متى ستكون امريكا ناضجة للاشتراكية؟؟

هاني مشتاق
2010 / 10 / 2 - 23:00     

بقلم هانك جراكسون

الكثير من الامريكيين يكنون بغضاً شديداً للأشتراكية بسبب تاثرهم من خلال تعرضهم مدى حياتهم للدعاية التي يرعاها الرأسماليون.ولا يسهل الامر كون العديد من الحركات الأشتراكية نجحت في مناطق من المعمورة أقل مستوى من حيث التقدم الاقتصادي، ان الرأسماليين والأساتذة الذين يدورون في فلكهم يضللون بسهولة الناس من خلالالربط الذهني للتخلف بالاشتراكية .وهم ينسون تفاصيل تطور
الناس التاريخي مع المسار التقدمي للاشتراكية. وعلى سبيل المثال، التاريخ الروسي ملون بالتخلف والاكتفاء الذاتي .والبلاشفة الروس الذين واجهوا حربين عالميتين ضد اعداء اكثر تفوقاً في القدرة العسكرية، وحرباً اهلية دموية ضد الرأسماليين الارستقراطيين، وكراهية من الديمقراطيات الليبرالية في الخارج، اعتمدوا على التقليد الثقافي الروسي للدولة القوية لتنظيم الانتصارات ضد اعدائهم،بينما كان الرأسماليون متلهفون لدعم الاجراءات القمعية للنظام القيصري، ولأسباب انانية كرهوا حكومة العمال الدولي في التاريخ، منتقدين اي نزعة مركزية والتي كانت المعيار والمبدأ في التطور الروسي. ومن ايفان الرهيب الى نيكولاس الثاني، من لينين الى غورباتشوف، ومن يلتسين الى بوتين، القوة المركزية هي تهديد مشترك في التاريخ الروسي.

بعض القادة كانوا جيدين،وبعضهم كانوا عاديين وبعضهم كانوا ببساطة سيئين. ان الافتراء على الأشتراكية وقدحها بسبب الصيغة الروسية وخصوصيات الظروف التاريخية لكبح وحصر قدرتها هو تضليل ولكنه مفيد لقضية النظام الرأسمالي الخاصة بتبريرتفوق ساحق للثروة والنفوذ في ايادي الراسماليين.

ان الأشتراكية في بلد متقدم في المجال الاقتصادي تعتبر تقدم في مجال الحرية والمساواة .وهي تعني عدالة اكبر ومستويات معيشة اعلى مواطنين اكثر مما يستطيع النظام الراسمالي تقديمه، ان الاقتصاد السياسي للنظام الرأسمالي وبكل وضوح لا يستطيع ان ينتج عدالة اقتصادية وسياسية.ان النظام المحرر من القيود الاجتماعية ومن خلال النزعات الديمقراطية والسياسات الاقتصادية الكلاسيكية المحدثة(بمعنى نظام رأسمالي خالص) ينتج لا مساواة اكبر وعدم استقرار اقتصادي وبؤس على مستوى عالمي بالنسبة لأولئك الذين يطلب منهم خدمة مصلحة الراسماليين .ان تاريخ الراسمالية يكشف نواقصها وعيوبها، ولماذا يجب ان تهزم في نهاية الامر من خلال العمل الديمقراطي المستنير.

ومن ناحية ثانية، ان ادراك حقيقة ان النظام الراسمالي لا يستطيع ان يجلب الحرية الاعظم للجميع، ليس كافياً لتحديد التوقيت الامثل لموته، وبالنسبة للمجتمعات المتخلفة ، ان الرأسمالية هي المسار المثبت الوحيد للنمو الاقتصادي.وهنا يمكن للمرء ان يحدس بانه وبمساعدة من مجتمع اشتراكي متقدم تماماً، يمكن لبلدان اقل تطوراً ان تنطلق في مسار مختلف نحو التقدم، ولكن الى ان تتحقق الأشتراكية في البلدان الاكثر تقدماً، يبقى هذا مجرد تخمين نظري.ان المنافع والفوائد التي وعد بها منظروالأشتراكية ومؤيدوها لا بد ان تنتظر الوقت المناسب للاشتراكية في البلدان الاكثر تقدماًالنقطة الاساسية هي ان الوقت الممكن لتطبيق الأشتراكية يقترب اكثر مع كل عقد من التقدم الاقتصادي والتكنولوجي، ولكن الى ان يتم النضال بنجاح من اجل تحقيق الأشتراكية في بلدان العالم التي يحتمل اكثر ان تبشر بنجاحها، فان الأشتراكية يمكنها فقط ان تقدم الامل بالحرية من النظام الاستبدادي الى الكادحين الذين يخدمون ظلماً مصالح النظام الرأسمالي.

