رد على تخرصات أعداء الإشتراكية العلمية


مريم نجمه
2004 / 8 / 1 - 12:57     

هلل أعداء الإشتراكية لسقوط الإتحاد السوفياتي وشربوا كؤوس انتصار الرأسمالية بما فيهم الذين كانوا يتاجرون
بالصداقة مع السوفييت .. الذين منحوهم شهادات حسن السلوك , حتى أسرع الكثير من أدعياء الماركسية لتبديل
أسماء أحزابهم وثوابتهم المبدئية , وزحف اّخرون خلف تخرصات وأضاليل العولمة المتوحشة وهيمنتها على العالم
كما فعلت الأنظمة القمعية التي تاجرت بالإشتراكية ردحا طويلا من الزمن ... لذلك لا بد لي من القول :
إن الماركسية اللينينية لم تسقط لتصبح الرأسمالية نهاية العالم كما زعم ( ياكو هاما ) والنظام العالمي الأمريكي
الجديد . بل سقطت التجربة الإشتراكية السوفياتية وحدها وأتباعها كما توقعنا قبل سقوطها بعشرات السنين كنتيجة
حتمية لتحولها الى رأسمالية دولة بيروقراطية معزولة عن الشعب بعد اغتيال الديمقراطية الإشتراكية في علاقات
الإنتاج والمجتمع وتحول الحزب الى طبقة بيروقراطية صاحبة امتيازات فوق الشعب ومعزولة عنه تماما .
نحن نؤمن بحرية الكلمة وحرية الرأي والرأي المضاد أولا .. ولهذا نحن مشردين من وطننا مع الكثير من رفاقنا
المدافعينن عن حرية الوطن والشعب .
الاّن وبعد مضي سبعين عاما من بناء الإشتراكية وتطبيقها على ثلثي الشرية يأتون بكل بساطة وبكل إستخفاف
هكذا .. لإلغاء الفكر الإشتراكي كما يحلو لهم . فهذا لعمري هي السذاجة بعينها والسطحية بالتفكير والتحليل العلمي .
- إن الإشتراكية العلمية نظرية ونظام إقتصادي وإجتماعي وثقافي عريق وقديم , فهو ليس ابن اليوم والأمس ..
هو وليد طبيعي ونتاج تجارب وأفكار ونظريات فلاسفة وقادة تاريخيين .. ونضال ثوري طويل للشعوب ,لا يستطيع
أحد محوه من الوجود بكلمة أو بيان أوهجوم مدروس .. أو بإنقلابات عسكرية أو غيرها تعيد التاريخ الى الوراء
.. لأنه هو قبل كل شئ ( أيديولوجية ) ونظام اختارته الجماهير بإرادتها الحرة , ولا يلغى بأوامر وقرارات .. تماما
مثلمااجتاح ملايين البشر دون اكراه أو إرغام , ولم تستعمل العصا ولا السيف لاعتناقه .. ولا سياسة الترغيب
والترهيب .. فهو علم وقناعة ولذلك هو منهج وصيغة ودليل عمل يومي واستراتيجي – هذا المنهج يطوّر ويتجدد
باستمرار حسب الزمان والمكان , ووفق الواقع الموضوعي لكل أمة , ووفق فن القيادة واستيعابها وهضمها وتمثلها
امضمونه وجوهرة الكفاحي والثوري والوطني .
- إن الفكر الإشتراكي العلمي ( الماركسية اللينينية ) هو جزء من التراث الفكري الإنساني الثوري الواسع الغزير و
المتطور والمغتنى دوما وأبدا نحو الأفضل والأكمل والأرقى والأنضج . هذا التراث لا يستطيع أحد أن يمحوه بجرة
قلم أو مزاج شخصي أو تعصب أعمى أو جهل فكري , لأنه نتاج الإنسانية جمعاء – وهو بالتالي ملك لجميع البشر
وليس حكرا على دولة دون أخرى أو شعب دون اّخر , ففي الإشتراكية لا يوجد أصحاب بيت ولا أصحاب وصاية ..
