بوبر ويعقوب ابراهامي


حسقيل قوجمان
2011 / 5 / 21 - 13:10     

اثيرت بعد نشر مقالي حول علمية الماركسية حملة واسعة من النقاشات بين المعلقين حول بوبر ونظرياته وكأن النقاش في المقال يدور حول نظريات بوبر وليس حول علمية الماركسية. انا لم اقرا بوبر ولم اعرفه ولم اسمع باسمه لاول مرة الا من يعقوب ابراهامي ولم اعلم انه عميل امبريالي الا حين اخبر يعقوب المعلق الذي كان يغازله بذلك ولم اناقش نظرية بوبر ولو بكلمة واحدة لاني لا اسمح لنفسي بمناقشة نظريات لم اقرأها في نصها الاصلي الحقيقي. وفي التعليقات العديدة الاخيرة عبر كل معلق عن وجهة نظره في نظريات بوبر ولم يقم اي منهم باقتباس نص من كتابات بوبر نفسه وسؤالي ما رايي فيها. وقد علق يعقوب على عدد من هذه التعليقات وشكرالمعلقين وحياهم واخبرهم بانه حاول سابقا ان يوضح نظريات بوبر لحسقيل قوجمان ولكن حسقيل قوجمان بتعنته المعروف سخر منه. مما يوحي ان حسقيل قوجمان سخر منه لانه ذكر بوبر ونظرياته وليس حول موضوع قانون الجاذبية. وهذا تشويه وتحريف مقصود لحقيقة النقاش الذي دار بيني وبينه.
انا لم اسخر من يعقوب ابراهامي ولكني بينت بمنتهى الجدية والوضوح ان تطبيقة لنظرية بوبر كما عرضها على قانون الجاذبية كان برهانا على جهله المطبق لقانون الجاذبية وليس حول تطبيقه لنظريات بوبر او قواعده، وليس في مقالي اية علاقة او اشارة الى صحة او عدم صحة نظريات بوبر. قدم يعقوب ابراهامي نظرية بوبر بان بوبر يعتبر ان القانون هو علم اذا امكن تفنيده. وفند يعقوب قانون الجاذبية ب "عدم سقوط التفاحة الشهيرة" لكي يثبت انه علم فأجبته على ذلك عدة مرات وخصوصا في مقالين طويلين قمت فيهما باثبات ان يعقوب يجهل قانون الجاذبية وطريقة عمله جهلا مطبقا عن طريق شرح قانون الجاذبية ابتداءا من التفاحة وهي على الغصن الى وزن جسمه الذي ليس خاصية من خواص جسمه وانما هو مقدار الجاذبية الموجه على جسمه من مركز الارض وشرحت قانون ارخيميدس عن طريق قانون الجاذبية وحتى وصلت الى ضرورة تنظيم تبول رواد الفضاء حيث تصبح الجاذبية الارضية صفرا لحمايتهم من خطر انتشار بولهم في فضاء المركبة الفضائية وتنفس الرواد لبولهم. ولكن يعقوب لم يحاول ان يدافع عن رايه ليثبت انه يعرف قانون الجاذبية وان اتهامه بجهل قانون الجاذبية جهلا مطبقا ليس صحيحا ولو بكلمة واحدة وحول النقاش كأنه نقاش حول نظريات بوبر التي ينكرها حسقيل قوجمان ويعتبر بوبر عميلا امبرياليا. واتحدى يعقوب ان يجد في كل مقالاتي كلمة واحدة حول مناقشة نظريات بوبر او عن رأيي بنظريات بوبر او عن شحصية بوبر.
