هل الإلحاد حقيقة ؟


حمزة المرموشي
2010 / 10 / 10 - 01:32     

غلاء الأسعار وإرتفاع نسبة البطالة وغياب أبسط الحقوق للطلبة والعمال وعموم الكادحين بالمغرب، وإذا ما أضرب كل من هؤلاء يتعرض للقمع والإعتقال وحتى الإغتيال ، هاته المآسي تكون متوقعة . فماذا سننتظر من وراء معارضة نظام تتحكم فيه كلاب ضالة ؟ ، فيجد الإنسان المغربي نفسه مرغما على طاعة نظامه المستبد خوفا على عائلته مثلا أو نفسه من كل هذه العواقب ، ويبقى المجتمع المتحضر والنظام الديمقراطي في دائرة الأحلام بالنسبة له ، أو يقول " لا أحد وجدها كما يريدها " معبرا عن عجزه بدل النضال في سبيل التحرر من حياة العبودية التي يعرف أنه يعيشها بل ويعرف أنه يموت الموت البطيئ ، فيصرخ السيد محمد قطب في كتابه " شبهات حول الإسلام ( الإسلام...والشيوعية ) " : ( إن فكرة المجتمع هو الأصل والفرد لا كيان له باعتباره فردا في القطيع مخالف في أساسه للتربية الإسلامية التي تعني عناية شديدة للفرد )

أي إسلام هذا وأي إيمان ؟ فعندما تنعم أقلية ضئيلة من مالكي المقاولات والبنوك ويقوم كبار خدام الدولة باحتكار الثروة والمزارع الضخمة والسلطة وكل ذلك باسم الدين وباسم الدستور المستمد لقوانينه من الشريعة الإسلامية وانت تذكر لنا آية من القرآن الكريم " ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز " إذا فلنجلس جميعنا في بيوتنا ونطلب من الله أن يأتي لنا بالأكل والشرب وما إلى ذلك ، وفي الصلاة ندعوه أن يقضي على الحاكم الطاغية ، ولا نريد أن نهاجم الكاتب أو الإسلام أو حتى أن نضعهما في موقع النقد بل نريد توضيح فكرة واحدة وهي :

أن الدين بصفة عامة يكبل المضطهد بالسلاسل الجحيمية فلا يستطيع التحرك إلا إلى إحدى الأضرحة وفي طريقه إليها يشتري قفلا يعلقه في نافذة الضريح آملا أن يجلب له واليه الصالح الميت هناك منزلا جديدا أو حياة الرفاهية وهو لا يعرف هل ذلك والي صالح أو فاسد أو هل هناء أي أحد مدفون هناك ، أو أن يذهب إلى المقابر ليسبح في دموعه قليلا جراء فقدانه لقريبه فيجلس قرب قبره ويخبره بكل ما يواجهه من مآسي في الدنيا وإذا ما وقع له أي حادث يلفق تهمة لما يسمى " العين "، أما بعد ذلك فسيقتنع أن كل ما يجري له " قضاء وقدر " ، وفي نهاية اليوم سيعود لعشه الذي لا يليق حتى للبهائم ، يتكئ على وسادة صلبة كالحجر ويتخيل سعادته وهو ذاهب ليقطف الأزهار الحمراء الخيالية ، أوليس هذا ما يريده أي نظام من شعبه ؟ نعم بطبيعة الحال . شعب غارق في بحر الأحلام التافهة ومشاكله اليومية لأحسن من شعب مثقف دو فكر تقدمي يريد حرمان هذا الأخير من هذه الحياة النعيمة والزاهية.

إن الدين مرض الإنسانية ، والدين أفيون الشعوب أوليست هاذه هي المقولة الشهيرة التي قاس عليها رجال الدين الإلحاد واتهموا كل الشيوعيين العرب أو حتى المعجبين بالشيوعية بالإلحاد ، هم لم يرو الملحدين الحقيقيين... لم يرو الذين يمتصون دماء الكادحين لكنهم معدورون فإذا قالوا العكس سيحرمو من الأموال الطائلة والنفوذ الديني اللامحدود ، فيلعبون لعبة خبيثة بتكفير الشيوعية وأنصارها وإذاعة الشبهات حولها وعندما وجدوا ذلك قد زاد عدد أنصارها ، بدأوا باغتيال المناضلين من طرف الجماعات الإسلاميةالملأى بإيديولوجيا غريبة عن المجتمع الإسلامي تحقيقا لما يسمى بالجهاد في سبيل الله ، لكنهم يجاهدون في سبيل بقائهم متحكمين دينيا تحت شعار " حماية الدين في أرقاب المؤمنين" ، وبهذا السيستيم تكون الدولة بلغت أقسى درجات الفساد الديني وأقسى تاكتيك للقضاء على الشعب ( قطع مصادر عيش عدد لا يحصى من العائلات وتعريض أولادهم للجوع والأمية ) ، ويتبع في جزء آخر حول كتاب محمد القطب والجزء " الإسلام ... والمرأة " .