فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-


يعقوب ابراهامي
2010 / 3 / 20 - 15:12     

بتاريخ 17/10/2008 أعلن حسقيل قوجمان، لأول مرة، عن اكتشاف "قانون" ديالكتي جديد هو "قانون فناء الضدين" (لكنه نسبه ، إن خطأً أو تواضعاً، إلى مؤسسي الفكر الماركسي). وهكذا قال:
" ثمة قانون من القوانين الديالكتيكية قليل الذكر في هذا الصدد (أي عند بحث موضوع الثورة التي تطيح بالنظام الراسمالي وتولد نظاما جديدا هو النظام الشيوعي)، قانون يسمى قانون فناء الضدين. فما معنى قانون فناء الضدين؟ . . . هذا قانون من القوانين الديالكتيكية قلما يجري ذكره او الحديث عنه عند بحث ديالكتيك مسيرة النظام الراسمالي."
أرجو أن يلاحظ القارئ إن قوجمان لا يتحدث هنا عن "قوانين" الديالكتيك الثلاثة المشهورة، وهو بالتأكيد لا يتحدث عن ال"قانون الثالث" المعروف ب"قانون" نفي النفي أو نقض النقيض (Negation of the Negation) بل عن "قانون قلما يجري ذكره او الحديث عنه". سنعود إلى هذا فيما بعد.
كما أرجو من القارئ أن يلاحظ إن قوجمان يتحدث عن " قانون يسمى قانون فناء الضدين" دون أن يقول لنا من سماه هكذا. أنجلز؟ هيغل؟ كارل ماركس؟ أو ربما حسقيل قوجمان نفسه؟ سنعود إلى هذا أيضاً فيما بعد.

بتاريخ 12/3/2010 يعلن فؤاد النمري على صفحات "الحوار" عن وقوفه إلى جانب " قانون فناء الضدين"، وهو يفعل ذلك بطريقته ولغته الخاصة:
"في المادة الثالثة (من الديالكتيك)، والتي تقول بنفي النفي، فغالباً ما يساء تفسيرها فيعتقد الكثيرون حتى من بعض أنصاف الماركسيين أن صراع النقيضين لا بدّ أن ينتهي بنفي أحدهما للآخر دون أن ينتفي هو نفسه ليدخل منتصراً في المرحلة التالية! مثل هذا المعتقد يجر صاحبه إلى متاهة لا خروج منها ويقع في إشكال لا حلّ له، مثلما وقع أحد كتبة البورجوازية الوضيعة وسخر من عبارة "فناء النقيضين" دون أن يعلم أنه إنما يسخر من جهالته. واقع الحال أن النقيضين ينتهيان فلا يدخلان في المرحلة التالية."

أرجو من القارئ أن يلاحظ إن فؤاد النمري يغير اسم القانون من " قانون فناء الضدين" إلى " قانون فناء النقيضين "، بدون أن يحصل على إذن بذلك من صاحب "القانون" نفسه.
أرجو من القارئ أن يلاحظ كذلك إنه جراء خطأ، على ما يبدو، في ترجمة الكلمة Negation من الإنجليزية إلى العربية، لا يميز فؤاد النمري بين " قانون فناء الضدين" و"قانون نفي النفي" (الكلمة Negation تعني "نفي" أو "نقض". أما الكلمة المقابلة ل"فناء" فهي: Annihilation) ، وبدل أن يفتح أول قاموس إنجليزي- عربي تقع عليه يداه لكي يتأكد من صحة الترجمة يسخر النمري من جهالة " أنصاف الماركسيين"، و" أنصاف الماركسيين" هم طبعاً كل الذين يخالفونه في آرائه.

أرجو من القارئ أن يتذكر بصورة خاصة الجملة التالية : "واقع الحال أن النقيضين ينتهيان فلا يدخلان في المرحلة التالية." سنحتاج إلى هذه الجملة فيما بعد لكي نظهر إن تفسير فؤاد النمري ل"قانون نفي النفي" هو عكس تفسير فريدريك أنجلز له، نقيضه مائة في المائة.

(رغم أن أحداً لم يخبرني بأنني أصبحت عضواً في " البورجوازية الوضيعة"، أعتقد، والله أعلم، أنني أنا المقصود ب"أحد كتبة البورجوازية الوضيعة". من ناحية ثانية، إذا كنت حقاً أنا المقصود بذلك، وأذا كنت حقاً أنتمي إلى "البورجوازية الوضيعة"، فإن ذلك يدل، دون أدنى شك، على أن "البورجوازية الوضيعة" ليست وضيعة بالدرجة التي يتخيلها النمري).

