إن البغاء هو ابن النظام الاقتصادي...كَلِمُ لا يَنفَد لألكسندرا دومونتوفتش


فاطمة الفلاحي
2010 / 1 / 29 - 03:12     


"جعل الإجهاض شرعيا يتم تحت رعاية الدولة وعلى حسابها."


"إن البغاء هو ابن النظام الاقتصادي السائد وابن مؤسسة الملكية الفردية. وما أن تلغى هذه المؤسسة، حتى تزول تجارة النساء من تلقاء نفسها."


الاسرة : اتحاد عاطفي – رفاقي يقوم على المساواة بين مواطنين من أبناء المجتمع الشيوعي في ممارسة حريتهما واستقلالهما وعملهما.


"إن إنسان مجتمع الغد لن يولد بالتأكيد من أسرة الأمس، التافهة الضيقة، بما تنطوي عليه من نزاع بين الوالدين واهتمامها الأناني بأولادهما دون سائر الأولاد."


"إن إنساننا الجديد، في المجتمع الجديد، يولد في رحم التنظيمات الاشتراكية كالمنتزهات والحدائق والرياض والمخيمات وغيرها من المؤسسات حيث يقضي الطفل القسط الأوفر من وقته ويتولى مربون كفؤون تحويله إلى شيوعي يعي عظمة الشعارات المقدسة، شعارات التضامن والروح الرفاقية والتعاون المتبادل والإخلاص للحياة الجماعية."


"على أنقاض « الزواج الذي لا ينفصم »، القائم على استعباد المرأة، سوف يقوم الاتحاد الحر بين الرجل والمرأة، يعززه الحب والاحترام المتبادلان بين مواطنين من مواطني الدولة العمالية، متساويين في الحقوق والواجبات."


« ما الذي لم يعد يماشي سنة التطور في نظام الأسرة ؟ وفي العلاقة بين العامل والعاملة، وبين الفلاح والفلاحة ؟ وما هي الحقوق والواجبات المتبادلة الأكثر ملاءمة لظروف الحياة في روسيا الجديدة، في روسيا العمالية ؟ ».



"كَلِمُ لا يَنفَد ألكسندرا دومونتوفتش"

• "إننا، نحن نساء البروليتاريا، لا يمكننا أن نحيا في سلام بفعل الحرب..."

• "اعتادت النساء اعتبار الرجل « ربا للأسرة » وسندها الوحيد في الحياة – نساء لم تدرك بعد أنه صار يجب البحث عن هذا السند ليس في شخص الرجل وإنما في شخص المجتمع والدولة."

• " إذا كنتُ قد حققت شيئا في هذا العالم، فليس مرد ذلك لصفاتي الشخصية. فإنجازاتي ما هي إلا الدليل على أن المرأة باتت تسير باتجاه كسب الاعتراف العام بها، على الرغم من كافة الصعاب. فانخراط ملايين النساء في العمل الإنتاجي، الذي تم بوتيرة متسارعة خلال الحرب، هو الذي أفسح المجال أمام المرأة لكي تحتل أعلى المراكز السياسية والدبلوماسية. غير أنه من المؤكد أن بلدا مستقبليا، كالاتحاد السوفييتي، هو وحده القادر على معالجة قضية المرأة دون أفكار مسبقة، وعلى تقييم أعمالها فقط من منظار مهارتها ومواهبه، وبالتالي فهو وحده القادر على أن يوكل إليها مراكز المسؤولية. وحدها العواصف الثورية الجديدة امتلكت القوة الكافية لتكنيس كافة العقد والترسبات ضد النساء. ووحده الشعب الكادح المنتج هو القادر على تحقيق المساواة الكاملة والتحرر الناجز للمرأة ببنائه المجتمع الجديد ".

