الصراع مع التحريفية الإنتهازية تناقض أساسي


الأماميون الثوريون
2010 / 9 / 15 - 13:40     

في مثل هدا اليوم من سنة 1970 ، قام مناضلون ثوريون مغاربة تجمعهم رغبة قوية و إرادة لا تلين في النضال من أجل القضاء على النظام الكمبرادوري الرجعي و المساهمة في تحرير شعبنا من رتق الإستغلال والإضطهاد و القمع الدموي و نظام الإستعمار الجديد ، الذي زج بالبلاد في أتون التبعية للمراكز الإمبريالية و لقوى الإستعمار الجديد و العمالة للحركة الصهيونية العالمية على حساب مصالح شعبنا و مصالح الشعوب العربية.
في مثل هذا اليوم انبثقت منظمة "إلى الأمام" من رحم نضالات شعبنا ضد النظام الكمبرادوري العميل كمنظمة تمثل استمرارا و وفاء لنضالات الشعب المغربي منذ مطلع القرن 20 ، و لشهدائه و أبطاله الذين سقطوا في معمعان النضال ضد الإستعمار بشكله القديم و الجديد.
إستمرار يقوم على استخلاص الدروس و العبر من الكفاحات المريرة للطبقة العاملة المغربية و الفلاحين وعموم الكادحين ، و التجارب السياسية و المسلحة للشعب المغربي (الحركة الوطنية و المقاومة المسلحة بالمدن و جيش التحرير الوطني بالبوادي و انتفاضة مارس بالبيضاء و غيرها من التجارب ...).
ففي سياق الرد الثوري على سياسات النظام الكمبرادوري الرجعي ببلادنا (نظام لا وطني لا ديمقراطي لا شعبي) وكجزء من الحركة الشيوعية العالمية الجديدة التي أطلقتها الإسهامات العظيمة للثورة الصينية بقيادة ماو تسي تونغ (دروس الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى) في مواجهة الإمبريالية و التحريفية الإنتهازية العالمية ، في هذا السياق شكل انخراط منظمة "إلى الأمام" في طريق الثورة العالمية بقيادة الثوريين الماركسيين اللينينيين ، الأرضية الصلبة لبنائها النظري و السياسي و الإستراتيجي ، حيث هكذا تقدم خطها العام ضمن المواجهة العنيدة لأربعة محاور استراتيجية متفاعلة داخل التشكيلة الإجتماعية المغربية التالية :

ـ الإستراتيجية الإمبريالية ببلادنا (الفرنسية و الأمريكية).
ـ الإستراتيجية الكمبرادورية للكتلة الطبقية السائدة ببلادنا و نظامها الرجعي.
ـ الإستراتيجية الإصلاحية لحزبي الإستقلال و الإتحاد الوطني للقوات الشعبية.
ـ الإستراتيجية التحريفية لحزب التحرر و الإشتراكية (الحزب الشيوعي التحريفي المغربي).

و حيث أن الإستراتيجيتين الأولى و الثانية معتبران متداخلتين و مرتبطتين بنيويا لارتباط الكتلة الطبقية السائدة و الرأسمال الكمبرادوري المغربي و اندماجهما بالمصالح الإمبريالية العالمية ، فإن الثالثة و الرابعة شكلتا عائقا كبيرا أمام تقدم نضال الشعب المغربي بقيادة الطبقة العاملة و حزبها الثوري نحو إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية ببلادنا ، لكونهما كانتا في العمق تكئة يعتمد عليها النظام الكمبرادوري الرجعي كلما اشتد عليه الخناق ، حيث تقوم بدورها في حماية النظام من السقوط و التنفيس عليه عبر بث الأوهام الإصلاحية و الشعارات الكاذبة حول طبيعة النظام.
و لم تخل عملية بناء الخط العام للمنظمة من مواجها ضد خطوط بورجوازية صغيرة (إصلاحية ، بلانكية ، تصفوية ) عقبها تطور في الخط السياسي و الإستراتيجي ، إلا أن هذه العملية ستتوقف بعد استحواذ التحريفية والإصلاحية على قيادة المنظمة نهاية السبعينات بداية الثمانينات (1979/1980) ، فسار خط المنظمة في انحدار نحو خط تحريفي سيتخلى تدريجيا عن الرصيد الثوري الفكري و السياسي و الإستراتيجي للمنظمة ، لينتهي به المطاف إلى حلها عمليا و القضاء عليها سنة 1995 مؤسسا بذلك ما أسماه استمرارا لها : النهج الديمقراطي.
إن القيادة التحريفية المسؤولة عن فشل تجربة إعادة البناء (1980/1985) ستخوض تحت شعار "التجديد الفكري و الأيديولوجي" للمنظمة حربا ضروسا على الفكر الماركسي اللينيني الثوري عبر محطات مختلفة يتم فيها التخلي فيه عن خط ماو تسي تونغ ، عن اللينينية ، عن مفهوم حزب الطبقة العاملة ، عن ديكتاتورية البروليتاريا ، عن استراتيجية الحرب الشعبية ، و تبني بالمقابل "ماركسية فضفاضة" في عمقها اشتراكية ديمقراطية و خط النضال السلمي تحت شعار "النضال الديمقراطي الجدري" المفتقد لموقف استراتيجي واضح من مسألة السلطة باعتبارها المهمة المركزية لكل ثورة ديمقراطية شعبية حقيقية ذات أفق اشتراكي.
هكذا و منذ الثمانينات من القرن 20 تعرض تاريخ منظمة "إلى الأمام" للتشويهات المختلفة على يد المرتدين من جهة و على يد التحريفيين ، الذين ظلوا يعتبرون أنفسهم تارة شكلا من أشكال الإستمرارية للمنظمة و تارة أخرى كلما تصاعد الصراع حول تاريخها و إرثها النضالي ، الإستمرارية نفسها.
و قد آن الأوان للتصدي لمثل هذه الخزعبلات و دحضها و تقوم على عاتق "الأماميين الثوريين" و كل المناضلين الشيوعيين المخلصين مهمة تعرية الجذور التاريخية و الفكرية و السياسية للخط التحريفي باعتبار ذلك مهمة آنية من أجل التقدم نحو بناء الحزب الشيوعي الثوري حزب الطبقة العاملة المغربية.