وحين ناقش يعقوب قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية نسي بوبر ونظرياته فناقش قانون التحول على اساس ان القانون لا يقبل الشذوذ. والشذوذ يعني التفنيد وبين يعقوب ان هناك شذوذ في قانون تحول التغير الكمي الى تغير نوعي بالمعادلة "١+١=٢" حيث يوجد تغير كمي ولا يوجد تغير نوعي. وبينما توصل في قانون الجاذبية الى ان قانون الجاذبية علم حسب نظرية بوبر لان بالامكان تفنيده، توصل في حالة قانون التغير الكمي الى تغير نوعي الى انه ليس قانونا نظرا لوجود الشذوذ اي نظرا لتفنيده. كان جوابي الى يعقوب انه في نقاشه اثبت جهله المطبق لقانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات كيفية لانه جعل للرقم واحد والرقم اثنين المجردين كمية ونوعية واضفت انه بذلك اثبت جهله المطبق لعلاقة التغيرات الكمية والنوعية بالمادة. كان جواب يعقوب على المقال الاول انه يستنكف من الحديث عن القسم الاسفل من الانسان وكأن المقال كان يبحث عملية التبول وجهاز او عضو التبول وليس قانون الجاذبية. وفي المقال الثاني كان تعليق يعقوب الوحيد انه لم يستطع فهم المقال الطويل الا بصعوبة. ولم يبد في الجوابين اية ملاحظة حول قانون الجاذبية او قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية ولم يدحض ادعاء حسقيل قوجمان بجهله المطبق لهما.
كانت في المقالين امور اخرى كثيرة ربما كان من الصعب على يعقوب ان يفهمها. ولكن القارئ المهتم يستطيع العودة اليها وهي صريحة وواضحة يستطيع كل قارئ عدا يعقوب ان يفهمها بسهولة. فيعقوب يصعب عليه ان يفهم ما معنى انه يجهل قانون الجاذبية جهلا مطبقا او جهله المطبق لقانون تحول التغير الكمي الى تغير نوعي وجهله المطبق لعلاقة هذا القانون بالمادة. يرى القارئ بكل وضوح ان ليس في مناقشتي مع يعقوب اي ذكر لبوبر او نقاش لنظريات بوبر او لشخصية بوبر ولو بكلمة واحدة.
في مقالي حول علمية الاشتراكية العلمية اي الماركسية لم اتوسل الى بوبر ان يوافق على كون الماركسية علما ام لا. فانا ناقشت علمية الماركسية ليس على اساس تلبيتها او عدم تلبيتها لقواعد بوبر بل على اساس منجزاتها. لا اعرف ما هو موقف بوبر من الماركسية. فقد يكون واحدا من الكثيرين الذين ينكرون علمية الماركسية مثل يعقوب. وقد لا يكون له راي صريح فيما يتعلق بالماركسية. ومن حق بوبر ان يقرر قواعده او شروطه لتقرير ما اذا كان اي موضوع علما او ليس علما، كما ان من حق يعقوب او غير يعقوب ان يستجيروا ببوبر لكي ليدلهم على ما هو علم وما هو ليس علما، وانا لست واحدا من هؤلاء .
علم الجيئولوجيا علم معترف به عالميا وكانت منجزاته الرائعة انه توصل عن طريق دراسة التغيرات الكمية التي طرات على القشرة الارضية خلال مليارات السنين والتحولات الكمية التي ادت الى تغيرات نوعية بتحول الطبقات من نوع من الطبقات الى نوع اخر. ولا اشعر بالحاجة الى طلب موافقة بوبر على كون علم الجيؤلوجيا علما او ليس علما ولا احتاج الى مصادقة بوبر على كون تحول القشرة الارضية من شكل الى اخر خلال مليارات السنين تؤكد على قانون تحول التغيرات الكمية الى تغيرات نوعية. فقد استطاع علماء الجيؤولوجيا تحديد عمر الكرة الارضية بدرجة عالية من الدقة وهذا اثبات كاف حسب رايي للبرهنة على العلمين.
ان تاريخ انكار المادية الديالكتيكية معروف منذ اكتشاف القوانين الديالكتيكية من قبل هيغل وتطبيقها على الطبيعة والمجتمع من قبل ماركس في المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية زاخر منذ ايام كارل ماركس وحتى يومنا هذا وسيبقى في المستقبل ايضا ما دامت هناك طبقات ترى من مصلحتها انكار المادية الديالكتيكية. ولا اعلم اذا كان بوبر واحدا منهم ام لا.