• " لا زلت أنتمي إلى جيل من النساء نشأ عند منعطف التاريخ. وكان الحب، بكل ما يجره من خيبات أمل متكررة ومآس وسعي دائم وراء السعادة الكاملة، لا يزال يلعب دورا كبيرا في حياتي، دورا أكبر مما يجب أن يكونه ! ولقد هدرت فيه الوقت الثمين والكثير من الطاقة، ويمكن القول أنه كان عديم الجدوى، في التحليل الأخير. فنحن، نساء الجيل الماضي، لم نكتشف السبيل إلى التحرر الفعلي. فبذلنا طاقاتنا بدون حساب، وهدرنا طاقاتنا العملية في تجارب عاطفية عقيمة. وتأكيدا، فإني وغيري من المناضلات والكادحات، أدركنا أن الحب ليس الهدف الأساسي للحياة، وتمكنا من أن نجعل العمل محورا لحياتنا. ولولا أننا لم نهدر طاقاتنا في الصراع الدائم مع عواطفنا تجاه الآخرين، لكنا استطعنا بذل المزيد من الجهد الخلاق. والواقع أن هذا النزاع كان حربا دائمة ضد تدخل الرجل في شؤوننا وتعديه على ذاتيتنا، نزاع يدور حول مشكلة معقدة: العمل أو الحب والزواج ؟ نحن نساء الجيل القديم، لم ندرك، كما يدرك الشباب والشابات اليوم، أنه يمكن التوفيق بين العمل والسعي وراء الحب، بحيث يبقى العمل محورا للوجود. فقد منحنا كل ذاتنا للمحبوب على أمل بلوغ التناغم الروحي الكامل.غير أن الرجل كان يسعى باستمرار إلى فرض ذاتيته علينا وتكييفنا حسب مبتغاه. فاضطرمت الثورة في داخلنا، رغم كل شيء، وتحول الحب تكرارا إلى قيد يقيدنا، وشعرنا بأننا مستعبدات وحاولنا التحرر من قيد الحب. وبعد نضالات متواصلة مع المحبوب، انعتقنا أخيرا، وتدافعنا نحو الحرية. وسقطنا مجددا في الوحدة والتعاسة والوحشة. لكننا كنا ننعم بحرية السعي وراء فارس أحلامنا – العمل.من حسن حظ الجيل الحالي أنه ليس مضطرا إلى خوض غمار هذا النضال العديم الجدوى بالنسبة للمجتمع البشري، فيوفر كامل جهوده للنشاط الخلاق".

• "أيتها الرفيقات العاملات، لا تكن منعزلات، إننا إذا انعزلنا فلن نكون سوى قشة تبن يمكن لأي باطرون أن يتصرف فيها كيفما شاء، لكننا إذا تنظمنا فسنكون قوة هائلة لا يمكن لأي كان أن يكسرها."

• "رفيقاتي العاملات.. إنه لم يعد بإمكاننا أن نستسلم للحرب ولارتفاع الأسعار. علينا أن نقاوم ونصارع."

• "إذا كانت مهمتنا الأولى هي مساعدة رفاقنا على بناء روسيا ديمقراطية جديدة، فإن مهمتنا الثانية، وهي على نفس الدرجة من الاستعجال والمعزة على قلوبنا، هي استنهاض همم الشغالات من أجل إعلان الحرب على الحرب."

• "ستكون العلاقة بين الرجل والمرأة في مجتمع الغد الشيوعي، علاقة تضمن للإنسانية كافة المباهج التي يوفرها ما يسمى « الحب الحر »، عبر تحقيق المساواة الاجتماعية الحقيقية بين المرأة والرجل، وهي مباهج يعجز عن توفيرها المجتمع التجاري في ظل الرأسمالية.

• إن الأم العاملة، الواعية لدورها الاجتماعي، سوف ترتفع من الآن فصاعدا إلى مستوى لا فارق فيه بين ما هو لها وما هو ليس لها، فتدرك أن الأطفال هم أطفالنا نحن، أطفال الدولة الشيوعية، وأنهم ملك مشترك لجميع الكادحين.




"مسيرتها النضالية "

