من الرائدات : المناضلة الشيوعية المخضرمة ( أم الشهيدين ) , الشجرة الزيتونية المعمّرة إبنة الجنوب اللبناني .. أنطوانيت بشارة ؟


مريم نجمه
2011 / 6 / 16 - 22:34     

من الرائدات : المناضلة الشيوعية المخضرمة ( أم الشهيدين ) , الشجرة الزيتونية المعمّرة إبنة الجنوب اللبناني , أنطوانيت بشارة ؟
لن أخون تاريخي
- ( لا تعنيني المناصب والمراكز , لن أخون تاريخي )
) - كان نضالنا جميلاً , حياتنا كانت مليئة بالنضال , مش معقولي اليوم نبيع حياتنا بقشرة بصلة , لازم نبقى نحافظ على تاريخنا ونضالنا .. .
" جئنا إلى القرعون واشترينا حمارًا وبقرة وصرنا نزرع ونفلح الأرض , و بعدين صار الوضع منيح ورجع الياس على شغل الصحافة ببيروت , وبقينا نطل كل فترة على القرعون وصار عنا عيلة وولاد , إلى أن جاءت حرب عام 1975 فتهجرنا من فرن الشباك إلى القرعون بعدما أحرق منزلنا والمطبعة التي كنا نؤسسها في منطقة التباريس ( . ..
- " دير ميماس .. جارة فلسطين , والقرعون كانت السباقة في احتضان الثوار والمقاومين .
سأبقى صامدة في القرعون , هذه البلدة التي يحتضن ترابها إبني الشهيد نقولا عبود , وإبنتي الشهيدة لولا .. " .
" صرت هون تابع النضال مع الشباب والصبايا , وكانت المقاومة الفلسطينية في أوج عنفوانها ونحن في الأساس تربينا على أن قضية فلسطين أولاً , وهي ستبقى عندي أولاً , وقدمّت إبني نقولا شهيداً من أجل فلسطين , وهو أخذ خياره بكل اقتناع وربيت أولادي على أن فلسطين لنا , ومن حقنا أن نقاوم لنحررها , وإبنتي فيروز تعيش اليوم في فلسطين مع زوجها " ...
" لم أعرف بنبأ إستشهادها إلا حين وصلت إلى القرعون , إستشهدت لولا, وقامت رفيقة من القرعون بدفن جثتها حتى انسحب العدو بعد أيام وأعلن الحزب والجبهة عن العملية واستشهاد إبنتي ... " .
" كرمال الثورة الأسبانية - والتضامن مع الشعب الأسباني - تظاهرنا ضد فرانكو في بيروت , وضعت لافطة وملصق فرانكو حاملا فأساً وتحته الشعب ... "

- " مرّات لف الجرائد على جسمي وبعدين ألبس الثياب ونطلع دغري على ( الشام ) وفوت على الحمام بساحة المرجة شيل الجرائد وتجي رفيقة بتاخذهن بنفس الطريقة بس أطلع " .
من أقوال الرائدة أنطوانيت بشارة

................

جنوبية المنشأ .. أصيلة التكوين.. كنعانية الجذور.. فينيقية الطموح والمغامرة .. اّرامية اللغة والجدود .. ولبنانية المولد ,,, الحرية ملعبها الطفولي .. في قرية دير ميماس الزيتونية الأحراج ولدت ونشأت .
ملعبها السياسي لبنان وسورية وفلسطين .. والعالم ..
ما أرحب الطموح والقدرات
كنوز من بلادي الكبيرة الواسعة الغنية ,, رفيقة متمرّسة بالنضال مع القاعدة الشعبية خزّان العطاء وقوة التغيير , جديرة بتسليط الضوء على مسيرتها التقدمية الرائدة ...
.. يا لها من بيئة أرضعتها حب الأرض والتضحية في سبيل الوطن , والإنسانية , وخدمة زاخرة للشعب وقضاياه المصيرية ومطالبه الشعبية اليومية وتطلعاته لغد أفضل وأنقى عدالة ومساواة وحقوق .
محطتي اليوم في البحث عن الرائدات المنسيات , هي جنوب لبنان حيث أخذتني الصدفة إلى هناك عن طريق جريدة وخبر على الفيسبوك لقطته عيناي التي تصّوب بعمق على الدرر والجواهر المخبأة , وتجذبها أسماء شعبية مغمورة , في عالم يطغى عليه عبادة المظاهر والمال والسلطة وتسليط الأضواء على الأسماء الكبيرة الغنية و الطبقة المخملية ونساء القادة والعائلات المالكة وحاشيتها وهلم جرا ..
.......
أنطوانيت جريس بشارة راهبة وقديسة في معبد ( حزب الشغيلة ) اللبناني .
إن النضال المبدئي الصادق الجميل لا يشيخ ولا يذبل , بل تتجدد خلاياه كل عام كالطبيعة , ربيع جديد يعيد تفتحه ونشاطه وطاقاته ألوانا ورونقا للحياة البشرية , التي تعيش مع البسطاء والعمال والفلاحين الأوفياء للأرض والإنسان .. فهي منهم وإليهم .

