موقف الأمميّة الشُّيُوعيّة من التدخّل العسكريّ في ليبيا

في إطار مواصلة ترجمة أهمّ وثائق النّدوة الأمميّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسيّة اللّينينيّة ومُواكبةً لمسار الإنتفاضات الشّعبيّة في المنطقة العربيّة ضدّ الطّغيان أنشر موقف اللّجنة التّنسيقيّة للنّدوة من تدخّل التّحالف المافيوزيّ العسكريّ في ليبيا:

لا للتدخّل الإمبرياليّ في ليبيا
تَضأمُنًا مع الشّعب

 إنّ التّحالُف الرّجعيّ للقُوّات الإمبرياليّة الذي يُهاجِمُ ليبيا،بذريعة الدّفاع عن السُكّان المدنيّين مُتغلِّفًا بقرارٍ من مجلس الامن لمُنظّمة الأمم المُتّحدة،يَقُومُ بعُدوانٍ جديدٍ ضدّ الشّعُوب،فاليوم ليبيا،وبالأمس البلقان،العِراق،أفغانِستان كُلّها تعرّضت لعُوان وحشيٍّ بنفس الذّرائع الكاذبة.وهو تحالُفٌ مُكَوّنٌ من فرنسا،بريطانيا العُظمى،والولايات المثتّحدة الأمريكيّة بتَوَاطُئٍ نَشِطٍ من الحُكُومات الرّجعيّة في إيطاليَا،إسبانِيا،الدّانمارك،..وتَواطُئٍ سلبِيٍّ من روسيا والصّين وذلك أنّ كِلاَ البلدين بعدم مُمارسة حَقّهِمَا النّقض "الفيتو" قد أصبَغا بكُلّ نِفاقٍ مُوافقتِهِمَا على العُدوان.هذا التّحالُف الرّجعيّ،إذن،يكشِفُ عبر الأفعال عن طبيعته الحقيقيّة،وهَدَفُه لم يَكُن حِماية السُكّان المَدَنِيّين ولكن النّفط والموقع الإستراتيجي لليبيا فَضْلاً عن تهديد الإنتفاضات والنّضالات الثّوريّة للشّعُوب العربيّة.

في "تأييدِها"ومُشاركتِها في العُدوان على ليبيا مُعتَمِدَةً على قرار مُنّظمة الأمم المُتّحدة،تكشِف الإمبرياليّة أنّ عدالة قرارات المُنتظم الأمميّ آخر إهتِمَامَاتِها وأنّ ما يَهُمُّهَا هي مَصَالِحها وما يُؤكّدُ ذلك أيْضًا هو مُناهضتها بالفيتُو لقراراتٍ عديدة لِفائدة الشّعبين الفلسطينيّ والصّحراويّ.
لن يلبَث الثّوّار الذين يُقاتلون معمّر القذّافي أن يُدركوا أنّ "حُماتَهُم" ليسُوا إلاّ لُصُوصٌ قُسَاةٍ ومُستَغِلّين سيُعَوّضُون القذّافي إذا ما نَجَحُوا في الإطاحة به ببَيْدَقٍ آخر للإمبرياليّة.وتجدر الإشارة إلى أنّ مُكوِّنات هذا التّحالف وبقيّة الأقطار الإمبرياليّة والرّأسماليّة كانت تتودّدُ إلى وقتٍ قريبٍ بالقذّافي،كما كانُوا يفعَلُون مع المرزبان بن عليّ في تُونس ومع من لا يَقِلّ رجعيّةً حُسني مُبارك (عضو في الإشتراكيّة الدّوليّة!!) في مِصر الذين أطاحت بهما إنتفاضات شعبيّة.

إنّ الثّوَرَات التِي هزّت المَغرِب العَرَبي اليَوْم والشّرق الأَدْنى (المغرب، اليمن، البحرين، سوريا، وربما في الجزائر...) تُهدّد المَصالح الإستراتيجيّة للقِوى الإمبرياليّة ممّا يُعَمّقُ تناقُضاتَها،وهي الحالة مع العُدوان على ليبيا بين الإمبرياليّة الفرنسيّة برأسِها الأشدّ رجعيّةٍ ساركُوزي،والإمبرياليّة الألمانيّة ذات الرّأس الرّجعيّ أيضًا:ميركل.
تتسبّبُ الهزّات العميقة في هذه المنطقة،التي تَقُودُها الشّعُوب ضدّ أنظمتها الكليانيّة وحتّى الدّيكتاتوريّة وضدّ الحيف الإجتماعيّ الكبير،في ترنّح مواقف القوى الإمبرياليّة وحُلفائها.

تُعلن "النّدوة الأمميّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسيّة اللّينينيّة" إدانَتها الشّديدة للعُدوان الوحشيّ على ليبيا،وتتضامَنُ كُلّيًّا مع نضال شعبِها ضدّ رِجْعِيّة نظام القذّافي من أجل تحقيق الدّيمُقراطيّة والحُرّيّة والكَرَامة الوطنيّة.كَمَا تُدين التّعاطِي بالمكياليْن الذي تـُمارِسه مُنظّمة الأمم المُتّحدة، وبالمثل لإزداوجيّة ونِفاق بعض الأقطار ذات الحُكُومات المُتشدّقة بالدّيمُقراطيّة حيثُ تُسانِدُ بعضها العُدوان وتسكُتُ عنهُ البقيّة.وتدعُو "النّدوة الأمميّة" لإظهار التّضامن مع الشّعب اللّيبيّ، وبقيّة الشّعُوب التي تعرفُ حالةً نِضاليّةً، بكُلّ الطّرُق.

اللّجنة التّنسيقيّة للنّدوة الأمميّة للأحزاب والمُنظّمات الماركسيّة اللّينينيّة
مارس/آذار 2011

http://cipoml.org/index.php?option=com_content&view=article&id=158:no-a-la-intervencion-imperialista-en-libia&catid=38:declaraciones-de-la-cipoml&Itemid=168&lang=fr