ان التوقيت الصحيح للاشتراكية هو امر حاسم لنجاحها التاريخي اذا ما اريد ان يكون هناك تقدم دائم بدلا من التراجع والانحطاط.واذا ما وجد مؤيدو الأشتراكية انفسهم في السلطة في وقت مشؤوم لا تلوح فيه علامات نجاحها، فإن الفشل سيحدث، يتلوه عمل رأسمالي.ان التمني بان يكون الوقت ملائماً وصحيحاً للاشتراكية ليس سبباً كافياً لنجاحها، وفي الحد الادنى، لا بد وان تكون الظروف السياسية والاقتصادية في البلد الساعي نحو الأشتراكية ايجابية ومبشرة بالنجاح. وحتى عندما يمكن لهذه الظروف ان توحي بالنجاح، هناك عوامل خارجية اخرى وما زالت قادرة على القضاء عليها (مثلاً تحالف دولي من القوى المعادية لها).

ولان الظروف التاريخية يجب ان تكون ملائمة وصحيحة للنجاج النهائي للاشتراكية، فإنه لأمر مهم أن نفهم ما هي تلك الظروف التي تبشر باحتمالية عالية للنجاح. وفيما بعض الظروف السياسية والاقتصادية التي ستزيد من فرص نجاح الأشتراكية، ولكن الى ان تكون الأشتراكية في النهاية ناجحة، فإن الظروف الضرورية ستبقى غير معروفة، وستسخدم امريكا كمثال، ولكن التحليل صالح لاي بلد، واكثرها سهولة البلدان الاكثر تقدماً في المجال الاقتصادي.

وبلغة السياسة، فإن الامرالاهم الذي يجب ان يظل في الاذهان هو ليس هناك من جماعة او حزب سيتنازل عن طيب خاطر وبدون عراقيل

أن لرأسماليين يسيطرون على الموارد الاقتصادية في الاقتصاد الامريكي ويستخدمون هذه السيطرة للهيمنة على السلطة السياسية.وهم قادرون على التلاعب في النظام الديمقراطي المزعوم لحماية مصالحهم.والنظام الديمقراطي في امريكا يوفر السبل لازاحة الرأسماليين عن السلطة، ولكن فقط اذا ما فهمت الأغلبية الواسعة التي تصوت بأنه تم التلاعب بها لتقوية سلطة الرأسماليين.ان نجاح الأشتراكية يتوقف سياسياً على الافلاس التام والمطلق الفكر السياسي الليبرالي. وفقط اذا ما فهم الامريكيون على مستوى رئيسي بان التاريخ السياسي الامريكي هو تاريخ اساءة استعمال واغتصاب السلطة من قبل الرأسماليين يمكنهم تأييد ودعم الأشتراكية للفترة الممتدة بالضرورة والمطلوبة لضمان نجاحها. والتأييد الهامشي لاجندة اشتراكية محدودة لن يحقق هذا الشرط.

ان الرأسماليين لديهم الميزة السياسية للفهم التام والكامل لمصالحهم- الامساك بالسلطة مهما كلف الامر.وعبر هذا الوضوح وهذه السيطرة على روافع السلطة، يمكنهم ان يخلدوا حكم الاقلية الاستبدادي.انهم لا يقاسون على الاطلاق ولو لدقيقة واحدة من وخزة ضميرعندما يصل الامرالى الاحتفاظ بالسلطة .وسيستخدمون العنصرية والجنسانية والتعصب الديني، او اية سبل حاقدة وشريرة لارباك وتقسيم الاغلبية حول مصالحهم الاكثر الحاحاً: اخذ السلطة من هذه الاقلية المبجلة.

