بوادر انهيار الاتحاد السوفيتي في -البيريسترويكا- -عودة الى فلاديمير لينين

كان نبض ثورتنا العظيمة ذا قدرة عظيمة لدرجة انة تمكن من منع الشعب والحزب من مهادنة الظواهر التي هددت بضياع كل انجازاتنا وظلت اعمال ف .لينين المثال اللينيني للاشتراكية. بالنسبة الينا المصدر الذي لاينضب للفكر الديالكتيتكي المبدع والغنى النظري وبعد النظر السياسي . اما شخصيتة نفسها فقد بقيت مثلا لاينطفى جذوتة مجسدا القوة الخلقية السامية والثقافية الروحية الشاملة والولاء المتفاني لقضية الشعب والاشتراكية .
واستمر لينين يعيش في عقول ملايين الناس وقلوبهم وكان الاهتمام بالتراث اللينيني يتعاظم ومعة يتعاظم عطش جذري ومتكامل وخطير لمعرفتة ينابيعة الاصلية كلما تفاقم تراكم الظواهر السلبية في المجتمع . مخترقا كل الحواجز التي وضعها المدرسيون والسطحيون البيروقراطيون .
ولعب الرجوع الى لينين في الحزب والمجتمع دورا حافزا كبيرا في البحث عن اجوبة وتفسيرات للمسائل الناجمة وقد حظيت اعمالة التي وضعها في سنوات حياتة الاخيرة باهتمام خاص مستندا في التاكيد على ذلك الى تجربتي الخاصة ففي تقرير نيسان 1983 الذي القيتة في الجلسة الافتتاحية للاحتفالات المكرسة للذكرى 113 لميلاد ف لينين اوردت بالتحديد الموضوعات اللينينة في ضرورة الاخذ بعين الاعتبار المتطلبات التي تنجم من القوانين الاقتصادية الموضوعية . وكذلك الموضوعات المتعلقة بالتخطيط ونظام الادارة الاقتصادية المستقلة والاستخدام الصحيح للعلاقات السلعية – النقدية والحوافز المادية والاخلاقية وشعرت مرة اخرى ان هواجسي تتفق ومزاج الرفاق في الحزب وكثيرا من الناس المتالمين اشد الالم من النكبات التي حلت بنا والممتلئين رغبة في تصحيح الامور ووضعها في نصابها . اجل كان هناك الكثير من الرفاق الحزبيين الذين احسوا بضرورة تجديد المجتمع وباستحالة تاجيل التحولات كان احساسهم حادا وعلى الرغم من ذلك اجد لزاما علي القول انني بعد القائي خطابي ذلك شعرت بامر اخر ايضا ذلك انة - أي الخطاب - لم يحظ باعجاب الجميع فهو لم يكن خطابا تفاؤليا كما كان متوقعا .
اننا اليوم نفهم مضمون اعمال ف . لينين بشكل افضل كما نفهم اسباب ظهورها التي كونت في الحقيقة وصيتة السياسية ففي اثناء مرضة الشديد كان مفعما بالخوف على مصير الاشتراكية اذ راى الخطر يتهدد البناء الجديد وعلينا نحن ان نفهم حقيقة ذلك الخوف لقد راى لينين ان الاشتراكية تصطدم بمشكلات كبير جدا كبير ة جدا وان عليها ان تتصدى لحل الكثير منها مما لم تستطع الثورة البرجوازية حلة . ومن هنا كان استخدام الاشكال التي " لم تكن مميزة " للاشتراكية نفسها او هي في الاقل بعيدة عن التصورات التي كانت شائعة عن البناء الاشتراكي .
نعم ان المرحلة اللينينة مهمة جدا وثمة شي كبير يمكن التعلم من قوة ديالكتيكيتها الماركسية – اللينينة المستندة في استخلاصاتها الى تحليل واقعي للوضع التاريخي . وقد ادرك العديد منا قبل انعقاد دورة نيسان بوقت طويل انة يجب اعادة التفكير مرة اخرى في كل شي وعلى نحو تطبيقي يتناول جميع مجالات الحياة وتحديدا الاقتصاد والثقافة الديمقراطية والسياسة الخارجية والاهم ان تجري ترجمة ذلك الى لغة الحياة العملية ..


المصدر
البيريسترويكا . اعادة البناء والفكر الاشتراكي .. الى اين نحن سائرون ؟ ص23-25
ميخايل غورباتشوف
ترجمة الدكتور عباس خلف
الناشر شركة المعرفة 1990

نسخ الكتروني
جاسم محمد كاظم
[email protected]
مركز دراسات وابحاث الماركسية واليسار
http://www.ahewar.org/lc/