كرسته بحزافيره في سياساتها الداخلية الخارجية معا.
الفكر البروتستانتي وشرط افقار العامة فأبلستهم :
نشأت فكار ونظريات اجتماعية في القرن الثامن والتاسع عشر افكار حول دونية الفقر والفقراء كما كان الفكر البروتستانتي الذي كان وراء احد اهم مسببات العنف والافقار في القرن السابع عشر في حرب البروتستانت مع الكاثوليكية قد اخذ يعلن باسم الرأسمالية أن الفقر لعنة وبالتالى فان الفقير اذ لا يملك سوى أن يعبر بعنف انما يعرض النظام للقلقة وعدم الاستقرار. ويلاحظ أن اوربا كانت تتخلص من فقراءها كما في حالة الايرلنديين والاسكتلنديين وشذاذ الافاق من الفرنسيين وغيرهم بدفعهم دفعا الى الهجرات العنيفة الى الامتدادات والتوسعات مثل العالم الجديد وبتصديرهم كما في حالة استراليا ونيوزيلاندا أو بعقابهم على فقهرهم كما في حالة الاقنان غير المنقولين ابان القرن الثامن عشر حين اخذ الاقطاعيون الانجليز يحرقون اكواخ الاقنان الاسكتلنديين لتحويل المراعى مزارع تنويع للمحاصيل ومراعى وفى حالة الفرنسيين مع مفقريهم فطردهم الى الجزائر ابان القرن التاسع عشر. وفيما لم يكن واردا قبول ثورة المفقرين العامة حتى القرن التاسع عشر وتباعا فقد ابلست ثورات المفقرين العامة الدهماء بوصف انها تهديد للسلطة الالهية وللممتازين من اصحاب القوة والثروة المباركة. وفيما بعد اعيدت قراءة الثورات الفلاحية وانتفاضات العامة وغيرهم من الطبقات الشعبية فاسقطت عليها صفات سالبة بلا انتقاء ومن وجهة نظر المالكين واصحاب المصالح المعلاة تاريخيا. وقد اخذت الولايات المتحدة على عاتقها اشاعة وتكريس فكرة أن الثورة عمل بربرى في عنفه وقد اعيدت قراءة وكتابة تاريخ الثورة الفرنسية وتاريخ اوربا الغربية الشعبى أن وجد والتاريخ الرسمي الاوربي الغربى وتاريخ الولايات المتحدة على ضوء تلك المفاهيم، فقد مفصل تاريخ الثورات كالثورة الفرنسية -1789 بمفهومات أو مزوقات حداثية منها حقوق الانسان وغيرها وقد اشقطت تلك المفردات المزوقة علي مسميات واحداث من علياء لغة ما بعد حداثية غير قابلة للتعريف أو متطيرة من التعريف تصدر عن فكر شديد الهيافة اكاديميا ونظريا فاطلقت جماعات من شذاذ الافاق الفكرية والنظرية سرديات ملفقة ووصم كل من لا يروق تلك الجماعات وكل من لا يوافقهم ورميهم بتهمة التجديف بحق التقدم والقيم الغربية الخ.
من المفيد تذكر انه أن كان ثمة ركائز اكاديمية و- أو موضوعية للفكر" ما بعد الحداثى فان تلك الركائز تصدر عن السوق وتتمأسس فوق الليبرالية الجديدة خصما على اي موضوعية تاريخية أو علمية. ففيما الف تاريخ الولايات المتحدة وامريكا الجنوبية ابشع سجلات استلاب الارض وابادة السكان ونهب ثرواتها وتشويه تاريخها باسم ما سمى بالتنوير ابان وبعد الاكتشافات الجغرافية الكبرى -الا أن الولايات المتحدة راحت تطرح نفسها ضد انجلترا –ابان مرحلة الاستقلال وحرب التحرير-American Revolutionary War (1775–1783) or American War of Independence بمعاونة فرنسا غريمة انجلترا الكبرى انذاك وفى مناخ وشعارات الثورة الفرنسية وكانت الاخيرة كانت تعتمل مؤذنة بالتفجر- بوصفها مدافعة عن قيم ومبادئ تحريرية انسانية. وتلاحظ(ين) أن الدستور الامريكى ووثيقة اعلان الحقوق الامريكية بما فيها من شعارات الحرية والدفاع عنها الخ كانت قد وفرت للفرد حقوقا تعينت عليها الثورة الامريكية الا أن الولايات المتحدة لم تنفك أن عصفت بتلك الحقوق لحساب جماعات مالية فراحت تجأر بان الثروة بركة وان الاستقرار الاجتماعى فوق العدل والمساواة في الحقوق الاقتصادية الاساسية. وحيث تحرض الرأسمالية المالية الفرد وتعلمه كيف يبيع نفسه to learn how to sell oneself بغاية تطوير نفسه للحصول على الثراء وبلوع الشهرة والنجاح الا أن الحقوق السياسية راتت معلاة لاقليات خصما على من عداها من حقوق. وقياسا بات كل عمل يعرض الثروة والنظام الذي ييسر انتاجها واعادة انتاجها أو يخلق شرط اعادة ترتيب المجتمع باء شكل سوى بما يسمى الحلم الامريكي المخاتل ذاك-للخطر عمل مشبوه يهدد المجتمع والوصع القائم the status quo ينبغى القضاء عليه. ويلاحظ أن ذلك "الفهم" لون موقف الولايات المتحدة في مناطق نفوذها بحيث:
بقيت الولايات المتحدة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية –العولمة تعلن معترفة بانها تساند الديكتاتوريات - دون أن تصل الى الاقرار بانها هى التى خلقت شرط نشوء تلك الديكتاتوريات اصلا(9). وتعلل الولايات المتحدة الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ذلك السيناريو بانه ضمان لمصالحها هى بل انه حماية للعالم من الارهاب(10) ولا تنكر الولايات المتحدة الخ-و قد اندلع الغضب العربى منذ بداية عام 2011 أن ذلك السيناريو قد يخصم على مصالح شعوب الطغاة. ذلك أن الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية ما تبرح بعد تصدر عن تصور أن تلك الشعوب مصابة بالعته حتى تصدق تلك التخرصات. فمن خلق الارهاب؟ ويقول خبر طازج الثلاثاء 22 فبراير أن احد اعضاء الاستخبارات المركزية الامريكية الس اى ايه باع مواد قابلة لصناعة قنبلة ذرية وخلافه من المواد المحرمة للقاعدة(11).
-أصبح مفقرو العوالم الثالثة والرابعة وقد وجدوا انفسهم خارج دائرة اهتمام السياست الخارجية والمعونات وبرامج " التنمية" المشبوهة وما يسمى الاستثمارات الاجنبية المباشرة مما يصدر رساميل وارباح خالصة اكثر مما يستثمر في المجتمع المضيف لتلك الكائنات.
-غدت الحركات الشعبية وانتفاضات الخبز والشارع اكثر ما يقلق الولايات المتحدة - وغيرها مما خلقت الاخيرة من كائنات تاتمر باوامرها كالبنك الدولى مثلا. والاخطر فرضت مفهوم الاستقرار ويعنى الاستقرار تكريس شرط سلام وامن اسرائيل بالخصم على العادالة الاجتماعية والديمفراطية الشعبية وجعلت من الاقتراع كل 4 أو 5 سنوات عاية المنى حتى اذا كانت الاصوات تباع وتشترى علنا كما في العراق وافغانستان او-و يتحصل عليها بالترويع والوعيد تحت سمع وبصر لجنان دولية لمراقبة الانتاخبات.
