خطوط تشافيز #1


فنزويلا الاشتراكية
2009 / 2 / 10 - 09:05     

بدء الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز بكتابة عمود رأي جديد تحت عنوان "خطوط تشافيز". ستقوم 28 صحيفة منتشرة في البلاد بما فيها أكبر صحيفة في فنزويلا أولتيماس نوتيسياس في يوم الثلاثاء والخميس والأحد من كل أسبوع بنشر هذا العمود.

من ناحية أخرى، فإن صحيفتي إل يونيفيرسال وإل ناسيونال السائدتين والمحسوبتين على المعارضة لن تنشرا العمود الصحفي.

و كان الرئيس تشافيز قد أوقف مؤقتاً برنامجه الحواري الأسبوعي إل بريسيدنتيه الذي يبث كل أحد ويقوم من خلاله الرئيس بمخاطبة الشعب بشكل مباشر بسبب الحملة الانتخابية للتعديل الدستوري المقبل.

----------------------
خطوط تشافيز #1

كانت ضرباتي الأقوى كلاعب بيسبول تصيب دائما الملعب الصحيح.
والآن على حقل السياسة والثورة، ستصيب هذه الضربات التي تنطلق اليوم كل ملعب بنفس القوة التي كانت تصيبها ضرباتي. مع فارق بسيط، أنهم الآن ينطلقون بقوة الأفكار والقناعات والعاطفة تجاه الوطن.
أنا، في جوهري، جندي. ومن هنا قد تشكّلتُ في مدرسة الالتزام والطاعة للقوة الشرعية التي توجه القوة الجماعية سعياً لتحقيق غايات تكتيكية وأهداف استراتيجية.

وقد حولتني مبكراً الظروف والأوضاع التي شكلت علامة في حياتي إلى جندي ثوري. وانطلاقا من هنا، أدركت شرعية وسمو القوة السيادية للشعب الفنزويلي التي أعتبر نفسي تابعا لها بشكل مطلق. وسأكون كذلك لآخر عمري.

أقول هذا اليوم وسط أحداث تشكل علامة في بداية عام 2009، بينما تشتد المعركة السياسية التي انطلقت في بلادنا قبل قرنين من الزمن. البعض، الغالبية منا، يريدون الاستقلال الوطني. والبعض الآخر، الأقلية، يريدون تحويل فنزويلا إلى مستعمرة مرة أخرى، إلى تبعية امبريالية أو جمهورية ثانوية.

ليس هناك طرق أخرى لتحقيق الاستقلال الفنزويلي غير الثورة الوطنية.
ليس هناك طرق أخرى نحو الوطن العظيم غير هذا الطريق نحو الاشتراكية الذي بدأنا صعوده. اشتراكيتنا البوليفارية، الاشتراكية الديمقراطية!

الطريق الآخر، الذي يريد الاستعماريون التابعون لليانكيز أن يأخذوننا إليه، سيقود بلدنا إلى العائقة والسطحية والمقبرة التاريخية، إنه طريق الرأسمالية وتعبيرها السياسي : الديمقراطية البرجوازية.

أما نحن، منضالو الاستقلال، فإننا نحمل قسماً، ذلك القسم الذي حمله قائدنا سيمون بوليفار على الجبل المقدس في 15 آب من عام 1805. نحن الوطنيون لدينا مشروع وإننا نحمل علماً.

أما هم، الاستعماريون، فليس لديهم أي قسم ولا مشروع ولا علم. أو الأحرى بنا أن نقول، كما رأينا في بعض نشاطات تابعي اليانكيز، فإن علمهم معكوس، مقلوب رأسا على عقب، يحوي نجمات سبعة وليس ثمانية كما أوصى بوليفارنا في آنغوستورا. وهذا يكشف كل شيء: إنهم يمثلون كل ما هو عكس الوطن، إنهم أعداء العلم، إنهم أعداء فنزويلا، إنهم أعداء بوليفار. إنهم الإنكار. إنهم اللاوطن.

أريد أن أعبر عن هذا في خطوطي، وخاصة الآن ونحن في خضم حملة شاملة نحو الاستفتاء في 15 شباط.

شباط، شباط مرة أخرى. لقد شعرت على مدى سنين أن حياتي مرتبطة ارتباطا شديدا بهذا الشهر، شهر أعياد سافانا ورياح الفصل الجافة: 27 شباط، 4 شياط، 2 شباط!
والآن، 15 شباط.

بعد عشرين عام من الكاراكاسو(1) الذي أوجدني، بعد سبعة عشر عام من الثورة العسكرية البوليفارية (2) التي ولدتني، وبعد عشر أعوام من تنصيبي كرئيس الذي أتى بي إلى هنا، أضع حياتي وكامل مستقبلي من جديد في أيدي الشعب وقراره السيادي. هذا الجندي الثوري سيقوم بما يأمره به الشعب.

إذا قالت الأغلبية "لا" فسأغادر في شباط آخر، هو شباط عام 2013.

من جهة أخرى، إذا دعم غالبيتكم، أنتم الرجال والنساء الفنزويليون، التعديل من خلال التصويت ب "نعم" فإنه من المحتمل أنني سأستمر في مقدمة المسيرة إلى ما بعد عام 2013.
ولكن في الحقيقة ليس هذا هو الشيء الأهم. هنا والآن، إن الأمر الهام هو أن ال "لا" إذا فازت فسيتم فرض مستعمرة لاوطن. أما إذا فازت ال "نعم" فسيسود استقلال ووطن.

لذا أكرر عليكم أيها الرجال والنساء والشباب الفنزويليين:
أولئك الذين يريدون وطنا .....فليأتوا معي.
والذين يأتون معي، فسيكون لهم وطنا!


ترجمها إلى العربية "فنزويلا الاشتراكية"

(1) كاراكاسو هو الاسم الذي أطلق على موجة الاحتجاجات والاضطرابات التلقائية التي جرت في 27 شباط عام 1989 في العاصمة الفنزويلية كاراكاس والمناطق المحيطة بها ضد إصلاحات السوق الحر المقدمة من قبل الرئيس الفنزويلي في ذلك الوقت، الديمقراطي الاجتماعي كارلوس آندريه بيريز الذي اتبع توصيات صندوق النقد الدولي. وقد امتد هذا التعبير عن السخط الشعبي لمدة خمسة أيام وتم قمعه بالقوة من قبل الشرطة والقوى العسكرية.

(2) في 4 شباط 1992، قاد هوغو تشافيز الذي كان وقتئذ ضابطا في الجيش انتفاضة عسكرية ضد حكومة الليبرالية الجديدة بقيادة كارلوس آندريه بيريز في وقت كانت الحكومة قد فقدت كل شرعيتها بسبب الكاراكاسو وإجراءات قمعية أخرى.