الأناركي لإيريكو مالاتيستا


مازن كم الماز
2011 / 2 / 20 - 11:05     

الأناركي
إيريكو مالاتيستا *

ترجمة : مازن كم الماز
الأناركي , بالتعريف , هو شخص لا يريد أن يضطهد ( بكسر الهاء ) الآخرين أو أن يكون هو نفسه مضطهدا ( بفتح الهاء ) , إنه يريد أقصى قدر من السعادة , أقصى قدر من الحرية , من النمو ( الازدهار ) الأكثر كمالا لكل البشر .
تعود كل أفكاره و كل رغباته إلى شعور التعاطف , إلى احترام كل الكائنات , شعور يجب أن يكون قويا بما يفي ليدفعه كي يتمنى السعادة للآخرين بنفس الدرجة التي يتمناها لنفسه , و أن ينكر مصالحه ( امتيازاته ) الشخصية التي يحصل عليها من تضحية الآخرين . إذا لم تكن هذه هي حاله فلماذا سيكون عدوا للظلم و لماذا لن يسعى لكي يكون هو نفسه مضطهدا لغيره ؟
يعرف الأناركي أن الفرد لا يمكنه أن يعيش خارج المجتمع . و أنه على العكس , كإنسان يوجد فقط لأنه يحمل نتائج عمل أعداد لا تحصى من الأجيال السابقة , التي تتلخص فيه , و لأنه يستفيد طوال حياته من تعاون معاصريه .
إنه يعرف أيضا أن نشاط أي إنسان يؤثر في حياة الجميع بشكل مباشر أو غير مباشر , و لذلك فإنه يدرك القانون العظيم للتضامن الذي يحكم المجتمع إضافة إلى الطبيعة . و لأنه يريد الحرية للجميع يجب عليه أن يتمنى أن يصبح هذا التضامن الضروري , عوضا عن أن يكون مفروضا أو مقبولا بشكل غير واعي و لا إرادي ( أو قسري ) , عوضا عن أن يترك للصدفة و أن يستغل لمصلحة البعض و لضرر الآخرين , أن يصبح واع و طوعي و أن يتبدى في المنافع المتساوية للجميع .
إما مضطهد ( بكسر الهاء ) أو مضطهد ( بفتح الهاء ) أو التعاون في سبيل الخير الأكبر للجميع : لا توجد هناك احتمالات أخرى . و الأناركيون يقفون بالطبع – و لا يمكنهم أن يفعلوا شيئا آخر – إلى جانب التعاون الحر و الجماعي .
دعونا لا "نتفلسف" و نتحدث عن الفردانية , و إيثار الآخرين و بقية الألغاز ( الأحاجي ) . سنتفق بسرور على أننا جميعا فرديون . كلا منا يسعى وراء إشباعه الخاص , لكن الأناركي هو ذلك الذي يجد إشباعه الأقصى في النضال لخير الجميع , للوصول إلى مجتمع سيشعر فيه كأخ بين إخوته , بين بشر أصحاء , أذكياء , متعلمين و سعداء . الذي يمكن أن يعيش برضا بين عبيد و أن يحقق ربحا من عمل العبيد ليس , و لا يمكن أن يكون , أناركيا .

نقلا عن http://www.marxists.org/archive/malatesta/1913/08/tragic-bandits.htm

* مالاتيستا : أناركي إيطالي عاش بين 1853 و 1932 . ( هذا مقطع من مقال أطول و بعنوان مختلف و قد وضعت له عنوانا يتناسب مع القضية التي يتناولها هذا المقطع – مازن كم الماز ) .