أطروحة الثورة الدائمة أطروحة ماركسية ومازالت راهنة


بشير الحامدي
2010 / 3 / 27 - 11:31     


لابد من التأكيد أنه لا يمكن لنا فهم أفكار تروتسكي دون الرجوع إلى الأفكار التي كانت سائدة في أوساط الحركة العمالية في بداية القرن المنقضي. وباختصار يمكن القول أن الحركة العمالية وفي تلك الفترة ولئن اندفعت أشواطا كبيرة في الصراع مع الرأسمالية وحققت مكاسب كثيرة اجتماعية وسياسية إلا أن ذلك ترافق مع تشوش كبير في وعيها حول الطريق إلى تحقيق الثورة الاشتراكية نتيجة هيمنة أطروحات وسطية إصلاحية في صفوف الأحزاب العمالية التي كانت تقودها. إن الإشكالية الرئيسية التي واجهتها البروليتاريا في ذلك الوقت والتي مازالت إلى اليوم موضوعا خلافيا بين التيارات الماركسية يمكن اختزالها في الموضوعة التالية: أي طريق على البروليتاريا أن تسلكه للوصول لإرساء سلطتها السياسية والبدء في مهام بناء الاشتراكية بوصفها الطبقة الثورية الموكول لها تاريخا أمر القضاء على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وتحطيم الدولة البرجوازية ؟ هل هو طريق الإصلاحات السياسية أم الثورة؟
لا يفوتنا هنا التذكير بان الأحزاب الاشتراكية الديمقراطية المهيمنة في الحركة العمالية وقتها قد حصرت نشاطها في النضال البرلماني وفي النضال من أجل تحسين الأجور وفي بعض المطالب الاقتصادية والسياسية المباشرة الأخرى قاطعة مع النضال من أجل السلطة السياسية ودكتاتورية البروليتاريا والإطاحة بالطبقة البرجوازية. هذا التوجه جعل من تلك الأحزاب أحزابا إصلاحية رازحة تحت النفوذ البرجوازي برغم قاعدتها البروليتارية الصرفة.
هذا التوجه بطبيعة الحال لم يأت من فراغ لقد كان نتيجة تبني فكر تحريفي للماركسية لن نتوسع هنا في مناقشته فالإشارة إلى أسماء مثل برنشتاين بيبل كاوستكي آدلر إلخ ... وإلى أطروحات مثل حصر النضال من أجل الاشتراكية في الطريق البرلماني والتخلي عن دكتاتورية البروليتاريا وأطروحة الدفاع عن الوطن تكفي لذاتها في التعريف بهذا التوجه.
لكن وبرغم سيطرة التوجهات التحريفية على الحركة العمالية فقد نشأت بعض الاتجاهات الجديدة الثورية وقتها سواء من داخل تلك الأحزاب أو من خارجها وبلورت أطروحات مناقضة ومخالفة تماما للأطروحات التحريفية السائدة وقدمت إجابات على سؤال كيف الطريق إلى الثورة الاشتراكية. وهنا يمكن الإشارة إلى أطروحات ترو تسكي عن الثورة الدائمة التي توضحت أكثر واغتنت في خضم الصراع مع الأطروحات الاشتراكية الديمقراطية بما فيها أطروحات لينين قبل 1917 .