ولا هي ( تابو ) ملك لشخص معين – فهي ملك لكل الشعوب وتعمل لتحرير المجتمع من الطبقات المستغلة واللصوص
ورأسمالية الكومبرادورالمرتبطة مصالحها بمصالح الإمبريالية العالمية .
-إن الإشتراكية العلمية ليست ثوبا أو ( موضة ) لنغيرها كلما ابتدعت دور الأزياء الرأسمالية صرعات جديدة .
- الفكر الإشتراكي العلمي ليس أسطورة وهمية أو حلما كما يدعي أعداؤها .. وهو الذي قاد الثورة البولشفية
1917 بقيادة المعلم لينين وثورة الصين الكبرى بقيادة ماو وثورات فيتنام وكوبا والجزائر وغيرها , تلك الثورات
التي كانت قاطرات نقلت الشعوب الى التحرر الوطني والعدالة وفتحت الطريق لعشرات الثورات الطبقية والقومية
في العالم , وحررت ملايين المضطهدين والمسحوقين والكادحين والمستعبدين من نير الطغاة والإقطاعيين والمحتلين
الغزاة , والرأسمالية النهابة , وحطمت النازية والإستعمار المتعدد الأسماء والألوان , وحققت للإنسان حريته
وشخصيته الوطنية والقومية الحقيقية ورفعت كابوس الذل والإستثمار عن ملايين الشغيلة لكي يديروا الإنتاج
ويصبحوا أسياد القوى المنتجة في المجتمع الإشتراكي – رغم كل الأخطاء والإنحرافات – المعروفة .
-وهذا الكم الهائل من الإنتصارات على جميع المستويات العالمية وهذه الإنجازات العملاقة والنقلة النوعية
للإنسانية في كل الجوانب التي تنعم بها شعوب الأرض قاطبة بصورة أو بأخرى كانت 80 بالمئة بالمئة منها
مدينة للإشتراكية وفكرها الثوري والطبقي والتحرري والإنساني الخلاق .
إن الاّف الأقلام مهما انبرت في > مسابقة دولية < للكتابة عن مساوئ وتمسك الإشتراكيين بالإشتراكية لا
تستطيع أن تؤثر ولو جزء بسيط من قشرتها أو نواتها الصلبة ولو تاّمر عليها التحريفيون في شتى أصقاع العالم
ومعهم النظام الإمبريالي العالمي وأدواتهم في كل مكان والجاهلين لأهميتها نظرا لعدم استيعتبهم مضمونها
الإنساني بالدرجة الأولى ومضمونها لبثوري والطبقي ثانيا .
أعتقد جازمة بأن التاريخ للن يعود الى الوراء ولو أصيب بنكسات , ولا يمكن تزويره في عصرنا مهما حاولت
الديماغوجية البرجوازية تشويهه ومهما سقط على الطريق من قافلة الإشتراكية والتطور الحتمي , لأن الشعوب
لا تموت ولو فشلت بعض التجارب الى حين . .
إن انتقال النظام الرأسمالي الى النظام الإشتراكي على نطاق العالم .. هو عملية طويلة متعرجة ومليئة بالنضالات
المعقدة – وإن الصراع بين الإشتراكية والرأسمالية سيستمر طويلا عبر منعطفات ونضالات عديدة ولم يحسم بعد
داخل الأحزاب والأنظمة .
والأّن صدقت نبؤات ماركس العلمية بعد تمركز الرأسمال في قطب واحد وتمركز الثروة في أيدي واحد بالمئة
من كبار الرأسماليين على حساب وأشلاء الملايين المهددة بالموت جوعا في العالم .
لا يسعني إلا أن أردد النداء العالمي مع جميع المضطهدين :
يا أحرار العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة اتحدوا .