قتل بن لادن.. بيد ان تجفيف منابع الارهاب مهمة البشرية المتمدنة!


الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2011 / 5 / 4 - 08:50     

ان قتل بن لادن لهو مبعث فرح كبير للبشرية المتمدنة، لكل المتعطشين للتحرر والمساواة وعالم خالي من الحروب والارهاب. بث فرح وسرور كبير في افئدة عوائل ومحبي ضحايا الأرهاب الاسلامي البن لادني. اذ تدفعت فعلاً الحشود الجماهيرية، خصوصا في امريكا، الى الشوارع محتفين بهذا الخبر السار والمبهج، متوجهين في نيويورك الى مكان برجي التجارة العالمية التي دمرها الهجوم الارهابي في 11 سبتمبر 2001.

قتل بن لادن في الساعات الاولى من صباح اليوم. قتل احد اهم قادة الارهاب واكثرهم دموية واجرام، انه قائد تنظيم القاعدة الإرهابي الملطخ اياديه بدماء عشرات الالاف من الابرياء في انحاء العالم المختلفة.

ان قتل بن لادن، وعلى الرغم من اهمية هذا الحدث، على يد اكبر دولة ارهابية في العالم، الولايات المتحدة الامريكية، لن يؤدي الى نهاية الحرب بين الارهابين: ارهاب الدولة من جانب، و ارهاب الاسلام السياسي. ان مقتل بن لادن هو حلقة من حلقات الصراع الدائر بين الارهابين، معركة من معارك هذه الحرب. حرب على الهيمنة ومناطق النفوذ والسلطة، في خضم تحولات عالمية كبرى وفي اتون اعادة تقسيم العالم الراسمالي المعاصر. الارهاب مستمر. نهاية هذا الحرب بين الارهابين مرهون بولوج البشرية المتمدنة، وفي مقدمتهم الطبقة العاملة الى ميدان المنازلة ومسك زمام الامور بايديها، كي يتمكن المجتمع البشري من ان ينعم بالسلام الحقيقي، والامن والاستقرار الدائمين.

ان مقتل بن لادن، في ظل اوضاع الثورية في المنطقة و انتصار ثورتي مصر وتونس، له مدلولات سياسية كبيرة. لقد كان الاسلام السياسي في المنطقة وارهابه، في ظل هذه الاوضاع، في طي النسيان، وعلى هامش الاوضاع والتحولات. إن مقتل بن لادن واعلان ذلك، كان لامريكا بمثابة جرعة تحفيز لاظهار نفسها كقوة اولى في العالم امام منافسيها من جانب، ومن جانب اخر تبتغي تذكير الجماهير في العالم اجمع، بالاسلام السياسي وارهابه، وتحوير تفكيره بالثورات و الحركات الثورية، تذكرهم بان هناك ارهاب ما ليس بعيداً، علينا اليقظة والحذر. الحرب المستمرة حتى بعد مقتل احد اهم قادة الارهاب العالمي. انه لامر لايغض الطرف عنه ان امريكا هي مصدرة ارهاب الدولة على صعيد العالمي بالقائها القنبلة النووية على هيروشيما و حروبها الاحتلالية، وفرضها الحصار الاقتصادي على العراق، ومن ثم احتلاله وعقود من الماسي والمصائب التي خلقتها في اغلب ارجاء المعمورة. وانها نفسها من دعمت وقوت ساعد بن لادن وامثاله ابان الحرب الباردة ومدته بالسلاح والمال وكل اشكال الدعم.

ليس امام البشرية المعاصرة ان تركن لادعاءات امثال اوباما و بوش و تشينى وبلير، وان تصفق لها. ان جبهة الارهاب العالمي من امريكا وحلفائها و ارهاب الاسلام السياسي وحلفائهم، كلها " جبهة شر" واحدة، تنتجهم الراسمالية المعاصرة، وان الصراع بينها ليس سوى سوى صراع بين اطراف عائلة "الراسمالية" من اجل الحصص والثروات. لن ينتهي الارهاب بزوال بن لادن وامثاله، بل وحتى لن يتعرض الى ضربة قاصمة. ان انهاء ارهاب من امثال بن لادن ينبع من تجفيف منابعه، من انهاء الجوع والفقر المدقع والبطالة، من حل قضية فلسطين وتاسيس دولة مستقلة متساوية الحقوق مع اسرائيل، من خروج الاحتلال الامريكي من العراق و البلدان الاخرى، من تقوية العلمانية وافكار التحرر والمساواة في المنطقة وغير ذلك.

ان الاوضاع الثورية والثورات الراهنة في المنطقة والتدخل النشط والحي والفاعل للجماهير الداعية للحرية والمساواة، وفي مقدمتهم الجماهير العمالية، خلقت وتخلق ارضية مهمة لانهاء جذور الارهاب في المنطقة. ان تعميق هذه الاوضاع والدفع بها صوب تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية، ولاجراء تغييرات جذرية وشاملة وعميقة، هو خطوة مهمة واساسية لاستئصال شأفة كل انواع الارهاب.
تسقط كل اشكال الأرهاب!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2ايار 2011