إعتقد الماركسيون وإلى حدّ ظهور نظرية الثورة الدائمة [ نظرية الثورة الدائمة هي في الحقيقة أطروحة لماركس يتناساها الماركسيون ـ يمكن لتوضيح ذلك مراجعة عريضة المجلس المركزي إلى عصبة الشيوعيين] في أن تطور البلدان ذات التطور الرأسمالي المتأخر سيكون صورة من تاريخ البلدان الرأسمالية الأكثر تقدما أي أن بلدانا مثل بلدان شرق أروبا والبلدان الآسيوية وبلدان أمريكا اللاتينية والبلدان الإفريقية ستمر بنفس الطريق الذي مرت به بلدان مثل فرنسا وأنقلرا وبالتالي فالثورة الاشتراكية ستحدث أولا في بلدان مثل أنقلترا وفرنسا .. وأن أقصى ما يمكن أن يحدث في البلدان ذات التطور المتأخر هو ثورة برجوازية ستؤدي إلى قيام جمهوريات ديمقراطية برجوازية تسقط الحكم المطلق وتنجز مهام دمقرطة المجتمع [ الحريات السياسية ـ الإصلاح الزراعي ـ حل مسألة الأقليات القومية ـ تطوير قوى الإنتاج والقضاء على بقايا العلاقات ما قبل الرأسمالية ... الخ] هذا الطرح كان يتبناه الحزب البلشفي أيضا قبل أفريل 1917
لقد اعتقد هؤلاء الماركسيون أن الثورة القادمة في هذه البلدان ستكون ذات طابع برجوازي وكذلك المهام التي ستنجزها وبالتالي فقيادتها لابد أن تكون قيادة برجوازية وهو ما يعني أن الثورة الاشتراكية مؤجلة لما بعد التطور الرأسمالي لهذه البلدان وإلى حين تخلق الرأسمالية شروط الانتقال إلى الاشتراكية.
لقد قاد هذا الفكر وتحديدا في روسيا إلى ظهور تيارات عديدة تعتبر أنه لا يمكن للبروليتاريا ولأحزابها أن تحل محل البرجوازية وأحزابها في قيادة هذه الثورة فعلى أحزاب البروليتاريا أن تحدّد سقف نضالها ومطالبها بالأفق البرجوازي من قبيل [ يوم العمل من ثماني ساعات والحريات السياسية والنقابية] دون النضال على قاعدة طبقية مستقلة لأن ذلك يمكن أن يدفع بالبرجوازية وأحزابها إلى معارضة الثورة والأدب السياسي لتلك الفترة وثيقة تاريخية مهمة في توضيح هذا الأمر.
عارض تروتسكي هذه الأطروحات وهنا تكمن مساهمته التاريخية الكبرى بأطروحة الثورة الدائمة التي إستند فيها لماركس مذكرا أن ماركس كان قد شكك سنة 1848 بقدرة البرجوازية الألمانية بقيادة ثورة برجوازية وبالتالي فمهمة إنجاز بعض المهام الديمقراطية لا يستلزم أن يكون طابع الثورة برجوازيا ولا قيادتها برجوازية لقد أصبحت البرجوازية عاجزة عن القيام بمهام تقدمية كما حدث في القرن السادس عشر والسابع عشر وبالتالي فالثورة القادمة ستكون ثورة دائمة بمعني اشتراكية في الأصل وحالما تستولي البروليتاريا على السلطة يجب عليها أن تشرع فورا في إنجاز المهام الاشتراكية وبالتالي فالمهام الديمقراطية ستنجز عرضا خال سيرورة تطور الثورة. هذا هو الطرح الذي تبناه تروتسكي ودافع عنه وهو في الأصل طرح يعود لماركس وهنا سندرج استشهادا مطولا لماركس إستند إليه تروتسكي في توضيح أطروحاته:
يقول ماركس في عريضة المجلس المركزي إلى عصبة الشيوعيين:
«...إن البرجوازيين الصغار الديمقراطيين البعيدين عن إرادة قلب المجتمع بكامله لمصلحة البروليتاريين الثوريين يهدفون إلى تغيير الوضع الاجتماعي بشكل يجعل المجتمع الموجود محتملا وملائما بقدر المستطاع لهم، فهم يطالبون قبل كل شيء بتخفيض المدفوعات العامة... وبفرض الضرائب خصوصا على الملاكين العقاريين و البرجوازيين ويطالبون فوق ذلك بإلغاء الضغط الذي يمارسه الرأسمالي الكبير على الرأسمالي الصغير... وهم يطالبون أخيرا بالإلغاء الكامل للنظام الإقطاعي