بعض إنجازات الاشتراكية في الوطن العربي


يعقوب الساهي
2009 / 3 / 25 - 09:50     

عندما تأخذني رياح الجدل من خلال الحديث مع أصدقائي , كثيرآ ما يستدرجني الكلام الى مدح أو نقد الأنظمة الاقتصادية بمختلف إيدولوجياتها , ولا ينتهي الجدل بيننا الى ان اسكب الماء على النار التي إشتعلت في ديوان جلستنا بسبب شظايا الشرار التي غالبآ ما تخرج من بين ثنايا أصدقائي.

و يا أكثرها من أوقات عندما ينتقد أصدقائي بلسانهم اللاذع المنهج الاشتراكي بحجة أنهم يعتقدون أنه لم يسهم في ارتقاء شعوب العالم إقتصاديآ , متناسين ان ( كارل ماركس ) قد ساهم في تطويرالاشتراكية العلمية.

لو نظرنا من حولنا لوجدنا أن الاشتراكية كان لها حظورها المثمر و الفعال عندما طبقتها بعض الحكومات العربية في السابق (وإن كان تطبيقها لها سطحيآ فقط) .

لنعد بذاكرتنا الى الوراء ولنتمعن جيدآ في الحقبة الممتدة من عام 1952 الى 1975 فإننا سنجد أن الاشتراكية كان لها حظورها المهيب في أحد الدول العربية وهي مصر, التي كان وما زال ثقلها و حظورها العربي يحتل مكانةً كبيرة تأخذ في الحسبان , كما ان قرارتها و استراتيجياتها السياسية تسهم بشكل كبير في ترجيح كفة أغلب القضايا العربية العسكرية والحدودية و المصيرية , كقضية فلسطين مثلآ.

فمصر عندما تبنت المنهج الاشتراكي عام 1952 (وان لم تطبقه بحذافيره) إلا أنها إستطاعت أن تقوم بطرد الاحتلال الانجليزي من أراضيها بفضل تبنيها الفكر الثوري الماركسي متجسدآ في ثورة يوليو , يتبعها بعد ذلك توابع زلزال المنهج الماركسي وذلك عن طريق تأميم قناة السويس و بناء السد العالي و من ثم بناء عشرات المصانع لتساهم مصر بدور كبير في توظيف العمالة الوطنية وبالتالي لتقليل نسبة البطالة والتخفيف من حدة الفقر , ناهيك عن تصدر مكانة مصر كدولة عربية مستنيرة آنذاك حيث انها شيدت العديد من الصحف المحلية و دار المطبوعات.

ومن آخر إنجازات العصر الإشتراكي في مصر ( من وجهة نظري ) تمثل في تحرير أرض سيناء من أنياب العدو الاسرائيلي في أكتوبر 1973 .

و بعد ذلك تقلد الرئيس أنور السادات كرسي الحكم في مصر فقام بتبني ما أسماه بالانفتاح الاقتصادي ليضع بذلك النهاية للمنهج الاشتراكي في مصر عام 1975.

أي بصحيح العبارة ان السادات تبنى النظرية الرأسمالية منذ ذلك الحين و حتى اليوم لا تزال الرأسمالية هي سيدة الاقتصاد المصري , ولا أريد هنا أن أطيل عليكم الحديث عن الحالة الاقتصادية السيئة التي يعيشها الشعب المصري اليوم .

وحتى لا أخرج كثيرآ عن محور الموضوع فيكفينا أن نتمعن ونتشرف بما أنجزته مصر لوحدها عندما إنتهجت الفكر الاشتراكي ومن ثم لننتحب على ما أصبحت عليه عندما تبرأت منه , فتخيلوا معي لو انها استمرت في إنتهاج الاشتراكية العلمية لفترة أطول فكيف ستكون مصر اليوم.