الحيدة العلمية والثورة :
ارتاحت الرأسمالية الانجلو ساكسونية الانجلوامريكية متمددة فوق فضاءات فيزيقية ولا مادية قيضها كل من التوسع الافقي والنهب الرأسي لمعظم ما عثرت عليه بذلك التوسع. وقد قيض لها ذلك تكريس الفكر الداروينى وقد زوق ليسفح مكانا للنظريات العنصرية العرقية الجنسانوية. وقد راحت الرأسمالية الانجلو ساكسونية الانجلوامريكية عن النظريات الاقتصادية الداورينية الكلاسيكية سواء الليبرالية أو الماركسية وقد وفرت لهما حتموية داروينية تأصلت وما برحت تتأصل في الفكر والتنظيم والقيم والعقل افاقا وتنويعا نظريا وتنظيما على لحنها التوسعى فافاق مجددة للتوسع بلا ادنى تبكيت على الاطلاق(12). ولعله من اليسير ادراك انه أن كان التوسع باشكاله غاية الرأسمالية فانه من البداهى الا تمفصل الرأسمالية ما من شأنه أن يحد افاقها هىاو-و يقلق شروط نموها هى الا بقدر ما يفقأ المرء عينه بيده. وقد تعين الفكر الانجلوساكسونى الانجلوامريكى على مفصلة طروحات من اجل مزيد من التوسع الافقى والرأسى الرأسمالي مما بات معه يسيرا وصم التغيير الجذرى والثورة فاصبحت الثورة ليبراليا والاحرى في الفكر ما بعد الليبرالي مجرّمة- بشد وفتح الراء - مستراب بها فباتت "كلمة قذرة" A Dirty Word وبالمقابل اشترط التغيير الجذرى والثورة ماركسيا بالنضوج فالتمايز فالصراع الطبقى. فلم تزد نظريات التغيير والثورة الماركسية على أن اقعد بالمجتمعات السابقة على الطبقات-رهينة نضوج الطقبات والتضامن بين البروليتاريا الصناعية فالصراع الطبقى من اجل ثورة عالمية. وقد كان شرط نضوج الطبقات في المجتمعات المستقطبة بعنف في عمليات المراكمة الرأسمالية بتنويعاها-فان التغيير الجذرى ناهيك عن الثورة فىتلك المجتمعات قد لا تزيد عن مصارة على المطلوب-جدليا. وقد بقى دارجا لوفت طويل ادانة ادانة كافة حركات التحرر المسلحة في كل مكان منذ بداية القرن العشرين على الاقل بتناقض لا يغفر-من قبل المارسكيولوجيين-مع نظرية الثورة الماركسية. وقد تدين اوعلى الاقل لا ترتاح نظرية الثورة الماركسية-الصراع الطبقى-لفكرة الثورة خارج وقبل الطبقات فان ثورة مسلحة للتحرر لا تتوفر لها فرصة نجاح يذكر أو ينسى في ناموس الفكر الماركسى. وكان اميلكار كابرال وكان قد نظم واشعل ثورة مسلحة لترير غينيا بيساو من الاستعمار البرتغالى في الستينات قد سئل ما اذا كان يتناقض مع فكرة الثورة اذ يجند قبائل و"بورجوازية" صغيرة من تجار المحاصيل الريفية لحساب الثورة على الاستعمار فقال: ماذا يتعين علينا فعله ؟ انبقى حتى تنضح الطبقات في غيبيا البرتغالية حتى نشعل ثورة تحرير ضد البرتغال؟ وقال كابرال فىمناسبة اخرى بالحرف الواحد كيف يتوفر للشرائح السكانية بانواعها في مجتمع كغينيا بيساو وجذ الرأس الاخضر وسانت تومى وانجولا وموزانبيق وغيرها في افريقيا البرتغالية أن تنشأ ناضجة صاعدة الى مرتبة أعلى تحت الاستعمار البرتغالى بالذات أو اى استعمار بهذا الوصف؟"(13)
وقد كانت البرتغال نفسها متخلفة اقتصاديا- اجتماعيا فقد بقيت الطبقة البرجوازية غير صناعية وقد بقيت في مرحلة تشارف الطبقة الصناعية دون أن تلحق بها اذ كانت معظم الرساميل الموظفة في مستعمراتها رساميل اوربية- انجليزية في المحل الاول فرنسية - جنوب افريقية. اى أن مسلمة أن الاستعمار اعلى مراحل الرأسمالية لم تكن في حالة البرتغال نفسها صحيحة الا بقدر ما الحقت بالمجتمعات المتقدمة رأسمالية ممن استثمر في مستعمراتها منذ ابدء وكرس خصوصيتها الاستعمارية على نحو ملفق. وكانت الطبقة البرتغالية العاملة صغيرة ولا ترقي بدورها الىمرتبة البروليتاريا. أن كلا اطبقتين الاصليتنين المتناظرتين لم ترقيا الى مرتبة الطبقات بهذاالوصف بخاصة أن البرتغال بتمأسس فوق تشكيلات اقتصادية اجتماعية "اسيوية" أو شرقوية بوصف أن الرتغال واحد من مجتمعات النمط الاسيوى-الشرقى "الركد الآسن الرانى الى الوراء الرافض للتطور"-وفق المسلمة الماركسية المعروفة حول النمط الاسيوى- الشرقى- فلم تكن البرتغال وقد بقيت تراوح عند نمط ادنى من نمط الانتاج الاقطاعى الغربى. فقد تعين أن تبقى كلا الطبقتين البرتغاليتين الرئيسيتن المتناظريتن -التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية - اقل نضوجا وما برحتا حتى نهاية الثمانينات-عشية قبول البرتفال في المجموعة الاوربية فهل كان واردا أن يتعين على ثورات التحرير في افريقيا البرتغالية أن تنتظر حتى تنشأ الطبقات البرتغالية صاعدة الى مرتبة اعلى فتتحد الطبقة العاملة البرتغالية مع الشعوب الاقريقية المستعمرة لتحصل الاخيرة على استقلالها؟ الا تعيد ماركسيولوجية فكر الثورة بهذا الوصف فكرة الثواب في "حياة اخرى" كمثل طوباوية "للحاق" والتنمية" ما بعد الصناعية؟
وقياسا بقيت حركات التحرر المسلح تشارف اليتم النظرى ماركسيا واللعنة ليبراليا فان نظائرها من الانتفاضات الشعبية العفووية " غير المنظمة بقيت كذك. وكانت الاولى قد ابلست ليبراليا وتم التنكر لها ماركسيا واستعررت الفئات الحديثة أو ما يسمى ب "القوى الحديثة" من النتفاضات الشعبية العفووية مما يسر للدولة ما بعد القومية - ما بعد التقليدية استباحة دمه تلك الحركات مقابل معونات " ودعم البنك الدولى وصندوق النقد الدولى. فقد نزل مندوب البنك الدولى القاهرة في 1977 صبيحة انتفاضة الخبز والشارع ليقدم للسادات معونة جاهزة ناجزو تقيض له تنظيف صفحة مصر من وصمة الحركات الشعبية العفووية التلقائية. ولم تنك ارلاخيرة أن ابلست فاسقط عليها وصمة ثورة الحرامية والاخيرون اسوأ من الرعاع. وما تنفك ثورات الشارع والخبز تؤبلس بنفس القدر. واذ نتنافس على وتبارى في امتلاك ناصية فكر ونظريات وبراديحمات الغرب-الرأسمالية-الليبرالية ومرة والماركسيولوجية مرة على نحو يفتقد الالهام والابداع احيانا- الا يقعى نشاط كهذا عند ما قد يشارف رياضة اكاديمية ذهنية في افضل الشروط؟ هل الحصار النظرى التنظيمى الذاتى وظيفة الحصار التاريخى- الثقافى الموضوعى؟ أم العكس؟
وازعم انه كان قد قيض بالهضبة التاريخية اعادة قراءة التاريخ مجددا "من اسفل" أن صح التعبير. واجادل أن شرط الهضبة التاريخية توفر بكل من نكوص – أو نشوء حسبما ترى- البرجوازية الصناعية–العولمة -صعودا أو نكوصا- نحو الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية فالقضاء على كافة المقدسات واللامساسات Inhibitions والمحارم كما كان قد قيض بمرور الوقت والمصادرة الملحاحة فناء الزعامات البرجوازية والتقليدية التاريخية بالعوامل الطبيعية + الاعدامات والموت الادبى والكف فالاطاحة ب:
-مقدرات البرجوازية الصناعية وقد عصف بها وبرأس المال الصناعى – القومى- الخاص وبالحدود القومية فقضى على
- شروط السيادة القومية واطاح بمشروعية" الدولة.
- رموز الزعامات التقليدية
- المعارضات باشكالها -الداخلية ومعارضات الشتات
-حركات الاقليات المعافاة ومطالبها المشروعة
و من هنا اجادل شروط استباحة تلك جميعا والتجاسر عليها واستعدائها من قبل الرموز الجديدة لرأس المال عابر الحدود القومية مما قد يغدو امر مقطوع به ومحصلة حاصل قد يلاحظه الناس في كل مكان. فاذا ما اضفنا ثورة المعلومات وحرية المعلومات فان امكانات الديمقراطية- وقد مطت حتى حدودها الممكنة والمستحيلة - في ما اعرفه ب الديمقراطية عابرة الحدود -المكوننة قد تتظهر فى:
- ردود الافعال ما بعد أو ما فوق لقومية
-المعارضة الاليكترونية
-ما غدى يشار اليه ب "الارهاب الاليكترونى" Electronic Terrorism - الذى يكلف اسواق المال ولشركات العالمية والدول مليارات الدولارات (14).
-الارهاب الفعلى النفسى والرمزي والبدنى
-اختطاف الرهائن مقابل فدية فلكية احاينا من اجل تمويل حركات تحرير مهملة او-و للفت نظرالعالم الى قضايا مستتفهة مما غدى كمثل صناعة الكوخ في بعض المجتمعات المفقرة كما في امريكا اللاتينية وبعض اجزاء جنوب شرقي اسيا والصومال فلسطين احيانا( جلعاد شلهوت).هذا ما يلبث بعض هذه وجميعها يطل برأسه على خلفية واسعة من المعرفة "المستقلة" مما يتوفر في الوقت الحاضر ومن فوق تلك هضبة توفرهاثورة المعلومات على نحو غير مسبوق
من ناحية. كما تتوفر بتلك الهضبة التاريخية شروط وامكانات "تصحيح" أو -و اعادة كتابة التاريخ الرسمى والشعبى للمجتمعات العربية وغيرها. وربما كان في محاولة تحليل الاقتصاد السياسي للمعارضة العربية في سياق كل من تنويعات حصار المعارضة الموضوعى التاريخى منذ التنوير حتى العولمة في حصارنا الذاتى منذ الاندلس عبورا بالخلافة العثمانية كوة تفتح مغاليق على الابداعات الشعبية في التعبير عن السخط والانتفاضة أو الثورة من اجل التقدم وغيره مما كان قد مسخ من مواضعات ومفردات ادب المعارضة الشعبية أو ابلس -بسب من الارث الانجلو امريكى النظرى لادب المعارضة التلقائية والمنظمة. فلقد كانت المعارضة التلقائية والمنظمة قد التبستا في افضل الاحوال أو شوهتا تشويها. وربما كان تاريخ اولا تاريخ المعارضة -الشعبية بالذات- في الغرب- في بريطانيا والولايات المتحدة -قد منى بالاقصاء. فقد كان ضيق ذرع الحكام بالمعارضة تمثل في تنويعات ماثلة حتى اليوم في الاشتباه في المعارضة والمعارضة غير المنظمة خاصة- وتجريمها على نحو يلاحظه الناس في كل مكان في ممارسات اليمين الجديد في الثمانيتات مرة. وما ينفك تجريم المعاضات Organized opposition ومعناها تلك التى تلتزم بتقاليد الديمقراطية البرلمانية وقد باتت الاخيرة كما يرحظ الناس في كل مكان محض واجهة مظهرية لما لا وجود له في اقدم الديمقراطيات الغربية ناهيك عنها في امريكا. وتجرم بل تؤبلس المعارضة غير المنظمة un-organizedفمعنى تلك التى تخرج تلقائيا أو ما يشارف ذلك أو التى لا ينتظم اعضاؤها في كيانات معروفة ومشروعة بمعنى تلك التى يرضى عنها النظام القائم ويدعمها وق بتماهى معها ويغازلها بغابة تقاسم المسلطة الثروة فقد باتت اجندة بعض المعارضات تقاسم السلطة الثروة بوصف أن الدولة باتتاداة لمرالكمة الثروة. وقد تمول السلطة القائمة بعض الاحزاب وحتى النقابات مثلما مع معظم الاحزاب في المجتمعات المفقرة او-و تلك التى كانت قد كسر ظهرها من طول المعارضة في بيداء غياب المشاركة في العمل السياسي وفى ممارسة السلطة.
