حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ:PCOF


السموأل راجي
2011 / 5 / 10 - 22:15     

حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ أحد المُكوّنات الرّئيسيّة للنّدوة الأمميّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسيّة اللّينينيّة التي تأسّست في كيتو 1994 وتصدر "وحدة وصراع" اللّسان المركزيّ للنّدوة في فرنسا ويحتضن الحزب مقرّ اللّجنة التّنسيقيّة للنّدوة.
في يوم 18 مارس/آذار 1979 تأسّس حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ في رغبةٍ من شيُوعيّي فرنسا في تسجيل تأسيسهم للحزب في خانة تاريخٍ يُوازي ذكرى كُومُونة باريس التي تمّ إطلاق إسمها على المُؤتمر التّأسيسيّ إستلهَامًا من بُطولات الكومونيّين الذين قال عنهم ماركس:"صعدوا لإقتحام السّماء!"،فرضت ضرورة تأسيس حزْبٍ للطّبقة العاملة في فرنسا نفسها كمهمّة عاجلة ذات أولويّة قُصوى بعد الإنحطاط الكُلّي للحزب الشّيُوعيّ الفرنسيّ وفشل أولى مُحاولات تأسيس الحزب في أواسط الستّينات،وكانت تتويجًا لكفاح الشّيُوعيّين بقيادة لجنة الحزب بسترازبورغ للحزب الماركسيّ اللّينينيّ بفرنسا؛إسترجع الحزب الماركسيّ اللّينينيّ المشعل الثّوريّ من الحزب الشّيُوعيّ الفرنسيّ الذي تبنّى بعد سنواتٍ من الإنتهازيّة برنامجًا تحريفيًّا في يوليو/تمّوز 1956،وكان هذا البرنامج إنعكاسًا كُلّيًّا ونُسخةً فرنسيّة للطّروحات التي قدّمها خروتشوف في المُؤتمر العشرين للحزب الشّيُوعيّ للإتّحاد السّفياتيّ المُنعقد قبل ذلك بأشهر قليلة.

مُعظلة تأسيس حزب ماركسيّ لينينيّ كانت على جدول نضالات الشّيُوعيّين في فرنسا مُنذ المُؤتمر المشؤوم للتّحريفيّين وتمّ تجاوُزها بعد سنواتٍ من الكفاح في ظروفٍ دقيقة وصعبة في ديسمبر/كانون الاوّل 1967،وكان مُنذُ الإعلان عنه في مُواجهة مُباشرة من حملات الدّاخل التّشويهيّة وحملات مُوسكو وأذنابها التّحريضيّة،وبإنطلاقة حركة مايو/آيار 1968 وجد نفسه في مُواجهة مع الحركة وبعدها تحت طائلة الحظر الدّيغُوليّ على نشاطه ولم يتمكّن من التصدّي لمهامّه الفعليّة كطليعة بروليتاريّة خاصّة مع تكاثف الهُجُومات عليه من قِبَل التيّار الماويّ.وفاة أحد أبرز قادة الحزب الشّيُوعيّ الماركسيّ اللّينينيّ بفرنسا في مايو/آيار 1971 كان بمثابة تغييب لأهمّ الماركسيّين اللّينينييّن في الحزب وأودى بالتّنظيم لأيادي تحريفيّة بيكين ما جعل اللّجنة الحزبيّة بسترازبورغ لإستعادة المشعل الثّوريّ من جديد حامِلةً على عاتقها مهمّة تأسيس حزب البروليتاريا الفرنسيّة.
توحّدت نواة حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ في مُنطلقها حول ضرورة النّضال ضدّ التّحريفيّة بوجْهٍ عامّ وخاصّة منها الصّينيّة والتروتسكيّة وتحريفيّة مُوسكو؛وتعدّدت العراقيل أمام الشّيُوعيّين الفرنسيّين الذين لم تنقصهم الشّجاعة والكفاحيّة لكن نقص الخبرة كان جَلِيًّا ومن هُنا التّوصيات الأولى في عدم الإنحراف عن الأهداف المرسومة أمام النّواة التّأسيسيّة وعدم التسرّع،فمن ناحية من الضّروريّ قراءة الصّعوبات والتحدّيات التي واجهت التّجربة السّابقة وصفَّتْها لتجاوزها وتوفير كُلّ شُروط النّجاح،ومن ناحية ثانية تجنّب السّقوط في الآراء النّخبويّة والتّنظيرات العبثيّة التي تدفع في إتّجاه رزنامة إغريقيّة لامُتناهية لتأسيس حزب طبقة عاملة.

وُجُود حركة ماركسيّة لينينيّة أمميّة تنشر أدبيّاتها وتقطع مع كُلّ الإنحرافات ساهمت بشكلٍ حاسم في إسناد كفاح الشّيُوعيّين الفرنسيّين من أجل حزبهم،وبالمثل،كان نضال نواة الحزب ضدّ هذه الإنحرافات إضافةً في الكفاح الماركسيّ اللّينينيّ ضدّ كُلّ شوائب الفكر البورجوازيّ الصّغير في العالم،ومن هُنا كان مُؤسّسُو حزب العُمّال الشّيُوعيّ الفرنسيّ أعلنُوا أنّهم تعلّمُوا من مُناضلي حزب العُمّال الإيراني(http://www.toufan.org/ ولا علاقة له بمنصور حكمت) أن يتمَوْقَعُوا في الحركة الأمميّة الشّيُوعيّة وأن يكون حزبهم أحد مُكوّنات النّضال الأمميّ المُوحّد لعُمّال وشُعُوب العالم من أجل التحرّر الوطنيّ والإنعتاق الإجتماعيّ بتفجير الثّورة الإشتراكيّة والوصول بالبشريّة للشّيُوعيّة.
حدّد المُؤتمر التّأسيسيّ هَدَفًا مركزيًّا له هُو:"النّضال من أجل القضاء النّهائيّ على إستغلال الإنسان للإنسان وإقامة الشّيُوعيّة على نِطاق أُمَمِيّ،إنّ النّظام الإشتراكيّ الذي يحُلّ التّناقض بين قوى الإنتاج وعلاقات الإنتاج يُحقّق الشّروط للوصول للمُجتمع الشّيُوعيّ،مُجتَعٌ بلا طبقات.