هل فؤاد النمري نفسه يعرف ما هو " قانون فناء الضدين" ؟
فؤاد النمري يدافع إذن عن " قانون فناء الضدين" وأنا لست متأكداً أن مكتشف "القانون" نفسه، حسقيل قوجمان، يوافق على كل كلمة كتبها النمري في هذا الصدد دفاعاً عن "قانونه"، بل أنا لست متأكداً أن النمري وقوجمان يتحدثان عن نفس "القانون". الأرجح هو أن كلاً منهما اخترع لنفسه "قانوناً" ديالكتيكياً خاصاً به، وفقاً للمبدأ الستاليني القائل : قل لي ما هي مشكلتك وأنا أكتشف لك "القانون" المناسب. (هكذا "اكتشف" ستالين "قانون اشتداد حدة الصراع الطبقي كلما تقدم بناء الإشتراكية" عندما أراد أن يتخلص من الكادر البولشفي القديم وأن يقيم نظاما "اشتراكياً" مبنياً على الإرهاب والخوف).

بدأ فؤاد النمري حملته دفاعاً عن " قانون فناء الضدين" بقصف مدفعي مكثف لم يبق ولم يذر.
أي "برجوازي وضيع" لم يتهم ب"الخيانة العظمى" لأنه تجرأ على التشكيك بفهم النمري للديالكتيك؟
وأي كاتب مسالم لم يتهم ب"قتل أطفال الشعب العربي الفلسطيني" لمجرد أنه نصح النمري أن لا يتورط في الكتابة عن "الأنفجار العظيم" لأنه لا يفهم في ذلك شيئاً؟
وأي "نصف" أو "ربع" ماركسي لم يتهم بمحاربة الشيوعية لأنه دعا إلى الإنفتاح والتفكير وعدم السلوك مسلك الببغاء؟

ولكن النمري، بعد أن ملأ الساحة ضجيجاً، سرعان ما "فر" من "المعركة" بحجة أن " يعقوب ونجم الدين (وربما محمد أيضاً) غريبان على الموضوع." (أي موضوع؟). وهذا أمر يؤسف له، لأنني أفضل أن "أخسر" لخصمٍ يبلي بلاءً حسناً في "معركة" حامية الوطيس على أن "أنتصر" على من يترك "المعركة" في أشواطها الأولى. (أنا أتكلم طبعاً عن معارك فكرية وصراعات ذهنية يسيل فيها "الحبر الألكتروني" لا عن حروبٍ تخاض بالنار والحديد ويسيل فيها الدم البشري).

قرار فؤاد النمري بالإنسحاب من "المعركة" بعد الطلقة الأولى لا يلزمني، لا لأنني لست "غريباً على الموضوع" فحسب، بل لأنني أعيش "داخل الموضوع" منذ عشرات السنين، ولأنني أول من لفت الأنظار ألى تفاهة "قانون فناء الضدين" وإلى خلوه من كل معنى ذي قيمة.

إصراري على ما يسميه فؤاد النمري "السخرية" من "قانون فناء الضدين" يرجع إلى سببين (إضافة إلى متعة النقاش في شؤون فلسفية):
1. ليس مثل "قانون فناء الضدين" برهاناً على عدم فهم "المفكرين الماركسيين" الستالينيين للديالكتيك (أو إذا أردت أن استخدم الإسلوب الستاليني: هم لا يفهمون الديالكتيك بصورة ديالكتيكية).
2. ليس مثل "قانون فناء الضدين" برهاناً على النظرية القائلة إن الستالينيين يكتشفون "قانوناً" ديالكتيكياً جديداً كلما عجزوا عن تفسير ظاهرة اجتماعية معينة، أو كلما أرادوا تبرير فعلة نكراء (راجع "إكتشافات" ستالين في الديالكتيك وكتابه الضحل في "المادية الديالكتيكية والتاريخية").