• انضمت كولونتاي إلى الحركة العمالية منذ سنيها الأولى.
• أسهمت في الحركة الاشتراكية الديمقراطية الالمانية، وتوثقت صلاتها بأبرز قادتها، وبخاصة روزا لوكسمبرغ وكلارا زتكن.
• أسست مع رفيقات لها نادي النساء العاملات، عام 1906، لدراسة قضايا المرأة العاملة، والتدريب على مختلف أشكال الدعاية والتحريض في صفوف العاملات.
• طالبت بإنشاء أجهزة حزبية متخصصة للعمل بين النساء، انطلاقا من خصوصية وضع المرأة كأم وربة بيت، وبالتالي خصوصية أشكال القهر والاستغلال الإضافية التي تتعرض لها.
• أسهم هذا النادي في تكوين أول نواة للحركة الاشتراكية النسائية في روسيا.
• اسهمت إلى جانب الكسندر شليابنيكوف، في الدعاية ضد الحرب والاتجاه الاشتراكي-الإمبريالي في الحركة العمالية، وكانت صلة الوصل بين لينين – في سويسرا – واللجنة المركزية للحزب البلشفي داخل روسيا.
• أسهمت في إصدار صحيفة نسائية – « النساء العاملات »
• اسهمت في تنظيم تحركات العاملات ضد غلاء المعيشة ومن أجل التخفيف من أعباء العمل المنزلي.
• أسهمت في تجنيد المئات من النساء لصد الهجمة الرجعية المدعومة من الاستعمار الانكلو-فرنسي.
• شكلت كتلة حزبية معارضة مع الكسندر شليابنيكوف وبعض القادة النقابيين عرفت بـ « المعارضة العمالية »
• وضعت مشاريع القوانين حول رعاية الأمومة والطفولة ليقدمها النواب الاشتراكيون-الديمقراطيون في مجلس الدوما.
• حضرت مؤتمر شتوتغارت للحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني.
• كانت كولونتاي في عداد المحاضرين في مدرسة الكادر الحزبية للعمال الروس في ايطاليا،
• شاركت، عام 1911، في تنظيم أول عيد عالمي للمرأة،
• سافرت إلى الولايات المتحدة، بتشجيع من لينين، حيث قامت بجولة واسعة ألقت خلالها عشرات المحاضرات ضد الحرب الاستعمارية ومن أجل تحويلها إلى حرب أهلية ضد الرأسمالية.
• كانت من البلاشفة الأوائل الذين وقفوا إلى جانب لينين في نيسان (أبريل) 1917 عندما قدم أطروحاته الشهيرة الداعية إلى إسقاط الحكومة البرجوازية المؤقتة بواسطة السوفييت، وتسلم الطبقة العاملة للسلطة وبناء الاشتراكية.
• كتبت في « البرافدا »
• في المنفى صدر كتابها « الأسس الاجتماعية لمسألة المرأة » وهو بمثابة سجال ضد الاتجاه النسواني ودعوة للحزب الاشتراكي الديمقراطي الروسي أن يبني حركة عمالية نسائية.
• خلال الحرب الأهلية، استدعيت كولونتاي للنضال على جبهة القتال، إذ عينت مفوضة للشعب لشؤون التوعية والإعلام في الحكومة الأوكرانية.
• وقفت كولونتاي موقفا معارضا لأغلبية الحزب البلشفي بشأن دور النقابات في ظل دكتاتورية البروليتاريا ، يدعو إلى تسيير الصناعة من قبل مؤتمر للمنتجين في عموم روسيا.
• انضمت إلى السلك الخارجي عام 1923
• شغلت عدة مناصب دبلوماسية في النروج والمكسيك وفنلندا والسويد
• رقيت إلى رتبة سفيرة متجولة عام 1943.
• تم انتدبتها الحكومة السوفييتية لتوقيع اتفاقية الهدنة السوفييتية-الفنلندية عام 1945.



"منجزاتها كوزيرة "
• عينت كولونتاي مفوضة الشعب (وزيرة) للشؤون الاجتماعية في أول حكومة بلشفية برئاسة لينين.
• أرست الأسس لعدد واسع من التحولات الجذرية بالنسبة لوضع المرأة والخدمات الاجتماعية عامة.
• أول إجراءاتها تحسين أحوال مشوهي الحرب،
• إلغاء التعليم الديني للفتيات في المدارس الرسمية،
• إحالة الراهبات والرهبان إلى الإدارة المدنية،
• منح الطالبات حق الإدارة الذاتية للمدارس،
• إيواء الأيتام واللقطاء في مؤسسات خاصة بالمشردين.
• شكلت اللجنة التي وضعت قانون الضمان الصحي المجاني الشامل لجميع سكان روسيا،
• أنشأت المكتب المركزي لرعاية الأمومة والطفولة في مطلع 1918،
• حولت مستشفيات التوليد إلى بيوت مجانية لرعاية الأمومة والطفولة تتولى إرشاد الحوامل وتوفير وسائل منع الحمل،
• أنشأت الحضانات النهارية لإيواء أطفال العاملات...



"مكتب التنسيق "
• عند عودتها إلى موسكو، تولت مكتب التنسيق للعمل بين النساء في الحزب:

- أشرفت على إصدار صحيفة شيوعية نسائية،
- نص نظم العمل بين النساء المسلمات،
- عقد مؤتمرين عالميين للنساء في موسكو.
- تكلل نشاط كولونتاي بالنجاح عندما دعم لينين شخصيا مشروعها القاضي بجعل الإجهاض شرعيا يتم تحت رعاية الدولة وعلى حسابها.


أن انسحاب كولونتاي المبكر من الحياة السياسية الداخلية قد أنقذها من المصير المظلم الذي لاقاه رفاقها في « المعارضة العمالية » والعديد غيرهم من قادة وكوادر الحزب البلشفي من مختلف الاتجاهات على يد ستالين في منتصف الثلاثينيات. وقد توفيت كولونتاي في موسكو عام 1952 .

________________________

كَلِمُ لا يَنفَد

مهامنا- مجلة Rabotnitsa، بيتروغراد 1917، العدد 1-2، الصفحة 3-4
ترجمة ونسخ: عبد الكريم شوطا (أكتوبر 2005)