الثورة العلمية التكنولوجية ميدان للصراع الطبقي


سعاد خيري
2004 / 10 / 4 - 12:41     

ان الطريق الذي قطعته الثورة العلمية التكنولوجية في مجال المعلوماتية والفيزياء النووية والكيمياوية والبايولوجية، تؤكد ان النهج المادي الديالكتيكي هو السبيل الوحيد لجعل الثورة العلمية التكنولوجية وسيلة لتحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وانقاذ البشرية والكرة الارضية من الفناء.
فمن منطلق وحدة وصراع الاضداد في كل الظواهر الكونية بما فيها الثورة العلمية التكنولوجية ، التي لها جوانبها الايجابية والسلبية في عالم يسوده الصراع بين قواه الاساسية العمل والراسمال الذي امتد ليصبح بين البشرية والراسمال. فاصبحت الثورة العلمية التكنولوجية ميدانا للصراع بين شغيلة الفكر واليد وبين الراسمال. فالثورة العلمية التكنولوجية ضاعفت من انتاجية العمل وخفضت من تكاليفه الى حد كبير وخلقت الظروف الموضوعية لتحقيق حلم الانسان بالتحرر من الحاجة وتوفير لكل حسب حاجته ومن كل حسب طاقته. في حين استخدمته الراسمالية للامعان في استغلال الشغيلة والى رمي الملايين في احضان البطالة. واشتد الصراع بين الشغيلة وراس المال من اجل استخدام هذه التكنولوجية للحد من استغلال القوى العاملة تمهيدا لتحريرها من جميع اشكال الاستغلال. وكان من نتائج تشجيعها لتطوير للفزياء الذرية فوائد جمة للبشرية باطلاقها لطاقة انتاجية رخيصة ونظيفة تحرر البشرية من تكاليف واخطار متعددة . ولكن الراسمالية سخرتها لانتاج السلاح النووي الذي يهدد البشرية والكرة الارضية بالفناء. واصبح امام البشرية النضال من اجل الاستخدام السلمي للطاقة النووية وتحريم استخدامها لانتاج الاسلحة وابطال مفعول ما موجود منها . و اجبر الركض وراء الارباح الراسماليين الى اطلاق الثورة العلمية التكنولوجية في مجال المعلوماتية ولكنهم لم يستطعوا حرمان البشرية من التمتع بمنجزاتها التي هي بالحقيقة منجزات شغيلة اليد والفكر، وحرصوا ان تكون الفائدة بالقدر الذي لا يهدد ارباحهم ووجودهم . فالراسمالية مع كل انجاز علمي تكنولوجي تجبر العلماء على اختراع الوسائل التي تحد من استفادة البشرية منه والعمل على تطوير جوانبه السلبية . فالانترنيت رغم كل ما تحققه الراسمالية من ارباح من انتشاره ورغم كل ما يقدم لها من وسائل التاثير على السايكولوجية البشرية من نشر للمفاسد وتشويه للحقائق وتبليد للفكر فضلا عن التجسس السياسي والتكنولوجي ، فانه اصبح وسيلة لتحدي كل الحواجز الفكرية والحضارية التي ابتكرتها آلاتها على مر العصور، ومكن البشرية من توحيد قواها الفعالة وتعميم تجاربها وتطوير افكارها وسبل كفاحها من اجل التحرر .. فلجأت الراسمالية الى شغيلة الفكر المبلدة بالامتيازات، لاختراع السبل للحد من فوائد استخدام هذا السلاح من قبل الجماهير . وكان لها ما تريد. فقد اخترع لها العلماء وسيلة لتعطيل جوانب من استخدامات الانترنيت وباشرت باستخدامه حيثما يتسنى لها استخدامه ووجدت فيه الانظمة استبدادية ضالتها . فهي التي لاتريد تسرب نور المعرفة الى شعوبها لانها تعيش على تجهيلهم وشل طاقاتهم الفكرية. وسيتسع استخدام هذه الوسائل وتتطور، رغم كل وسائل الاحتجاج. ولا يوقفه الا تطوير البشرية لوسائل كفاحها وخوض الصراع ضد الراسمالية في جميع مجالات الثورة العلمية التكنولوجية . فلم تعد تكفي الاحتجاجات والادانة والتظاهر وغيرها من الوسائل الفعالة في العصور السابقة لعصرنا لوحدها رغم انها لا تزال تلعب دورها في توعية الجماهير واطلاق طاقاتها . لاسيما وقد لجأت الراسمالية الىاستغلال سلاح الجهل في تشجيع الاعمال الارهابية في مقاومة الظلم والاستبداد، باعمال انتحارية املا بالجنة الموعودة، تلك الاعمال التي يذهب ضحيتها الالاف من الناس الابرياء فتنجح الراسمالية في توجيه حقد الجماهير ونضالها ضد الارهاب وليس ضدها وفي تعطيل طاقات البشرية على مقاومتها.
على البشرية في عصرنا دخول عصر الثورة العلمية التكنولوجية من خلال كسب شغيلة اليد والفكر، الطليعة الفعالة للبشرية . فهي القوة الوحيدة القادرة على تجريد الراسمالية من جميع اسلحة الابادة الجسدية والفكرية وتوجيهها لخدمة البشرية. والاحجام عن اختراع اجهزة ابادة جديدة . وتشجيع المهندسين والطيارين والجنود على رفض الخدمة العسكرية الموجهة ضد الشعوب ورفض قصفها بمختلف اسلحة الدمار الشامل وتحويل كل معداتها الى وسائل تخدم البشرية فضلا عن تعطيل كل وسائل تقليص استفادة البشرية من منجزاتهم العلمية التكنولوجية والمعلوماتية لاسيما وان الثورة العلمية التكنولوجية مكنت البشرية من الاطلاع على مصادر المعرفة في جميع المجالات وسهلت الوصول الى اختراع ما يمكنها من اجتياز العقبات واذا اغلقت قنات فضائية في الانترنيت، يمكن فتح عشرة . فالنعمل على تشجيع الشبيبة واذكاء الطموح العلمي والتكنولوجي لتحدي كل وسائل واساليب الراسمالية لقهر البشرية وعدم الاقتصار على الشجب والاحتجاج والادانة فان عشرات الملايين صوتت مشكورة، ضد الحرب على العراق ومع ذلك وقعت الحرب واحتل العراق .. يجب ان لا ندع اليأس يغزو قلوب الجماهير والنفتح لهم المجال للنضال لقهر الراسمالية في المجال العلمي التكنولوجي.ان تجريد الراسمالية من كل اسلحة الابادة الجسدية والفكرية هو احد الوسائل الرئيسية لتحرير البشرية من علاقات الانتاج الراسمالية وانقاذ البشرية والكرة الارضية من شرورها وبناء عالم يزخر بالحرية والابداع والجمال.
سعاد خيري في 4/10/2004