ولكني قبل أن أخوض في الحديث عن "قانون فناء الضدين" (وعن نسخته النمرية : "فناء النقيضين") أريد أن أجيب باختصار على السؤال : لماذا أضع كلمة "قانون" بين "قويسين" كلما كان الحديث عن "قوانين الديالكتيك" ؟ كما أريد أن أوضح، باختصار شديد أيضاً، ما هو "قانون" نفي النفي أو نقض النقيض (Negation of Negation) كما فسره أنجلز وبدون "التجديدات" التي أدحلها عليه فؤاد النمري.

"قوانين الديالكتيك":
أنجز هو الذي أدخل مفهوم "القوانين الديالكتيكية" ألى الفكر الماركسي بصورة واضحة لا لبس فيها . وهو الذي صاغ لأول مرة "الديالكتيك الماركسي" على شكل ثلاثة قوانين في كتابه "الرد على دهرينغ" ، وثم في كتاب "الديالكتيك في الطبيعة" ، الذي نشر بعد وفاته.
أنجلز عرف الديالكتيك بأنه "قوانين المادة في حركتها". وراء هذا التعريف يكمن الأفتراض بأن الطبيعة تخضع لقوانين هي أكثر عمومية من قوانين كل علم على حدة. هذه القوانين تتحكم في الطبيعة ، في التاريخ البشري وفي الفكر الأنساني. هذه "القوانين" تفسر أيضاً كيف "تطور" كل شيئ في الطبيعة والمجتمع الأنساني من "بدايات" بسيطة إلى درجة التعقيد التي نراها اليوم.
هناك مفكرون ماركسيون يعتقدون إن أنجلز أخطأ في هذا المجال وإن "قوانين الديالكتيك" لا تجتاز الإمتحان العلمي الدقيق لكلمة "قانون علمي" كما هو متفق عليه في العلوم الطبيعية.
أنا أضع كلمة "قانون ديالكتي" بين "قويسين" لأذكر القارئ بأني لا أرى في الديالكتيك مجموعة "قوانين" أشبه بالقوانين الطبيعية ، أو "قوانين فيزياوية" كما يقول فؤاد النمري المتخصص بنظرية "الإنفجار العظيم"، "قوانين" مفروضة على الأنسان رغم إرادته ، بل أرى في الديالكتيك طريقة للتفكير والتحليل، طريقة لفهم العالم وتغييره ، و"قوانين الديالكتيك" ما هي إلا حصيلة ذهن الأنسان فقط، حصيلة تفاعل الأنسان مع الطبيعة.
"قوانين الديالكتيك" بهذا المعنى تنحصر في المجتمع البشري والتاريخ البشري فقط، ولا معنى للديالكتيك خارج الإنسان وخارج تفاعل الإنسان مع الطبيعة. "قوانين الديالكتيك" تفقد معناها خارج نطاق المجتمع البشري والتاريخ البشري.
لا معنى للحديث عن "تقدم ديالكتي قي اتجاه معين" (نحو الأعلى طبعاً) لمن لا وعي له ، للطبيعة الجامدة، للحجر، والأنسان ، كما هو معروف ، هو الكائن الوحيد الذي يملك الوعي.
كل كتابات كارل ماركس تدل على أن الديالكتيك لم يكن في نظره عملية كونية تعمل في النجوم وفي الفضاء الخارجي ، في الطبقات الجيولوجية تحت الأرض ، في الكيمياء وفي البيولوجيا، بل إن مفهومه عن الديالكتيك إنحصر كلياً في الأنسان وفي التاريخ البشري.
في كل قراءاتي لكارل ماركس (وأنا لم أقرأ كل ما كتبه) لم أجد إشارة واحدة إلى تعبير "قوانين الديالكتيك"، وسأكون شاكراً لكل قارئ يرشدني إلى خلاف ذلك. على العكس تماماً : في إحدى المناسبات النادرة التي يذكر فيها كارل ماركس كلمة الديالكتيك مباشرةً (في مقدمة الطبعة الأولى لل"رأسمال") يتحدث ماركس عن الطريقة الديالكتيكية في التحليل لا عن "قوانين الديالكتيك".
من ناحية ثانية هناك حقيقة تاريخية أخرى وهي إن كارل ماركس كان على اتصالٍ يومي وثيق مع فريدريك أنجلز عندما كان الأخير يكتب "الرد على دهرينغ" وليس هناك ما يشير إلى أنهما كانا على خلافٍ في أيٍ من الأفكار الواردة في الكتاب.

