ولادةُ عالمٍ جديد : تعقيباً على قراءة الرفيق عذري مازغ (1)


وليد مهدي
2011 / 5 / 1 - 13:45     

-1-
مبارك ٌ لكم العيد .. يا بناة صرح الإنسانية المجيد , مبارك ٌ لكم كل آيار

لعل " التجديد " من المصطلحات العامة الدارجة منذ مطلع القرن العشرين في اغلب الادبيات السياسية العالمية بعدما شهده العالم من تطور تقني وثقافي كبير ..
ولعل " الماركسية " وحتى منتصف القرن الماضي كانت تنأى بنفسها كنظرية اقتصاد – اجتماعي شاملة تقدمية " حديثة " عن مفاهيم إعادة الصياغة والتجديد وما سواها كونها نظرية ولدت من رحم التطور المادي في وسائل الإنتاج التي اعتمدت على الآلات والتقنيات الحديثة نسبياً ، كان من الطبيعي ان تكون الماركسية ( على تعدد وتلون قراءاتها ) وقتها اكثر حداثة من سواها من رؤى سادت البشرية لآلاف السنين .
لو اردنا ان نؤرخ للولادة الفعلية للماركسية برايي الشخصي ، الاولى ان نقول إن الآلة التي تعمل بالبنزين والديزل ساعدت في انطلاقة ولادة الماركسية و " تطبيقات " النظريات الاشتراكية عامة مطلع القرن العشرين مع إن الاشتراكية كأفكار سابقة لهذا ..
فآلات البخار والفحم التي سبقتها كانت اكثر تكلفة بناء وجهد وكانت تختصر مدى معيناً من الايدي العاملة لكنه لم يكن بالسعة التي تسمح للمجموع بالتخلص من هيمنة الرأسماليين " الاقلية " ..
آلات الفحم ومن ثم البخار ربما كان لها الإسهام الابرز في إزاحة طبقة " العبيد " من المجتمع الإنساني ، يعتقد الكثيرون إن " لنكولن " مسؤول عن إزاحة هذه الطبقة من التاريخ ، والحقيقة ، شروط زوال هذه الطبقة هي التي قررت هذا سواء بلنكولن أو بسواه ..
فتحرير العبيد لم يكن ليتم لولا " الآلة " التي حلت محلهم ، وكان من الممكن ان يبقى مجرد يوتوبيا أو حلم من احلام اسبارتكوس روما ومن على شاكلته من الزنج الثوريين في البصرة القديمة ..
فإزاحة العبيد من المسرح ، زاد من سعة طبقة الكادحين " الاحرار " المستغلة من قبل من يمتلكون " اوراق النقدية " و " السندات " الذين بلوروا النظام الرأسمالي منذ النهضة الصناعية في اوربا قبل اربعة قرون ..
و هكذا الاشتراكية، من المفترض أن تولد كتعبير عن " تطور " جديد في الآلة والثقافة ونمط المعيشة يمكنه القيام بإزاحة الطبقة الرأسمالية المتحكمة مثلما زال الإقطاع في عهود خلت ..
برايي كباحث :
لم يستوف التطور التقني بعد ظهور " الحد الادنى من الاشتراكية " حسب التعبير الصيني المعاصر عنها ، الآلات لم ترتق بعد إلى المستوى القادر على إزاحة طبقة الرأسماليين المتحكمة بالاقتصاد العالمي ، والادلة والتوضيحات على هذا تقع للخارج من سياق موضوع اليوم والموضوع القادم .
مشكلة الاشتراكية ( برايي ) إنها " حلم " سيتحقق في المستقبل القريب ، لكن لليوم ، لم تحن اوان شروطه " الطبيعية " ليكون في سيرورة المجتمع الإنساني واقعاً حقيقياً بعد ..
وما " شبه الاشتراكية " التي اسست الاتحاد السوفييتي إلا " مسرحية " أو بروفا اولية عجولة شجعتها قفزة ظهور " الكهرباء " و محركات البنزين الصغيرة نسبيا والاكثر كفاءة من المحركات البخارية ..
لقد شجعت على " حلم " الاشتراكية بعد ان اصبحت الآلة منتجة اكثر من العضلة البشرية لتختصر ساعات العمل وتزيد من رصيد " فائض القيمة " على الاقتصاد البشري ، بل وتحول حياة الإنسانية بفضل ما تنتجه هذه الآلات من كهرباء إلى نمط " جديد " من انماط العيش الرغيد " نسبياً " قياساً بعصور غابرة مرت على البشرية ..
وهكذا , " كادت " الرأسمالية ، بما هي منظومة " تحكم " يؤلفها افراد محدودون يتحكمون ويستغلون الغالبية العظمى من المنتجين الذين يديرون هذه الآلات ، كادت أن تخسر معركتها مع الاشتراكية التي تمثل سيطرة " الكل " على مفاصل الإنتاج في الدولة ..
لكنها لم تخسر ، وبكل بساطة ، لان اوان خسارة الرأسمالية لم يحن في التاريخ بعد لأسباب نشرحها في تتمة موضوعنا القادم ، الحرب الباردة كانت مجرد " عارض " سببه الوعي والثقافة الإنسانية ، وليس السياق الطبيعي لحركة التاريخ .. !