احد اركان الماركسية هو الاقتصاد السياسي. وعلم الاقتصاد علم معترف به في ارجاء العالم وليس في العالم جامعة واحدة لا تدرس علم الاقتصاد. وكان ماركس احد العلماء الذين ساهموا مساهمة كبيرة في تطوير علم الاقتصاد. فلماذا احتاج الى مصادقة بوبر على كون الاقتصاد علما ام لا؟ ولكن القضية ليست حول علم الاقتصاد اذ لا اعتقد ان احدا يناقش حول كون علم الاقتصاد علما ام ليس علما. ولكن القضية تختلف في دور ماركس في تطوير علم الاقتصاد. فالنقاش هو اذا كانت مساهمة ماركس في تطوير علم الاقتصاد تشكل جزءا من علم الاقتصاد ام لا. ان من ينكرون كون الماركسية علما يقررون ضمن ذلك ان مساهمة ماركس في علم الاقتصاد ليست علما. وانا لا افكر في طلب موافقة بوبر على ما اذا كانت مساهمة ماركس في تطوير علم الاقتصاد، المساهمات الكثيرة في علم الاقتصاد التي توجها بكتاب الراسمال اعظم كتاب في علم الاقتصاد في تاريخ علم الاقتصاد حتى يومنا هذا جزءا من علم الاقتصاد ام لا.
ليس في العالم من ينكر وجود علم اسمه علم التاريخ. والمادية التاريخية هي دراسة تاريخية لتطور المجتمع الانساني منذ انفصال المجتمع البشري عن المجتمع الحيواني حتى اليوم. ولكن اسلوب بحثها الديالكتيكي يختلف عن الاسلوب الذي تعودنا عليه بسرد تاريخ الملوك والامراء والحروب والنزاعات الدينية وغيرها. وبخلاف المساهمات الاخرى في علم التاريخ تقوم المادية التاريخية عن طريق التحليل الديالكتيكي لتطور المجتمع المستقبلي بشرح التطور الضروري في تاريخ البشرية في المستقبل ايضا وقد ظهرت صحة نظريات المادية التاريخية عن المستقبل في الثورة الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وتطبيق الاشتراكية تطبيقا صحيحا وناجحا لمدة اكثر من ثلاثين عاما وبالتزام الطبقة العاملة اليوم في السير قدما نحو التحول العالمي الى نفس الطريق سلكته ثورة كتوبر. هل المادية التاريخية اذن جزء من علم التاريخ ام لا؟ واضح ان المادية التاريخية جزء من هذا العلم وجزء متميز عن سائر اجزاء علم التاريخ. لذا لا اجد حاجة الى ان اسأل بوبر اذا كانت المادية التاريخية جزءا من علم التاريخ ام لا.
والاشتراكية ركن اخر من اركان الماركسية. والاشتراكية كما راينا توضيح لمسيرة التاريخ الضرورية في المستقبل وبهذا تختلف عن جميع العلوم الاخرى لان العلوم الاخرى تبحث اسرار الطبيعة وتتعلمها اما الاشتراكية فعلم يبحث اضافة الى ذلك المستقبل الحتمي للانسانية والا فالفناء الذي نشاهد معالمه واضحة في التطورات البيئية التي انتجتها وما زالت تنتجها الانظمة الراسمالية في العالم. ولا اجد في هذا المضمار ايضا حاجة الى سؤال بوبر ما اذا كانت الاشتراكية علما ام لا.
السؤال الذي يبدر الى الذهن في هذا الموضوع "ما هو العلم؟"
العلم ظاهرة بشرية لها بداية ولها تاريخ ولا نعلم اذا كانت لها نهاية لان نهايتها ترتبط ارتباطا تاما بوجود الانسان ذاته. مرت على الكون هذه المليارات من السنين ومرت على انفصال الكرة الارضية ككوكب مستقل ايضا هذه المليارات من السنين بدون ان يكون اي وجود لكلمة العلم. ونشأت الحياة على الكرة الارضية منذ فترة قصيرة في عمر تاريخ تكون الكرة الارضية. وحتى في ابسط اشكال الحياة كالاميبا التي تتألف من حجيرة حية واحدة ظهرت خاصية جديدة هي خاصية تحسس البيئة. ومع تطور الحياة وتعدد حجيرات الاجسام الحية بدأت بعض الحجيرات تتخصص بمهمة التحسس بالبيئة، حجيرات عصبية، تطورت في خلال ملايين السنين الى ما نسميه اليوم جهازا عصبيا. وتطور الجهاز العصبي فتحول جزء منه الى دماغ. وتطور هذا الاحساس بالبيئة الى درجات كبيرة.