لإدخال نظام الملكية البرجوازية في كل أمكنة الريف. ولتحقيق كل هذا يحتاجون إلى دستور سياسي ديمقراطي أو جمهوري يؤمن لهم ولحالفائهم الفلاحين الأكثرية... والشيء الوحيد الذي يتمناه البرجوازيون الصغار الديمقراطيون للعمال هو أجور أفضل وحياة أكثر طمأنينة ويأملون الوصول إلى ذلك عن طريق تشغيل الدولة الجزئي للعمال بفضل إجراءات خيرية وخلاصة القول إنهم يأملون دغدغة العمال بصدقات نوعا ما مموهة، وتحطيم قوتهم الثورية بجعل وضعهم يحتمل مؤقتا. إن المطالب الملخصة هنا ليست ممثلة في آن معا بكل أجنحة الديمقراطية البرجوازية الصغيرة وقليلون جدا هم أولائك الذين تشكل بالنسبة إليهم أهدافا محددة بمجموعها ... ولكن هذه المطالب لا يمكنها إطلاقا أن تكفي حزب البروليتاريا . وبينما يريد البرجوازيون الصغار الديمقراطيون إنهاء الثّورة بأسرع وقت ممكن وبعد أن يحصلوا في أحسن الأحوال على تحقيق المطالب المذكورة أعلاه، فإنّ من مصلحتنا ومن واجبنا أن نجعل الثّورة دائمة إلى أن تطرد من السّلطة كلّ الطّبقات المالكة شيئا ما ،وأن تستولي البروليتاريا على السّلطة العّامّة ،والى أن تحرز جمعيّة البروليتاريين ،ليس فقط في بلد واحد بل في كلّ بلدان العالم الرّئيسيّة ، التّقدّم الكافي للإلغاء المزاحمة بين البروليتارين في هذه البلدان ، وتركيز قوى الإنتاج الحاسمة على الأقل بين أيديهم. بالنسبة إلينا،لا يمكن للمسألة أن تكون في تغيير الملكية الخاصة ، بل فقط في إبادتها. لا يمكنها أن تكون في حجب الخصومات الطبقية ، بل في إزالة الطبقات لا في تحسين المجتمع القائم، بل في تأسيس مجتمع جديد ... في هذا الوقت حيث البرجوازيون الصغار الديمقراطيون مضطهدون في كل مكان فإنهم يعظون بشكل عام البروليتاريا بالوحدة و المصالحة... إن وحدة كهذه ستتحول لمصلحة البرجوازيين الصغار الديمقراطيين وحدهم و ضد مصلحة البروليتاريا كليا. وستخسر البروليتاريا كامل وضعها المستقل الذي كلفها مجهودا كبيرا وتسقط إلى مستوى مجرد ملحق بالديمقراطية البرجوازية الرسمية يجب إذن رفض هذه الوحدة بشكل قاطع ... وعلى العمال خلال الصراع وبعده أن يدفعوا في كل مناسبة مطالبهم الخاصة إلى جانب مطالب الديمقراطيين البرجوازيين... يجب عليهم في الوقت نفسه تشكيل حكومتهم العمالية الثورية الخاصة إلى جانب الحكومة الرسمية الجديدة... وبكلمة واحدة مباشرة بعد إحراز النصر لا يجب لحذر البروليتاريا أن يتجه ضد الحزب الرجعي المهزوم بل ضد حلفائها القدامى ضد الحزب الذي يريد الاستفادة وحده من النصر المشترك .... إن النقطة الأولى التي سيقع عليها النزاع بين الديمقراطيين و العمال ستكون مسألة القضاء على النظام الإقطاعي وكما حصل إبان الثورة الفرنسية الأولى سيطالب البرجوازيون الصغار بإعادة الأراضي الإقطاعية إلى الفلاحين كملكية حرة وبتعبير آخر سيبغون الإبقاء على البروليتاريا الريفية وتكوين طبقة فلاحية برجوازية صغيرة... يجب على العمال لمصلحة البروليتاريا الريفية ولمصلحتهم الخاصة أن يعارضوا هذا المخطط . عليهم أن يصروا على إبقاء الملكية المصادرة ملكا للدولة ... ولما يقيم الديمقراطيون تحالفا مع المزارعين على العمال أن يتحالفوا مع البروليتاريا الريفية ... فعندما يقترح البرجوازيون الصغار شراء سكك الحديد و المصانع مثلا على العمال المطالبة بحزم بمصادرة سكك الحديد و المصانع هذه رأسا بدون تعويض... إن صيحة حزبهم يجب أن تكون الثورة الدائمة».