ويتضح كيف أن ما سمي عشية الثمانينات بما بعد اليسار- الطريق الثالثThe third way -المفترض –تدليسا-و قد اسلم الاخير-و كان من انتاج واخراج توني بلير ؤيس وزراء العمال الاسبق وفيسلوف حزب العمال الجديد انتوي جيدينجز Antony Giddings-و تطواطؤ بيل كلينتون الرئيس الامريكى 42 امكانه لليبرالية الجديدة أو ما بعد الليبرالية- انه نشوء على كل من اليمين التقليدي وايسار التقليدي الذان كنا نعرفهما. فقد تساوق الطريق الثالث ومهد لنشوء جملة من المابعدويات Postisms فراحت الاخيرات تاخذن بخناق بل تؤبلسن كل من يعاديهن تباعا. وازعم أن المابعدويات كانت بمثابة دقات المسرح التى تسبق رفع الستار مما قيض سفور المحافظين الجدد عن وجهوههم عشية الالفية الثالثة بصورة واسعة ولم ينفكوا أن راحوا يجأرون بخطابهم واجندتهم وقد اغواهم وهم الانتصار على العراق وبخاصة لحظة سقوط تمثال صدام حسين في ميدان الفردون ببغداد وقد مسرح المشهد على الطريقة الهليوودية وتصايح ريتشارد بيرل عراب المحافظين الجدد بانه فتح زجاجة شمبانيا احتلالا بالمشهد. المهم فورا كانت عداوة الطريق الثالث قد تمظهرت اكثر ما فعلت في الجمهوريات الاشتراكية وقد التبس الطريق على البعض وكأنه بين الرأسمالية والاشتراكية. وكانت اجندة احلال الطريق الثالث قد تساوقت وصعود الجمهوريات الاوربية الشرقية الجديدة خصما على الاتحاد السوفيتى وخطاب التعددية الحزبية التى ماانفكت بعض المجتمعات العربية أن نالها فتات منه كالعادة(15) فقد سمح الرئيس السادات بتعددية حزبية انتقائية في 1976. وكان المناخ السياسي العالمي ينذر بتصدعات في الاتحاد السوفيتى وفى الجمهوريات الاشتراكية كما كانت ديكتاتوريات شبه جزيرة ايبريا كالبرتغال واسبانيا وكانت قد تداعت امام المد الاتي مع رياح التغيير في افريقيا وغيرها من فضاءات حركات التحرر الشعبية فيما نكصت الاخيرات جراء الثورات المضادة في كل مكان والاغتيالات السياسية لزعامات تلك الحركات فبداية مسلسل العنف الدموي في افريقيا من يومها وتباعا كما منيت اجندة استقلال فلسطين بنكسة اتفاقية كامتب ديفيد. فقد كانت كافة لنكسات بالخصم على الشعوب-العامة لحساب خصومهم العولميين والمحليين معا.
المهم فورا فيما راحت كمياء نهاية الحرب الباردة تفضى الى نهاية المشروع القومى والدولة القومية الا أن ما يسمى بالطريق الثالث كان يتمثل وكأنه خميرة بسبيلها الى فبركة حكومات وسط ائنلافية "قومية" بحيث تنطفئ الوان الطيف السياسي التقليدي بصورة شبه دائمة. وبالقابل يطاح تباعا بالمجتمع المدنى -والاهلى باحلال ما يسمى بالمنظمات غير الحكومية خصما على المحتمع المدنى والاهلى وانتشار ثقافة المستشارين غير المنتخبين في كل مكان خصما على النواب المتخبين وعلى عناصر الخدمة المدنية المفترض أن تلك العناصر بقيت تخصع للمحاسبة والمراجعة ولو افتراضا. وقياس بدأ عالم افتراضى من البدائل الافتراضية يتخلق ومعه بداية ما يسمى بالفوضى الخلاقة وقد راحت تضرب كل ما كان الناس يتعرفون عليه على كل حال وكانوا قد الفوه رغم تشوهه نسبيا.
ومن ملتبسات منهج التوفر على البحث في المعارضة وغيرها وبخاصة التمثلات الاجتماعية للعمل الشعبى المباشر Popular direct action ما كانت مناهج البحث ونتائجه مما لم تزد سوى أو توفر على ما هو اقل من عديم الفائدة احيانا. ذلك أن مناهج البحث والنظرية والاطر الفكريةParadigms لم يكتب اى منها لواقعنا أو تاريخنا و-او انحت مفردات قاموسها بغاية فهم وتحليل تاريخ شعوب المحاور نفسها ا بقدر ما يكون ذلك من وجهة نظر ولاجل تكريس مصالح غيرنا وخصما على مصالحنا. واجادل أن المنهج والنظر كان حريا موضوعيا وتاريخيا أن يتعين على حبس واقع وتاريخ المجتمعات المستقطبة في والتابعة للبرجوازية ما بعد الصناعية-الرأسمالية المالية بالتماس في صيغ وتعريفات لا تقبل تلك الشعوب أو تاريخها.
واجادل أن البحث في شئون الشرق وقد اثقلته اللغة والمنهج اللذان اقحما على الواقع بقي - غالبا-يؤدي وما برح يؤدى الى محصلات ضارة. فقد بقيت مفهومات محورية كمفهوم الدولة والطبقة والحزب السياسى والحركات الشعبية- وغيرها من متغيرات واقع وتاريخ المجتمعات السابقة على البرجوازية الصناعية بكامله ومن بعده- واقعا مستقطبا بعنف في اعتبارات الصهيونية العالمية. وقد تمأسست الاخيرة فوق الليبرارلية الجديدة فتترست-منذ ما بين الحربين العالميتين على اقل تقدير-خلف صيغ نظرية ترفض أو تمتنع علي التعريف الاجرائى. ولم يكن ذلك الرفض أو الامتناع محصلة صلف-جهل- استهانة غربية وحسب انما كنا -نحن -مسئولين بدورنا عن تحجر الفكر والنظر جراء ادمان معظمنا استهلاك الفكر الجاهز دون انتاج اى منه.
عقلانية ارتهان حاضر وماضى الشعوب وقدرتها على الفكر والتنظيم بالمراكمة الرأسمالية
ازعم ان الرأسمالية كانت قد ادركت انه بارتهان حاضر الشعوب ترتهن الرأسمالية كل من ماضي الشعوب ومستقبلها جميعا خصما على فكرها وقدرتها على التنظيم وعلى هويتها. أن الرأسمالية تبتخس الشعوب بالمثابرة على تكريس صورة لشعوب تدعوا للذراية-كمثل ما يفعل بتصوير اوضاع الافارقة جراء الحروب وما يحيق بالفسلطينين على المعابر. وتترسخ صورة شعوب غير غربية على الاقل-مثلما كانت الرأسمالية ترسخ صورة العبيد والطبقات العمالية الاوربية نفسها-بوصفها دون الادمية تستحق من ثم قدرها. ذلك أن تلك الصورة تيسر ادعاءا ماكرا مضمرا مفاده أن تلك الشعوب لا شعور لها. فهى لا تشعر بالالم من ثم لا يضيرها ما يحيق بها كونها أدنى من الحيوان. واجادل أن ذلك السيناريو يؤلف قمة العقلانية بامتياز. وعرف العقلانية المزوقة تلك بانها ايقاف العقل على رأسه بوصفها عقلانية قاحلة.و تدرك تلك العقلانية أن تنويعتها لا تصمد في الحقيقة لما تستغرقه طرفة عين من التأمل التجرد من الفكر المسبق. وقياسا لا تسمح تلك العقلانية ببارقة من بديل ولو للحظة. فالعقلانية أن امعنت النظر محورية للمجتمعات المتحضرة ولمكونات ما يسمى بالحضارة الغربية ذلك أن تلك العقلانية تقيض التستر على جرائم تلك الحضارة بكل الوسائل. وتتواطأ الاكاديميا والاعلام والادب والفن على تكريس المسكوت عنه بحذق يدعو للاعجاب،
تعالق السيطرة على الماضى والذاكرة والهوية واللغة:
يقول جورج اورويل في روايته 1984 "من يملك الحاضر يملك المستقبل". واقول أن استخدامنا غير الملهم للغة يسلمنا للوقوع في عبودية العقل العرب وريما عقول اغلبيات الناس العرديين في الغرب نفسه الاكاذيب وانصاف الحقائق الرأسمالية الغربية. وتدرك الصفوات الاوليجاركية-المالية منها خاصة-أن السيطرة على الماضى تقيض السيطرة على الحاضر ومن ثم المستقبل. وقياسا تتعالق تلك السيطرة وسيطرة اللغة على الذهن والخاطر. ويردد الليبراليون الجدد والعقلانيون الجدد اسطوانة مشروخة بما يتعين عليه اسيادهم اعراب الشتات. وقياسا يغدو كل ما هو مطلوب التحكم في الذاكرة والغاءها بمفصلة اللغة. وتغدو بمفصلة اللعة مفهومات كالحضارة الانسانية-قياسا على مفاهيم حضارة اعراب الشتات-بربرية والحرية عبودية والسلام حرب أو-و العكس وضحايا الحروب المدنيين خسائر موازية Collateral damage والتعذيب يسمى عزفا فائقا (ربما على اجساد الضحايا) Extra-ordinary Rendition والرصاص المتهور الذى لا يرعوي في قتل كل من هو امامه بلا روية نيران صديقة Friendly fire. وبعنى الاستقرار هوان العرب والمسلمين تحقيقا لسلام اسرائيل وامنها بثمن تخلفهم وجوعهم ودمائهم. وقياسا حيث خرجت أمريكا وبريطانيا في مهمة نبيلة لتحرير الشعب العراقى من الطغيان فان حلف الاطلنطى طوق نجاة العالم الحر والدمقرطة في مواجهة الارهاب. فما يسمى بيت الحرية The House of Freedom ليس سوى احد اذرع الصهيونية العالمية متمثلة في تنويعات نظرية ومنهجية وتنظيمية مثل الربيبة الليبرالية الجديدة.
وازعم أن ما بعد الليبرالية والصهيونية - والاخيرة تنويع مشوه أو تشويه ليهودية بعض طوائف اعراب الشتات أو جعلت بحيث تبدو كذلك حتى يسهل العصف بكل من ينتقدها بتهمة العداء للسامية - أن الليبرالية والصهيونية بهذا الوصف تتعالقان من حيث انهما تزويق للراسمالية التى قال فيها ماركس ما معناه انه ما لم تنته سيطرة اليهودي الرأسمالي على التاريخ فان مصير البشرية مدان الى الابد(16). وقياسا تغدو الليبرالية الجديدة تنويع متسر على الصهيونية العالمية الجديدة فالصهيونية كما قلت واكرر ليست وقفا على بعض طوائف اليهود فليس كلك يهدي صهيوني ولا كل صهيوني يهودي. وسواء كان معظم الليبراليين الجدد والعقلانيين الجدد يدرك أو لا يدرك أن المشروع الليبرالى وكذا مشروع الليبرالية الاممية أو الدولية الذى يلمع نفسه تباعا يصب في مشروع الصهيونية الجديدة ام لا.الا أن الواقع هو أن خطاب الليبرالية الجديد بقى يصدر عن الخطاب الصهيونى ويكرس اجندته من حيث تعالق الصهيونية العالمية والرأسمالية ما بعد الصناعية المالية التى تراكم بالنهب خصما على كل مشروع بديل.