-2-

كانت الماركسية " تقدمية " تواكب بزوغ فجر التقنية الحديثة ، فيما باقي النظريات و الاتجاهات القومية والاصولية الدينية " اضطرت " إلى ارفاق عناوين دلالاتها وشعاراتها في القرن الماضي بعبارة " التجديد " ...
فما الذي حصل كي يضطر منظري الماركسية ( اعتبر نفسي منهم ) إلى تبني مفاهيم " التجديد " سيئة الصيت هذه ولو بصورة خفية بمحاولة إعادة تفسير وقراءة الماركسية بما يواكب تطورات العالم المعاصر ؟
اي مثقف عصري واسع الاطلاع ومواكب للحداثة والتغيير يمتعض من كلمة " تجديد " لكونها مؤشر لتلك المحاولات اليائسة لبعث نظريات مقبورة في التاريخ وتلميعها بالحداثة والتحديث ، ولهذا السبب لا ترد هذه الكلمة بصورة صريحة مع القراءات الأكثر حداثة ..
فالتجديد ، كلمة تدل على " ازمة " تستدعي هذا التجديد , فهناك على سبيل المثال ازمة في الفكر الاصولي الديني الشائع في العالم الإسلامي استدعت هذا النفير لأسلمة العلوم والنظم السياسية الحديثة التي احرجت حملة الموروث الإسلاموي ..
فما هو " الجديد " الذي احرج الماركسية والماركسيين منذ منتصف القرن الماضي واستدعى " ترقيع " الماركسية برايي البعض ، أو محاولة إعادة قراءتها بمسار مختلف يواكب " الجديد " في الاقتصاد والتقنية والفن والسياسة في العالم ...؟؟
في حقيقة الامر ، موضوع اليوم يتحدث عن قراءة الرفيق عذري مازغ لنظرية قمتُ بطرحها غداة اندلاع الازمة المالية العالمية في العام 2008 .. ، وفي مقال اليوم والمقال الذي بعده سنناقش النظرية من جديد في ضوء قراءة الرفيق عذري وسنحدث ضمن سياق المناقشات عن " الجديد " الذي اعترض الماركسية خلال العقود الاخيرة ..
فقد كتب الرفيق عذري مازغ مقالاً بعنوان :
" وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الاقتصادي " ، وهو منشور في الحوار المتمدن بتاريخ 10 / 3 / 2011 ..
ثم تبعه بعد اكثر من اسبوع بمقال مكمل بعنوان " قراءة في الهيكل الاقتصادي لوليد مهدي " وقد نشر في الحوار المتمدن ايضاً ، بتاريخ 20 / 3 / 2011 ..
كانت تلك القراءة العميقة والهامة للرفيق عذري في " تقرير " مطول كتبته عن الاقتصاد العالمي بعنوان " هيكل الاقتصاد العالمي حتى العام 2012 " بعيد الازمة المالية العالمية ، وهو منشور في عدة مواقع في الإنترنت وكذلك في عدد نيسان من العام 2009 لمجلة المستقبل العربي التي تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت ، البحث متوفر بصورة مجانية بنسخة بي دي إف مع الرسوم والمخططات في " مكتبة دروب " ومكتبة التمدن " في الإنترنت ..(*)