وقد كتب ماركس أيضا في مقدمة نقد فلسفة الحقوق لدى هيجل « إن ألمانيا لن تستطيع تحرير نفسها من العصور الوسطى إلاّ إذا حرّرت نفسها في الوقت ذاته من الانتصارات الجزئية على العصور الوسطى .... فألمانيا لا تستطيع القيام بغير ثورة تقلب الأمور جميعا».
عمق تروتسكي إذن أطروحة ماركس حول الثورة الدائمة بتحليل ملموس لأوضاع كل من البروليتاريا والبرجوازية في البلدان ذات التطور المتأخر وتحديدا في روسيا مستنتجا أن:
1 ـ الطبقة البرجوازية أصبحت عاجزة تاريخيا عن القيام بإنجاز بعض المهام ذات الطابع الديمقراطي في البلدان ذات التطور الرأسمالي المتأخر ومسار تطور هذه البلدان لن يكون بالضرورة صورة من مسار البلدان ذات التطور المتقدّم. وأنه ليس بالضرورة أن تحدث الثورات الاشتراكية أولا في المراكز الرأسمالية المتقدمة إنه يمكن لبروليتاريا روسيا مثلا قلب المجتمع البرجوازي وإرساء دكتاتورية البروليتاريا والبدء فورا في مهام البناء الاشتراكي.
2 ـ البروليتاريا في روسيا كطبقة أقوى من البرجوازية وهي نسبيا منظمة ومكافحة وبالتالي فمن البلاهة أن لا تتحرك بوصفها طبقة و أن لا يكون نضالها السياسي نضالا مستقلا فجميع الظروف تأهلها لأن لا تضع قيودا ذاتية على مطالبها فمهماتها إذن هي النضال من أجل الاشتراكية والعمل على قيادة مجمل الحركة الاجتماعية [البروليتاريا والفلاحين الفقراء] ضد البرجوازية وضد فئات وطبقات المجتمع القديم. وفي كلمة يمكن للبروليتاريا أن تصل إلى السلطة وترسي دكتاتوريتها في بلد مثل روسيا قبل أن تصل إلى ذلك بروليتاريا أحد البلدان ذات التطور الرأسمالي المتقدم.
3 ـ إصلاح زراعي جذري في بلد مثل روسيا تحديدا وهو مطلب ملح [والأمر نفسه بالنسبة لعديد البلدان الأخرى] لا يمكن أن تقوم به الطبقة البرجوازية فمصالح البرجوازية قد أصبحت متداخلة مع الطبقات القديمة وظهرت للوجود فئات برجوازية زراعية تمتلك الأراضي وتأجر العمال الزراعيين وهيمنت على علاقات الإنتاج في الريف لذلك فالإصلاح الزراعي المنشود أو توزيع الأراضي على منتجيها سترى فيه البرجوازية ضربة موجهة لها أكثر مما هي موجهة لبقايا علاقات الإنتاج ماقبل رأسمالية وهو ما يحتم قيادة بروليتارية للثورة القادمة وإزاحة البرجوازية وكشف خداعها وتلاعبها بشعار الإصلاح الزراعي.
4 ـ لا يمكن للفلاحين أن يلعبوا دورا سياسيا مستقلا عن البروليتاريا أو البرجوازية في الثورة فطبيعتهم البرجوازية الصغيرة و كونهم مالكي سلع صغار ومنتجين لها وكنتيجة لعدم تجانسهم فقد أثبت التاريخ أن شريحتهم الدنيا تنحدر دوما في اتجاه البروليتاريا أو شبه البروليتاريا بينما تنتقل شريحتهم العليا دوما في اتجاه الرأسمالية الريفية المستغلة للعمل. لقد إستخلص تروتسكي من هذا الواقع أنه على البروليتاريا أن لا تتحالف في صراعها مع البرجوازية مع ما يسمى بالحزب أو الأحزاب الفلاحية فمثل هذه التحالفات كانت دوما تحالفات على قاعدة برجوازية و أنه عليها أن تتجه صوب العمال الفلاحيين الفقراء وتجعلهم ينخرطون في الثورة. ففي برنامج البروليتاريا تكمن مصالحهم الحقيقية ولذلك عارض لينين حول صيغة الدكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين بدكتاتورية البروليتاريا.