وبعد ملايين او مليارات السنين من تطور الحياة على الكرة الارضية نشأ حيوان يختلف نوعما عن سائر الاحياء، يختلف عنها بانتصاب جسمه واستخدام يديه لغير المشي اي للعمل وتوصل دماغه الى اكتشاف اسرار الطبيعة واختزانها وتعلمها وتطويرها هو الانسان. لو فرضنا ان الانسان تعلم نحت الحجر وتدبيبه لتسهيل مهمته في صيد الحيوان من اجل الطعام ولمساعدته على الدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المهاجمة. اكتشاف كبير مثل هذا الاكتشاف واختزانه في الدماغ الانساني وتعلمه كان اكتشافا عظيما تعلمه الدماغ الانساني ولم يكن على الجيل التالي ان يكتشفه مرة ثانية بل اصبح علما في دماغ الانسان يكتسبه الطفل من ابويه بالوراثة عند ولادته. وربما كان اكتشاف سر الطبيعة في النار وتعلم تقليده وصنع النار بيديه لا يقل باهميته في ذلك الحين عن اهمية فلق الذرة في ايامنا. فالنار غيرت حياة الانسان تغييرا هائلا واضافت لدماغه علما استطاع ان يستخدمه في مجالات عديدة منها استطاعته ان يبعد الحيوانات عن المغائر واللجوء اليها اتقاءا للبرد والثلوج مما انقذه في العصور الجليدية ولا يمكن في مقال كهذا تعداد فوائد اكتشاف النار في تلك الفترة من فترات حياة الانسان. واكتشاف سر الطبيعة في الزراعة كان هو الاخر اكتشافا عظيما غير حياة المجتمع الانساني تغييرا هائلا. وهكذا يمكننا ان نتحدث عن تدجين الحيوان وتحويله من عدو ينبغي اتقاؤه الى صديق يساعده في عمله ويقدم له الغذاء والكساء. كل هذه الاكتشافات التي يمكننا ان نعددها اليوم اصبحت علما في دماغ الانسان ومعرفة لا يحتاج الجيل الجديد الى اكتشافها مجددا بل اصبحت علما في دماغ الانسان ترثه الاجيال الجديدة كأنه ظاهرة طبيعية لدى السلف. واليوم نعلم تماما ان هذه الاكتشافات التي نعتبرها اكتشافات بسيطة حين استطاع الانسان ان يفلق الذرة ولا ان يزرع القلوب والكلى فقط بل ان يصنعها ايضا من حجيرات من جسم الانسان المتلقي لها قبل زرعها له.
نرى ان كلمة علم وتعلم نشأت مع نشوء مقدرة الدماغ البشري على اكتشاف اسرار الطبيعة واختزانها وتعلمها وتقليدها وتطويرها بحيث تصبح جزءا طبيعيا من حياته. نستطيع اليوم ان نتتبع تلك الاكتشافات وتحولها الى علم في دماغ الانسان. ونعلم اليوم انه لولا تلك الاكتشافات لما استطاع الانسان ان يطور اكتشافاته الى الاكتشافات التي يكتشفها ويتعلمها ويصنعها في حياتنا الحالية.
ولكن رجال العلم بعد تطور الانسان من حياته القريبة من حياة المجتمع الحيواني الذي انفصل عنه وطور مجتمعه البشري المنفصل الى مجتمع الكتابة والطباعة والاختراعات الكبيرة في مختلف المجالات قرروا التمييز تمييزا اعتباطيا بين الاكتشافات البسيطة القديمة والاكتشافات الكبيرة الجديدة. فلم يعتبروا تلك الاكتشافات القديمة علما بل اعتبروا ان العلم بدأ في مراحل تالية كاختراع الكتابة مثلا او غير ذلك. كذلك قسموا تاريخ البشرية الى مرحلة ما قبل التاريخ ومرحلة التاريخ. ولكن الواقع ان الاكتشافات القديمة البدائية كانت علما اكتشف فيه الانسان اسرار الطبيعة وتعلمها واستطاع تقليدها وصنعها والاستفادة منها بصور لا تقل اهمية عن الاكتشافات الاخيرة الاكثر تطورا.