غمرني الفرح وغسلني بعطره عندما أهداني شريط الرائدات شجرة زيتونية أصيلة معمّرة " ودائمة الخضرة " من جنوب لبنان العريق بالمقاومة والوطنية ..
هنا يحضر التاريخ ,
يحضرالتاريخ معها , مع هذ الرائدة المقاومة , بكل عمقه ورائحته العبقة بزيت الغار والقرفة , وزعتر المدرّجات , وخزامى المروج , وأعشاب الطرقات الندية , وجلول التبغ والسنابل , أرض الحرية والبطولات والثورات ,,, أرض القديسين والأنبياء والرسل .أرض المناضلين والمناضلات قديماً وحاضراً . ساحات اجتماع تلاميذ يسوع وطريقهم إلى الأمم والشعوب القريبة والبعيدة , الإجتماعات الشعبية وأسرار التنظيم الثوري ضد الظلم وتجار الهيكل , تجار المال والدين - والفعاليات وساحات النضال الفكري والعملي والتحرري والإجتماعي والسياسي.. إنه " جليل الأمم " ( ملتقى الحضارات والثقافات واللغات والكوادر العاملة تاريخياً ماضياً وحاضراً لتوصيل فكر المحبة والعدالة والسلام . . موئل طريق السيد المسيح وتلاميذه , هنا لا بد أن نتذكر " عرس قانا " أرض الفرح والمعارك والشهداء وقلعة جبل عامل والشقيف .. ترابه أحمر قاني فدائي منذور للحق والحرية خصب الإنتاج والعطاءات الوارفة قصائد وأشعار وملاحم وبطولات .. ..هنا تستحضرني أغنية السيدة فيروزللشاعر جوزيف حرب :
.... ( يا تراب الجنوب مشغول بقلوب يا تراب الجنوب وأنت بالعز مكتوب , وبتولع حروب وبتنطفي حروب وبتضلك حبيبي يا تراب الجنوب ... ) .

هاهو اليوم , وغداً, يكمل الجنوب المشوار.. مع المتعبين والمناضلين الأوفياء ..
هاهي الأخت الكبيرة والرفيقة المخضرمة أنطوانيت بشارة تعطي للبشرية ونساء بلادنا العربية والعالم أجمع الذي - تقاعدت أحزابه – مثالاً وقدوة للنضال الجماهيري الذي لا يلين ولا يتعب ولا يخمد مع العمر –
هو الإخلاص ومنتهى الإيمان بقوة الجماهير الكادحة وطاقات الشعب الجبارة وثوراته المستمرة لتصحيح المسار والطريق ..
يا لك من إمرأة معطاءة للحرية أينما كانت مغيبة ومعتقلة ومعطلة , تفتحين النوافذ والأبواب دون خوف لأنك لها مهيأة للتحدي وتوصيل شعاع الكلمة والرسالة .
سيدة معطاءة للحرية أينما كانت في لبنان أو فلسطين لا فرق عندها , قدمت أولادها فلذات أكبادها ( لولا .. ونقولا ) قرباناً على مذبح الحرية ,, فداء للمحبة والنضال واحترام حقوق الإنسان المهدورة المسروقة والمغيبة .. لأنها لم تعرف سوى العطاء ثم العطاء .. لأنها إبنة الجنوب الكريم الفاتح كفوفه للخير والفرح ..!
السيدة المناضلة أنطوانيت .. دخلت طالبة في مدارس ومعاهد وجامعات النضال الوطني .
وتخرّجت , حاصلة على الدبلوم ودكتوراه في الوطنية والتضحية والأمانة والشرف والأخلاق والتربية والصفات الشيوعية الحقيقية ..
حصلت رائدتنا أنطوانيت على شهادات النضال وأوسمة الشرف من الثورة الفلسطينية ومن الشعب اللبناني والشعب السوري الكادح , وأنا اليوم أشترك في لجنة توزيع الأوسمة التي أضعها على صدرها الطاهر وسام شرف النضال والإخلاص للمبادئ الرفيعة في حقوق اللإنسان المضطهد وقضاياه المقدسة الجوهرية المصيرية . وهي وحدها من تجولت في صفحاتها لأنقل للقراء الأعزاء سيرة كفاحها حيث تفتقر مكتباتنا إلى هذا الأدب الشعبي وملاحمه النضالية مع الأسف !
الرائدة أنطوانيت مناضلة في صفوف ( حزب الشغيلة ) ومن صدق حبها للعمال والكادحين والشغيلة الذي يجري في دمها وفكرها رغبت دوماً في تسمية الحزب الشيوعي بهذا الإسم ..
انتسبت المناضلة أنطوانيت بشارة المولودة عام 1930 , للحزب يوم كان عمرها 15 عاما . ولدت ونشأت في بيت وبيئة كلها شيوعية . والدها الرفيق جرجس بشارة كان مناضلاً سرياً منذ الحرب العالمية الثانية , بالتأكيد من العمال المناضلين الأوائل ( لحزب الشغيلة) في لبنان كما كان يسمى في البداية – عاشت في بيت سياسي وأجواء سرية نضالية , أفراد البيت عاشوا يوزعون قربان الصلاة " المناشير السرية " ونقل الرسائل على الرفاق في مرجعيون والنبطية حتى دير ميماس وقرى الجنوب اللبناني .. وانضوت في إطاره الوطني والأممي الرائع الأمين للمبادئ السامية ..