"قانون" نقض النقيض (أو: نفي النفي) كما فسره أنجلز وقبل أن "يطوره" فؤاد النمري :
يمكن تلخيص "قانون" نفي النفي كما فسره أنجلز بما يلي:
كل شيئ يحمل في باطنه عوامل موته . القديم يحتضر والجديد في طريقه إلى الحياة . الجديد ينفي القديم ، يحل محله ، ولكنه في الوقت نفسه يحمل معه بعض مزايا القديم في تركيبة جديدة (Synthesis) أعلى من سابقتها ، وأكثر حيوية منها. هذه التركيبة الجديدة (Synthesis) تحمل في داخلها نقيضها (عامل موتها في المستقبل) وتبدأ هي الأخرى مرحلة جديدة من "نقض النقيض" .
كان أنجلز يحب أن يأتي بمثل الشعير (ربما لأنه كان يحب شرب البيرة) : حبة الشعير إذا وجدت التربة الملائمة والمناخ الملائم تنبت، تختفي من الوجود كحبة شعير (أي أنها تنقض negated) وتحل محلها النبتة التي تنبثق منها. هذه النبتة هي نقيض الحبة (the negation of the grain). النبتة بدورها تنمو، تثمر وتنتج أعداداً أخرى من حبوب الشعير ثم تذبل وتموت، أي أنها تنقض (negated) هي الأخرى أيضاً، لتعود حبة الشعير من جديد ولكن بأعدادٍ أكبر.

سؤال: من يستطيع أن يجد وجهاً واحداً للشبه أوالتقارب بين "قانون نقض النقيض" كما فهمه أنجلز وكما أوردناه أعلاه، وبين قانون فؤاد النمري في "فناء النقيضين" الذي ذكرناه في مستهل المقال؟
قبل أن تجيبوا على هذا السؤال تذكروا الجملة: "واقع الحال أن النقيضين ينتهيان فلا يدخلان في المرحلة التالية" وقارنوها بما يقوله أنجلز.

"قانون فناء الضدين" :
في 2008/10/17 نشر حسقيل قوجمان مقالاً في "الحوار المتمدن" تحت عنوان " هل الانهيار المالي الحالي نهاية الراسمالية؟".
يبدو إن حسقيل قوجمان جابه في هذا المقال بعض المسائل النظرية التي لم يستطع حلها فلجأ إلى الطريقة المحببة على المفكرين الماركسيين الستالينيين، ألا وهي اكتشاف "قانون ديالكتي" جديد.
لندع حسقيل قوجمان يشرح لنا هذا "القانون" بلغته هو:
" ثمة قانون من القوانين الديالكتيكية قليل الذكر في هذا الصدد. قانون يسمى قانون فناء الضدين. فما معنى قانون فناء الضدين؟ لشرح هذا القانون اورد مثلا من الحياة نشاهده يوميا.
حين ينشأ الجنين في رحم امه ينمو ويترعرع على حساب دم الام وتنفسها الى ان يصبح جنينا كامل النمو. ان تطور الجنين طيلة هذه الفترة التي تمتد عادة تسعة اشهر هو فترة التغيرات الكمية التي تحصل على الجنين ولكنه يبقى جنينا. ولكن بلوغ الجنين مرحلة النضوج يحتم الطفرة النوعية اي خروج الطفل من الرحم. فهذا الخروج هو ثورة الجنين على رحم امه. ولا تتحقق الطفرة النوعية الا اذا افلح الجنين في ثورته ونجح في الانطلاق من الرحم والتحرر من القيد الذي يفرضه وجوده داخل الرحم على تطوره التالي. اذا عجز الجنين عن تحقيق هذه الطفرة او الثورة على الرحم يتعرض الجنين وامه الى الموت. وحوادث الموت نتيجة لذلك معروفة وقد ادت الى الكثير من فناء الطفل والام نتيجة لعدم نجاح الجنين في التحرر من رحم امه. ولكن الطب استطاع ان يجد طريقا لانقاذ النقيضين الام والطفل بالعملية القيصرية. ان عجز الجنين عن تحقيق التحرر من الرحم وفناءه وفناء امه يسمى في القوانين الديالكتيكية قانون فناء الضدين"