5 ـ إن الحل النهائي للمهام الديمقراطية في البلدان ذات التطور الرأسمالي المتأخر لن يتم إلا بإرساء دكتاتورية البروليتاريا.
6 ـ ضرورة تحالف البروليتاريا مع الفلاحين الفقراء لإنجاز المهام الديمقراطية للثورة في البلدان ذات التطور الرأسمالي المتأخر والتحالف بين هاتين الطبقتين لا يمكن تحقيه إلا من خلال النضال ضد نفوذ «البرجوازية الوطنية».
7 ـ لا يمكن تحقيق هذا التحالف إلا تحت القيادة السياسية للبروليتاريا المنظمة في حزب شيوعي ثوري.
8 ـ الفلاحون وبحكم وضعهم الاقتصادي و السياسي لا يمكن لهم أن يقوموا بدور مستقل في الثورة. فطبيعتهم الطبقية وانقساماتهم تدفع بالشريحة العليا منهم إلى الوقوف إلى جانب البرجوازية وأحزابها بينما تقف القطاعات الدنيا منهم إلى جانب البروليتاريا وتبقى القطاعات الوسطى متذبذبة بين هاتين الطبقتين.
9 ـ إن البروليتاريا إذا توصلت إلى السلطة السياسية في هذه البلدان سوف تواجه مهاما لا يمكن تنفيذها إلا «بالمساس العميق بحقوق الملكية البرجوازية إذاك تنضج الثورة رأسا إلى ثورة اشتراكية فتصبح ثورة دائمة»
10 ـ إن وصول البروليتاريا إلى السلطة لا ينهي الثورة بل يبدؤها ولا يمكن أن تتوضح عملية البناء الاشتراكي إلا على أساس الصراع الطبقي على المستوى الوطني و العالمي الذي سيؤدي حتما إلى انفجارات وحروب ثورية و «هنا تكمن ديمومة الثورة الاشتراكية كثورة اشتراكية دونما أي اعتبار لما إذا كان البلد المعني بالأمر متخلفا أي أنه أنجز ثورته الديمقراطية حديثا أو رأسماليا عريقا يحمل وراءه فترة من التقاليد الديمقراطية والبرلمانية ».
11 ـ لن يؤدي شعار«دكتاتورية العمال و الفلاحين الديمقراطية» إلا إلى طمس التمايز بين طبقتي العمال والفلاحين ولن يخلق عمليا غير الظروف المساعدة على انهيار الثورة لذلك فشعار الطبقة العاملة هو دكتاتورية البروليتاريا.
12 ـ لا يمكن للثورة أن تتوقف عند الحدود الوطنية (القومية) فالثورة الدائمة تستبعد أي إمكانية لنجاح الاشتراكية في بلد واحد، وترفض الطرح الستاليني المبتذل حول «الخصائص المميزة» و «البلدان الناضجة» و( البلدان غير الناضجة ) للإشتركية. فبإمكان البروليتاريا الوصول إلى السلطة في بلد متخلف قبل وصول بروليتاريا البلدان « المتقدمة» وقد أثبت التاريخ ذلك.
13 ـ ضرورة التمييز بين دكتاتورية البروليتاريا في بلد واحد وبناء الاشتراكية في بلد واحد، فالبروليتاريا يمكن أن تصل إلى إرساء دكتاتوريتها في بلد واحد لكن ذلك لا يجب أن يجرنا إلى أنه بإمكانها إتمام بناء الاشتراكية في هذا البلد .إن مصير دكتاتورية البروليتاريا في بلد واحد يتوقف إلى حد كبير على تطور الثورة الاشتراكية العالمية.
ـــــــــ
بشير الحامدي
25 مارس 2010