الفلسفة وليدة عصرها


كارل ماركس
2021 / 6 / 24 - 10:13     

سنة: 1842
في: جريدة كولونيا
تمهيد: يذهب كارل ماركس إلى أن الفلسفة يجب أن تُعبّر عن عصرها باعتبارها تتولد عن ذلك العصر. أما الضرب في الآفاق البعيدة التي ليس لها مساس بالعصر فلا يُعتبر ذلك فلسفة.


إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كالفطر(1) بل إنهم ثمرة عصرهم وبيئتهم إذ في الأفكار الفلسفية تتجلى أدق طاقات الشعوب و أثمنها وأخفاها.

إن الفكر (2) الذي يضع الخطوط الحديدية بأيدي العمال هو نفس الفكر الذي يخلق المذاهب الفلسفية في أدمغة الفلاسفة.

فالفلسفة ليست خارجة عن الواقع... وبما أن كل فلسفة حقيقية هي زبدة زمانها فلا بد أن يحين الوقت الذي يكون فيه للفلسفة عقد مع واقع عصرها و علاقات متبادلة بينها وبين هذا الواقع لا من الداخل فقط من حيث محتواها بل وأيضا من الخارج من ناحية مظاهرها (3) وعندها لن تعود الفلسفة تضاربا بين المذاهب بل مجابهة للواقع أي فلسفة العالم الحاضر...

وإذا لم يهضم الأفراد المنعزلون الفلسفة الحديثة ويهلكون لسوء هضم فلسفي فليس ذلك دليلا ضد الفلسفة كما أن الضرر الذي يلحق بعض المارّة من جراء انفجار آلة تسخين لا يُعدّ دليلا ضد علم الميكانيك.


(1) الفطر: يعني بذلك أن الفلاسفة لا يبرزون دفعة واحدة

(2) المقصود هو الفكر المرتبط بالزمان وهو يتطور من ناحية الخلق المادي والروحي. ولا يمكن فصل التقدم الفكري عن التقدم المادي.

(3) لا تتأثر الفلسفة بالزمان من ناحية محتواها فقط بل وأيضا من ناحية الصيغ التي تُقدّم فيها.