قفد نهبت الدول الغربية ولم يكن لاي منها ثروات طبيعية تذكر-حتى يكون لها من الثروات ما قال به ادام سميث بان قوة الامم تقاس بما لديها من المعادن النفيسة-سرقت دول مثل انجلترا ولم يكن لها سوى الفحم وبعض الصفيح في مقاطعة ويلز وهولندا ولم يكن لديها سوى طواحين الهواء وفرنسا وايطاليا وقبلها البرتغال واسبانيا وثورات الجنوب على مدى ال 500 عام الماضية وتباعا. وقد بقيت "الدول الغربية الغنية" تثابر على انها كذلك بادعاء ثروات من عداها حتى صدقت باحبولة القدر الجلى أو القسمة البائنة Manifest Destiny انها كذلك. وحيث اجادل انه لولا النهب لما بقى للغرب شيئا وقد نهب الغرب وينهب ما على الارض وفى باطنها وما في عقول غيرها وتاريخهم جميعا فان اي بديل لمشروع الرأسمالية ما بعد الصناعية-المالية -اليسوعقرطي محكوم عليه بالصمت،او-و بالموت. وفي المقابل تتعين الرأسمالية المذكورة على انتاج واخراج مزوقات موسمية لمفرداتها نفسها كلما اوشكت الاخير أن تفتضح. وتنتج وتخرج الرأسمالية المالية مووقة جديدة غب الازمة المالية غير المسبوقة والتى تمثلت منذ صيف 2007 تباعا. وقياسا يتعالق ما يسمى "الليبرالية العالمية" Universal Liberalism أو الاممية-و هذه مزوقات جديدة لانقاذ الخطاب الرأسمالي المالي المتهالك وقد بار النموذج الامريكي للتنمية The American Model of Development- ونظيرات الليبرالية الجديدة وسابقاتها. فقد كانت الاخيرة جميعا وما تبرح حرية بالا تقبل الحوار ولا الجدل وترفض كل بديل. وقد كان الحوار وما يبرح لا يزيد على منولوج في غياب الطرف الاخر في اى حوار. ويلاحظ ذلك اكثر ما يلاحظ في ازمنة الاستقطاب العنيف لشرائح السلطة ومحاسيبهم وحواريهم سواء كان الاخيرون تروتسكيين أو معتزلة وتنويعاتهم على مر الزمان. ويخصم المنولوج الفكري والتنظيمى على من عدى الاخيرين في كل زمان ومكان على مر التاريخ المسكوت عنه بالضرورة والنتيجة على المجاميع الشعبية وعلى خطابه وقاموس مفرداته وعلى قدرة تلك المجاميع على التفكير في وتنظيم نفسها. ذلك أن اخطر وسيلة لانتاج واعادة انتاج كالتكنولوجيا ليست وسيلة انتاج الثروة الرأسمالية المالية وحدها وانما وسيلة انتاج الثورة الشعبية مما قنطت الشعبة منه لوقت طويل الا أن تلك الوسيلة باتت في متناول العامة أو على الاقل من يهتمون بهم من الشباب. وفى نفس الوقت الذى عجزت النخب( هذه المفردة الصفة المتعالة اللامحتشمة في ادعائها ما لا تملك الا بقدر ما يهيأ لها انها البديل الناجر للحكام الماثلين) عجزت النخب عن أن تلهم(مبنى للمجهول) وبالتالى تلهم الشعب-العامة. وقد تعرف الشعب العامة على النخب بهذا الوصف كونها لم تزد لوقت طويل عن السمسرة فىعملية تقاسم السلطة والثروة في تعينها على تكريس شرط استمرار وازدهار الرأسمالية مع بعد الصناعية المالية الاوليجاركية العولمية والمحلية خصما على الشعوب العامة في كل مكان. ومن المفيد تذكر كيف ولماذا يغوى بيت الحرية المثقفين العرب المسلمين. ففى مناخ اليأس الذي يخلقه نموذج التنمية الامريكى من حدوث شئ ونشر القنوط بين الناس تلاحظ كيف تصب في مقولة النمط الشرقي من أن مجتمعات ذلك النمط اسنة رانية الى الوراء لا تزيد سوى أن تغدو نبوؤة تحقق نفسها. فحيث تتيعن النخب في رد فعلها الدفاعي عن نفسها على وصم الشعوب بدائها فان ذلك ييسر للنخب خيانة تلك الشعوب بالارتماء في احضان امثال بيت الحرية. ويغوي بيت الحرية المثقفين والمفكرين-وبي ضيق حقيقي من هذه التسميات الجزافية التى يخلعها اعضاء النخب المشبوهة تلك على بعضهم بعضا في لحظة صفاء أو نشوى-يغوى بيت الحرية نخب ومثقفى العرب والمسلمين كما اغوى مثقفى الجمهوريات الاشتراكية السابقة باكرا بتنظيم وتهيئة انفسهم استعدادا لوراثة السلطة خصما على كل من الحكام والشعوب الاوربية الشرقية.
وقياسا يخصم دور معظم المثقفين الليبراليين الجدد بعنف على دور نظائرهم الملتزمين جانب القضايا المفصلية وعلى الشعوب في كل مكان. وكان الليبراليون الجدد-قد تصدوا بمعرفة وتمويل بيت الحرية-لتنظيم انفسهم في ثورات ملونة يتم اخراجها على الطريقة الهوليوودية بالالوان الطبيعية في العواصم وليس اى مكان اخر. فالعواصم العربية التى باتت مشوهة بالاعلانات النيون والدعاية للعولمة وسلعها ونواديها ومواخيرها لا علاقة لها بغالبيات الريف أو البادية ولا بالمنتجين للحياة والكفاف والثروة جميعا. فقد كانت العواصم العربية قد باتت بالوصف اعلاه وتباعا منذ الثورة الخضراء Green Revolution ( وهى شي اخر غير ثورة ايران الخضراء صبيحية اعلان انتخابات 13 يونيو 2009) في خمسينات القرن العشرين وتباعا عبورا بما يسمى اجماع ووشنجتون Washington Consensus غيتوهات لملايين المقتلعين وتنويعاتهم. ويتمأسس اجماع ووشينجتون فوق ديون التكييف الهيكل وسياسات التكييف الهيكلى Structural Adjustment تكريسا لنموذج التنمية ما بعد الليبرالي The post-liberal American Model of Development ويعبر الاخير عن نفسه في اقتصاد السوق والخصخصة وبيع القطاع العام في المزاد العلنى تيسيرا لرسملة اقتصاد كل مجتمع في اى مكان. وتعبر تنويعات الغيتو تلك عن نفسها في خصام العواصم البائن مع غيرها من المدن والبلدات والقرى ومضارب البدو والاعراب-وهم قوم اخر غير اعراب الشتات-فى كل مكان. ولعل تأمل العلاقة التناسبية بين اللغة وتعين الاوليجاركيين على مصادرة قدرة الحركات الشعبية على التعبير في كل مرة قمين باستدعاء محورية اللغة.
محورية اللغة لليبراليين الجدد والتطير من الحركات الشعبية:
تدرك الرأسمالية في تنويعتها المالية وكانت قد ادركت باكرا منذ الثلث الاول من القرن الرابع عشر أن الحركات الشعبية هى اشد المناشط الانسانية اصالة لغة وفكرا وتنظيما ومحصلة. فالرأسمالية تدرك بهذا الوصف أن كل عمل اصيل هو بطبعه ثورى لانه ينعش عقول الناس بكل من قدرته على تنظيم الناس وخلق شرط ابداعاتهم معبر عنها في ادب مواجهة الرأسمالية بتويعاتها. وحيث تعينت بعض طوائف اعراب الشتات عقلانيا على اعادة مفصلة اللغاة الاوربية لتعبر عن تجربتهم وتسجل ذاكرتهم هم وتكرس هويتهم هم اكثر من غيرهم فقد خصمت تلك للغة الممفصلة عقلانيا على اللغاة الاوربية والانجليزية الانجليزية بالضرورة والانجليزية الامريكبة بالنتيجة وعلى تجارب غيرهم من اوربيي المجتمعات التى استضافتهم. وكان فلاسفتهم ومفكروهم واكادميوهم وكتابهم وادباؤهم وشعراؤهم وبخاصة اقتصاديوهم قد آلوا على انفسهم باكرا ومنذ هبوطهم شواطئ اوربا أن يخترقوا لغاة واساليب تعبير الاوربيين باخيلة وانماط تفكير وقيم تخصهم هم خصما على معمار لغاة والخارطة الذهنية لمن عداهم. وهكذا باتت اللغاة الاوربية الغربية وصولا الى الانجليزية الانجليزية ووريثتها الانجليزية الامريكية وربما بعض اللغاة الاوربية الشرقية عقلانيا تعبير عن اوطان وذاكرة وتاريخ بعض طوائف اعراب الشتات اكثر ممن عداهم. ومن هنا يغدو منفى المثقف العربى والمسلم في الغرب منفيين منقى في المكان واللغة بحالها كما هى ومنفي في اللغة بما اخترقها وما اعاد تشكيلها ومعمارها مما لا تفلت منه خارطة-المتحدث بها-الذهنية الا ما ندر أن حدث. ولا يعصم الاخير سوى اجادته للغته الام وحبه لها وفخره بها وتكريسه لقيمها الذهنية والثقافية والنفسية. ولعل هذه الحالة تشارف تجربة معظم الشباب العربي-المصري والتونسي-ممن درس وعاش في الغرب والخارج مما يدفع الى الاعجاب بقدراتهم على الاستعصاء على التذويب اللغويى والثقافي والفكري والتنظيمي على الخصوص.
