منتدى اليسار بإفريقيا


محمد بودواهي
2010 / 10 / 8 - 20:08     

انعقد" منتدى اليسار بإفريقيا ""بمبادرة من الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي ضم العديد من الأحزاب الشيوعية وتنظيمات اليسار الجذري من أربعة وعشرين بلدا إفريقيا بالإضافة إلى كل من الحزب الشيوعي الإسباني وحزب العمل البلجيكي والحزب الشيوعي البرازيلي وتنظيم يساري من السويد .
انعقدت الندوة أيام 19 - 20 - 21 غشت 2010 بمدينة جوهنسبورغ حول ( إشكالية ديموقراطية المشاركة ) فناقشت من خلال عدة مداخلات المحاور التالية :
1 - الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على اليسار وعلى الديموقراطية في إفريقيا .
2 - أوضاع أحزاب اليسار الإفريقي ودورها في الصراع السياسي في إفريقيا .
3 - دور منظمات المجتمع المدني والنقابات في النضال من أجل الديموقراطية .
4 - تصور اليسار للديموقراطية في إفريقيا : مهام وتحديات .
5 - إشكالية تطبيق ديموقراطية المشاركة .
تميزت جلسة الافتتاح بمساهمة الأمين العام للحزب الشيوعي الجنوب إفريقي ونائبه والأمين العام للمؤتمر الوطني الإفريقي الذين ألقوا عروضا قيمة وساهموا في النقاش العام مسلطين الضوء على تجربة جنوب إفريقيا الرائدة على الصعيد العالمي .
وفي نهاية أشغال الندوة - وبعد مناقشة هامة وصريحة - تمت المصادقة على عدد من التوصيات والمقررات حول :
- مناهضة الامبريالية وتواجدها العسكري في إفريقيا
- التهديد الجدي للبيئة من قبل الرأسمالية العالمية .
- الممارسات العنصرية للبلدان الإمبريالية المستقبلة للهجرة .
- مناصرة الشعب الفلسطيني .
- توصية حول الأوضاع في سوازلاند .
- مؤازة كوبا ومناصرتها ضد الإمبريالية الأمريكية .
- دعم تقرير المصير للشعب الصحراوي .
- قضية تحرر المرأة الإفريقية .
كما تمت المصادقة في الختام على التصريح الختامي .
وعلى إثر ذلك اتفق كل الحضور على النقط التالية :
- تشكيل منذى اليسار الإفريقي ينعقد مرة واحدة كل سنة للتباحث في إشكاليات محددة .
- تشكيل سكرتارية دائمة للإخبار والتنسيق والاقتراح .
- تأسيس موقع إلكتروني للمنتدى .
- تأسيس منتديات جهوية في إطار المنتدى .
وفي تجربة الحزب الشيوعي الجنوب إفريقي الرائدة على المستوى الإفريقي بل وحتى العالمي يمكن تسجيل بعض عناصر تصور الحزب كما جاءت في مداخلة الأمين العام السيد blade nzimande حيث أكد أن لا اشتراكية بدون ديموقراطية وأن إشكالية الديموقراطية تطرح مسألة التبعية وضرورة فك الارتباط مع الإمبريالية وخلق الشروط اللازمة لبناء الوطن . وأن الديموقراطية ليست فقط انتخابات وإنما السعي إلى أقصى حد من الديموقراطية المباشرة وديموقراطية المشاركة التي تقتضي بناء منظمات سلطة الشعب ، وتقتضي أن يكون العضو المنتخب في علاقة وطيدة مع ممثلي منظمات المجتمع المدني اترجيح سياسة معينة ، وهذا يتطلب بالضرورة برنامج متكامل وتوجيهه للطبقة العاملة وعموم الكادحين وخاصة الفلاحين الفقراء وبالتالي التجدر وسطها والرفع من وعيها وإقحامها في الصراع الطبقي ذلك ان ديكتاتورية البروليتاريا تتطلب الوجود الفعلي والمستمر للبروليتاريا وإلا فإن التنظيم هو الذي يتحول إلى ديكتاتور .
كما ان على الحزب الشيوعي أن يكون في طليعة النضال ، أو حتى عدة أحزاب ، حتى يلعب دوره التاريخي في السعي إلى فرض هيمنة الطبقة العاملة والقوى المتحالفة معها وليس هيمنته هو . كما أن مواصفات الحزب الطليعي تفرض عليه بالضرورة أن يكون حزبا قويا على مستوى الدينامية والتصورات والأفكار إن لم يكن على مستوى الحجم ، وان يكون قائما على مبدأ الانضباط وأن يكون موحدا للأحزاب الديموقراطية واليسارية ، وأن يحترم الديموقراطية الداخلية باحترام رأي الأقلية داخل صفوفه .
كما أشار الأمين العام في مداخلته إلى تلك العلاقة الجدلية بين الاشتراكية والثورة الوطنية الديموقراطية حيث لا يمكن التقدم في مهام البناء الديموقراطي والتحرر الوطني دون أن يكون وراء ذلك مشروع واضح للبديل الاشتراكي . كما أكد أن الثورة ليست مجرد حدث وإنما هي صيرورة متواصلة حيث أن الإصلاحات تعتبر في حد ذاتها ثورة إذا كانت تندرج ضمن صيرورة ثورية وليس ضمن استراتيجية الإصلاحية السياسية التي هي بطبيعتها انتهازية .