عبودية الجسد أم تماهيه مع العقل ؟اسئلة مفتوحة


ابراهيم حجازين
2009 / 8 / 26 - 09:18     

في المراحل البدئية لتطور البشرية خضع الإنسان لضرورات الطبيعة، وكانت "حرية الجسد" ممارسة مشروطة بهذه الضرورات والعقل حينها كان لا يزال يحبو .

وإذ انتقل تاريخ البشرية إلى تشكيلاته اللاحقة ، صارت الشروط الاجتماعية هي محدد نشاط وحركة الانسان بما فيها "حرية جسده"، الذي أصبح سلعة تقايض ثم تباع وتشترى، وكان مفهوم (الجسد-الخطيئة) تسليع للجسد وإعطائه قيمة تبادلية. وإذا كانت حرية الضرورة وانتقال الجسد إلى ذات حرة وفاعلة هي الشرط لحرية الجسد كما اعتقد رواد الاشتراكية فذلك يبقى استنتاج نظري لم يختبر بعد كالعديد من الوعود المستقبلية .

والفكر الانساني مهما بلغت درجة تقدميته مشروط ومحدد بظروف انتاجه الاجتماعية .وكما ان حرية الجسد بشروط المجتمع الطبقي هي تكريس لعبوديته ،كذلك الاعتقاد أن مجتمع الحرية اللاطبقية هو استمرار بهذا الشكل أو ذاك لمفهوم الحرية البرجوازية لكن على نحو أرقى أي المزيد من الحرية وليس نقيض له محكوم أيضا بشرط صياغته أي المجتمع الطبقي .كما نفهم من أراء الاشتراكيين في بدايات القرن العشرين .

وبالمقابل ثمة تساؤلات يطرحها البعض من التقدميين عن تأليه الإنسان أو ما يمكن ان نطلق عليه تماهي الجسد مع العقل. فهذا يذكر بهيجل وفكرته المطلقة في تحولاتها الكونية، كما يذكرنا أيضا (بنفس) أفلاطون التي تهبط من عالم المثل والافكار قوة عاقلة وتتحد بالجسد وتتقيد به، لكن وعندما تنتصر قوتها العاقلة على الشهوات والرغبات تتحرر النفس من قيود الجسد وتتسامى لتعود إلى عالم المثل الذي جاءت منه.

في نقد النظريات البرجوازية من منطلق المنهج العلمي هناك محاذير من الوقوع في فخ المثالية ذات السطوة في ظل الاعيب التاريخ كما قد يتصوره البعض.فالجسد المتماهي مع العقل لايزال خارج نطاق التجربة .وإذا فلحنا في الإجابة عن الشق الأول من السؤال عن عبودية الجسد، فما زال الوقت مبكرا لجواب معقول على الشق الثاني،عن تحرره. إنها أسئلة لا تزال مفتوحة وبرسم الإجابة.