الانظمة الثيوقراطية اخر اسلحة الراسمالية لاطالة عمرها تتهاوى على اعتاب عصر المعلوماتية


سعاد خيري
2009 / 12 / 19 - 14:04     

لجأ اقطاب الراسمالية الى الانظمة الثيوقراطية بعد فشل كل انظمة الحكم التي فرضوها على الشعوب من انظمة دكتاتورية تتشح بالديموقراطية واخرى دكتاتورية صريحة وصولا الى الانظمة الفاشية ، و مختلف اسلحة الابادة والتدمير وصولا الى الاسلحة النووية والحرب الالكترونية . وكل مبتكراتهم المعاصرة لتركيع الشعوب وتضليلها من اسلحة ايديولوجية وسايكولوجية ووسائل اعلام متنوعة ومتطورة ووسائل قهر وتعذيب . فقد استطاعت البشرية ان تتحدى كل تلك الانظمة وتكشف عن حقيقتها كادواة للهيمنة واستعباد الشعوب واستطاعت ان تسخر معظم اسلحتها ومبتكراتها وتحولها الى ادوات كفاحية تعزز من مواقعها وتوعية وتعبئة قواها. فلجأ القطب الاكبر للدول الراسمالية الى الانظمة الثيوقراطية المتلفعة بالدين بعد تشويهه، لتضليل البشرية وغلق افاق المستقبل امامها، وقتل ثقتها بقدراتها وتكبيل ارادتها. مستفيدة من استغلال الحركة الصهيونية الممثلة للراسمال المالي ، منذ نشأته، للديانة اليهودية في طموحها للهيمنة على العالم. فقد كان شعار الحركة الصهيونية الاول في تجميع وتعبئة يهود العالم لتحقيق اهدافها:" اليهود شعب الله المختار". وطورته وفقا لتطور الراسمال المالي الطفيلي الغير منتج عبر مراحله، وصولا الى هيمنتها على الراسمال المالي العالمي عبر هيمنتها على كبريات البنوك العالمية واسواق البورصة الى شعار "وطن قومي لليهود". واستطاعت من خلال نفوذها المالي على حكومات البلدان الراسمالية من تنفيذ حلمها في اقامة دولة اسرائيل باغتصاب الاراضي الفلسطينية وسوق ملايين اليهود من مختلف شعوب العالم تحت شعار سلفي اخر"الدفاع عن ارض الميعاد" واقامت حكمها على اسس ثيوقراطية ملفعة باغلفة ديموقراطية مهلهلة. وكانت الدولة الوحيدة بالعالم التي لا تريد رسم حدودها لانها بنيت لتكون قاعدة للعدوان والتوسع على حساب بلدان الشرق الاوسط وكمنطلق للهيمنة على العالم.
فدعمت الادارة الامريكية الانظمة الثيوقراطية كالنظام السعودي الاستبدادي القائم على ثروات نفطية هائلة وتضليل شعبه بان بلاده مهبط الوحي الالهي والكعبة التي يتقاطر عليها سنويا ملايين من مسلمي العالم وسخرته لتحقيق اهدافها التوسعية واداة لتمزيق وحدة الشعوب العربية على اسس طائفية . وعملت على تنظيم حركات ارهابية تحت شعارات دينية واقامة انظمة ثيوقراطية ممائلة كنظام طالبان في افغانستان . ودعمت الحركة الدينية في ايران بعد فشلها بحماية النظام الشاهنشاهي التابع، لوقف اندفاع الثورة الايرانية نحو التحرر الناجز والديموقراطية وفتح الطريق نحو الاشتراكية في ثمانينات القرن الماضي. وعقدت عدة صفقات سياسية مع النظام الثيوقراطي الايراني في حربها على افغانستان والعراق وتغاضت عن كل جرائم النظام السلفي بحق شعبه وخرقه للقوانين والمواثيق الدولية وارجاعه للشعب الايراني قرونا الى الوراء.
واليوم وقد اصبحت اسرائيل بدعم القطب الاكبر للراسمالية لكل مرحلة من مراحل تطور الراسمالية، البلد الوحيد الذي يمتلك اسلحة نووية ويستعملها في حروبه العدوانية على غزة ولبنان دون أي محاسبة او ردع. والبلد الوحيد الذي يرفض تفتيش مواقعه النووية من قبل المنظمة الدولية للطاقة النووية كما يرفض التوقيع على اتفاقية تحريم استخدام اسلحة الدمار الشامل . ويقترف افضع جرائم الحرب في قتل المدنيين وسرقة اعضاء القتلى والاسرى والمعتقلين، منتهكا لجميع القوانين والمواثيق الدولية .ويتحدى الرأي العام العالمي وتقارير خبرائه كتقرير غولدستون عن جرائمها في غزة باعتبارها جرائم حرب وضد الانسانية، وتقرير بو ستروم حول سرقتها لاعضاء الجرحى والاسرى والمعتقلين. وتحت شعار البلد الديموقراطي الوحيد في الشرق الاوسط، تعلن بانها دولة يهودية وتمارس افضع اشكال الفاشية والتمييز العنصري ضد الفلسطينين، وتصدر مختلف اشكال المنظمات الارهابية تحت ستار شركات الامن حيث تعمل في العراق بغطاء قوات الاحتلال عشرات شركات الامن الاسرائيلية التي تقوم بقتل علماء العراق وتنفذ معظم التفجيرات الاجرامية .