ان الاكثرية من غيلا الرأسماليين في امريكا منقسمة من خلال تكتيك فرق تسد.اعداد كبيرة من الطبقة الوسطى استوعبت في خدمة مصالح الراسماليين من خلال نظرية التمويل المقطر الاقتصادية، وتم استهداف المهاجرين من قبل الرأسماليين لان الرأسماليين يمكن ان يعتمدوا على احساس شائع ومألوف بالشوفينية، وادت نتائج الفقر السيئة الى دعمها من قبل المستفيدين للحكم على اولئك الذين يعانون اكثر من ظلم حكم النظام الرأسمالي الاستبدادي كوسائل لترويع باقي امريكا، والمرضى اسكتوا من خلال الابتزاز التهديدي للحصول على الرعاية الصحية، وتولد الخوف بين الامريكين البيض حول السود والاقليات العرقية الاخرى.ومن خلال ايدامة الانقسام في صفوف الاغلبية، يبقى النظام الرأسمالي الامريكيين بعيدين عن بناء الوعي الذي هو بحق في مصلحة الاكثرية، انهاء الاستبداد الرأسمالي. وللتغلب على مثل هذه التكتيكات المتبعة من قبل الاقلية المستبدة، فإن الايمان الراسخ مطلوب بين الاغلبية بأن الاستبداد لا بد من استبداله بالحرية.لان الأشتراكية ستعني انهاء استبداد الرأسماليين،وسيلجأ الراسماليون لاية وسيلة من اجل الاحتفاظ بالسلطة، يما في ذلك الخيانة والارهاب. ويجب ان تبقى الاغلبية ثابتة ومخلصة حيال رغبتها في الأشتراكية من اجل ضمان النجاح.ان الاستسلام او الانشقاق في صفوف الاغلبية سيحكم على الأشتراكية بالفشل، مما يؤدي الى الرجعية السياسية.ان الشرط السياسي للنجاح اذنهو تلك اللحظة التي لا يكون هناك احد يؤمن بعدها في الادارة الراسمالية لاقتصادنا وحكومتنا، وعندما يتعلم الامريكيون ان يزدروا ويحتقروا الثروة والسلطة الواسعتين اللتين تتحكم بهما الاقلية لمزيداً من مصالحها الانانية.عندها فقط ستكون الفرصة ممكنة لنجاح الأشتراكية.

وحتى الايمان الراسخ من قبل الامريكيين للاطاحة بالاستبداد لا يضمن النجاح النهائي للاشتراكية.ان الطوفان الخياني للثروة الاقتصادية الورقية وسيل الامريكيين الهزيل الذين يتحكمون بهذه الثروة سيتركون البلاد اذا ما حطمت الاغلبية قيود الظلم والاضطهاد.ان بامكان الراسماليين الامريكيين ان يقدموا الرشى من اجل وجود تحالف قرصنة للاستعداد مع تلك الاصول والاموال للحفاظ على السلطة والنفوذ، مع فرص من النجاح الاقرب لما حققه اللاجئون الفرنسيون اثناء الثورة الفرنسية، مما تحقق من قبل اللاجئين الروس في زمن الثورة البلشفية. واذا ما كانوا من الناجحين بطريقة واخرى في احتفاظ النظام الراسمالي بالسلطة من خلال فعل عسكري في امريكا اشتراكية، فان معظم الامريكيين سيواجهون شخصياً بالتدمير والاغتصاب والجريمة. وسيكون الوضع العالمي عامل رئيس في تقرير النجاح اوالفشل للاشتراكية في امريكا، حتى لو ان الفعل العسكري الوحشي ضدنا استبعد من الاعتبار من قبل اعداء الأشتراكية بسبب ترسانتنا النووية.ان الحرب الاقتصادية ضد امريكا الأشتراكية ودعم الارهابيين داخل امريكا سيكونان من الخيارات للاستخدام ضدنا اذا ما سلكنا طريق الأشتراكية فقط. ولان امريكا هي الاقتصاد الاكثر تقدماًُ في االعالم وهي اكبر من الاقتصادات المتقدمة الاخرى، فان فرصها هي اكبر من البلدان الاخرى عندما تحاول ان تكون الاولى في التحول بنجاح الى الطريق الاشتراكي فقط.ومع ذلك، ان النجاح قد يكون بعيدا عن التاكيد. ان التكامل الاقتصادي عبر العالم يعني التوافق والاتكال المتبادل، وعليه فان اعداء الأشتراكية المتنفذون في بلدان اخرى يمكنهم ايذاء الاقتصاد الاشتراكي أن التهديدات الكامنة الداخلية والخارجية للاشتراكية الامريكية سوف تتطلب سيطرة مركزية قوية لفترة زمنية من اجل دحر وهزيمة هذه التحديات.