لقد ساهمت السيدة أنطوانيت في الكثير من المظاهرات , واعتقلت أكثر من مرة كما تروي في أحاديثها : " بعدما انتسبت للحزب رسميًا شاركت في أنشطة وتحركات الحزب في كل لبنان , وأول تظاهرة اشتركت فيها هي ( تظاهرة بيروت) ساحة البرج , من أجل الحرية والخبز والعمل , وكنت أحمل راية في مقدمة التظاهرة فحاول الشرطي قمعي فضربته بها واعتقلت لمدة 8 أشهر بتهمة محاولة تغيير النظام " .
ما أجمل النضال ضد التغيير يا مناضلة عنيدة .. !!

منذ ذلك الوقت وشعوبنا تحاول التغيير والإصلاح وتقوم بالإضرابات والتجمعات والثورات والمظاهرات السلمية , وكانت تجهض ويتاّمر عليها الرجعيون والبرجوازيين الكمبرادور وهيمنة وتدخل الدول الكبرى .. التي ترتعب من تحرر شعوبنا ,, بالإضافة إلى قصور وتخاذل قيادات أحزابنا الشيوعية والإشتراكية !؟
التجديد والتغيير ضروري وواجب لأي حركة وحزب وتنظيم سياسي وغير سياسي , لهدم القديم البالي وبناء الجديد العصري الذي يتلاءم مع التطور والمعطيات الجديدة .
إعتقالها الأول هذا زادها إصراراً بخط الحزب والطريق الصحيح الذي مشته مع صديقاتها وأصدقائها , ولم يخيفها إهدار دمها من قبل الإقطاعي ( أحمد الأسعد ) يوم كانت توزع مناشير حزبية في قرى الجنوب المقاوم تاريخيا ( كفر كلا وحولا وشقرا ) والمتضامن مع نضال فلسطين وشعبها اللبناني , فأزعجه نشاطها وجرأتها وشعبية الحزب .
واستمرت أنطوانيت ( أم وليد ) في النشاط الحزبي بين قاعدة جماهيرية واسعة محبة لها وللحزب ونضاله المشروع المرتبط بقضايا الناس والطبقات الفقيرة وحزبها الطليعي .