ورغم كل ذلك اليوم ، بل وبسببه تصعد اسرائيل تهديدها بعملية انتحارية من خلال ضرب المفاعلات النووية الايرانية التي ستودي اذا سمحت البشرية بها، الى تدميرها وتدمير منطقة الشرق الاوسط برمتها. كما يتصاعد اليوم شعور فئات متزايدة من الشعب الاسرائيلي بان اسرائيل اصبحت مقبرة ليهود العالم بسبب عنجهية وعدوانية الحكومة الاسرائلية باعتبارها البلد الوحيد الذي يمتلك السلاح النووي . فقد انتشرت مختلف اشكال السرطان جراء الاشعاعات النووية التي تنتجها محطتها النووية في ديمونا بشكل شمل البلد واخذ يهدد بلدان الجوار. وادى الى اصابة مئات الالاف بامراض السرطان وموت الالاف سنويا. ولم تعد الشعارات السلفية قادرة على قتل حب الانسان للحياة والاخوة بين البشر. وتتصاعد الهجرة من اسرائيل والحنين الى الاوطان الاصلية والاخوة بين البشر، فضلا عن تصاعد المطالبة الشعبية و العالمية باخلاء الشرق الاوسط من السلاح النووي .
واليوم في ايران وبعد ان توطد النظام الثيوقراطي بدعم اقطاب النظام الراسمالي واتصاعدت اطماعه التوسعية وامتد نفوذه الى العراق ولبنان وفلسطين واليمن ووصل الى السودان والصومال، وتعزز قدراته العسكرية بما فيه طموحه لامتلاك السلاح النووي ، يتحرك الشعب الايراني ليس لان نظامه اسوأ الانظمة الثيوقراطية في المنطقة بل لان الشعب الايراني اكثر وعيا واغزر تجربة من الشعبين الاسرائيلي والسعودي فضلا عن تمكنه من استخدام تكنولوجيا المعلوماتية في التوعية والتعبئة الجماهيري الوطنية والعالمية واستعدادا للمقاومة الالكترونية لتعطيل كل اسلحة النظام السلفي والهيمنة الامريكية. هذا من ناحية ومن الناحية الثانية ضعف قاعدة النظام الايراني الاقتصادية بسبب استهلاك برامج تسلحه النووي والصاروخي لموارده الهائلة والحصار الاقتصادي والتكنولوجي الذي نجحت الدول الراسمالية في فرضه عليه. فضلا عن تصاعد عنجهيته لتضليل الجماهيرواشغالها باطلاق شعارات استفزازية ضد اسرائيل وتصعيد تحرشاتها بمواقع شركات النفط العالمية الكبرى، المحمية بقوات الاحتلال الامريكية ، من خلال احتلالها لابار نفطية في محافظة ميسان، التي تم التعاقد عليها مع الحكومة العراقية .
ولابد ان يقتلع عصر المعلوماتية اسس النظام الثيوقراطي في السعودية من الجذور وبدون مراحل من خلال تطلع شبيبته الى تكنولوجية المعلوماتية وطموحه للحاق بالعالم المتحضر
كما فشلت الادارة الامريكية وقوات احتلالهاخلال ست سنوات في فرض نظام ثيوقراطي في العراق بدعم من النظام الايراني والسعودي بهدف تمزيق الشعب وحدة الشعب العراقي على اساس طائفي وتمزيق اراضيه بعد ان فشلت كل وسائلها في تركيع الشعب العراقي من خلال استخدام اكثر الانظمة الدكتاتورية في العالم وحشية وابادته بالحروب وباستخدام الاسلحة النووية واعطابه واعطاب اجياله المقبلة والبيئة. ورعم كل ذلك مكن عصر المعلوماتية طليعة الشعب العراقي من ممارسة ارقى انظمة المقاومة الالكترونية في شل ارقى واخطر اسلحة الاحتلال ولاسيما سلاحها الجوي واسقاط احدث مبتكراتها،الطائرات بدون طيار .