ذلك التقرير الواقع في ما يربو على الخمسة عشر صفحة لخص وباختصار مراحل تطور " الاقتصاد العالمي " عبر التاريخ ، وقد بين وجود " هيكل " أو " نظام " خاص للسيطرة والتحكم بالاقتصاد العالمي قوامه " التبادل " قمتُ بتسميته باسم " هيكل الايكونمترونك " على غرار المصطلح السوفييتي عن السيطرة العقلية " السايكوترونك " ..
فالمصطلح يشير وبوضوح إلى منظومة " سيطرة " اقتصادية رقمية عالمية .. لم تولد بعد ..!
وهنا تكمن الإشكالية كما اتصورها حول الاشتراكية ، جهاز الايكونمترونك العالمي للمراقبة و السيطرة على مفاصل الاقتصاد الدولي لم يظهر للوجود بعد ، ولا يمكن اتخاذ قرار بناءه من قبل جهة عالمية متفردة في رايها كما حصل مع السوفييت الذين سعوا إلى " عولمة " الاشتراكية ..
هيكل الاقتصاد العالمي ( الايكونمترونك ) يمثل ولادة طبيعية تأتي بها حاجة عالمية " ملحة " تتبناها كل امم العالم تقود إلى ولادة طبيعية " حتمية " لمنظومة الرقابة الدولية المحوسبة هذه ..
وبما إن المعسكر الاشتراكي القديم بقيادة السوفييت سعى إلى " الفرض الثقافي " لتطبيق النظرية بمعزل عن " الانبثاق الطبيعي " الموضح في عموم التقرير عن الاقتصاد العالمي ، لهذا اصيبت عموم التجربة في كوكبنا بالإحباط الشديد ما ان مر نصف القرن الاول على التجربة الاشتراكية والذي انساب ضمن سلسلة تداعيات ادت في نهاية القرن الماضي إلى انهيار المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفييتي.
هذا الإحباط هو الذي اعطى التصور الخاطئ بان الإشتراكية مرحلة استوفت حظها من التاريخ شانها شان الإقطاع والراسمالية الرحيمة ( كما يرى البعض النظام الإقتصادي الإسلامي ) ، لهذا السبب .. ظهرت اتجاهات " تجديدية " عدة في الماركسية ومحاولات قراءتها بسياق جديد وكانها نظرية شاخت وتحتاج لتجديد .. وهذا التصور برمته خاطئ ، لان " الاشتراكية الطبيعية " لم تولد بعد ..!!
هذه المقدمة ذكرتها تعقيباً على استفهام الرفيق عذري في مقاليه آنفي الذكر عن سياق " البناء الاجتماعي " لتحقيق هيكل الايكونمترونك ، منظومة المراقبة والتحكم المركزية في الاقتصاد العالمي .. Econometronic ..
وفق هذا النموذج ، لا يوجد سياق " اجتماعي " معين يمكن فرضه بمثل العلاقات والمؤسسات التنظيمية التي سعى السوفييت إلى فرضها بين الطبقات الاجتماعية ضمن ثقافة " سياسية " شيوعية ، ولا اجد ان من الضروري ايضاً ان نتنبأ بشكل هذه العلاقات القادمة في الافق المستقبلي ومسار تطورها اللاحق ، لا اجد إن هذا ضروريا او إن كان سيقدم او سيؤخر في المسالة ..