وها هي تصرح اليوم : " أنا اليوم حتى الاّن حتى الساعة في الحزب الشيوعي ولن أتخلى عن مبادئه ولا عن نضال كل الرفاق وإن كنت غير ملتزمة تنظيمياً " .
هكذا تصرح اليوم هذه المناضلة الثمانينية , بكل فخر واعتزاز وفرح .. إنها نموذج رائع ومحترم من نساء بلادنا العربية الرائعة وجذورها الطبقية المخلصة والإلتزام بقضايا الشعب الوطنية ..
سنديانة سياسية لا تنسى ولاتموت ولا تشيخ , إنها حية في ضمير ووجدان الشعب والحركات الثورية الأصيلة في وطننا الكبير والصغير .. ومنطقتنا التي عانت الكثير ودفعت الكثير من عمر مناضلاتها ومناضليها والأحرار جميعا في خدمة المبادئ التي اعتنقتها ولم تساوم عليها أو تبيعها بمركز أو وظيفة أو تهديد ..
( في سنة 1952 , توجهت أنطوانيت بشارة مع مجموعة من الرفيقات والرفاق من دير ميماس إلى مدينة طرابلس كان الحزب ينظم تظاهرة دعماً لرفاقنا في كوريا واعتقلت لمدة ( 3 ) أشهر , وحين خرجت توجهت فورا إلى مقر نقابة العمال , لأرى إبن عمي الرفيق فواز بشارة حتى يؤمن لي العودة إلى دير ميماس ... ) -
" ..و الطيور على أشكالها تقع ..!
... ( وهناك تعرّفت على الرفيق الياس عبّود الذي أصبح لاحقاً زوجي وصرنا نناضل معاً في الحزب مع العمال ونساعد عمال المطابع ) .
وتتابع الرفيقة : ( رفضت الإقتران بالياس قبل أن أسأل الحزب عنه . وهو أيضاً سأل الحزب عني , إلى أن تمّ النصيب وصار نضالنا مشتركاً وكل فترة نبدّل منزلاً حتى كنا نلاحظ أن أعين السلطة قد اكتشفته . لأنني وإلياس وبعض الرفاق كنا نوزع مناشير وبيانات وجريدة صوت الشعب الناطقة بإسم الحزب ) .
رائعة يا عزيزتي أنطوانيت أبدعت في هذا التوثيق والوصف الصادق الحقيقي , فالحزب يصبح البيت الكبير للمناضلين وهم مع بقية الأعضاء يؤلفوا أسرة واحدة كبيرة محبة لبعضها ومتضامنة في كل شئ ..
هذا شعور الأوفياء للمبادئ الإشتراكية الصحيحة حقاً .

فاعتقلت ثانية وثالثة ورابعة وووولم تهدأ أنطوانيت من متابعة النضال الممتع عند هذا الإختبار الأول ,, لنقرأ معاً أصدقائي واحدة من رحلاتها الخطرة " مهماتها المقدسة " .
لفت الجرائد على جسمها تحت ثيابها لتوصلها إلى دمشق أسجل كلامها :
- ( كنت أ نقل "صوت الشعب " سراً من بيروت إلى دمشق صرت لفّ الجرائد على جسمي وبعدين ألبس الثياب ونطلع دغري على ( الشام ) وفوت على حمّام بساحة المرجة شيل الجرائد وتجي رفيقة بتاخذهن بنفس الطريقة بس أطلع " ).
هل حازت هذه الخبرات الحرفية النضالية إعجابكم أصدقائي قرائي مثلي ! ؟ أم شئ عادي !؟
فعلاً شئ رائع وحنكة سياسية وابتكارات شعبية ذكية . طبعاً الإستمرار في العمل والنضال والفعل اليومي المعاش عملاً وفكراً وممارسة كفيل بتطوير نفسه نتيجة تراكم التجارب والدروس في أحضان الجماهير وعبقريتها .

هذه هي العبقرية الشعبية وابتكارات أساليب النضال ضد العدو السياسي أو الطبقي لتوصيل " الكلمة " .. أو الخبر الرسالة والمنشور .كما تفعل ثوراتنا اليوم -
يحق لنا ونستطيع أن نقول اليوم وكل يوم , أن الإنسان هو الأساس , الإنسان المسلح بالفكر الثوري هو الذي ينتصر على سلاح القمع , وليس العكس .وهذا ماتحقق في الثورات العربية الشعبية الحديثة , وما زلنا نعيشها في ثورة شعبنا وشبابنا المنتصرة في سورية ..
طبعا هذه المهمات السرية الخطيرة وضعت انطوانيت تحت المراقبة الأمنية الإستخباراتية , ومنعت بعدها من دخول سورية بتهمة تهريب الجريدة صوت الشعب .. وتتابع ..