نرى من هذا ان العلم الحقيقي بدأ بنشوء الانسان وتكيف دماغه الى مستوى اكتشاف اسرار الطبيعة واختزانها وتعلمها سواء اكان العلماء اليوم يسمونها علما ام لا. واكتشاف سر من اسرار الطبيعة وتقليده وصنعه وتعلمه وتطويره هو المقياس الحقيقي للعلم قديما وحديثا.
ذهل يعقوب ابراهامي حين قرأ في مقال حسقيل قوجمان ان انجلز اطلق على الاشتراكية العلمية اسم الماركسية تخليدا لاسم العالم الذي اكتشفها، فانتفض صارخا: "اعتقد ان حسقيل قوجمان هو الأنسان الوحيد في العالم كله الذي يطلق على كارل ماركس اسم العالم, تصور: العالم كارل ماركس!! هل سمعت عن شيء كهذا من قبل؟"
اردت ان اكتب جوابا في نهاية هذا المقال يهدئ من روع ابراهامي. ولكن وانا اكتب هذا المقال نشرت في الحوار المتمدن ترجمة عربية للكلمة التي القاها انجلز على قبر كارل ماركس عند دفنه فلم اجد اروع منها جوابا يهدئ من روع ابراهامي من هول جريمة اطلاق اسم "عالم" على واحد من اعظم علماء البشرية ان لم يكن اعظمهم.
كما هو الحال بالنسبة لكل كاتب لحسقيل قوجمان قراؤه وليعقوب ابراهامي قراؤه والطيور على اشكالها تقع. واسلوبي في الكتابة هو ان اتناول موضوعا احاول بحثه بحثا مفصلا بتسلسل منطقي حتى بلوغ النتائج المنطقية منه. وفور ارساله للنشر اعتبر انه اصبح ملكا للقراء ولم يعد ملكا لي يتصرفون به كيفما يشاؤون، ينتقدونه، يشجبونه، يستحسنونه، يستفيدون منه، يهملونه او يعاملونه باية طريقة تروق لهم وتتفق مع ارائهم.
ويكتب يعقوب ابراهامي الى قرائه ليعلمهم كيف يشوه ويحور ويحرف المواضيع لكي يجعلها تبدو لصالحه ولكي يهاجمها ويهاجم كتابها. والامثال كثيرة ولكني اكتفي بالمثل الوارد في موضوعنا هذا حيث قدم يعقوب النقاش حول قانون الجاذبية لقرائه وكأنه نقاش حول بوبر ونظرياته وانا لم اناقش شيئا فيما يخص بوبر ثم نوه كأن حسقيل قوجمان انحط الى مستواه في التهجم الشخصي فاعتبر بوبر عميلا امبرياليا اي يتهم حسقيل قوجمان بالتهجم الشخصي على بوبر وحسقيل قوجمان بريء من التهجمات الشخصية حتى بالنسبة ليعقوب ابراهامي. ثم يهاجم حسقيل شخصيا على هذا الاساس. وليعقوب كل الحق في ان يعلم قراءه ما يعتبره مفيدا لهم. ليس في قصة يعقوب ابراهامي كلها ولو كلمة واحدة صحيحة.
قلت ليعقوب سابقا واكرره الان انني لا اعير اتهاماته وتخرصاته اي اهتمام واتمنى له النجاح باسلوبه هذا في اجتذاب المزيد من القراء ليقترب من تحقيق هدفه الاساسي، الحصول على الكلمة العليا. فليس قراء يعقوب ابراهامي من قراء حسقيل قوجمان وليس قراء حسقيل قوجمان من قراء يعقوب ابراهامي.