العلاقات الاجتماعية والطبقية ذاتها الموجودة في المجتمع الرأسمالي المعاصر هي التي " تتطور " ضمن سياق تاريخي طبيعي وتعبر عن نفسها بنفسها , وكباحث ، ارى العلاقات الاجتماعية والصراع الطبقي افرازاً عرضيا ضمن سياق التطور الاقتصادي وليست بنية اساسية يمكنها ان تنقل المجتمع ضمن آلية سياسية ثقافية إلى المجتمع " الاشتراكي " وبشكل مستديم ، حتى لو حققت الإرادة السياسية التي مصدرها إرادة فرد او مجموعة سياسية هذا التحول ، إنما هو تحول ٌ قلقٌ سرعان ما يتفكك كما حصل مع المعسكر الاشتراكي بعامة .. و الإتحاد السوفييتي على وجه الخصوص ..
وهنا يمكن ان نقول بان " الحرج " الذي يشعر به شيوعيو اليوم سببه هذا التنامي الطبيعي البطيء نسبياً في العلاقات الإنتاجية وظهور طبقات جديدة من " العمال " كما اشار الرفيق عذري تتمثل في الفنيين والمحترفين الذين يديرون البرامجيات وينسقون الاعمال بشكل يفوق ما كانت عليه هذه الفئة في التجربة الاشتراكية في القرن الماضي من حيث الإنتاجية والدور المحوري الذي تلعبه هذه الشريحة من الفنيين ما يجعلها حالة وسط بين العمال والبورجوازية ..
بالتالي ، تطور العلاقات الإجتماعية والإنتاجية وفق سياق طبيعي جارف للاقتصاد الطبيعي ( الراسمالي ) واحدة من الاسباب التي جعلت الرؤى تنحاز إلى " تحديث " و " تجديد " يحاول مواكبة هذه التطورات إلى درجة تتهم فيها الصين الشيوعية اليوم بانها دولة منافقة ، فهي راسمالية بامتياز ...!
كذلك هناك سببٌ جوهري آخر تختص به المجتمعات " الشرقوية " كان الدافع وراء ضرورة التفكير بالتجديد او إعادة القراءة ، وهو " الثقافــة ".. أو " الهوية التاريخية " ..
فالمجتمعات في الشرق الاقصى كالصين واليابان والهند ، والشعوب العربية والإسلامية ، وبدرجة اقل " السلافية " و " اللاتينية " سواء جنوب الابيض المتوسط او الامريكيتين وكذلك شعوب افريقيا ، مثل هذه المجتمعات تحتفظ في موروثها الفكري بعمق تاريخي يفرض نفسه على نمط حياتها بالإضافة لواقع التطور الاقتصادي والتقني ..
ليست كل البشرية يمكنها ان تتطور وفق نمط الاقتصاد وحده كما يحصل في اوربا والولايات المتحدة وكندا ..
للثقافة دورٌ اساس لمعظم سكان المعمورة ، ويظهر هذا جلياً في نجاح تجربة الصين المعاصرة ( كونفوشية الثقافة ) رغم التي والتيا ، لهذا السبب احاول ان اقرا " الماركسية " بعين ٍ انثروبولوجية تفكك وتغوص في عمق الثقافة والهوية التي " تفرض " نفسها على الماركسية بما اسميته " الماركسية الانثروبولوجية " في عديد مواضيعي في الحوار المتمدن ، والتي تفرض علينا قراءة ثقافية اسلامية للماركسية ..
وهو موضوع خارج سياق مقال اليوم .. ذكرته فقط لتوضيح اشكالية " الثقافة الشرقوية " و " الوعي الجمعي " التي " حار " فيها رفيقي وصديقي الغالي عذري ..