وكلما كانت هذه التهديدات اقوى، كلما كانت فترة السيطرة الضرورية بواسطة المركز لتنظيم النصراطول.وللاسف، الفترة الاطول من السيطرة المركزية القوية،تعني الامكانية الاعظم للفساد ان يستنزف الطاقة الحيوية من قوى التقدم.ولا يتوجب على اعداء الأشتراكية ان يفوزوا في معركة واحدة لكسب الحرب ضد الأشتراكية،.وعليهم فقط خلق الظروف التي تجعل من نجاح الأشتراكية صعباً او مستحيلاً. ان المتطلبات السياسية لفترة طويلة من محاربة الاعداء الداخليين والخارجيين لا تساعد في احداث الديمقراطية.وسيكون من الضروري تحقيق النجاح خلال فترة قصيرة نسبياً لاظهار منافع الأشتراكية للعالم ولاتاحة الوقت لتفويض السلطة من قبل المركز الى المستويات المحلية.ويحتمل ان تمتد الفترة الاطول التي يمكن ان تبقى فيها مثل هذه السلطة في المركز الى عشرة اعوام ومع ذلك يتحقق النجاح قبل ان تتآكل فرص نجاح الأشتراكية بفعل الفساد.

ولتحقيق النجاح للاشتراكية في نهاية الامر لا بد وجود شرطين اقتصاديين هامين مستوى معين من التطور الاقتصادي وانهيار دوري شديد في الاقتصاد الرأسمالي.والشرطان متوقعان خلال التطور التاريخي للرأسمالية، لذا فإنهما في النهاية سيحدثان.ومع ذلك، ليس معروفاً ما اذا كانت الاشتراكية ستطبق ام لا . ولا يستطيع علم الاقتصاد ان يبشر بنصر اشتراكي نهائي، فقط الشروط المبشرة بنجاح الأشتراكية ستحدث.

والشروط السياسية المذكورة اعلاه توجه لماذا لا يمكن للشروط الاقتصادية تئشروحدها ان تجلب نصر الأشتراكية.

ومن المحتمل ان يكون الشرط الاقتصادي الاول لبداية ما لتطور قد حدث في الاقتصادات المتقدمة قبل الحرب العالمية الاولى، ولكن في امريكا ليس بعد الحرب العالمية الثانية.وقد اظهرت نظرية دقيقة على قدرة السلطة العليا الالمانية على السيطرة المحكمة على اقتصادها في الحرب العالمية الاولى بان الشروط الضرورية للتخطيط المركزي وجدت الى درجة لم ترى من قبل المعاصرين لها.وما وصلت اليه امريكا في الحرب العالمية الثانية كان ملفتاً أكثر،فمن خلال اخذ اقتصاد هابط في الحضيض اثناء الركود العظيم ويحقق انتاج الحرب لم يكن في احلام اكثر المؤمنين تشدداً بالتخطيط الاقتصادي، لقد اظهرت امريكا ان التخطيط يمكن ان ينجز انتاجاً بمعدل اكبر من اي شئ مأمول به قبل النظام الرأسمالي.لقد أوجد النظام الرأسمالي المعرفة والمؤسسات الضرورية لهذا الانتاج، ولكن الان عمل كعائق لامكانية الانتاج التي ظهرت من خلال اقتصاد الحرب الامريكي.ان امريكيي هذه الحقبة من الزمن تحملوا دروساً هامة، ولكن موجعه لم تنس الا مؤخراً.

والامر المهم لتحقيق الأشتراكية هو انتاجية العمل العالية (يعني،مستوى عالي من التكنولوجيا) وهذا يسمح بفائض كبير يحقق من عمل كل شخص يشارك في العمل.واذا ما كانت التكنولوجيا محدودة والفائض الاقتصادي لذلك متدن، فإن اي استخلاص للفائض من كل عامل بمفرده للاستخدام من قبل الاخرين يتطلب عملاً استبدادياً.