ومن المفيد تذكر أن اليونان كان يتطير من فكرة تعليم العامة أو حصولهم على التكنولوجيا فيما لم يكن حريصا على تعليم الشباب اليوناني بعد سن الرابعة عشر. وكان من بين ما اختلف عليه الفلاسفة الكلاسيكيين والصوفيين موقف كل منهم من تعليم الشباب. فقد كان الصوفيون الكلاسيكيون عمليون راغبين عن اى من منطلقات الفلسفة المادية ونزوعها نحو التجريد والاطلاق مما كان قد كرس الفكر الصفووى في اثينا فتعينوا بالمقابل على نشر العلم بين الشباب اليوناني-بالضرورة -و توسيع مدارك الاخيرين الى ما وراء ما كان التعليم الالزامى وكان الاخير ينتهى في سن الرابعة عشر. فقد حرص الصوفيون الكلاسيكيون-وكانوا جوابين رحالة ما بين شبه القارة الهندية وفارس ووادي النيل الاسراتى والواحات الخارجة-حرصوا على توسيع فضاء التعليم فلا يقتصر التعليم عندهم على صفوة صغيرة. وقد اثار ذلك تطير الفلاسفة الكلاسيكيين والنخب منهم. والواقع أن خشية الاخيرين كانت على الديمقراطية الاثينية الانتقائية بالضرورة بتراتباتها العرقية racist الجنساونوية sexist الاقلياتية النخبوية elite- minority based بالنتيجة. ولعل امعان النظر في محورية اللغة والذاكرة-من حيث أن الاخيرة-كما يقول احد احبار اعراب الشتات الاحد 28 يناير 2008- في ذكرى محرقة اربعينات القرن العشرين-قد لا تغيير اللغة الماضى الا انها ربما غيرت الحاضر. وازعم أن من يشغل بالحاضر الماثل وحده قد يمنى بنسيان ماضيه ويضيع وهذا هو المطلوب. وبالمقابل تجد الليبراليين الجدد الغربيين والاوليجاركيين العولميين بالطبع-فالعرب منهم لا يفعلون اكثر من استهلاك اللغة وبالتالى القكر وصولا الى التنظيم مما لا يزيد على مراكز بحوث تمولها جماعات مشبوهة بمعرفة معظم الليبراليين العرب والمسلمين-دون اي محاولة للابداع في اللغة أو في االفكر أو في التنظيم.
ذلك أن معظمهم كان قد صدئ وفقد القدرة على الابداع أو لعله لم يملك اصلا اى ابداع ملهم. فتجد الليبراليين الجدد الغربيين والاوليجاركيين العولميين مشغولين باللغة واحتكارها بكل من الذكرى وبالماثل العاجل جميعا. وغالبا ما تعيد الصفوات الاوليجاركية المالية كتابة سرديتها كما في كل مرة خصما على سرديات من عداها فيما يكتبون الاصحاح القديم كما في كل مرة ايضا حسب المقاس والطلب. وقياسا يرفضون اصدار النص الاصلى او-و لا يزيد الاخيرون سوى أن يكرسوا ما تعينت الرأسمالية على تكريسه على مر مئات السنين في كل مكان في المقياس المدرج بين الطبقات العاملة حتى في المجتمعات الغنية والطبقات الدنيا التى نشأت كفائض انتاج استقطاب المجتمعات الغنية الى طبقتين واحدة حاكمة أو الاحري سمسارة في عمليات المراكمة العولمية والاخرى محكومة ترشوها الماركمة العولمية من وقت لاخر خشية اندلاع السخط الشعبى- وشعوب الامتدادات العالم الغني. وتدرك الرأسمالية يقينا أن اللغة قد تمتلك تغيير المستقبل لو ترك لنا تعريف مفرداتها ونحتنا نحن مفردات تخصنا. وقياسا فلعل ذلك الخاطر وتأمله حري بان يقيض للمثقفين والمفكرين العرب الايمان بقدرتهم على الابداع في الحاضر وفى الواقع. ذلك أن الابداع هو امتلاك الفرد شئ لا ينازعه فيه أحد. والابداع هو الايمان بشئ وجعله يحدث لكون المبدع على استعداد لدفع ثمن المثابرة على الخلق يقينا في محصلة ذلك الخلق.فالمبدع تدفعه عاطفة والرغبة في تغيير العالم او-و ذاته-الى الافضل بادراك بصير ومتفائل بامكانية ذلك لان المبدع حري بامتلاك معرفة من أين يأت الابداع والى اين يذهب-ليغيير المبدع العالم أو نفسه أن امكن. تعالق ضروروية الفوضى المنظمة واستباق الحركات الشعبية: حتى لا نؤخذ في كل مرة ونحن نرقص مذبوحين من الالم على نغمات تخاتل عقلانية العولمة كما في كل مرة أجادل أن اعراب الشتات يتعينون على احلال شرط ما يسمى ب"الفوضى المنظمة" Organised Chaos على مر التاريخ. وان نظرية الفوضى المنظمة التى يتشدق بها معظمنا على سبيل منتهى العلم والمعرفة والتفلسف-فالمفقر يتلمض لفتات طعام اسياده-ان الفوضى المنظمة تنويعة لاحقة لنظريات الفوضى التى تعاقبت منذ القرن الثامن عشر على الاقل أن لم يكن على مر التاريخ المسكوت عنه. ولا تطال نظريات الفوضى المنظمة أو الخلاقة أن ارجت السياسة والاقتصاد وحسب وانما تطال العلاقات الانسانية من الحب والزواج والامومة والانوثة والابوة والطفولة والحركات المطلبية ومفهوم القيادة السياسية والفن من رسم وموسيقى وغناء والمشية وقصة الشعر فينفش الشعر وقد قص على هيئة قش مقصف جاف وكان قصة الشعر ما بعد الحداثية نكاية في جدائل الشعر الجميل والمودة فترتدى الملابس الداخلية فوق الملابس الخارجية الخ وتخرج المرأة بطنها كالبقرة حتى أن كانت حاملا في عز البرد الى تجنيس الاطفال واشاعة عدم الكرامة الذاتية مما ابصبح مفهوما بائرا بل يكاد يختفى من القواميس.
وازعم أن ضمور الاحساس بالكرامة ليس وقفا على العالم المفقر الا بقدر ما يزين لسكان العالم الغنى على انه ما حداثي وتخلص من القيم الاقطاعية والانطلاق الى رحاب الفرض واللامكانات التي تورفها العولمة وقياسا يحرض الفرد على أن ويعلم كيف يبيع نفسه الخ فيبقى ما دون ذلك تخلفا وقصور عن الحداثة أو ما بعدها-وكان ما قعد الشئ تطور له-و قياس يعدو خروج الفرد عن على المألوف افساد الزوق والحياة العادية وصولا الى تخريب المجتمع.و المهم فورا أجادل أن أهم أحداث القرن الثامن عشر والتاسع عشر والتى ترتب عليها انقضاء معظم الامبراطوريات الاوربية الغربية لحساب كيانات صغيرة قابلة للاستهداف نسبيا يعاد انتاجها منذ ثلاثينات القرن العشرين الى بداية الالفية الثالثة. وازعم أن اعراب الشتات تعينوا على مر التاريخ الحديث-و القديم لو اننا امعنا النظر- على خلق شرط الفوضى الكاملة تيسيرا لتفتيت الكيانات الكبرى والصغرى معا منذ المدن الدول كون الاخيرات كن يخصمن على خصومهم التاريخيين من المستقرين بالطبع. وقد وظفت الفوضى المنظمة في محاولة تقويض كيانات كبرى باكرا، وكان مفترض أن تقود الفوضى المنظمة التى اندلعت في القرنين الثامن والتاسع عشر الى حرب كاملة. وكانت جماعات بعينها قد تعينت في القرن الثامن والتاسع عشر على خلق شرط الفوضى المنظمة في اوربا الغربية وصولا الى تفتيت الامبراطوريات السابقة على الرأسمالية الصناعية كالنمساوية والمجرية والعثمانية تباعا حتى الحرب العالمية الاولى. ذلك أن العروش الاوربية الغربية والشعوب الاوربية الغربية كانت قد باتت مستقطبة مما كان من شأنه التهديد بحركات شعبية منظمة كانت حرية بان تقضى على تلك العروش لحساب جمهوريات شعبية فتفضى الى ما لا يحمد اعراب الشتات عقباه فهم اشد اعداء الحركات الشعبية والشعوب قاطبة. ذلك أن أعراب الشتات ومن في مصافهم من العقلانين كحكام المجتمعات المضيفة لاعراب الشتات والطبقات المتوسطة والوسيطة النغلة يدركون أن الشعوب خصم ازلى لا سبيل الى مواجهته مباشرة فلا معدى من مخاتلته وخداعه. فالشعب تلك المفردة السهل الممتنع الميسرة معا غالبا ما تخادع خصومها. العامة الشعب هو تلك الكلمة العجيبة الغريبة التى لم بتوقف معظمنا بعد فيتأملها مليا ويعرفها على مر التاريخ. وتعنى مفردة الشعب فيما تعنى الديمومة ومقاومة الفناء والتحول والتزايد في مواجهة الابادة والتكاثر في مواجهة التعقيم والسموم. وكلما تفاقمت مواجهة اعداء الشعوب للشعوب كلما ابدعت الشعوب وسائلا للبقاء مما يثير تطير اعداء الشعوب وعلى رأسهم اعراب الشتات ومؤرخوهم واتباع الاخيرين في كل مكان.
على انه حيث يدعى بعض حكام الشعوب المضيفة من التنويعات الشرقوية مثلا قرابات حقيقية أو مفبركة مع شعوبهم وقد يتشاركون واياها الالهة الخ الا أن حكام الغرب الانجلوساكسون غالبا-فالغال حكموا انفسهم بانفسهم ولم يغزوهم غزاة على مر السنين فلم يحكمهم اجانتب حتى حول ادوارد بيلادور ونيكولاس ساركوزي. فان كان نابليون كورسيكي فقد بقيت كورسيكا فرنسية لوقت طويل مما يقيض للفرنسيين على مر الزمان اعادة توزيع تتعين عليها علاقات قرابية قياسا على تغريب واستلاب ملوك الانجلو ساكسون لرعاياهم على مر التاريخ حتى وقت قريب. ولك أن تقارن(ى) بين ذلك وقول المأمون في وصيته للمعتصم "لا تغفل الرعية، الرعية، الرعية العوام، العوام فان الملك بهم وبتعهدك المسلمين والمنفعة لهم الله، الله فيهم وفى غيرهم من المسلمين. ولا يتعين لك امر فيه صلاح المسلمين ومنفعه لهم الا قدمته وآثرته على غيره من هواك. خذ من اقويائهم لضعفائهم ولا تحمل عليهم في شئ وانصف بعضهم من بعض بالحق وقربهم...و اعمل في ذلك مقدم النية فيه، راجيا ثواب الله عليه"(17).