-3-

من هذا المنطلق ، ووفق نظريتي في ذلك البحث عن الاقتصاد الكوني ، فإن " الماركسية " التي نعرفها مجرد " شبح " استبق بظهوره ولادة " جسمه " العولمي للاقتصاد الحالي الرأسمالي .. والذي هو نظام " طبيعي " لا غبار عليه ( وهذا هو سر قوة الرأسمالية وضعف الشيوعية ) .
فالاشتراكية التي طبقت في المعسكر الشرقي السابق في القرن الماضي لم تتسم بالواقعية الطبيعية لأنها لم تستوف شروط انبثاقها التاريخي الفعلي ، كانت بحاجة إلى عوامل مساعدة كثيرة لم اتطرق لمناقشتها في عموم ذلك التقرير ، وها هي الفرصة تسنح لنستعرضها في سياق ردي على ملاحظات الرفيق عذري مازغ حول الموضوع في مقال اليوم والمقال الذي بعده ..
لعل اهم عوامل ولادة " الاشتراكية الكونية " هو الطلب ، أو لنقول :
حاجة دولية عامة لمنظومة " مراقبة " عالمية مركزية لاقتصاديات جميع الدول... وهو صميم مبادئ النظرية الماركسية في الاقتصاد .. واساس دراستي تلك ، هذه الحاجة الملحة ظهرت في ذروة تجلياتها على السن اقطاب السياسة و الرأسمالية في اوربا مثل الاقتصاديين الالمان والفرنسيين بعد ازمة الرهن العقاري الامريكية 2008 ..
فمثل هذا الواقع ربما بلورت بعض بداياته في ازمة العام 1929 او نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945 بعد انهيار الاقتصاد العالمي الكلي ، لكن بعد " العولمة " وترابط خطوط التجارة العالمية وتطور وسائل الاتصال والنقل التي جعلت العالم قرية صغيرة ، فرضت هذه العلاقات و التواشجات على البشرية بعد ازمة " 2008 " التفكير بصورة جدية بخضوع الاقتصاد العالمي للمراقبة ..!
مع ذلك اقول ، لم تظهر شروط الاقتصاد العولمي الخاضع للرقابة والسيطرة المركزية بعد ، ولم تحن ساعة ولادة الاشتراكية الكونية التي تظهر باتجاه معاكس لظهور الاشتراكية السوفييتية والمعسكر الشرقي ..
فهي ستولد بمنظومات رأسمالية متحدة تخضع اقتصادياتها للمراقبة لتتجه من ثم شيئاً فشيئاً نحو مزيد من " التحكم " و " التخطيط " وصولاً للاشتراكية بدرجات مختلفة ٍ ايضاً .. وليس ببناء مجتمع " اشتراكي " من الاساس في بنية الدولة الواحدة بما يعرف بالمجالس الشعبية أو الكومونات ..!
وهنا ، نصل إلى نقطة الانكشاف الواضحة حول الاعتراض الجوهري الذي ابتدأ به الرفيق عذري باستفساره عن " التحول " التاريخي في الهيكل الاقتصادي عندما يقول في مقاله الاول :
((وهو ما يفتح سؤالا عاما يخص آلية هذا التحول، وما هو الشكل التاريخي الاجتماعي لتحقيق ذلك التحول من حيث التاريخ هذا هو بالضرورة تاريخ المجتمعات الإنسانية عامة ..؟ ))
الجواب ببساطة :
ليس هذا مهماً البتة ، ولا نستعجل به ونترك للأيام ان ترينا اياه ..
التحرك التنظيمي الذي ارتأيت أن يقوم به الماركسيون هو تحرك " تقني " لبناء منظومات مراقبة رقمية للاقتصاد العالمي في كل مكان في العالم وليس تأسيس تنظيمات ثقافية – سياسية ، النشاط التطبيقي للماركسية كما اطرحه في سياق الماركسية " الكونية الطبيعية " التي انظّـر لها يتمثل في تسهيل ولادتها بصورة طبيعية وليس " خلقها " من العدم كما فعل السوفييت ..!
سنكمل مناقشة هذه التقنية و الملاحظات والإشكاليات التي طرحها الرفيق عذري في " الهيكل " الكلي بتفصيل اكثر في تتمة هذا الموضوع التي تحمل نفس العنوان بالرقم (2) خلال الايام القادمة ..

هامــــــش
_______

( * ) للمزيد من التفاصيل حول طبيعة التكوينات الهيكلية للاقتصاد العالمي التبادلي انظر للكاتب :

" الأزمة المالية بمنطق اقتصادي متطور "
http://al-azmah.com/ar/?p=1129

وكذلك نسخة اكروبات مع المخططات للهيكل
" هيكل الاقتصاد العالمي حتى العام 2012 "

http://www.doroob.com/wp-content/library/global_economy_walid_mahdi.pdf