وعندما كانت الفوائض الاقتصادية في العالم القديم صغيرة جداً، كان استبداد العبودية او الرق مطلوبا لاستخلاص الفائض من الناس الذين كانوا يعيشون بمستوى ليس افضل من مستوى الحفاظ على البقاء.وعندما تطورت ونمت العلوم والتكنولوجيا اثناء العصور المتوسطة المتأخرة والمرحلة الحديثة المبكرة، فإن استبداد الاقطاعية يجري التخلص منه للانتقال الى نظام رأسمالي مجرد من الرق.وبطريقة مماثلة، عندما نمت التكنولوجيا في عصور الحداثة المتاخرة وما بعد الحداثة المبكرة، يصبح استبداد الرأسمالية غير ضروري لاستخلاص الفائض من العمال.وما ان تتقدم الاوضاع الاوضاع الاقتصادية الى نقطة حيث يستطيع الناس ان يشاركوا بحرية في فائض عملهم بدون الخوف من الجوع، يصبح النظام الخاص بمصادرة ذلك الفائض غير نافع، وانما استبدادي فقط. وقد تم الوصول الى هذا الوضع في وقتنا الحاضر في الاقتصادات المتقدمة في العالم.

والشرط الاقتصادي الاخر الذي سيزيد فرص نجاح الأشتراكية هو الركود واسع الانتشار والدوري العميق.ولا ينبذ نظام اقتصادي او سياسي بنجاح بدون ازمة ما لتركيز مصالح الناس باتجاه الاطاحة بالنظام القائم المعيق للازدهار والحرية. ان المؤيدين لنظام ينجز تحسناً هامشياً سنة بعد سنة بدون المثال المتين والمتماسك لبديل افضل ليس امامهم ما يخافونه من المطالب النظرية بعالم افضل.ان الاجراءات الاكثر قمعا وافراطا يمكن ان تتدرج من خلال الاصلاح والاطاحة بالنسبة للكثيرين تعتبرالدافع لتغيير النظام. ان الكارثة الاقتصادية هي وحدها القادرة على احداث الايمان السياسي القوي بان التغيير يجب ان ياتي.هذا الشرط هو الاكثر احتمالا في امريكا من خلال السياسات الاقتصادية الكلاسيكية المحدثة والقائمة على دعه يعمل، اكثر من كونها من خلال السياسات الاصلاحية التي تكبح افراط الرأسمالية .انه لقاس كما يمكن ان يرى،هذا التطور الاقتصادي المنجز من قبل المحافظين الجدد في السنوات الثلاثين الماضية، وقد اصبح مبشراً اكثر بنجاح الأشتراكية أكثر من التطور الذي انجزته السياسات الكينزية في المرحلة التي اعقبت الحرب.ومن خلال التطور الطبيعي للراسمالية يحتمل اكثر اننا سنرى الشروط المواتية للاشتراكية،اكثر منها من خلال طريقة ما متوسطة تسعى لتحسين الافراط الاسوأ للراسمالية .انه لمن الافضل على المدى القصير ترك الاقلية الاستبدادية تتكل على ما تفعله اياديها اكثر من توجيه النصح لها حول كيفية التحكم بشكل افضل بمصالح الاكثرية بينما هي ما تزال تمسك بالسلطة.

ختاماً،هناك بعض الشروط التي قد تزيد من فرص نجاح الانتقال من الرأسمالية الى الأشتراكية.وهي سياسية واقتصادية.وهناك بدون شك شروط كثيرة اخرى، بما فيها ما هو سياسي و/او اقتصادي بالطبيعة وكانت قد اغفلت.وما هو اكثر اهمية للفهم ان هذه الشروط ستؤثر في محصلة النضال للوصول الى الأشتراكية،اما انها ستحد او ستزيد من احتمالات النجاح.وعلاوة على ذلك، لا شئ يمكن تحقيقه من قبل الانسان محدد قبل اوانه. وفي الواقع ، الشروط لبلوغ التقدم يجب ان تبقى قائمة ولكنها لا تجعل من الضرورة للتقدم ان يحدث.ولاولئك الذين يعيشون في العالم الاقل تطورا، الحذر ضروري عند مواجهتهم من قبل الحالمين والدجالين او الاسوا، الذين يبشرون بدورة قصيرة نحو سبل التطور المحققة تاريخياً. وعلى الامريكيين ان يتفحصوا ضميرهم عندما تبدو الشروط مواتية لنجاح الاشتراكية .هل ترتعد خوفا قبل رفع السوط؟ام تصمد لكي تعد من عداد ابطال التقدم؟ ان الراسماليين يواجهون ايضا تحد اخلاقي، احدى هذه التحديات كان منذ الف عام مضى من خلال رجل قتل لمعارضته الاقلية المستبدة في عصره: للاسف بالنسبة للنهاية فهي قريبة.

تعريب : هاني مشتاق

عن مجلة بوليتكال افيرز