وبالمقابل يجد المؤرخون الغربيون وقد ورثوا كراهية البشر الانتقائية أن التاريخ ليس عن الشعب ابدا فلم تكن يوما. ذلك أن التاريخ بقي تاريخ العظماء والابطال والقادة وقد بات اليوم تاريخ المشاهير من لاعبي كرة القدرم ونظائرهم والنجوم. فتحاك الاحداث بل ينسج بعضها ليخدم تلك الشخصيات. ولا يحتمل معظم المؤرخين فكرة أن التاريخ يمكن أن يكون حول الناس العاديين بناة الحضارات ومنتجي الحياة وانما يؤمن معظمهم في افضل الاحوال بان التاريخ بمثابة تبرير نظرياتهم التى يتعينون بها على تسويغ السلطة وتبرير الثورة. فحيث كان التاريخ يكرس سير شخصيات وابطال فراديين على عهد الاقطاع مما ورثته البرجوازية الصناعية ورأس المال الوطني ففد باتت سيرة الابطال القوميين تنويع على التاريخ في سرديات منسوجه لمصلحة الربح ورأس المال المالى واعضاء الاوليجاركيات المالية العولمية والمحلية-تملأ صور الاخيرين كل مكان في مدنهم وعواصمهم ويطلون عليك حتى في غرفة نومك فيما يقسي العامة- الناس العاديون عن التاريخ مخفيين فمبعدين عن النظر فلا سيرة لهم.
حين انقلب السحر على الساحر:
ازعم أن جماعات بعيتها من الاوليجاركيات المالية ونظائرها التى قد تكون أو لا تكون من طبقات فائقة على المجتمعات المضيفة لرأس المال المالي تقف خارج المجتمعات المضيفة لتلك الجماعات وكانت التكنولوجيا الحديثة قد قيضت للاولجاركيات المالية وسائل انتاج واعادة انتاج نفسها على نحو غير مسبوق أن تلك الجماعات حرية بان تغفل أن وسائل الانتاج التكنولوجية غير المسبوقة حرية بان تكون وسائل انتاج حركات غير مسبوفة. وفي غطرستها وصلافة تهيواتها وتصورها لنفسها بوصفها غاية العقل والعقلانية والفكر والتنظيم بقيت الاوليجاركيات العولمية الصهيونية العالمية تصدر عن تراتب للمجتمع لم يخرج منذ يوسف عن طبقة الحكام والمحكومين. فبغض النظر عن الفئات أو الشرائح أو الطبقات في حد ذاتها classes-in-themselves التى قد تنشأ وتختفي من أن لاخر وتسمي نفسها طبقات متوسطة أو ما اعرفه بالطبقات اوالشرئح الوسيطة mediating classes- أو ثرثارة chattering classesاو اجرائية operational classes- فقد عولت الاوليجاركيات العولمية على ما بقى مفكروها ومثقفوها ينتجونه لها من نظريات اجتماعية ليبرالية وما بعد ليبرالية أو اطر فكرية موسمية كم في كل مرة امعانا في اشاعة الفوضى الفكرية والتنظيمية بين من عدى الاوليجاريكيات العولمية تلك. ذلك أن الاخيرة تتطير من مفهوم الطبقة وتجأر بان ليس ثمة شئ اسمه المجتمع There is no such thing as society. ويمفصل لها ماركسيولوجيون تشكيلات اقتصادية اجتماعية في لوحة خماسية مقدسة خارج الواقع وتداعيات العولمة الفاحشة. وكان الاخيرون وما يبرحون يحللون المجتمع في علامات المرور الثلاث حكام محكومين وبينها طازج أو بائب أو بائر حسب الظروف والطلب.
وقياسا فقد مأسست تلك الاوليجاركيات الصهونية العالمية اجندتها القيامية بالضرورة على تجويج الاغلبيات المحكومة وترويعها و-أو ابادة اعداد متزايدة بوصفها الخصوم الازلية للحكام وحلفائهم وللاوليجاركيات العولمية منذ سقراط وكافة الفلاسفة النخبويين يونان وعرب ومسلمين وصولا الى الليبراليين الجدد والمعتزلة الجدد. وتخلق الاوليجاركيات المذكورة بمعرفة ازلامها في كل مكان شرط القضاء على تلك الاعداد الزائدة بالحروب الاهلية أو المحلية المعولمة Localised world wars. ولا يعنى ذلك أن الاوليجاركيات العولمية الصهيونية العالمية تملك التحكم في مصير العالم قاطبة ولا في العباد كافة. ففى حساباتها الصلفة تلك يتضح تباعا انها لم تنتبه الى نشوء فئات اجتماعية قد لا تكون بالنتيجة اقتصادية جراء ملايين العاطلين والمهشين والمستلبين من الشباب بالمجتمعات المفقرة الا اذا كانت الاوليجاركيات المذكورة تستغفلنا جميعا وكانت تدرك ما كان بسبيل أن يحدث الا أن ما حدث بالفعل فاق كل توقعاتها وخرج عن طوعها مثلما خرجت حماس وقد اغمضت اسرائيل العين عن نشوئها بغاية ضرب منظمة التحرير العلمانية نسيبا ( ولست مغرمة بتلك المفردة الزلقة التى تستخدم على عواهنها كغيرها ممما نختطف كل الوقت دون تأمل أو تبصر) المهم لا يعنى ذلك أن الاوليجاركيات العولمية الصهيونية العالمية تتحكم في مصائر العباد قاطبة ولا انها تملك تسيير العالم على هواها. فرغم تطير الصهيونية العالمية مما تسميه القنبلة الديمغرافية ومن الاعداد الزائدة التى ترهب العالم بها ورغم احصاءات المنظمات الدولية والمحلية بنسب من هم اقل من 30 عاما في العوالم المفقرة- وقد فاق اخر احصاء 51% من تعداد السكان. تقول الاحصاءات أن 70% من الاخيرين دون الخامسة. الا أن حسابات الصهونية العالمية عميت عن فلم تحسب لفئة عمرية بعينها في المجتمعات المفقرة هي فئة الشباب حساب مرة. ومرة تصورت أن تضور الشعوب سيدفع الاخيرة الى ثورات الخبر والشارع ففوجأت بان الشعوب تخرج دفاعا عن الكرامة. وكانت الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية قد عولت على استباق نضج الحركات الشعبية التاريخية والوعى الطبقى بسحق الاغلبيات حتى لا يبقى للاخيرة طاقة سوى على الوعى الزائف False consciousness أن بقي لها شئ. وفى المقابل تعينت الرأسمالية المالية على فبركة حركات شعبية مشبوهة فيما يلاحظه الناس في كل مكان من الجمهوريات الاشتراكية السابقة والتبيبت وايران ولبنان وجورجيا واوكرانيا وغيرها. الا أن الرأسمالية المالية-الاولجاركيات العولمية صعقت بتلك الفئات من الشباب الذى يتعطل اثناء اجمل سنين عمره واكثرها انتاجية وقد سحقته السياسات الاقتصادية ومليارات الدولارات من رأس المال العربى الهاربArab Flight capital والمديونية الداخلية( وتبلغ في مصر 73% من الناتج المحلي الاجمالي Gross Domestic Product-GDP) ناهيك عن المديونية السيادية Sovereign debts للمنظمات المالية الكبرى وعن بيع سلع استراتيجية بتراب القروش لاسرائيل الخ زيادة على ارغام المنتجين على بيع منتجاتهم باسعار لا تقيم الاود جراء شرطبات منظمة التجارة العالمية والبنك الدولى ورفع الدعم عن السلع التموينية وتقليض ميزانيات التعليم والصحة والسكن.
وقد قدرت ميزانية التعليم بحوالى 3.1% وميزانية الصحة بحوالي 1.2% من الناتج المحلي الاجمالي فيما يتعطل في مصر وحدها مثلا اكثر من 8 مليون خريج فلا يبق امام شباب العوالم المفقرة سوى أن تتنظم وتخرج أو تموت. فقد باتت تلك المجاميع بمثابة العمال ممن للم يبق له ما بفقده سوى قيوده كما قال ماركس يوما عن البروليتاريا الصناعية. فلم امام اؤلئك الشباب سوى مستقبل حالك لا متناه بلا بارقة في الافق وقد سدت كل كوة تطل على اى عشم أو شفاء أو جمال. ذلك أن الحركات الشعبية الموضوعية التاريخية التى كانت تصدر عن الحس المطلبى والطبقى لم يبق لها ما تستدعيه حيث قصقصت اجنجة الحركات المطلبية والنقابية والمهنية بما لا يحصى من التشريعات العمالية-و قوانين الطوارئ والتعقب والمصادرة وتكريس الهوان المنظم بحق منتجي الفائض والثروة والحباة من الشعوب المفقرة قاطبة وخلق شرط اليأس من حدوث اي شئ ومن اشاعة الاحساس بالعجز بينهم. ولم يعد للشباب الذى يتعطل منه خير من فيه ويهدر ما حصله من علم ومعرفة في اسواق عمل تمتع عن الطلب فيما يتفاقم العرض حتى أن اكثر من 19 مليون شاب عربي يبقى عاطلا ويعانى 40 الف مهندس سودانى مثلا عطالة السنين في مجتمع يتضور للبناء والتعمير والتنمية المستدامة.
الغريب أن شيئا لم يستلب تلك الشعوب ويسكت صوتها اشد من:
- سياسات وممارسات الرأسمالية المالية والاوليجاركيات الاسراتية والصهيونية العالمية بتنويعات من افقار وقهرو تعقب ومصادرة تفوق ما توعد يهوا به اعداءه هو وما اوقعه بخصوم اعراب الشتات.
-استهلاك الفكر دون انتاجه بلا روية أو ادنى ريبة فيما يقول وما لا يقول. فلنحذر الاخذ عن لغة ملغمة. ذلك أن خصومنا يودون أن نغفل عن اسلحتنا وامتعتنا فيميلون علينا "ميلة واحدة".
-تكريس ثقافة التوريث الادبي والفكري والاكاديمى بين ما يسمى النخب من الاكاديميين والكتاب والفنانين وحتى الصحفيين. ويسوغ ذلك كل من وراثة ابناء الاخيرين للمواقع في مجال ابائهم وامهاتهم مرة والاخطر استباحة عمل صغار الضحافيين والموظفين والطلاب من قبل المديرين والاكاديميين. وينتشر بين الاخيرين الاخذ عن بحوث طلاب الماجيستير والدكتوراه فيحصل الاستاذ الاستاذة على درجات الاستاذية والزمالة الخ فوق طهر الطالب أو طالبة كما ينشر الاستاذ والاستاذه باسمه هو أو اسمها خلاصة ابحاث الاخيرين ثم يعود الاستاذ يفرض-الاستاذة تفرض ما نشر كتبا على الطلاب وكاننا بسبيل قنانة ادبية فكرية وبخاصة اكاديمية حرفيا.