إنتبهوا إلى هذه الجملة: "يسمى في القوانين الديالكتيكية قانون فناء الضدين". نحن إذن أمام "قانون" طبيعي له اسم معروف : " فناء الضدين"، قانون فيزيائي (و"قوانين" الديالكتيك هم، كما يقول النمري، قوانين فيزيائية) تماماً مثل قانون أرخميدس أو قانون الجاذبية، مفروض على الإنسان وفوق إرادة الإنسان، يحدث في كل الظروف وفي كل الأحوال، ولسنا أمام حالة طبية جراحية نادرة قد تحدث وقد لا تحدث. (ماذا كان أنجلز يقول إزاء هذه الإستباحة ل"قوانينه"؟)

وما علاقة كل هذا ب"الانهيار المالي الحالي ونهاية الراسمالية"؟. إقرأوا :
" كما ان نضوج الجنين في رحم امه يحتم انتفاضته او ثورته على الرحم الذي نشأ فيه والا فناء الضدين كذلك الامر في النظام الراسمالي حيث حان وقت ثورة الجنين الناضج، الطبقة العاملة وسائر الكادحين، من الرحم الذي نشأ وترعرع فيه. وكما ان عجز الجنين عن الثورة على رحم امه يؤدي الى فناء الضدين يؤدي عجز الجنين البروليتاري عن الثورة على الرحم الذي نشأ فيه، النظام الراسمالي، الى فناء الضدين اي الى الانهيار والازمة. ولكن هذا الانهيار او هذه الازمة لا تعني فناء المجتمع البشري كله بل تعني فناء جزء من المجتمع كما كان الحال في جميع الازمات الراسمالية وكما هو الحال في الازمة الحالية."

فهمتم الآن؟ "فناء الضدين" لا يعني بالضبط "فناء الضدين" بل "فناء جزء من الضدين". سوى أن قوجمان لم يقل لنا أي جزءٍ سيفنى وأي جزءٍ سيبقى لكي نكون على حذر. هذه هي ذروة ما وصل إليه التفكير الديالكتي الستاليني.

بعد أن إطمأنت أن "فناء الضدين" لا يعني " فناء المجتمع البشري كله" أرسلت إلى قوجمان الأسئلة التالية:
1. ما هو المصطلح باللغة الإنجليزية لعبارة "فناء الضدين" ؟ إذ لا بد إنك ترجمتها عن لغة غربية ولم "تكتشفها" بنفسك.
2. ماذا يحدث في حالة نجاة الجنين ووفاة الأم أو العكس ؟ هل يمكننا في هذه الحالة التحدث عن "قانون فناء الضد الواحد" ؟
3. ما هو التعريف الدقيق ل-"قانون فناء الضدين" ؟ كل قانون علمي يحتاج إلى تعريف دقيق ولا يمكن الأكتفاء بضرب الأمثلة.
غني عن القول أنني لم أتلق أجوبة على تساؤلاتي.

عاقبني حسقيل قوجمان بأقسى ما يمكن أن يعاقب به كاتب: الإمتناع عن قراءتي. أما أنا فقررت عدم النقاش مع قوجمان ثانية في "قانون فناء الضدين" (خشية أن يتحقق فينا القانون)، واكتفيت بالتذكير ب"صاحبه" من حينٍ لآخر، إلى أن جاء فؤاد النمري ليزيد الطين بلة.

"قانون فناء النقيضين" لفؤاد النمري:
هل "قانون فناء النقيضين" لفؤاد النمري هو "قانون نفي النفي" (Negation of Negation) الذي يتحدث عنه أنجلز؟ لقد أجبنا على هذا السؤال سابقاً بالنفي.
هل "قانون فناء النقيضين" لفؤاد النمري هو "قانون فناء الضدين" الذي اكتشفه حسقيل قوجمان؟ أعتقد إن الجواب هو بالنفي أيضاً، ولكن قوجمان هو الأحرى بالإجابة على هذا السؤال.
هل اكتشف فؤاد النمري "قانوناً" ديالكتيكياً جديداً؟ أنا أعتقد ذالك ولكن النمري قد لا يوافقني على هذا.
وإلى أن نجد حلاً لهذه المسألة العويصة أريد أن أكرر نصيحتي لفؤاد النمري : إترك "الإنفجار العظيم".
إترك "الإنفجار العظيم" لسببين: 1. هذه مسائل معقدة تدخل في صميم الفيزياء النظرية وأنت لا تفهم فيها شيئاً (أنا أيضاً لا أفهم فيها شيئاً). 2. ليس ل"لإنفجار العظيم" علاقة بالماركسية أو ب"قوانين" الديالكتيك.