" حتى كرمال أسبانيا والشعب الإسباني وثورته تظاهرنا ضد – الديكتاتور - فرانكو في بيروت , وضعت لافطة وملصق فرانكو حاملاً فأساً وتحته الشعب ..... كان نضالنا جميلاً , و حياتنا كانت مليئة بالنضال مش عقولة نبيعه .... " .
هكذاكانت الأحزاب في الماضي القريب في البلاد العربية والعالم , الروح الأممية تملؤها وترشد الطريق وتتواصل المعلومات وتتضامن الشعوب وتتقوى مع بعضها البعض لنيل حريتها , لتشعر بأنها ليست وحدها تقاتل الإمبريالية والإستعمار أو الرجعية والإستبداد .. مع الأسف الشديد كما نفتقدها اليوم حتى من الأحزاب التي تدعي الشيوعية ( كحزب الشيوعي السوري ) البكداشي وهو لا يزال يقف ويؤيد النظام القمعي الديكتاتوري ولم يقف مع الثورة ويؤيدها , مع ان المنطق يقول بأن الحزب الشيوعي الحقيقي هو من يقود الثورة في المقدمة ,,!؟

ومن المؤسف , إن الدول التي كانت إشتراكية قديما كالإتحاد السوفياتي والصين - وأوربا الشرقية وأميركا اللاتينية , لم نسمع أنها أيدت ثورات الشباب العربية السلمية العادلة وخاصة الثورة السورية - بل بالعكس ما تزال الصين الشعبية وروسيا الإتحادية وبقية الدول الأخرى ما زالت تؤيد النظام الديكتاتوري ومجازره اليومية ضد شعبنا دون خجل , ودون اتخاذ موقف إنساني يسجله التاريخ لها ..!!؟ فأين المبادئ التي ورثوها من دولة الإتحاد السوفييتي لينين وستالين والصين الشعبية ماو تسيتونغ دولة لعمال والفلاحين والأحرار !!؟؟.... مجتمع ساقط حتى العظم شرقا وغرباً ,, المال والنفط والتجارة والسلاح والمصالح الخاصة هي المبادئ في عالم اليوم .. لا يهمهم مصير الشعوب ولا حرياتها ولا أنظمة تحترم القانون وحقوق الإنسان والعدالة والسلام الحقيقي بل يهمهم القواعد العسكرية والتنافس على نهب الشعوب واقتسام أسواق العالم الثالت وتشريد وتجويع شعوبه وبيع السلاح لذبحها ..!
أشلاء شعوبنا وشهدائنا مختبرات لتطوير أسلحتهم الفتاكة !!؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

أعود إلى إبنة الأرض الطيبة , إبنة النضال الشامخ الوفي , إبنة المبادئ والعطاء اللامحدود في الجنوب اللبناني ..
الرائدة الشيوعية العاملة والكادحة الماهرة حقا قولاً وفعلاً ...
كادر وعنصر نسائي .. قيادي .. طبقي ومدرسة للنضال هي رائدتنا أنطوانيت ( أم وليد) ..
أحكي لنا يارفيقة عن مطابع الجرائد والصحف الثورية وبقية أغلى الذكريات ومشوار السير في الطريق الذي عبدته أقدامكم وأقدامكن ..
.. " لو فيي لطير.. " يا صديقتي لأجري معك مقابلة بلا حدود يا أخت النضال الشريف النظيف الأمين .. عن أيام خلت حلوة ومرّة عنوانها التحدّي ونكران الذات والبذل -
يا ذات الثمانين حولاً ولم تتعب " إنها تحن للنضال كما تقول : " تشتاق للمظاهرات في الشوارع وتوزيع البيانات والنشرات الحزبية في طرابلس وبيروت وو و .. " , هذه الأيام أحبها إلى قلوبنا نحن المناضلات القدامى , ولا أعذب من استرجاعها في الذاكرة غذاء للروح وتحديثا للفكر ,, ودروساً للأجيال ..
الزمن الجميل للنضال ستجدّده الأجيال الشابة بامتلاكها وسائل العصر الجديدة وانفتاح العالم والتواصل الإنساني الكوني وتضامنها ..... مع التحية للقراء .. وسنكمل المشوارغدًا
.......................................................................................
المصادر : مقال في موقع جريدة الأخبار بتاريخ 27 نيسان 2011 للكاتب : عفيف دياب
الخوخل , الكوكل : بيانات صادرة عن جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية من عام 1982 – 1990 – ومقالة الكاتب عفيف , تحية كبيرة لك أيها الزميل الوفي .
مريم نجمه / هولندة / حزيران 2011