ختاما
هل انتهى مشروع الشرق الاوسط الكبير عندما خرجت الشعوب الى الشارع ؟ هل انتهى مخطط الشرق الاوسط الكبير الذى بشرت به جونداليسا رايس بلبنان قائلة في 2006 على ايام الحرب اللبنانية الاسرائيلية أن المنطقة تتهيأ أو تهيا بالاحرى لمخاض جديد؟ هل احبطت الثورات الشعبية العربية مخططات التقسيم والتمزيق؟ كيف يحتفل الغرب بما يحدث تباعا منذ ديمسبر عبورا ب 14 يناير 2011 الى 25 يناير؟ هل كان العرب –الرأسمالية المالية تخطط لمثل هذه الاحداث هذه المرة ايضا؟ ذلك أن الفيسبوك ليس خاف عن احد. ولعل من غاياتها غواية الشباب وتيسير ما فعلوا. وما علاقه كل ذلك بويكي ليكس؟ هل للغرب رؤية جديدة تعبر عن نفسها فيما يسمى السلام الاقتصادي؟ الا تهتدي الرأسمالية المالية الصهيونية العالمية بتعاليم اسرائيل وبتجربها في فلسطين؟ هل يستبق العالم الغني الذى يتماسس على اقتصاد المعرفة الثورات العربية الشعبية وربما ما هو ات بسيناريو جديد؟ هل تعد الرأسمالية المالية الدول المفقرة لدور يحصر في انتاج السلع وكاننا بسبيل تقسم العمل الدولى ذاك مجددا؟ لم تبق المراكمة المالية والياتها الاوليجاركيات الاسراتية العولمية وازلام الاخيرة المحلية للمجاميع الشعبية ونصرائها-تلك الفئات الجديدة التى فاجأت الكل ونفسها في لحظة الهام عبقرية- سوى اللياذ بقدرات كامنة على ابداع تحركه دائما حكمة الناس الشعبية. وقد قيضت ثورة المعلومات- التى تقيض المراكمة المالية الفاحشة بدورها-لتلك الحكمة التعبير عن نفسها على ارقى ما يكون واكثره حضارة ما تنفك تبهر العدو قبل النصير. فحيث تقيض ثورة المعلومات والتكنولوجيا غير المسبوقة المراكمة وهروب الرساميل من كل مكان الى كل مكان فقد تعين الشباب على التحليق في فضاءات شبكة المعلومات ليعبرعن نفسه فيما يسمى بالحركات الاحتجاجية الرقمية أو الديجيتالية Digital movements. واذ تتدافع امريكا لستبق ما لم تلحق به هذه المرة ولعله فاجأءها الى رصد 25 مليون دولار لتطوير تكنولوجيا المعلومات بغاية مساعدة الشعوب على اسماع العالم صوتها والتواصل فيما بينها فامريكا ما تنفك تعبر عن جهلها بالعالم المفقر. ولا يثنيها أن اذا كانت التكنولوجيا متوفرة لعدد كاف لاحداث التغيير. وهل يملك معظم شباب الانصار والختمية-او شباب القبائل اليمنية ويقطن معظهم في البوادي والضهاري والجبال استخدام هذه الوسيلة المستحدثة لتغيير انفسهم والمجتمع؟ وان حدث واسعفتهم المقاهي السيبرية المتشرة في كل مكان فهل يملكون الخروج عن طاعة سيدهم وخليفة الله فيهم؟ وهل يملكون تجاوز الولاء الطائفى والقبلي ولم تنحج لبنان- كان دائما حاضرة العرب وعاصمة الديمقراطية العربية حتى نهاية الستينات وعشية الحرب الاهلية-هل ينجح لبنان بازياء ايف سانت لوران وجوتشي وجوتشي-و قد فصل لهم ثاتشي وثاتشي ثورة ملونة وصمم لهم الاعلام والبيبيول كابات Base caps في التخلص من ذهينة المحاصصة وتجاوز الطائفية الجهوية والدينية؟ ولبنان "على وش الدنيا" قياسا على طائفية السودان الذي يلبس جلبابا يخيطه حائك يجلس تحت شجرة وقبائل اليمن ما تبرح بالجنبية. ام أن لهيب الثورة ينتج في الناس اروع ما فيهم استعصاءا على المهانة والانكسار.
المراجع والقراءات:
الطبرى في حسن ابراهيم حسن:1964:تاريخ الاسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعى:مكتبة االنهضة المصرثة القاهرة : ص:75.
الذاتى انظر(ي) مجلة دراسات عربية: مالك مسلمانى: اطياف من هادى العلى: العدد 7 و8 مايو وحزيران 1999
Armstrong Karen: 2007: The Great Transformation: The World in the Time of Buddha، Socrates، Confucius and Jeremiah>Atlantic Books: London: PP: 251-2.
كاترين ارمسترونج شرجه ص:261
Juliet Gardiner & Neil EB.Wndoforne -Eds-: British History: 1995:793-5.
كيف صورت الحرب الاهلية في رواندا مثلا على انها حرب عنصرية موجهة نحو اتلاف كل من الممتلكات وابادة الغرماء العرقيين. ويدرك المطلعين على حقائق تلك الحرب -و غيره- انها كانت حربا بين اقلية من المثقفين من ذوى التخصصات العالية من خريجى الجامعات الغربية والمحلية ضد كل من التوتسى والهوتو معا من اجل احتكار السلطة ليس بتستر الغرب- فرنسا واسرائيل والاولايات المتحدة وبريطانيا – وانما ايضا بتسليح نشط لتلك الفئة. ويلاحظ كيف أن الكثيرين اخذوا بالاسطورة الرسمية للحرب " العرقية" الرواندية التى نسجتها ادواة الاتصال المنفردة بنشر المعلومات والمعرفة وحدها حتى أن الكثيرين ا كانوا يدهشون أن روندا -التى صورتها الصحافة الراسمالية وو الكتاب والحصفيين الغربيين واتباعهم بلا رشد أو سعى الى الاختلاف – سيقت الى حرب اهلية راح ضحيتها اكثر من مليونى مواطن على يدى جامعيين واو روادا بها جامعات اصلا ولان الحرب كانت قد سجلت على كاميرات لا تزيد عن أن تعيد انتاج نموذج أقوم متبربرة بطبعها فهؤلاء القوم ليسوا اكثر من قبائليين متوحشين متعطشين للدماء بلا غاية سوى العنف من اجل ذاته احيانا.
ينبغى تذكر أن شيكسبير كان ينمى الى احدى حركات العضاة وكان يتخفى راء الشعر والكتابة المسرحية لانه كان كاثوليكى في حيث كانت الكنيسة على عهد اليزابيث الاولى في منتصف القرن السادس عشر ما برحت تتعقب الكاثوليك بصورة شرسة كما كان عضوا في جماعة مقاومة للكنيسة الرسمية.
تخلق الرأسمالية بتنويعاتها منذ جمورية يوليوس قيصر الاسراتية-الديكتاتوريات تواصل تعضيضها Prop them up بل بيع للطاغية الاسلحة المضادة للبشر Anti personnel weapons. وقد استخدم الغاز المسيل للدموع الذى تصنعه بريطانيا وكانت قد باعته لليبيا في 2010 ولمصر على الشعب الليبي ثم عادت وادعت انها توقفت عن بيع اسلحة تفريق وضرب العامة لمصر بعد تخلي حسنى مبارك عن رئاسة مصر.
من تعليق لمارك اوبريان حول الاحداث في ليبيا واحتمال أن يحرق القذافى المكان ولا يغادره على نشرة اخبار الواحدة الساعة الواحدة بعد ظهر الاربعاء 23 فبراير 2011 على بي بي سي راديو4.
London، Feb 20(ANI) -- Double murder-accused US official Raymond Davis has been found in possession of top-secret CIA documents، which point to him or the feared American Task Force 373 (TF373) operating in the region، providing Al-Qaeda terrorists with "nuclear fissile material" and "biological agents،" according to a report.
لما كانت اوربا الاغنياء الغربيين قد ارتاحت على رضى ثيولوجى يبلو الاثم ويطيب خاطر الاغنياء مرة ويدعو العامة للتسامح مع فقهرهم بضمان الجنة لللفقراء وحدهم مرة اخرى- حيث "اسهل على جمل من أن يلج سم الخياط من أن يدخل ثرى الجنة" فقد راح الاثرياء يفسقون بفقرائهم وبشعوب الامتدادات وقد ضمنوا جنة الارض مرة بالنهب ومرة باعتراف مسيحى يغفر لهم خطياهم. وازعم أن تكفير نيتشه واتهامه بالجنون كان قد لحق به بجريره انه دمغ المسيحية بدين الارتياح والرضى الزائف فالمسيحية - على حد قوله -تبلد احساس الفرد بالاثم والخزى بالاعتراف مرة بعد اخرى الى ما لا نهاية. واجادل أن مبدأ اومقولة ما يسمى الان ب "الشفافية" أو الديمقراطية قد لا يزد عن تنويعة من الاعتراف المسيحى بعد أن يكون الخطأ قد اخذ مفعوله.
في نقاش معه في منزلى في الخرطوم في اكتوبر 1969 وفى طشقند في يوليو 1973 حول الحركة المسلحة لتحرير غينيا بيساو وجذر الرأس الاخضر وسان تومى.
كان اخر حوادث ما يسمى بالارهاب الاليكترونى أن بعث شاب من الفليبين في 4.5.2000 فيروسا عبر كونى على شبكة المايكروسوفت للانترنيت في رسالته الاليكترونية تقول " احبك" اصابت حواسيب الاعمال الكبرىو صغار اصحاب الحواسيب. وقد قدرت خسائر الشركات العالمية واسواق المال والدول من جراء الفيروس ما قدر ب 10 مليار دولارا.و قد بقيت الصحافة العالمية في دهشة من كون " شاب مغمور من خلفية متواضعة يعيش في ضاحية بائسة في مانيلا وقد تدرب في معهد اشد تواضعا يمكل أن يهز اقتصاد العالم بذلك القدر": نشرات الاخبار العالميةو الصحف الغربية.
اذ كان خطاب الطريق الثالث –ما بعد اليسار- الطريق الثالث المتأسس على راس المال ما بعد الصناعىعابر الحدود المبدون قد احتكرالخطاب السياسى والاجندة الاقتصادية الاجتماعية جميعا يوظف تلك اللغة القوية والمفردات الالقة واللامعرفة –فقد يغدو الطريق الثالث مثله كمثل اليمين الجديد - اصولي - فيما يصادر تعريف تلك اللغة موضوعيا. من ذلك للمابعدويات التى تصيب الخطاب السياسى بفيروس وبفوضى المسميات غير المعرفة والمعممة واللاعلمية كمحصلة لعجزفها عن الفطام من مسلمات القرن السابع عشر الساسية والفكرية. وبسب الاضطراب العظيم في صفوف اليسار التقليدى بقدر اضطراب اليمين التقليدى معا في كل مكان مما يلاحظ مثلا في الاستعرار من استخدام المفردات القديمة للخطاب السياسى السابقة على المابعديات مما يدفع الى اللياذ بمسميات بلا معنى كمثل مفردات الحوار والخطاب السياسى اللاحقة لسقوط حائط برلين وقد اخذت تتفادى استخدام مفردة اليسار واليمين وبخاصة في خطاب سياسات النكوص أو النكوص السياسى أو النظر المطرق الى الداخل.
يقول ماركس ما معناه "ان اردت التعرف على الرأسمالي فابحث عن اليهودى". واعتقد انه يقصد بعض اسباط واحبار وقضاة وامراء وتجار بعض طوائف اعراب الشتات وليس كل يهودي بهذا الوصف الله اعلم
بيير روسى ص: 27
بيير روسى شرحه ص:27-29.
الطبرى في حسن ابراهيم حسن:1964:تاريخ الاسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعى:مكتبة االنهضة المصرثة القاهرة : ص:75.

هوامش:
(1) هذه الدراسة جزء من كتاب يعد للنشر بعنوان "صحبة حركات التحرر" وهو حول الحركات التحررية والثورات الشعبية الافريقية العربية التى تعرفت على ثوارها وزرت مناطقها المحررة وعملت ببعض مجتمعاتها مثل موزانبيق وزيمبابوى وغينيا بيساو والجزائر واليمن وفلسطين بعد الاستقلال.
(2) انظر(ى) الطبرى في حسن ابراهيم حسن:1964:تاريخ الاسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعى:مكتبة االنهضة المصرثة القاهرة : ص:75.
(3) انظر(ي) مجلة دراسات عربية: مالك مسلمانى: اطياف من هادى العلى: العدد 7 و8 مايو وحزيران 1999
(4) انظر(ى)Armstrong Karen:2007:The Great Transformation: The World in the Time of Buddha, Socrates, Confucius and Jeremiah>Atlantic Books:London:PP:251-2.
(5) انظر(ى) كارين ارمسترونج شرجه ص:261
(6) انظر Juliet Gardiner & Neil EB.Wndoforne -Eds-:British History :1995:793-5.
(7) لاحظ(ي) كيف صورت الحرب الاهلية في رواندا مثلا على انها حرب عنصرية موجهة نحو اتلاف كل من الممتلكات وابادة الغرماء العرقيين. ويدرك المطلعين على حقائق تلك الحرب -و غيره- انها كانت حربا بين اقلية من المثقفين من ذوى التخصصات العالية من خريجى الجامعات الغربية والمحلية ضد كل من التوتسى والهوتو معا من اجل احتكار السلطة ليس بتستر الغرب- فرنسا واسرائيل والاولايات المتحدة وبريطانيا – وانما ايضا بتسليح نشط لتلك الفئة. ويلاحظ كيف أن الكثيرين اخذوا بالاسطورة الرسمية للحرب " العرقية" الرواندية التى نسجتها ادواة الاتصال المنفردة بنشر المعلومات والمعرفة وحدها حتى أن الكثيرين ا كانوا يدهشون أن روندا -التى صورتها الصحافة الراسمالية وو الكتاب والحصفيين الغربيين واتباعهم بلا رشد أو سعى الى الاختلاف – سيقت الى حرب اهلية راح ضحيتها اكثر من مليونى مواطن على يدى جامعيين واو روادا بها جامعات اصلا ولان الحرب كانت قد سجلت على كاميرات لا تزيد عن أن تعيد انتاج نموذج أقوم متبربرة بطبعها فهؤلاء القوم ليسوا اكثر من قبائليين متوحشين متعطشين للدماء بلا غاية سوى العنف من اجل ذاته احيانا.
(8) ينبغى تذكر أن شيكسبير كان ينمى الى احدى حركات العضاة وكان يتخفى راء الشعر والكتابة المسرحية لانه كان كاثوليكى في حيث كانت الكنيسة على عهد اليزابيث الاولى في منتصف القرن السادس عشر ما برحت تتعقب الكاثوليك بصورة شرسة كما كان عضوا في جماعة مقاومة للكنيسة الرسمية.
(9) تخلق الرأسمالية بتنويعاتها منذ جمورية يوليوس قيصر الاسراتية-الديكتاتوريات تواصل تعضيضها Prop them up بل بيع للطاغية الاسلحة المضادة للبشر Anti personnel weapons. وقد استخدم الغاز المسيل للدموع الذى تصنعه بريطانيا وكانت قد باعته لليبيا في 2010 ولمصر على الشعب الليبي ثم عادت وادعت انها توقفت عن بيع اسلحة تفريق وضرب العامة لمصر بعد تخلي حسنى مبارك عن رئاسة مصر.
(10) من تعليق لمارك اوبريان حول الاحداث في ليبيا واحتمال أن يحرق القذافى المكان ولا يغادره على نشرة اخبار الواحدة الساعة الواحدة بعد ظهر الاربعاء 23 فبراير 2011 على بي بي سي راديو4.
(11)London, Feb 20( ANI)-- Double murder-accused US official Raymond Davis has been found in possession of top-secret CIA documents, which point to him or the feared American Task Force 373 (TF373) operating in the region, providing Al-Qaeda terrorists with "nuclear fissile material" and "biological agents," according to a report.
(12) لما كانت اوربا الاغنياء الغربيين قد ارتاحت على رضى ثيولوجى يبلو الاثم ويطيب خاطر الاغنياء مرة ويدعو العامة للتسامح مع فقهرهم بضمان الجنة لللفقراء وحدهم مرة اخرى- حيث "اسهل على جمل من أن يلج سم الخياط من أن يدخل ثرى الجنة" فقد راح الاثرياء يفسقون بفقرائهم وبشعوب الامتدادات وقد ضمنوا جنة الارض مرة بالنهب ومرة باعتراف مسيحى يغفر لهم خطياهم. وازعم أن تكفير نيتشه واتهامه بالجنون كان قد لحق به بجريره انه دمغ المسيحية بدين الارتياح والرضى الزائف فالمسيحية - على حد قوله -تبلد احساس الفرد بالاثم والخزى بالاعتراف مرة بعد اخرى الى ما لا نهاية. واجادل أن مبدأ اومقولة ما يسمى الان ب "الشفافية" أو الديمقراطية قد لا يزد عن تنويعة من الاعتراف المسيحى بعد أن يكون الخطأ قد اخذ مفعوله.
(13) في نقاش معه في منزلى في الخرطوم في اكتوبر 1969 وفى طشقند في يوليو 1973 حول الحركة المسلحة لتحرير غينيا بيساو وجذر الرأس الاخضر وسان تومى.
(14) كان اخر حوادث ما يسمى بالارهاب الاليكترونى أن بعث شاب من الفليبين في 4.5.2000 فيروسا عبر كونى على شبكة المايكروسوفت للانترنيت في رسالته الاليكترونية تقول " احبك" اصابت حواسيب الاعمال الكبرىو صغار اصحاب الحواسيب. وقد قدرت خسائر الشركات العالمية واسواق المال والدول من جراء الفيروس ما قدر ب 10 مليار دولارا.و قد بقيت الصحافة العالمية في دهشة من كون " شاب مغمور من خلفية متواضعة يعيش في ضاحية بائسة في مانيلا وقد تدرب في معهد اشد تواضعا يمكل أن يهز اقتصاد العالم بذلك القدر": نشرات الاخبار العالميةو الصحف الغربية.
(15) اذ كان خطاب–ما بعد اليسار- الطريق الثالث المتأسس على راس المال ما بعد الصناعى عابر الحدود المبدون قد احتكر الخطاب السياسى والاجندة الاقتصادية الاجتماعية جميعا يوظف أن لغة ذلك الخكاب كانت حرية بان تبدو قوية ومانعة ومفرداتها القة ولامعرفة في نفس الوقت–فقد يغدو الطريق الثالث مثله كمثل اليمين الجديد – اصولي.ذلك أن الطريق الثالث استدعي ما بعدوات غير مسبوقة واشرعها وكأنها تطور على ما سبقها فيما صادر تعريف لغة المابعدويات موضوعيا. من ذلك للمابعدويات ما يصيب الخطاب السياسى بفيروس وبفوضى مسميات غير معرفة ومعممة ولاعلمية كمحصلة لعجزفة هي في الواقع تزويق للعجز عن الفطام من مسلمات القرن السابع عشر السياسية والفكرية مثل دعه يعمل والاورثوذوكسيبة الاقتصادية والفيزيوقراط. وقد منى الخطاب السياسي باضطراب عظيم مما انتشر بين صفوف اليسار التقليدى بقدر فعل المثل باليمين التقليدى في كل مكان مما يلاحظ مثلا في الاستعرار من استخدام المفردات القديمة للخطاب السياسى السابق على المابعديات. وازعم أن ذلك العجر كان محصلة عدم جرؤ الطريق الثالث وما بعد الليبرالية وكافة المابعدويات عن النطق بحقيقتها. وقد كعل ذلك العجر الخطاب قاصر بدوره عن أن يقدم تفسيرا واحدا لهواجس شائعة مثل رجيلة ولبرلة الاقتصاد واقتصاد السوق الخ. وقد دفع ذلك كثير من الكتاب الى اللياذ بمسميات لا معنى لها مثل مفردات الحوار والخطاب السياسى اللاحقة لسقوط حائط برلين وقد اخذت تتفادى استخدام مفردة اليسار واليمين وبخاصة في خطاب ثقافة النكوص الاقتصادي وبخاصة السياسى أو تفسر اصطراق النظري في المجتمعات الاشتراكية الساقة الى الى الداخل.
(16) يقول ماركس ما معناه "ان اردت التعرف على الرأسمالي فابحث عن اليهودى". واعتقد انه يقصد بعض اسباط واحبار وقضاة وامراء وتجار بعض طوائف اعراب الشتات وليس كل يهودي بهذا الوصف الله اعلم
(17) انظر(ى) الطبرى في حسن ابراهيم حسن:1964:تاريخ الاسلام السياسى والدينى والثقافى والاجتماعى:مكتبة االنهضة المصرثة القاهرة : ص:75.